منع الحمل
في كل شهر يبدأ جسم المرأة بعملية تؤدي إلى حدوث الحمل، وهي عملية التبيوض، إذ تصبح البيئة في عنق الرحم مناسبة أكثر لحركة الحيوانات المنوية، وتزيد سماكة بطانة الرحم استعدادًا لاستقبال الحيوان المنوي المخصب للبيوضة، ويجب أن تستخدم المرأة التي ترغب بمنع حدوث الحمل وسيلة تمنع فيها حدوث الحمل، وتوجد العديد من الوسائل لمنع الحمل، فمنها ما يتعلق بعملية التبويض، ومنها ما يتعلق بعملية نقل الحيوانات المنوية، ومنها ما يتعلق بقتل الحيوانات المنوية، ومنها ما يتعلق بمنع الحيوانات المنوية من الوصول للبويضة، وبعضها الآخر يتعلق بتغيير نسب الهرمونات في الجسم، ويندرج منع الحمل تحت مسمى تنظيم النسل أيضًا، وتوجد أنواع مختلفة لتحديد النسل إذ تعمل بطرق مختلفة، وكل طريقة لها آثارها الجانبية ومخاطرها، كما أن بعض الطرق أكثر موثوقية من غيرها.[١]
طرق منع الحمل طبيعيًا
يمكن اللجوء إلى وسائل طبيعية لمنع الحمل، فيمكن استخدام طريقة القذف خارج المهبل عن طريق إخراج القضيب عند القذف، إلا أنّها غير مضمونة، فقد يحدث القذف في الدّاخل، كما أنّها لا تحقّق الإشباع الجنسيّ، وهذه الطريقة أيضًا من شأنها أن تؤدّي إلى مشكلات في الأعضاء الدّاخلية للمرأة، بسبب عدم حدوث الإشباع الجنسيّ، كحدوث زيادة في آلام الدّورة الشّهرية، وآلام في البطن والظهر، أما الطريقة الأكثر نجاحًا فهي تقوم على عدم ممارسة الاتصال الجنسي بين الرجل والمرأة أثناء فترة التبويض لمنع تخصيب الحيوانات المنوية البويضة، ويعتمد هذا على معرفة موعد فترة الإباضة لدى المرأة كل شهر، لذا من الضروري مراقبة العلامات والأعراض التي تشير إلى حدوث الإباضة، وفي المتوسط، تُطلق البويضة حوالي 14 يومًا، تزيد يومين أو تنقص يومين قبل فترة الحيض التالية للمرأة، ولأن البويضة تدوم من 3 - 4 أيام (من 6 إلى 24 ساعة بعد الإباضة) كما يمكن للحيوانات المنوية أن تعيش من 48 - 72 ساعة (حتى 5 أيام في المخاط الخصيب)، فإن الوقت الفعلي الذي قد تصاب فيه المرأة بالحمل لا يقاس في ساعات، وليس في أيام، ولكن في أسابيع، لذا تتطلب هذه الوسيلة التزامًا متواصلًا واعيًا مع قدر كبير من المراقبة والتحكم الذاتي، ولتحديد ما إذا كانت هذه الفترة فترة خصوبة أم لا، يمكن اتباع الطرق الآتية، والتي يفضل استخدامها جميعًا لزيادة فرصة منع الحمل والتأكد تمامًا من فترة الخصوبة بدلًا من استخدامها منفردة: [٢]
- استخدام طريقة التقويم لتجنب الحمل من خلال حساب فترة خصوبة المرأة، بناءً على دوراتها الشهرية الـ 12 السابقة، وتطرح المرأة 8 أيام من أقصر دورة شهرية لتحديد أول يوم إباضة لها، و11 يومًا من أطول دورة شهرية لها لتحديد آخر يوم إباضة لها، ويمكنها بعد ذلك حساب إجمالي عدد الأيام التي يمكن خلالها الإباضة، إذا كانت دورات الطمث لدى المرأة غير منتظمة إلى حد كبير من شهر لآخر، سيُوجد عدد أكبر من الأيام التي قد تصبح خلالها حاملًا، وتعدّ طريقة التقويم ناجحة بنسبة 70٪ في منع الحمل، وعندما تستخدم وحدها، فهي تعدّ قديمة وغير فعّالة.
- طريقة فحص الإفرازات المخاطية؛ إذ تعتمد على وجود نوع معين من إفرازات عنق الرحم الذي تنتجه المرأة استجابة للإستروجين، إذ تنتج المرأة كميات أكبر من الإفرازات المائية من المعتاد، التي تكون مثل بياض البيض النيئ، قبل إطلاق البويضة من مبيضها، ويمكن للمرأة أن تتعلم كيفية التعرف على الاختلافات في كمية مخاط عنق الرحم ونوعه، عن طريق فحص ملابسها الداخلية، أو قد تزيل بلطف عينة من المخاط من فتحة المهبل، ولا يجب أن تمارس الاتصال الجنسي مطلقًا لمدة 3 - 4 أيام بعد أن لاحظت حدوث تغيير في إفرازات عنق الرحم.
- طريقة درجة حرارة الجسم القاعدية، إذ تعتمد على حقيقة أن درجة حرارة المرأة تنخفض من 12 - 24 ساعة قبل إنتاج البويضة من مبيضِها، ثم تزداد مرة أخرى بمجرد إطلاق البويضة، ولسوء الحظ فإن هذا الفرق في درجة الحرارة لا يعدّ كبيرًا، وتتطلب طريقة درجة حرارة الجسم أن تأخذ المرأة درجة حرارتها كل صباح، كما يجب استخدام مقياس حرارة خاص أكثر دقة وحساسية من ميزان الحرارة الفموي المعتاد، مع ملاحظة التغيرات في درجات الحرارة اليومية بعناية، ولاستخدام درجة حرارة الجسم القاعدية كوسيلة لتحديد النسل، يجب على المرأة الامتناع عن ممارسة الجنس من وقت انخفاض درجة حرارتها حتى 48 - 72 ساعة على الأقل بعد زيادة درجة حرارتها مرة أخرى.
وسائل منع الحمل
على الرغم من وجود العديد من أنواع وسائل منع الحمل وتحديد النسل المختلفة، إلا أنه يمكن تقسيمها إلى مجموعات بناءً على طريقة عملها، وتشمل هذه المجموعات: [٣][١]
- وسائل هرمونية: إنّ الطرق الهرمونية تمنع الحمل عن طريق إيقاف التبويض، أي إطلاق البويضة من المبيض، معظم وسائل منع الحمل الهرمونية متوفرة فقط بوصفة طبية من الطبيب، وتأخذ أشكالًا مختلفة تتفاوت في تأثيرها وطول مدتها في منع الحمل، وكذلك في آثارها الجانبية، ومن الطرق الهرمونية:
- حبوب منع الحمل: يوجد نوعان من حبوب منع الحمل، نوع يوقف الحيض، والنوع الآخر لا يوقفه، وتعدّ حبوب منع الحمل واحدة من أكثر وسائل منع الحمل شيوعًا، وهي فعالة بنسبة تزيد عن 99% إذا أُخذت على النحو المنصوص عليه، ومن حبوب منع الحمل ما يكون مركبًا، وهو النوع الذي يحتوي على هرمون الإستروجين والبروجستين، ويجب أن تؤخذ حبة يوميًا وفقًا للتعليمات، وعند الانتهاء من شريط الحبوب الشهري يحدث الحيض، أما حبوب منع الحمل التي تحتوي على البروجستين فقط يجب تناول هذه الحبة في نفس الوقت كل يوم دون انقطاع.
- الحقن: عادة ما تُعطى جرعة منع الحمل من قبل الطبيب كل 12 أسبوعًا، إذ تعدّ هذه الوسيلة فعالة بنسبة 90% في منع الحمل، ولكن عند الرغبة في حدوث حمل بعد التوقف عن استعمال الحقن قد يستغرق الأمر ما يصل إلى 10 أشهر وأحيانًا أطول، وذلك حتى تعود الخصوبة إلى طبيعتها بعد أن التوقف عن الحصول على جرعة منع الحمل.
