محتويات
ما هو العد الوردي؟
ينتمي العدُّ الوردي Rosacea إلى فئة الأمراض الجلدية الالتهابية غير المعدية التي تستهدف الوجه تحديدًا، وعادةً ما يؤدي هذا المرض إلى انتفاخ الشعيرات الدموية في جلد وجهك، مما يُكسبك منظرًا أحمرًا متوهجًا، كما قد يتسبب هذا المرض أيضًا بظهور بثور ذات رؤوس صفراء اللون فوق جبهة رأسك، وخديك، وذقنك، لكن وبعكس حب الشباب فإن العد الوردي -لحسن الحظ- لا يترك وراءه ندوبًا جلدية دائمة، وعادةً ما يظهر هذا المرض لدى الأشخاص بسنواتهم الأربعين أو الخمسين، وللأسف تزداد حدة أعراض المرض كلما تقدم المصاب بالعمر، ولا يوجد بيد الأطباء علاج فعال للقضاء على هذا المرض، كما أن أسباب الإصابة به تبقى مجهولة إلى حدّ بعيد[١]، لكن العلماء لاحظوا انتشارًا لهذا المرض بين النساء وعند أصحاب البشرة الفاتحة، لكن أعراض المرض يُمكن أن تكون أكثر حدة عند الرجال تحديدًا[٢].
أسباب العدّ الوردي
ينفي الخبراء معرفتهم بالأسباب الدقيقة وراء إمكانيّة إصابتك بالعد الوردي، لكن البعض منهم يشيرون إلى وجود عوامل محتملة كثيرة وراء هذا المرض، منها[٣]:
- مشاكل الأوعية الدموية في الوجه: على الرغم من درجة الغموض الكبيرة التي تحيط بهذا الأمر، إلا أن بعض خبراء الأمراض الجلدية يلقون باللوم على شذوذات ومشاكل الأوعية الدموية في الوجه في التسبب بحدوث العد الوردي.
- العث: يُعد جلد وجهك مكانًا لعيش بعض أنواع العث التي تُدعى بالدويدية الجريبية، وهي غالبًا لا تؤدي إلى مشاكل على الإطلاق، لكن الباحثين لاحظوا ارتفاعًا في أعداد هذا العث عند المصابين بالعد الوردي، مما جعل البعض يشك في العلاقة بين العد الوردي وهذا العث، لكن الباحثين ما زالوا غير متأكدين حول ما إذا كان زيادة عدد العث هو المسؤول عن العد الوردي، أم أن العد الوردي هو الذي زاد من أعداد العث.
- البكتيريا: تحتوي أمعاؤك على نوع من البكتيريا يُدعى بالملوية البوابية، والتي بمقدورها إفراز مركبات كيميائية لها القدرة على توسعة الأوعية الدموية لديك، وهذا دفع بالباحثين إلى القول بإمكانية أن تكون هذه البكتيريا هي المسؤولة عن إصابتك بالعد الوردي.
- الجينات الوراثية: لاحظ الخبراء أن الكثير من مرضى العد الوردي لديهم أقرباء مصابون بهذا المرض أيضًا.
- المحفزات: تمكّن العلماء والباحثون من الكشف عن وجود الكثير من المحفزات التي تجلب العد الوردي أو تزيد من حدته لديك، ومنها –مثلًا- زيادة درجات الحرارية، والتعرض لأشعة الشمس، والرطوبة العالية، وممارسة الأنشطة البدنية المجهدة، والاستحمام بالماء الدافئ والساونا، والإصابة ببعض الأمراض المزمنة؛ كارتفاع ضغط الدم، فضلًا عن تناول بعض الأدوية والتعرض للمواقف المحرجة أو المثيرة للتوتر أو الغضب، أو حتى تناول بعض أنواع الأطعمة؛ كالمشروبات الحارة، ومنتجات الألبان، والبهارات.
أعراض العد الوردي
يتسبب العد الوردي بظهور أعراضٍ كثيرة لديك، خاصة في منطقة الوجه، مثل[٤]:
- احمرار الجلد: يؤدي العد الوردي إلى حدوث احمرارٍ في الجلد الواقع في منتصف وجهك، كما قد يتزامن ذلك مع تورم في الشعيرات الدموية الصغيرة فوق أنفك وخديك.
- البثور الحمراء: يشكو الكثير من المصابين بهذا المرض من ظهور بثور فوق وجههم شبيهة بحب الشباب، وقد تحتوي هذه البثور على القيح أحيانًا.
- تضخم الأنف: تزداد سماكة الجلد الذي يغطي الأنف مع مرور الوقت بسبب العد الوردي، وهذا يجعل الأنف يبدو أكبر حجمًا، خاصة عند الرجال.
- مشاكل العينين: تُصاب العينين بالتهيج والانتفاخ وربما بالاحمرار أيضًا عند بعض المصابين بالعد الوردي.
