محتويات
الحليب
يعرف الحليب على أنه السائل الذي يفرز بواسطة الغدد الثدية الموجودة في أجسام الحيوانات الثدية، والذي تستخدمه لإطعام أطفالها عند الولادة، كما يعد حليب بعض الحيوانات الداجنة من أهم المصادر الغذائية للإنسان، سواء كان ذلك حليبًا طازجًا أو معالجًا كالجبنة، ويعد حليب البقر من أكثر أنواع الحليب استهلاكًا حول العالم إلى جانب حليب الماعز والخراف.[١] ويرتبط حليب الأبقار بالصحة الجيدة، إذ يحتوي على الكثير من المواد الغذائية الضرورية كالكالسيوم، ويقي من الإصابة بالعديد من الأمراض مثل هشاشة العظام.[٢] ولا بد من معالجة الحليب قبل شربه ولو قليلًا، ويزداد الطلب مؤخرًا على الحليب الطازج وغير المعالج، إذ يدعي الكثيرون أنه يحتوي على فوائد ومواد غذائية أكثر من الحليب المعالج، ويدعي آخرون أن عملية البسترة التي يتعرض لها الحليب الطازج تلغي بعض هذه الفوائد، وبالرغم من ذلك؛ تنصح بعض الحكومات وخبراء التغذية بالابتعاد عن شرب الحليب الطازج،[٣] وفي هذا المقال سوف نناقش فوائد ومضار شرب هذا الحليب.
فوائد الحليب الطازج
يدعي مروجو الحليب الطازج على أنه طعام طبيعي متكامل يحتوي على كميات أكبر من الأحماض الأمينية، والفيتامينات، والمعادن من تلك الموجودة في الحليب المبستر، كما يدّعون أيضًا أنه خيار أفضل للأشخاص الذين يعانون من حساسية اللاكتوز، أو الربو، أو الحساسية المناعية، ويعتقد بأن عملية البسترة أصبحت بلا فائدة، بل وأنها تقلل من المواد الغذائية والفوائد الصحية للحليب، وفيما يلي بعض الادعاءات الصحية للحليب الطازج، والتي للأسف غير مدعومة علميًا: [٣]
- يحتوي الحليب الطازج على مواد غذائية أكثر: تظهر العديد من الدراسات أن عملية البسترة لا تسبب خسارة كبيرة في المعادن والكربوهيدرات والفيتامينات؛ إذ تظهر عدة دراسات وجود خسارة طفيفة في الفيتامينات الذائبة في الماء مثل، فيتامين "ب" وأشكاله، ويحتوي الحليب على القليل من هذه المكونات في الأساس. وكذلك الأمر على الفيتامينات الذائبة في الدهون مثل فيتامين "أ"، إذ تقل نسبها بصورة غير ملحوظة، ويحتوي الحليب على العديد من المعادن المهمة مثل الفسفور والكالسيوم، وهي ما يحتاجه الجسم في تكوين العظام والخلايا والعضلات، كما أنها مهمة جدًا في عملية الأيض، وتعرف هذه المعادن بأنها ثابتة ومتوازنة حراريًا، وبالتالي لا تتأثر بعملية البسترة.
- يحتوي الحليب الطازج على أحماض دهنية أكثر: تظهر الدراسات عدم وجود أي اختلاف في نسب الأحماض الدهنية بين الحليب الطازج والمبستر، بل إن البسترة تسهل هضم هذه الأحماض.
- تدمر البسترة البروتين في الحليب: يتكون الحليب من نوعين من البروتين الأول هو الكازين، والثاني يعرف باسم مصل اللبن، وتساعد هذه البروتينات في نمو العضلات، وفي التخلص من مقاومة الجسم للأنسولين، والتقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب، ويعد بروتين الكازين الذي يمثل 80% من البروتين في الحليب ثابتًا حراريًا، ولا يتأثر بعملية البسترة، أما بروتين مصل اللبن فهو سريع التأثر في الحرارة، وتؤثر البسترة على قدرة هضمه وعلى مكوناته الغذائية، وتظهر إحدى الدراسات تشابهًا في النشاط البيولوجي للحليب الطازج والمبستر، أي إن التأثير الحراري على الحليب لا يذكر.
- يقي الحليب من الربو والحساسية: يعاني من 2 -3% من الأطفال من حساسية الحليب في السنة الأولى، والتي تشفى لوحدها عند بلوغ السن الثالثة، وتظهر دراسة أن لجميع أنواع الحليب نفس أعراض الحساسية، وتظهر دراسات أخرى ارتباط الحليب الطازج بالتقليل من خطر الإصابة بالربو، والحساسية، والأكزيما، ولا تدل هذه الدراسات على ارتباط مباشر بهذه الحالات.
- يعد الحليب الطازج خيارًا أفضل للأشخاص المصابين بحساسية اللاكتوز: يعرف اللاكتوز على أنه سكر الحليب، ويهضم هذا السكر في الأمعاء الدقيقة بواسطة إنزيم اللاكتاز، ويعاني البعض من قلة إفراز هذا الإنزيم، مما يؤدي إلى الانتفاخ والغازات والإسهال، ويحتوي الحليب الطازج والحليب المبستر على كميات متساوية من اللاكتوز، ويحتوي الحليب الطازج على بكتيريا تنتج اللاكتاز، والتي تدمر عند بسترتها، ومن هنا يمكن القول نظريًا أن الحليب الطازج أفضل في الهضم.
- يحتوي الحليب الطازج على كميات أكبر من مضادات الميكروبات: يحتوي الحليب على الكثير من هذه المواد، والتي تسطير على الميكروبات الضارة، وتؤخر تلف الحليب، وتقل هذه الخاصية عند تبريد الحليب، سواء كان طازجًا أم مبسترًا، وتقلل البسترة من بعض المواد المضادة للميكروبات بنسبة 30%.
فوائد الحليب الطازج للبشرة
يمتع الحليب الطازج البشرة بالعديد من الفوائد، والتي يذكر منها ما يلي:[٤]
- مرطب للبشرة: وهي من أكثر فوائد الحليب الطازج فاعلية، إذ يغذي الحليب الطازج طبقات الجلدية الداخلية، ويقدم ترطيبًا من الداخل، كما أنه يعالج مشكلة الجفاف في فصل الشتاء.
- عامل مضاد لتصبغ الجلد: يعد الحليب الطازج من أقوى العوامل المضادة لتصبغ الجلد، ويمكن استخدمه مع عصير البندورة لوضعه على الوجه.
- عامل مضاد لحب الشباب: يعد الحليب الطازج من العوامل المضادة لحب الشباب، إذ يزيل هذا الحليب الدهون الزائدة، ويحافظ على رطوبة الجلد، وهما أمران يساعدان على التخلص من حب الشباب.
- مضاد للشيخوخة: إذ يستخدم الحليب الطازج مع الموز المهروس لصنع ماسك للوجه مقاوم لآثار التقدم في السن، كما يخلص هذا الماسك البشرة من آثار التعرض للشمس، ومن شحوب لون الجلد.
- توهج البشرة: يضيف الحليب الطازج وهجًا للبشرة، خاصة عند إضافة السكر إليه؛ إذ يحسن هذا الخليط من مكونات البشرة ويعكس آثار الجفاف الظاهرة.
مضار الحليب الطازج
يعد الحليب الطازج بيئة مناسبة جدًا لتكاثر البكتيريا، وذلك بسبب حموضته المتعادلة واحتوائه على العديد من المواد الغذائية والماء، ويفرز الحليب في مناطق معقمة من جسم الحيوانات، وتبدأ احتمالية التعرض للتلوث فور خروج الحليب من ثدي الحيوان، والتعرض لمعدات تحضير الحليب وعند التخزين والنقل، ولا يكون هذا التلوث ظاهرًا للعيان إلا عند تفشيه، ولا تزيل عملية البسترة كامل البكتيريا في الحليب، بل يبقى البعض منها ويكون غير ضار، وتظهر الدراسات أن الحليب الطازج يحتوي على بكتيريا ومواد ضارة أكثر من الحليب المبستر، وتظهر لهذه البكتيريا عدة أعراض عند الإصابة بها مثل، التقيؤ والإسهال، والجفاف، والصداع، وألم البطن، والحمى، وقد تؤدي هذه البكتيريا في بعض الأحيان إلى الإصابة بكل من متلازمة انحلال البول، والتهاب المفاصل التفاعلي، والحالات الالتهابية المزمنة، ونادرًا ما تسبب الوفاة، وتزداد نسب الإصابة بهذه الأمور عند النساء الحوامل والأطفال الصغار، والبالغين الذين يعانون من ضعف المناعة.[٣]
