هل هناك علاقة بين فيتامين د ومرض ضغط الدم المرتفع؟

هل هناك علاقة بين فيتامين د ومرض ضغط الدم المرتفع؟
هل هناك علاقة بين فيتامين د ومرض ضغط الدم المرتفع؟

مرض ضغط الدم المرتفع

يؤثر مرض ارتفاع ضغط الدم سلبًا على مناحٍ كثيرة من صحتك ويزيد من فرص إصابتك بالكثير من الأمراض الخطيرة؛ كتصلب الشرايين، وتضخم عضلة القلب، ومشاكل الكليتين والعينين، وغيرها من الأمراض، وللأسف فإن 90-95% من حالات ارتفاع ضغط الدم لا أحد يعلم يقينًا بسبب حدوثها، لكن الكثير من الباحثين يربطون بين ارتفاع ضغط الدم وبين السمنة، والسكري، والتقدم بالسن، والتدخين، وتناول الكثير من الملح، والسكري، وغيرها من العوامل المرضية، ومن الجدير بالذكر أن نسبة الإصابة بارتفاع ضغط الدم هي من بين أكثر نسب الإصابة بالأمراض بين السكان؛ إذ تشير التقارير القادمة من الولايات المتحدة الأمريكية أن هنالك 80 مليون شخص مصاب بهذا المرض، أي حوالي 33% من مجموع السكان في أمريكا، ومن المؤسف القول بأن حوالي 16 مليون من هؤلاء المصابين لا يعلمون أصلًا بحقيقة إصابتهم بالمرض، وتشير التقديرات العلمية إلى إمكانية أن ترتفع نسب الإصابة بارتفاع ضغط الدم بنسبة 8% بين عامي 2013 و2030 مستقبلًا[١].


هل هنالك علاقة بين فيتامين د ومرض ضغط الدم المرتفع؟

تتسم العلاقة القائمة بين فيتامين د ومرض ارتفاع ضغط الدم بالكثير من الغموض والأمور غير المفهومة على الرغم من أن البحث في هذا الموضوع قد بدأ منذ أواسط ثمانينات القرن الماضي، لكن العلماء اتفقوا في المحصلة على وجود عدد كبير من مستقبلات فيتامين د داخل الأوعية الدموية والقلب، وهذا قد يكون كافيًا لإثبات وجود دورٍ لفيتامين د في تنظيم وظائف القلب، كما أن إحدى الدراسات قد وجدت بأن إعطاء فيتامين د للكبار بالسن الذين يُعانون من ارتفاع ضغط الدم قد ساهم في خفض مستويات الضغط الانقباضي والانبساطي، بل وذهبت هذه الدراسة إلى القول بنجاعة إعطاء فيتامين د مع الكالسيوم لخفض ضغط الدم، لكن دراسات أخرى جاءت لتثبت بأن ارتفاع مستوى الكالسيوم سيؤدي إلى زيادة في ضغط الدم وليس نقصانه، ولقد جاءت دراسات أخرى حديثة جعلت موضوع فيتامين د وضغط الدم أكثر تعقيدًا[٢]، إذ حاولت مراجعة علمية في عام 2017 تحري هذا الموضوع وخرجت بنتيجة مفادها أن هنالك علاقة "غير مباشرة" بين انخفاض مستويات فيتامين د وبين الإصابة بارتفاع ضغط الدم، ونصحت الأطباء بتحري مستويات فيتامين د لدى مرضاهمز[٣]

وفي نفس السنة، أي في عام 2017، ظهرت مراجعة علمية أخرى تنفي وجود أدلة علمية راسخة لاستخدام فيتامين د لغرض علاج ارتفاع ضغط الدم، وأشارت إلى غموض الجرعات وأنواع فيتامين د التي قد تكون مفيدة لارتفاع ضغط الدم، لكنها أيضًا أشارت إلى وجود دراسات سابقة تؤيد أن لفيتامين د دورًا في التحكم بضغط الدم بطرق محددة[٤]، على أية حال، نُشرت دراسة حديثة عام 2020 حول هذا الموضوع أيضًا، ولقد توصلت هذه الدراسة في النهاية إلى أن إعطاء فيتامين د لا يؤدي إلى خفض ضغط الدم عند السكان عامةً، وهذا ينفي نتائج جميع الدراسات التي جاءت من قبل، وفي المناسبة فإن هذه الدراسة تحديدًا ساهمت في نشرها المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها[٥].


متى يجب علي فحص مستويات فيتامين د؟

في حال كنت ترغب في وقاية نفسك من الإصابة بالأمراض المختلفة منها ارتفاع ضغط الدم وكنت قلقًا حول ما إذا كان مستوى فيتامين د منخفضًا لديك، فإن بوسعك الذهاب إلى الطبيب من أجل إرشادك إلى كيفية فحص مستويات هذا الفيتامين، وعادةً ما ينصح الأطباء بإجراء اختبار التحقق من مستوى هذا الفيتامين عند أصحاب البشرة الداكنة أو الذين ينحدرون من أصول أفريقية؛ لأن البشرة الداكنة تحتوي على نسب أعلى من صبغة الميلانين الجلدية التي تجعل من الصعب على الجسم امتصاص فيتامين د من الشمس، كما يُصبح من الأفضل لك الخضوع لفحص فيتامين د في حال[٦]:

  • كنت تقضي القليل من الوقت تحت أشعة اشمس.
  • كنت مصابًا بأحد الأمراض التي تؤثر سلبًا على امتصاص الجسم لفيتامين د.
  • كنت من كبار السن.