من الضروري الإشارة هنا إلى وجود أربعة أنواع من العد الوردي، ولكل من هذه الأنواع أعراضٌ خاصة بها، وهي في المناسبة تدل على الأعراض سالفة الذكر؛ فمثلًا يشير النوع الأول إلى احمرار الوجه، بينما يشير النوع الثاني إلى ظهور البثور الشبيهة بحب الشباب، أما النوع الثالث فهو يدل على تضخم الجلد في الأنف، والنوع الرابع بكل تأكيد سوف يدل على المشاكل الحاصلة في منطقة العينين[٥].
علاج العد الوردي
لم يتوصل العلم بعد إلى علاجٍ حاسمٍ للتعامل مع العد الوردي، لكن يبقى بوسع الطبيب وصف أساليب علاجية كثيرة لتخفيف حدة الأعراض لديك، مثل[٣]:
- الأدوية: قد يصف الطبيب لك مجموعة من الأدوية الموضعية التي يُمكنك دهنها فوق وجهك، أو الأدوية الفموية التي يُمكنك تناولها على شكل حبوب أو كبسولات، وقد تُفلح الأدوية الموضعية في تخفيف الالتهابات والاحمرار، لكن قد يضطر طبيبك إلى وصف أدوية قوية؛ كدواء الآيزوتريتينوين مثلًا الذي يؤخذ عبر الفم لغرض تثبيط إنتاج الزيوت الجلدية.
- اللّيزر: في حال تسبب العد الوردي بظهور أوعية دموية واضحة على وجهك، فإن بوسعك الاستفادة حينئذ من العلاجات بالليزر التي بمقدورها إخفاء أو كمش هذه الأوعية، لكن قد تتسبب هذه العلاجات في شعورك ببعض الألم، كما قد تترك بعض الكدمات الظاهرة على وجهك.
- الجراحة التجميلية: بوسع بعض جراحي التجميل إيجاد حلولٍ جراحية لتخليصك من الضخامة أو السماكة الإضافية للأنف نتيجة للعد الوردي.
الوقاية من العد الوردي
لا بُدّ أنّكَ بدأتَ تتساءل عن كيفيّة الوقاية من هذه المُشكلة، ولكن لا توجد طريقة مثبتة للوقاية من العد الوردي، على الرغم من أن إحدى الدراسات الحديثة وجدت بأن شرب القهوة المليئة بالكافايين قد تقلل من فرص الإصابة بهذا المرض عند الناس، لذا فإن من الأنسب لك تجنب المحفزات التي يُمكن أن تجلب أعراض المرض لديك؛ كأشعة الشمس، والأطعمة المبهرة، ودرجات الحرارة العالية، وقد يكون من الأنسب لك أيضًا الاهتمام بنظافة وجهك واستخدام المنتجات التي لا تتسبب بحدوث احمرار أو تهيج في جلد الوجه لديك[٦].
قد يُهِمُّكَ
ليس هنالك داعٍ لتشعر بالحرج والضيق بسبب إصابتك بالعد الوردي، فأنت لست الوحيد المصاب بهذا المرض؛ إذ تشير الإحصاءات إلى وجود 16 مليون حالة من هذا المرض في الولايات المتحدة الأمريكية، ويوجد ما يقارب 45 مليون حالة على مستوى العالم أيضًا[٧]، وتذكر عزيزي الرجل أن هنالك الكثير من المشاهير والشخصيات البارزة التي أصيبت بهذا المرض وما زال الجميع يتحدث عنها دون الإشارة أصلًا إلى إصابتهم بالعد الوردي، ومن بين أبرز الأمثلة على ذلك الرئيس الأمريكي بيل كلينتون والأميرة البريطانية الشهيرة ديانا[٨].
المراجع
- ↑ "Rosacea", Better Health,4-2018، Retrieved 28-6-2020. Edited.
- ↑ "Rosacea", National Health Service (NHS),15-1-2020، Retrieved 28-6-2020. Edited.
- ^ أ ب Cynthia Cobb, DNP, APRN (15-12-2017), "What is rosacea?"، Medical News Today, Retrieved 28-6-2020. Edited.
- ↑ "Rosacea", Mayo Clinic,6-9-2019، Retrieved 28-6-2020. Edited.
- ↑ Cynthia Cobb, DNP, APRN (1-10-2019), "Rosacea: Types, Causes, and Remedies"، Healthline, Retrieved 28-6-2020. Edited.
- ↑ "Rosacea", Harvard Health Publishing,12-2018، Retrieved 28-6-2020. Edited.
- ↑ William C. Shiel Jr., MD, FACP, FACR (22-6-2020), "What Is the Main Cause of Rosacea?"، Medicine Net, Retrieved 28-6-2020. Edited.
- ↑ "Rosacea: Overview", American Academy of Dermatology Association, Retrieved 28-6-2020. Edited.