الفوائد العامة للحليب
توجد العديد من الفوائد الصحية التي يوفرها الحليب للجسم، وفيما يأتي ذكرها:[٥][٦][٧]
- تقوية العظام والأسنان: يتميز الحليب بأنه مصدر غنيّ بالكالسيوم؛ إذ يحصل الجسم على 72% من الكالسيوم من شرب الحليب ومنتجاته، وذلك تبعًا لمعهد الطب الأمريكي. ويعرف الكالسيوم بأنه معدنٌ مهم للمحافظة على قوة وصحة العظام والأسنان، ويُخزن ما يقارب 99% منه الموجود في الجسم داخل الأسنان والعظام، بالإضافة إلى أنه يحتوي على نسبة جيدة من فيتامين د، والذي يفيد بدوره في الوقاية من خطر الإصابة بمرض هشاشة العظام، ويعد الحليب مصدرًا جيدًا للبروتين، والذي يعرف بأنه عنصرٌ غذائيٌّ أساسي للمحافظة على صحة العظام، إذ أظهرت بعض الدراسات التي أجريت أنّ تناول الحليب ومنتجاته يرتبط في الوقاية من خطر الإصابة بالكسور وهشاشة العظام تحديدًا عند كبار السن.
- الحدّ من زيادة الوزن: أشارت العديد من الدراسات التي أجريت إلى وجود علاقة تربط بين تناول الحليب والحدّ من احتمالية الإصابة بالسُمنة؛ إذ إنها أظهرت بأنّ ارتفاع استهلاك الدهون المتواجدة في الحليب أدى إلى انخفاض احتمالية إصابة الأطفال بالسُمنة، بالإضافة إلى أنّ تناول كميات كبيرة من منتجات الحليب عالية الدسم قد يرتبط بانخفاض احتمالية الإصابة بالسُمنة، ويحتوي الحليب على العديد من المكونات المتنوعة التي يمكن أن تساعد في إنقاص الوزن والحدّ من زيادته، إذ يفيد المحتوى العالي من البروتين الموجود في الحليب في زيادة الشعور بالشبع لفترة أطول، وبالتالي يحول دون الإكثار من تناول الطعام، وتوجد بعض الدراسات التي وجدت بأنّ حمض اللينولييك المتواجد في الحليب يتميز بامتلاكه القدرة على تعزيز خسارة الوزن من خلال تكسير الدهون وتثبيط إنتاجها، وتتميز المستويات العالية من عنصر الكالسيوم بالقدرة على تثبيط امتصاص الدهون في الجسم.
- تحسين المزاج والنوم والشهية: يفيد فيتامين د المتواجد في الحليب في تعزيز إنتاج هرمون السيروتونين، إذ يعرف هذا الهرمون بأنه مرتبط بالنوم والمزاج والشهية.
- المساهمة في بناء العضلات: يحتوي الحليب على نسبة عالية من البروتين عالي الجودة، إذ يحتوي على جميع الأحماض الأمينيّة الأساسية، وبالتالي فإن تناول كمياتٍ كافيةٍ من البروتين يعد أمرًا مهمًا لزيادة الكتلة العضلية والمحافظة عليها، بالإضافة إلى أنّه يفيد في دعم نموّ العضلات، ويعد الحليب كامل الدسم مصدرًا غنيًّا بالطاقة، وبالتالي فهو يفيد في الحدّ من استخدام الكتلة العضلية كمصدرٍ للطاقة.
- يعزز صحة القلب: يتميز الحليب البقري بأنه من المصادر التي تحتوي على نسبة جيدة من البوتاسيوم، إذ يفيد في تعزيز توسّع الأوعية الدموية، والتقليل من ضغط الدم، لكن يحتوي حليب البقر أيضًا على كمية عالية من الدهون المشبعة والكوليسترول، مما قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، لذلك يجب تناول منتجات الألبان باعتدال.
- التقليل من الحامضية: نشر تقرير في حوليات الطب الباطني أثبت أن شرب الحليب يقلل من معدل الحموضة في كامل الجسم.
