أسباب اسمرار جسم الحامل

اسمرار جسم الحامل

تمر بعض النساء بتغراتٍ جلدية كثيرة أثناء الحمل؛ فبضعهن يبدأن بملاحظة ظهور تجعدات صغيرة ذات لون زهري أو بنّي على البطن والثديين، كما يشكو بعضهن أيضًا من اسمرار للجلد أو ظهور بقع داكنة على الوجه والوجنتين، وعادةً ما يُطلق الخبراء والأطباء على اسمرار جسم المرأة الحامل اسم "الكلف"، لكن البعض يُطلقون عليه اسم" قناع الحمل" أيضًا، وهو ينجم أساسًا عن زيادة الصبغة الجلدية نتيجة زيادة إفراز جسم الحامل للهرمونات، ويوجد عند حوالي 50% من النساء الحوامل، لكن المشاكل الجلدية عند الحوامل لا تتوقف عند اسمرار الجلد فحسب، وإنما هناك حوامل يُعانين أيضًا من ظهور حب الشباب، والبثور، بالإضافة إلى تغيرات في لون النمش والشامات في مناطق متنوعة من الجسم[١].


أسباب اسمرار جسم الحامل

يشكو ما بين 50-70% من النساء الحوامل من اسمرارٍ في جلد مقدمة الرأس، والأنف، والشفة العلوية، والوجنتين، وقد يصل الاسمرار إلى مناطق أخرى من الجسم أحيانًا، خاصة تلك المعرضة لأشعة الشمس؛ كالرقبة وساعد اليد، ولقد أرجع العلماء حصول هذا الاسمرار إلى زيادة مستوى هرمون الأستروجين، الذي بدوره يحث الجسم على إنتاج المزيد من صبغة الميلانين الجلدية، وفي الحقيقة لا تؤدي زيادة الأستروجين إلى اسمرار الجلد فحسب، وإنما تُعد مسؤولة كذلك عن ظهور ما يُعرف بـ"الخط الأسود"، الذي يظهر بوضوح حول البطن أثناء فترة الحمل، ويشير الباحثون إلى إمكانية اعتبار أشعة الشمس فوق البنفسجية أحد العوامل التي تحفز جلد المرأة على التحول إلى اللون الأسمر، كما يشيرون كذلك إلى شيوع المعاناة من اسمرار الجلد بنسب أكبر بين النساء اللواتي يمتلك بشرة ملونة أو سمراء أصلًا؛ وذلك لأن الخلايا المنتجة لصبغة الميلانين تكون أنشط لدى هذه الفئة من النساء أكثر اللواتي يمتلكن بشرة فاتحة أو بيضاء، لكن هذا لا يعني انعدام وجود المشكلة نهائيًا بين النساء اللواتي يمتلكن بشرة فاتحة أيضًا، وعلى العموم تشير بعض الدراسات إلى ارتفاع نسب الإصابة باسمرار الجلد عند النساء اللواتي ينتمين إلى عائلة سادت بين أفرادها هذه المشكلة من قبل[٢].


علاج اسمرار جسم الحامل

لا توجد حاجة لعلاج الكلف أو اسمرار الجلد عند الحامل؛ لأن المشكلة تزول وحدها بعد قضاء فترة الحمل الطبيعية، لكن يبقى بإمكان الحوامل تقليل حدة هذه المشكلة عبر اتباع التالي[٢]:

  • أخذ ما يكفي حاجة الجسم من حمض الفوليك: يمتلك حمض الفوليك مقدرة على تقليل فرط تصبغ الخلايا الجلدية، وبالإمكان الحصول على الكثير من حمض الفوليك عبر تناول السبانخ، والفواكه الحمضية، والأرز.
  • وضع الكريمات الواقية من الشمس: ينصح الأطباء النساء الحوامل بضرورة استخدام أنواعٍ مناسبة من الكريمات الواقية من أشعة الشمس واستعمالها حتى في الأجواء العادية أو غير المشمسة، وقد يكون من الأفضل التركيز على استعمال الكريمات التي تحتوي على ثاني أكسيد التيتانيوم وأكسيد الزنك[٣].
  • استخدام مواد التجميل: يجوز تغطية المنظر السيء لاسمرار الجلد عبر استعمال مواد التجميل، لكن يجب انتقاء أنواع مواد التجميل المناسبة وغير المثيرة للحساسية؛ وذلك لأن جلد المرأة يُصبح حساسًا أكثر أثناء الحمل.
  • تجنب استخدام الشمع: يزيد استخدام الشمع الخاص بإزالة الشعر من خطر حصول الالتهابات الجلدية وقد يزيد من حدة اسمرار الجلد أيضًا، خاصة عند وضعه على الشفة العلوية.


اسمرار جسم الحامل بعد الحمل

تختفي آثار اسمرار جسم الحامل خلال سنة واحدة بعد ولادة الطفل، لكن قد تستمر بعض الآثار بالتواجد لفترات زمنية أطول، وقد يستمر الاسمرار بعد الحمل بسبب تناول المرأة حبوب منع الحمل التي تحتوي على الأستروجين، لذا قد يُصبح من الضروري مناقشة موضوع اسمرار الجلد مع الطبيب في حال استمرت المعاناة من ذلك طويلًا؛ إذ يُمكن للطبيب وصف بعض الكريمات القادرة على تخفيف حدة المشكلة، لكن يجب بالطبع إخبار الطبيب في حال الرغبة بالحمل مرة أخرى؛ فبعض الأدوية الموصوفة لغاية محاربة الكلف يُمكنها أن تكون غير مناسبة للحوامل[٤].


المراجع

  1. "Skin Changes During Pregnancy", American Pregnancy Association,7-2015، Retrieved 28-5-2019. Edited.
  2. ^ أ ب Anita Sadaty, MD (14-1-2019), "What Is Chloasma?"، Very Well Family, Retrieved 28-5-2019. Edited.
  3. Bolanca I, Bolanca Z, Kuna K,et al (10-2008), "Chloasma--the mask of pregnancy", Collegium antropologicum, Issue 2, Folder 32, Page 139-41. Edited.
  4. "Skin darkening during pregnancy (melasma or chloasma)", Baby Center,7-2017، Retrieved 28-5-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :