ما الفرق بين العزل الصحي والحجر الصحي والتباعد الاجتماعي؟

ما الفرق بين العزل الصحي والحجر الصحي والتباعد الاجتماعي؟
ما الفرق بين العزل الصحي والحجر الصحي والتباعد الاجتماعي؟

العزل الصحي

في ظل انتشار جائحة كورونا هل تساءلت يومًا عن الفرق بين العزل الصحي والحجر الصحي؟ يهدف العزل الصحي Isolation إلى فصل الناس المصابين بالمرض عن الناس الذي لم يُصابوا بالمرض، وهذا المفهوم يختلف عن مفهوم الحجر الصحي Quarantine، الذي يعني فصل أو تقييد حركة الناس الذين من المتوقع أنهم تعرضوا للمرض لغرض التحقق من حقيقة إصابتهم بالمرض أم لا، لكن على أية حال، يهدف كل من العزل الصحي والحجر الصحي إلى حماية عامة الناس من الاختلاط مع المصابين بالأمراض المعدية[١]، ومن المعروف أن في كل مستشفى تقريبًا هنالك غرفة لعزل المرضى المصابين بهذه الأمراض، ولا يسمح لأحد بدخول هذه الغرفة إلا بعد أخذ الإذن من الممرضين أو الأطباء، وغالبًا ما تضع إدارة المستشفيات عددًا محددًا من الزيارات المسموح بها للمرضى في غرف العزل الصحي، وسيكون من الواجب على الممرضين والعاملين في المشفى اتخاذ أقصى درجات الحذر عند دخولهم إلى غرف عزل المرضى وذلك عبر ارتداء الملابس الواقية، والقفازات، والماسكات، وأغطية الأحذية، وأغطية الرأس، وقد يضطرون إلى غسل أجسامهم بالكامل بعد خروجهم من غرفة العزل أيضًا[٢].


الحجر الصحي

تسعى الحكومات إلى فرض الحجر الصحي على الناس من أجل منع انتشار الأمراض المعدية بينهم، وعادةً ما يُفرض الحجر على مجموعات كاملة من الناس الذين لم تظهر عليهم الأعراض، لكن من المحتمل أن يكونوا قد تعرضوا للعدوى، وهذا الأمر سيكون مفيدًا جدًا لمنع اختلاط هؤلاء الناس بالآخرين لتجنيبهم الإصابة بالعدوى دون علمهم، وهذا الأمر تجسد على أرض الواقع أثناء الحجر الصحي الذي فرضته الكثير من الحكومات عند مجيء وباء الكورونا عام 2020، لكن الحديث عن مشروعية فرض الحجر الصحي لفترات طويلة قد كان أحد المواضيع التي لاقت اهتمام الكثيرين في بعض الدول، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، التي تمتلك ولاياتها الحق الدستوري لفرض الحجر الصحي وتغريم المخالفين، لكن وأثناء وباء كورونا، سعت الولايات الأمريكية إلى فرض الحجر الصحي طواعية على الناس دون استخدام القوة والعقاب لذلك، بعكس ما حصل أثناء وباء الأنفلونزا الاسبانية عام 1919، حين فرضت الولايات حجرًا صحيًا صارمًا وإجباريًا على الناس لتجنب انتشار المرض، لكن وعلى أية حال، حاولت الجهات الصحية الرسمية تزويد المواطنين بالكثير من النصائح المهمة لإنجاح الحجر الصحي، مثل[٣]:

  • البقاء في المنزل وعدم مغادرته إلا للضرورة القصوى.
  • التواصل مع الأطباء أو المستشفيات عبر الهاتف قبل الذهاب مباشرة إليهم.
  • تجنب معانقة أو اللعب مع الحيوانات الأليفة أثناء الحجر الصحي.
  • عدم مشاركة أكواب وأواني الطعام والملابس والمناشف مع الآخرين.
  • الالتزام بقواعد النظافة العامة وغسل اليدين.