مكملات مختلفة قد تكون مفيدة لخفض ضغط الدم

حامت الكثير من النقاشات حول نجاعة فيتامين د لخفض مستويات ضغط الدم، لكن هذا الأمر لا ينحصر فقط بفيتامين د، وإنما بمكملات طبيعية أخرى، منها[٧]:

  • المغنيسيوم: يحتاج جسمك إلى عنصر المغنيسيوم من أجل تنظيم وظائف الخلايا وإتمام وظائف العضلات، ولقد حصل تضارب أيضًا في نتائج الدراسات التي بحثت في موضوع فائدة هذا العنصر لضغط الدم، لكن يبقى هنالك في النهاية بعض الأدلة التي تشير إلى كون المغنيسيوم مفيدًا ولو قليلًا لخفض ضغط الدم.
  • البوتاسيوم: يتعارض البوتاسيوم أصلًا مع دور الصوديوم، الذي يشتهر بتسببه بارتفاع ضغط الدم، ولقد أشارت الجهات الصحية الرسمية إلى قدرة عنصر البوتاسيوم على تقليل الضغط الحاصل داخل الشرايين، كما أن بعض الدارسات العلمية تؤيد إعطاء البوتاسيوم لخفض ضغط الدم.
  • الألياف الغذائية: تتواجد الألياف الغذائية بصورة طبيعية في الكثير من الأطعمة، ولقد أظهرت نتائج بعض الدراسات السريرية أن أخذ 11 غرامًا من الألياف الغذائية يوميًا كان كافيًا لخفض مستوى ضغط الدم بعض الشيء.
  • الثوم: اشتهر الثوم بفوائده الصحية الكثيرة منذ أزمة طويلة، خاصة فيما يتعلق بالدورة الدموية وضغط الدم، وفي الحقيقة فإن هنالك أدلة علمية تؤيد فعلًا استخدام الثوم لعلاج ارتفاع ضغط الدم.
  • مكملات إضافية: لا يجد بعض الخبراء عيبًا في نصح الناس بأخذ مكملات عشبة الكركديه لغرض خفض ضغط الدم، كما بنصح البعض كذلك بتجربة زيت السمك لنفس الغرض أيضًا[٨].


قَد يُهِمُّكَ

يصعب الحصول على فيتامين د من الطعام بسبب محدودية الأطعمة الطبيعية التي تحتوي على هذا الفيتامين؛ فهو يوجد فقط في الأطعمة الحيوانية؛ كالسمك واللحوم، لذا فإن البعض يضطرون إلى شراء الأطعمة التي تأتي مدعمة بهذا الفيتامين؛ كبعض أنواع العصائر وحبوب الإفطار مثلًا[٩]، لكن هنالك مصدر واحد لفيتامين د غير حيواني، ألا وهو الفطر أو المشروم، وفي الحقيقة فإن فيتامين د الموجود في الفطر شبيه بذلك الموجود في جسم الإنسان من ناحية أنه سيحتاج إلى التعرض إلى أشعة الشمس حتى يتحول إلى صيغة كيميائية مفيدة للجسم، وهذا يعني أن أنواع الفطر الغنية بفيتامين د يجب أن تكون قد تعرضت لأشعة الشمس أو الأشعة فوق البنفسجية أيضًا[١٠].


المراجع

  1. "High Blood Pressure (Hypertension)", Texas Heart Institute, Retrieved 16-7-2020. Edited.
  2. Richard N. Fogoros, MD (23-11-2019), "Preventing High Blood Pressure With Vitamin D"، Very Well Health, Retrieved 16-7-2020. Edited.
  3. Varshil Mehta & Shivika Agarwal (2-2017), "Does Vitamin D Deficiency Lead to Hypertension?", Cureus., Issue 2, Folder 9, Page e1038. Edited.
  4. Hye Yun Jeong, Kyung Mi Park, Mi Jung Lee, et al (9-2017), "Vitamin D and Hypertension", Electrolyte Blood Press., Issue 1, Folder 15, Page 1–11. Edited.
  5. Zhang D, Cheng C, Wang Y, et al (9-1-2020), "Effect of Vitamin D on Blood Pressure and Hypertension in the General Population: An Update Meta-Analysis of Cohort Studies and Randomized Controlled Trials", Prev Chronic Dis , Folder 17, Page 190307. Edited.
  6. Sheldon G. Sheps, M.D. (14-1-2020), "Can vitamin D deficiency cause high blood pressure?"، Mayo Clinic, Retrieved 16-7-2020. Edited.
  7. Dena Westphalen, PharmD (7-3-2019), "What Supplements Can I Take for High Blood Pressure?"، Healthline, Retrieved 16-7-2020. Edited.
  8. Kerri-Ann Jennings, MS, RD (6-1-2020), "Fifteen natural ways to lower your blood pressure"، Medical News Today, Retrieved 16-7-2020. Edited.
  9. "Vitamin D Deficiency", Cleveland Clinic,16-10-2019، Retrieved 16-7-2020. Edited.
  10. "Mushrooms and Vitamin D", Berkeley Wellness-University of California,5-12-2016، Retrieved 16-7-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :