الفصام
يشير مصطلح الفصام، أو انفصام الشخصية، إلى اضطراب عقلي يصيب الإنسان إما في أواخر العمر وإما في أواخر سن المراهقة، ويتسم مرض الفصام بمعاناة المريض من بعض الصعوبات المعرفية والهلوسة، ويحتمل أن يلازم المرض الشخص على مدار حياته. ويؤثر مرض الفصام وأعراضه على قدرة المريض في أداء المهام اليومية، فيتراجع إنتاجه في العمل أو الدراسة. [١]
أفضل علاج للفصام
يقوم علاج مرض الفصام على استخدام الأدوية والعلاج النفسي والأسري، فضلًا عن تدريب المريض على المهارات الاجتماعية المتعددة. [٢]
- الأدوية:تفيد الأدوية المضادة للذهان في تخفيف الأعراض لدى المريض، مما يُعينه في ممارسة نشاطاته ومهامه اليومية بفعالية أكبر. ويرجع الاستخدام الأول لمضادات الذهان إلى العقد الخامس من القرن الماضي، وكانت تعرف حينها باسم مضادات الذهان التقليدية. وعلى العموم، تهدف مضادات الذهان أساسًا إلى تخفيف أعراض الفصام، لذلك، لا تعد علاجًا لمرض الفصام بحد ذاته، ولا يشترط استخدامها تلافي نوبات مستقبلية من المرض عند الشخص. وينحصر اختيار الدواء المناسب وجرعته اليومية بالطبيب الكفؤ والمتمرس بالعلاج الدوائي للاضطرابات والأمراض النفسية، وتختلف الجرعة اليومية للدواء بين مريض وآخر، فالطبيب يحرص دائمًا على اختيار جرعة مناسبة لا تسبب أي تأثيرات جانبية عند المرضى؛ فمضادات الذهان التقليدية، مثل هالدول وثورازين، تزيد خطر إصابة المريض بالتأثيرات الجانبية خارج السبيل الهرمي، مما يؤثر سلبًا على قدرات النطق والحركة، وتشمل التأثيرات الجانبية الأخرى لمضادات الذهان كلًا من النعاس، والأرق، وتشنجات العضلات، والارتعاش، وجفاف الفم وضبابية الرؤية.
- العلاج الفردي:يعرف العلاج المعرفي السلوكي CBT بأنه من أكثر الأساليب المستخدمة ضمن العلاج النفسي لتخفيف أعراض الفصام، ويركز هذا العلاج تحديدًا على العلاقة بين أفكار المريض وسلوكياته، هادفًا بذلك إلى مساعدته في تحديد أنماط التفكير السلبية عنده حول نفسه والعالم المحيط به، فضلًا عن تحسين قدرته على اتخاذ القرارات. ولمّا كانت الأمور السابقة مفتقرةً عند مرضى الفصام، كان العلاج المعرفي السلوكي وسيلة فعالة في منح المرضى شعورًا أكبر بقدرتهم على تنظيم عواطفهم وسلوكياتهم، ولكن هذا الأمر يتطلب إجراء محادثات صريحة وواضحة مع طبيب الأمراض النفسية.
- العلاج الأسري:ثمة ظاهرة سلبية تحيط بمعظم مرضى الفصام، وتتمثل في جهل أفراد أسرتهم بالطريقة المناسبة لمساعدة مريض الفصام وتسريع عملية العلاج، لذلك، يكون العلاج الأسري أمرًا جوهريًا في عملية العلاج الكلية؛ إذ إنه يسمح بتعافي ديناميكات العلاقة الأسرية التي تضررت بفعل إصابة الشخص بالفصام، ويساعد الأفراد على مواجهة التحديات الناجمة عن المرض والتغلب عليها، جنبًا إلى جنب مع تعليمهم الوسائل الأفضل للتعبير عن احتياجاتهم جميعًا وتلبيتها.
- تدريب المهارات الاجتماعية:لمّا كان مرضى الفصام يعانون من أعراض ذهانية متمثلة في الأوهام والهلوسة، كانوا غير قادرين أحيانًا على تمييز العالم الحقيقي من الوهمي، وهذا الأمر بدوره يؤثر سلبًا على العلاقات الشخصية بين المريض ومحيطه، فيؤدي إلى مناخ غير صحي بينهم. ومن هذا المنطلق كان ضروريًا تدريب المريض على المهارات الاجتماعية لتحسين قدرته على التعامل مع الأفراد ضمن أسرته أو العمل أو الدوائر الاجتماعية الأخرى.
أعراض مرض الفصام
ينطوي مرض الفصام على مجموعة من الأعراض المرتبطة بسلوكيات المريض ومشاعره وقدراته المعرفية، وهي تشمل عمومًا ما يلي: [٣]
- معاناة المريض من الأوهام حين يتخيل أمورًا لا تمت إلى الواقع بصلة! فعلى سبيل المثال، يظن المريض بأنه عرضة للأذى والمضايقة بفعل الإيماءات والكلام الموجه إليه، ويظن أيضًا بأنه شخص مميز ذو قدرات استثنائية أو يخوض علاقة حب مع شخص آخر.
- المعاناة من الهلوسة القائمة على سماع أصوات غير موجودة أو رؤية بعض الأمور الوهمية.
- المعاناة من اضطراب التفكير وغير المنتظم، ويتجلى هذا الأمر في إجاباته الغريبة على الأسئلة، ومحتواها غير المرتبط بموضوع السؤال جزئيًا أو كليًا، ويكون حديثه مفككًا ومحتويًا على كلمات لا يمكن فهمها.
- حدوث سلوك حركي غير منتظم أو طبيعي، ويتجلى ذلك في بعض التصرفات الطفولية وسرعة الاهتياج عند المريض، ويكون سلوكه عبثيًا في أغلب الأحيان مما يصعب عملية تنفيذ المهام.
- تراجع قدرة المريض على العمل والعناية بنفسه، إذ يتجاهل، مثلًا، نظافته الشخصية ويبدو مفتقرًا إلى المشاعر، فلا يتواصل بصريًا مع الآخرين ولا تبدو أي تعبيرات على وجهه حين التكلم، ويفقد أي اهتمام بالأنشطة اليومية وينسحب تدريجيًا من الحياة الاجتماعية.
المراجع
- ↑ "Understanding the symptoms of schizophrenia", medicalnewstoday, Retrieved 2019-8-12. Edited.
- ↑ "How Schizophrenia Is Treated", verywellmind, Retrieved 2019-8-12. Edited.
- ↑ "Schizophrenia", mayoclinic, Retrieved 2019-8-12. Edited.