- التقليل من خطر الإصابة بمرض السرطان: أظهرت بعض الدراسات التي أجريت أنّ فيتامين د المتواجد في الحليب يفيد في تنظيم نموّ الخلايا والوقاية من خطر الإصابة بالسرطان، إذ أشارت إلى وجود علاقة تربط بين تناول نسبة عالية من الكالسيوم والوقاية من احتمالية الإصابة بمرض سرطان القولون والمستقيم.
- يحتوي الحليب على العديد من العناصر الغذائية المهمة للجسم، والتي تتمثل بـ: الدهون، والبروتين، والكولسترول، والأحماض الدهنية المشبعة، والسكريات، والكربوهيدرات، والكالسيوم، والحديد، والفسفور، واليود، والصوديوم، بالإضافة إلى مجموعة من الفيتامينات مثل؛ فيتامين ج، والريبوفلافين، وفيتامين ب12، وفيتامين أ، وفيتامين د. [٨]
أضرار الحليب
على الرغم من فوائد الحليب المتعددة والمتنوعة، إلا أنه توجد له بعض الأضرار، وتوجد بعض الفئات التي يجب عليها الحذر عند استهلاك الحليب، وفيما يأتي ذكرها:[٩]
- المصابون بعدم تحمل اللاكتوز: تعرف بأنها حالة شائعةٌ قد يعاني منها العديد من الأشخاص ولكن بنسبٍ متفاوتة، وتحدث بسبب عدم احتواء الجهاز الهضمي على ما يكفي من الإنزيمات لهضم السكر المتواجد في الحليب، وبالتالي يمكن أن يؤدي استهلاكه من قبل الأشخاص الذين لا يتحملون اللاكتوز إلى تعرضهم للإصابة بالانتفاخ أو الإسهال أو الغازات، لذا يُنصحون بتناول منتجات الحليب التي لا تحتوي على نسبة عالية من سكر اللاكتوز؛ مثل لبن الزبادي، أو الجبن، وشرب الحليب الخالي من اللاكتوز.
- الأشخاص المصابون بحساسية تجاه الحليب: قد يسبب استهلاك الحليب من قبل الأشخاص الذين يعانون من الحساسية تجاه الحليب إلى التعرض لحدوث ردّ فعل مناعي في الجسم، والذي قد يتسبب بدوره في إفراز أجسام مضادّة، ويمكن أن تظهر عليهم بعض الأعراض، وتتضمن ما يأتي:
- المعاناة من بعض الاضطرابات الهضميّة؛ مثل الإسهال أو التقيؤ.
- التعرض للإصابة بمرض الربو.
- الإصابة بالأكزيما.
- زيادة خطر الإصابة بالنزيف.
- الإصابة بالالتهاب الرئوي.
- الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه بروتين الكازين: إذ من الممكن أن تسبب الحساسية تعرض الجسم لحدوث الالتهاب، وبالتالي ظهور بعض الأعراض، مثل:
- الإصابة باحتقان الأنف.
- ملاحظة ظهور حب الشباب.
- ملاحظة ظهور الطفح الجلدي.
- الإصابة بالصداع النصفي.
المراجع
- ↑ The Editors of Encyclopaedia Britannica (Feb 20, 2019), "Milk"، britannica, Retrieved 28/1/2020. Edited.
- ↑ Megan Ware (December 14, 2017 ), "All about milk"، medicalnewstoday, Retrieved 28/1/2020. Edited.
- ^ أ ب ت Caroline Hill (June 30, 2018), "Raw Milk: Do Its Benefits Outweigh the Dangers?"، healthline, Retrieved 28/1/2020. Edited.
- ↑ preeti bhatt (November 29, 2019 ), "12 Wonderful Benefits Of Raw Milk On Your Skin"، stylecraze, Retrieved 28/1/2020. Edited.
- ↑ "5 Ways That Drinking Milk Can Improve Your Health", healthline, Retrieved 2019-12-25. Edited.
- ↑ [https://www.medicalnewstoday.com/articles/273451.php "All about milk"], medicalnewstoday, Retrieved 2019-12-25. Edited.
- ↑ Meenakshi Nagdeve (January 28, 2020), "10 Incredible Benefits Of Milk"، organicfacts, Retrieved 28/1/2020. Edited.
- ↑ "MILK", fdc.nal.usda, Retrieved 2019-12-25. Edited.
- ↑ "Health benefits and risks of consuming milk", medicalnewstoday, Retrieved 2019-12-25. Edited.