محتويات
ما هو الخرف؟
يشير مفهوم الخرف إلى انحدار أو تدهور القدرات والوظائف الإدراكية والسلوكية إلى درجة التأثير سلبيًا على مناحي الحياة اليومية، وتُعد وظائف الذاكرة، وقدرات التفكير، ومهارات الكلام واللغة، ومهارات حلّ المشاكل، والتركيز من بين أكثر الوظائف الإدراكية المتأثرة بالخرف، وقد يُعاني المصابون بالخرف كذلك من فقدان السيطرة على عواطفهم وتغير في أنماط شخصياتهم، كما قد يصل الخرف إلى مستوى شديد أو سيئ للغاية إلى درجة تُجبر المصاب على الاعتماد كليًا على غيره لقضاء أبسط حاجات حياته اليومية، ويرجع سبب الإصابة بالخرف إلى موت وتدهور حالة الخلايا العصبية نتيجة للتقدم بالعمر، لكن لا يُعد الخرف جزءًا طبيعيًا من التقدم بالعمر على الرغم من حقيقة إصابة نصف الأفراد بعمر 85 سنة وأكثر بأحد أشكال الخرف، ومن المعروف بالطبع أن مرض الزهايمر هو أحد أكثر أسباب الإصابة بالخرف انتشارًا، لكن توجد أسباب وأنواع أخرى من الخرف قد لا تكون سمعت عنها من قبل؛ كالخرف الوعائي، وخرف أجسام لوي، وغيرها الكثير[١].
طرق الوقاية من الخرف
تحدثت جمعية الزهايمر البريطانية عن وجود الكثير من الأمور والطرق التي يُمكنك اتباعها للحدّ من فرص إصابتك بالخرف، منها[٢]:
- ممارسة الأنشطة البدنية: ينظر الخبراء إلى الأنشطة البدنية بصفتها إحدى أبرز طرق وقاية الجسم من الخرف، ومما لا شك فيه أن الأنشطة البدنية تحمل فوائد كثيرة لصحتك الذهنية، وقلبك، ووزنك أيضًا، ولقد نصحت جمعية الزهايمر البريطانية بالحرص على آداء 150 دقيقة من الأنشطة الهوائية كلّ أسبوع؛ كالهرولة أو ركوب الدراجة، أو يُمكنك آداء 75 دقيقة أسبوعيًا من الأنشطة البدنية الأكثر نشاطًا؛ كالسباحة مثلًا.
- تناول الأطعمة الصحية: لا تُساهم الأطعمة الصحية في خفض فرص إصابتك بالخرف فحسب، وإنما تُساهم أيضًا في وقايتك من السمنة، وسكري النمط الثاني، والجلطة الدماغية، وأمراض القلب، وربما بعض أنواع السرطانات أيضًا، وتشتمل بعض قواعد الأكل الصحي او المتوازن على تناول الأطعمة البروتينية لمرتين في الأسبوع على الأقل؛ كالبيض، والبقوليات وزيت السمك؛ وتناول 5 حصص يوميًا من الخضراوات والفواكه، وتجنب تناول الأطعمة السكرية والمالحة والأطعمة المليئة بالدهون المشبعة.
- الإقلاع عن التدخين: تزداد فرص إصابتك بالخرف في حال كنت مدمنًا على تدخين سجائر التبغ، كما يجلب لك التدخين مزيدًا من الأذى ويرفع فرص إصابتك بأمراض سيئة أخرى؛ كسكري النمط الثاني، والسرطان، وأمراض الرئة، ويرجع سبب ذلك إلى التأثير السلبي للتدخين على الدورة الدموية في عموم الجسم، بما في ذلك الدماغ.
- تنشيط قدراتك الذهنية: يُساهم تنشيط قدراتك الدماغية أو الذهنية في وقايتك من الخرف، ويُمكنك تنشيط قدراتك الذهنية عبر تعريض دماغك لتحديات جديدة باستمرار؛ كتعلم لغة جديدة، أو الانخراط في حلّ الكلمات المتقاطعة والألغاز، أو ممارسة ألعاب الورق، أو حتى قراءة وكتابة الكتب، سواء الخيالية أو غير ذلك.
- علاج المشاكل الصحية: يُصبح من المهم إيلاء المزيد من الاهتمام لصحتك العامة عند وصولك إلى المراحل المتوسطة من العمر؛ فبعض المشاكل الصحية يُمكن أن تزيد من خطر إصابتك بالخرف دون أن تعلم بذلك، ومن بين هذه المشاكل -مثلًا- ضعف أو فقدان السمع، والاكتئاب، ومشاكل النوم أيضًا.
- طرق إضافية: ينصح الخبراء بضرورة التوقف أو الحدّ من شرب المشروبات الكحولية؛ لكون الإفراط في شرب الكحول هو أحد العوامل التي تزيد من فرص الإصابة بالخرف، كما ينصح البعض كذلك بالحديث والتواصل مع الآخرين وتعزيز أواصر العلاقات الاجتماعية عبر الانخراط في بعض الأنشطة المفيدة؛ كالتطوع مثلًا.