التباعد الاجتماعي

شاع استخدام مصطلح التباعد الاجتماعي أو البدني Social /Physical Distancing بين الناس بكثرة أثناء انتشار وباء الكورونا عام 2020 أيضًا، والمقصود بهذا المصطلح ببساطة هو زيادة المسافة بين الناس من أجل منع إصابتهم بالمرض، وهذا قد يتضمن الابتعاد بمسافة 6 أقدام (2 متر) عن الآخرين وإلغاء المناسبات أو الأحداث التي تجمع الناس في مكان واحد؛ كالاحتفالات والمباريات الرياضية، ويهدف التباعد الاجتماعي بالطبع إلى إبطاء وتيرة انتشار المرض وإعطاء الأنظمة الصحية مجالًا أو وقتًا للتأقلم مع أعداد المرضى التي تصل إليهم، وفي المناسبة فإن التباعد الاجتماعي يتضمن أيضًا إغلاق المدارس والاستعانة بالدروس الافتراضية، والعمل من المنزل بدلًا عن الحضور إلى المكاتب، والتواصل مع الأقرباء باستخدام وسائل التواصل الرقمية بدلًا عن زيارتهم على أرض الواقع، وهنالك أيضًا مصطلح آخر مرتبط بالحجر والتباعد الاجتماعي هو الحجر الذاتي أو الطوعي Self-Quarantine، الذي يعني الحجر الطوعي عبر المكوث في المنزل وبعيدًا عن الناس عند الشك بالإصابة وبالمرض أو بعد ظهور بواعث الإصابة بالمرض، ولقد نصح الباحثون بضرورة الالتزام بالحجر الذاتي لمدة 14 يومًا في حال الشك بالإصابة بالكورونا، كما قد يكون الحجر الذاتي مهمًا للغاية بعد العودة من السفر إلى الأماكن التي ينتشر فيها المرض[٤].


أهمية الالتزام بالعزل والحجر الصحي والتباعد الاجتماعي

تنتقل الفيروسات من شخص إلى آخر قبل حتى أن تظهر الأعراض على المصاب بالمرض، وهذا يعني أن بوسع المصابين نقل المرض إلى أناس كثر دون أن يكونوا على دراية بذلك، وهذا هو السبب الذي جعل الخبراء ينصحون بضرورة العزل أو الحجر الطوعي في المنزل عند ظهور أعراض المرض وعدم مخالطة الآخرين، كما نصحوا كذلك بعدم التواصل مع الأطقم الطبية وخدمات الطوارئ إلا إذا تسبب المرض في ظهور أعراضٍ سيئة للغاية؛ كالحمى والسعال وضيق التنفس الشديد، وفي حال جاءت نتيجة الفحوصات إيجابية وتأكدت الإصابة بالمرض، فإن الجهات الرسمية ستنصح أو ستفرض الحجر الصحي على العائلة لمنع انتشار المرض للآخرين، لكن وعلى أية حال، يبقى التباعد الاجتماعي على مستوى المجتمع ككل هو الخطوة الضرورية لإبطاء انتشار المرض[٥].


مَعْلومَة

قد تعتقد عزيزي الرجل بأن العزل والحجر الصحي هي أساليب صحية حديثة، لكن الحقيقة أن هذه الأساليب قد لجأ إليها الناس منذ فترات تاريخية طويلة؛ فقبل 700 عام جاء مصطلح الحجر الصحي من كلمة إيطالية quaranta giorni تعني "أربعين يومًا"، للدلالة على فترة العزل التي كان يجب أن تمر بها السفن عند مجيئها إلى ميناء دوبروفنيك الكرواتي، وذلك لغرض منع انتشار الطاعون، كما لجأ الناس إلى اتباع أساليب الحجر لمنع انتشار الجذام والكوليرا، وفي الحقيقة كان هنالك نُزل أو بيوت خاصة لإيواء المصابين بالجذام في الكثير من المدن الأوربية أثناء القرون الوسطى، وكان هنالك غرف عزل داخل المنشآت الصحية، لكن استعمال هذه الغرف كان غير نظامي أثناء القرون الماضية، ولم يحدث تغيير كبير في أنظمة العزل ومكافحة العدوى داخل المستشفيات إلا بعد اكتشاف الفيروسات والبكتيريا في بداية القرن العشرين، خاصة بعد الكشف عن بعض أنواع البكتيريا التي تنتقل بكثرة داخل المستشفيات، وهذا أدى إلى تطوير أنظمة لمكافحة العدوى في الخمسينات والستينات في الولايات المتحدة الأمريكية[٦].


المراجع

  1. "Quarantine and Isolation", Centers for Disease Control and Prevention (CDC),29-9-2017، Retrieved 29-6-2020. Edited.
  2. David C. Dugdale, III, MD (29-9-2019), "Isolation precautions"، Medlineplus, Retrieved 29-6-2020. Edited.
  3. "COVID-19: Understanding Quarantine, Isolation and Social Distancing in a Pandemic", Cleveland Clinic,4-4-2020، Retrieved 29-6-2020. Edited.
  4. Lisa Lockerd Maragakis, M.D., M.P.H., "Coronavirus, Social and Physical Distancing and Self-Quarantine"، Johns Hopkins Medicine, Retrieved 29-6-2020. Edited.
  5. Corinn Cross, MD, FAAP (4-6-2020), "Social Distancing: Why Keeping Your Distance Helps Keep Others Safe"، American Academy of Pediatrics, Retrieved 29-6-2020. Edited.
  6. Caroline Landelle, Leonardo Pagani, and Stephan Harbarth (15-2-2013), "Is patient isolation the single most important measure to prevent the spread of multidrug-resistant pathogens?", Virulence., Issue 2, Folder 4, Page 163–171. Edited.

فيديو ذو صلة :