- حلقة المهبل: إن حلقة منع الحمل تكون فعالة بنسبة تزيد عن 99 % عند استخدامها بشكل صحيح، ولكنها عادةً ما تكون أقل من 95 % فعالة بسبب الخطأ البشري، وتوضع هذه الحلقة البلاستيكية الصغيرة في المهبل لمدة 3 أسابيع، إذ تطلق الهرمونات في الجسم لمنع الحمل، ويجب إزالة الحلقة لمدة 7 أيام للسماح لفترة الحيض قبل إدخال حلقة جديدة.
- طرق الحاجز: تمنع هذه الطرق الحيوانات المنوية من الوصول إلى البويضة وتخصيبها، وتشمل ما يأتي:
- الواقي الذكري: إذ تبلغ نسبة نجاحه في منع الحمل نحو 80 % إذا ما استُخدم بشكل الصحيح، كما أنه مفيد في منع الأمراض المنقولة جنسيًا، وهو متوفر دون وصفة طبية.
- الواقي الأنثوي: إذ تبلغ نسبة نجاحه في منع الحمل نحو 75 % إذا ما استُخدم بشكل الصحيح، وهو متوفر دون وصفة طبية.
- غطاء عنق الرحم: وهو عبارة عن غطاء من السيليكون يوضع في عنق المهبل، ليغطي عنق الرحم لمنع الحيوانات المنوية من الوصول إلى البويضة، وتختلف فعالية غطاء عنق الرحم فتتراوح فعاليته من حوالي 70 - 85 بالمائة، إلا أنها لا تحمي من الأمراض المنقولة جنسيًا.
- مبيدات النطاف: وهي أدوية تقتل الحيوانات المنوية عند ملامستها، إذ تحتوي معظم مبيدات الحيوانات المنوية على نونوكسينيل، وتأتي مبيدات الحيوانات المنوية بأشكال مختلفة، مثل هلام ورغوة وأقراص، وتوضع في المهبل قبل الجماع وتقتل الحيوانات المنوية عند وصولها وملامستها لها.
- الأجهزة الرحمية والغرسات: تعدّ هذه وسائل منع حمل طويلة الأجل، لها فعالية عالية تصل إلى 99%، لأنه لا يوجد مجال كبير للخطأ البشري، ولكنها لا تحمي من الأمراض المنقولة جنسيًا، فتأتي الأجهزة الرحمية على شكل ما يسمى باللولب، وهو عبارة عن جهاز صغير يدخله الطبيب في الرحم، ويوجد نوعان من اللولب الهرموني، إذ يستمر اللولب الهوموني لمدة 5 سنوات على الأقل قبل أن يحتاج إلى استبدال، ويمنع الإباضة، أمّا اللولب النحاسي؛ فهو خالٍ من الهرمونات مغطّى بسلك نحاسي، والذي يدمر الحيوانات المنوية التي تحاول الدخول إلى الرحم، ويمكن للولب النحاسي أن يمنع الحمل لمدة 10 سنوات تقريبًا، ولكنه قد يؤثر سلبًا من حيث فترات حيض غير منتظمة وتشنجات أثناء الحيض، أما فيما يتعلق بالغرسات فتزرع في الذراع وتطلق هرمون البروجستين في الجسم، والذي يمنع الإباضة، وتصل نسبة منع الحمل باستخدام الغرسات نحو 99%، كما يجب أن تُستبدل الغرسة كل 3 سنوات تقريبًا.
المراجع
- ^ أ ب "Contraception", health of children, Retrieved 2019-4-8.
- ↑ Melissa Conrad Stöppler, MD, "Natural Birth Control Options"، medicine net, Retrieved 2019-4-8.
- ↑ Jayne Leonard (2018-4-20), "15 ways to prevent pregnancy"، medical news today, Retrieved 2019-4-8.