هل فعلًا يمكن الوقاية من الخرف؟
يعترف الخبراء بأن الوقاية من الخرف هو أمرٌ صعب المنال؛ وذلك بسبب جهلهم بالأسباب الحقيقية وراء الإصابة بهذه المشكلة أصلًا، لكن قد يتمكن المصابون بالخرف نتيجة للجلطات الدماغية أن يقوا أنفسهم شرّ الانحدار في قدراتهم الإدراكية مستقبلًا عبر اتباعهم للأمور التي تُقلل من خطر إصابتهم بالجلطة وأمراض القلب؛ كالإقلاع عن التدخين وتجنب السمنة، وغيرها من الأمور التي ذكرت مسبقًا[٣]، وفي المناسبة فإن إحدى المراجعات العلمية عام 2011 قد بحثت في موضوع الوقاية من الخرف، وتوصلت إلى وجود الكثير من الدراسات السابقة التي تحرّت العوامل المؤدية إلى الخرف، لكنها لم تتوصل إلى طريقة محددة للوقاية أو حتى لإبطاء الانحدار الإدراكي الناجم عن التقدم بالعمر، وهذا للأسف سيضع المزيد من الحمل على الكثير من المجتمعات حول العالم، خاصة تلك التي ترتفع فيها نسبة الكبار بالسن[٤]، لكن نشرت دراسة أخرى عام 2017 وجاء على ذكرها باحثون من جامعة جونز هوبكنز الأمريكية (The Johns Hopkins University)، قد أكدت على إمكانية الوقاية من الخرف بنسبة عالية جدًا عبر تجنب الإصابة بارتفاع ضغط الدم والتدخين والسكري، بل واستنتج الباحثون بأن إصابة الناس في أواسط العمر بارتفاع ضغط الدم قد زاد من فرص إصابتهم بالخرف بنسبة 40% خلال الـ 25 سنة القادمة، كما بوسع مرض السكري أن يرفع النسبة إلى 80%، وهذا يعني أن الوقاية من الخرف ترتكز بصورة كبيرة على الوقاية من السكري والضغط[٥]، وعلى أية حال، حاولت الكثير من الجامعات والمؤسسات العلمية تأسيس المزيد من المراكز والمنظمات التي تهدف إلى البحث عن أساليب علمية للوقاية من الخرف مستقبلًا، وخير مثال على ذلك مركز الوقاية من الخرف التابع لجامعة ادنبره في اسكوتلندا (The University of Edinburgh)[٦]، وشبكة البحوث الدولية للوقاية من الخرف التابعة لأحد المراكز البحثية في أستراليا[٧].
مَعْلُومَة
كان لمرض الخرف حضورٌ بين الناس منذ مئات السنين، لكنه كان نادرًا قبل القرن العشرين؛ بسبب قلة أعداد الناس الذين كانوا يصلون إلى أعمارٍ متقدمة قبل الثورة الصناعية، ولم يصل العلماء إلى نظرة شاملة حول هذا المرض إلا خلال سبعينيات القرن الماضي، وبعكس ما يعتقد به الكثيرون، فإن بوسع الخرف أن يظهر حتى عند الأفراد بالأربعينات والخمسينات من العمر أيضًا، وقد تمكّن العلماء من إحصاء أكثر من 100 مرض مُسبب للخرف، وتشتمل بعض أهم أشكال أو أنواع الخرف على مرض الزهايمر، والخرف الوعائي، وخرف أجسام لوي، والخرف الجبهي الصدغي، والخرف المرتبط بالكحول، والخرف الناجم عن مرض الإيدز، والخرف الناجم أو المرتبط بمتلازمة داون[٨].
المراجع
- ↑ "What Is Dementia? Symptoms, Types, and Diagnosis", National Institute on Aging (NIA),31-12-2017، Retrieved 25-6-2020. Edited.
- ↑ "How to reduce your risk of dementia", Alzheimer's Society, Retrieved 25-6-2020. Edited.
- ↑ "Preventing Dementia", Stanford Health Care (SHC), Retrieved 25-6-2020. Edited.
- ↑ Rodolfo Savica, M.D., M.Sc. and Ronald C. Petersen, Ph.D., M.D. (3-2011), "Prevention of Dementia", Psychiatr Clin North Am., Issue 1, Folder 34, Page 127–145. Edited.
- ↑ Rebecca Gottesman, M.D., Ph.D., "Dementia Prevention: Reduce Your Risk, Starting Now"، Johns Hopkins Medicine, Retrieved 25-6-2020. Edited.
- ↑ "Centre for Dementia Prevention", Centre for Dementia Prevention - University of Edinburgh, Retrieved 25-6-2020. Edited.
- ↑ "International Research Network on Dementia Prevention", Neuroscience Research Australia (NeuRA) , Retrieved 25-6-2020. Edited.
- ↑ "Types of dementia", Dementia Australia, Retrieved 25-6-2020. Edited.