محتويات
القرفة
تتكون أعواد القرفة من لحاء الشجر لنوع من الأشجار يعيش في المناطق الاستوائية، وهذه الشجرة تمتاز بخضرتها الدائمة وارتفاعها، وتُعدّ قارة آسيا أكثر الأماكن زراعة لها في دول عدة منها؛ الهند، وسريلانكا، وكذلك يمكن أن تنمو في غابات قارة أمريكا الجنوبية.
لأوراق شجرة القرفة شكل مميز؛ فهي من الأوراق البسيطة السميكة لها هوامش ناعمة وعادة ما تكون بيضاوية، أمّا أزهارها؛ فإنّها خضراء إلى صفراء اللون، وقد عرفها العرب في العصور الوسطى، بسبب التبادل التجاري مع الحضارات الأخرى، باعتبار القرفة إحدى التوابل التي تستخدمها هذه الدول، كما أنّها تحتوي أيضًا على زيوت عطرية أساسية، وتُعدّ أكثر مكوناتها فائدة، وتحتوي أيضًا على العديد من المركبات والسكر والكربوهيدرات.
كما تحتوي القرفة أيضًا على العديد من المركبات والسكر والكربوهيدرات، وتدخل في صناعة الكثير من الأدوية العلاجية والعطور والمستحضرات التجميلية والتوابل، كما يُمكن شرب مغلي القرفة مشروبًا مشابهٌ للشاي، ويضاف مسحوق القرفة للحلويات الشرقية ولأنواع من العلكة، واستُعملت القرفة في الطعام، لتزود الجسم بالسعرات الحرارية، والبروتينات، والألياف الغذائية، والدهون.[١][٢][٣][٤]
تأثير القرفة على ضغط الدم
أمّا دور القرفة الأكثر أهمية، التي تُحاول الأبحاث إثباته، هو علاج ارتفاع ضغط الدم الذي يُعدّ أحد أمراض العصر شديدة الخطورة، إلّا أنّ معظم الدراسات الحديثة لفحص الخصائص الطبية للقرفة ركزت على تأثير القرفة على نسبة السكر في الدم، وبالرغم من أن الآلية غير معروفة، إلّا أنّ بعض الدراسات أشارت إلى تأثيرها في السيطرة على نسبة السكر في الدم لدى المصابين بالسكري.
أشارت إحدى المراجعات الحديثة لعشر دراسات مختلفة إلى أنّ القرفة تخفض نسبة الجلوكوز في الدم أثناء الصيام وتخفض نسبة الكوليسترول الكلّي، بالمقابل توجد أدلة أقل تدعم الادعاءات المتعلقة باستخدام القرفة للسيطرة على ضغط الدم، وتفيد القرفة في خفض ضغط الدم الانقباضي والانبساطي على المدى القصير، ولكنّ تجدر الإشارة إلى أن هذه الدراسة كانت صغيرة ومحدودة، لذا فإنّ تأثير القرفة على ضغط الدم يحتاج إلى المزيد من الأبحاث والدراسات قبل التوصيّة بتناول القرفة لضبط ضغط الدم.
بالتالي على مرضى الضغط استشارة طبيبهم الخاص، قبل إدخال القرفة إلى نظامهم الغذائي؛ إذ إنّها لا تُخفض الضغط فقط بل تخفض السكر والدهون كما ذكرنا سابقًا مع ضرورة مراقبة معدل الضغط باستمرار، وعدم اعتماد القرفة علاجًا وحيدًا؛ إذ يجب تناول الأدوية العلاجية كذلك، كما أنّ لكل مريض وضعًا صحيًا مختلفًا، فقد تلائم القرفة البعض، ولا تلائم آخرين، فإنّه ينصح بتناول كمية صغيرة من القرفة؛ إذ يمكن استبدالها بمشروب الشاي اليومي، وتختلف طرق تناول القرفة فالبعض يفضل تناول مغليّةً، أما البعض الآخر فيفضلون إضافة مسحوق القرفة لأنواع الطعام المختلفة.[٥][٦]
الفوائد الصحيّة العامّة للقرفة
توجد العديد من الفوائد الصحية التي توفرها القرفة للجسم، إذ عُرفت منذ القدم بخصائصها الطبيّة الفعالة، ولعل من أبرز هذه الفوائد ما يلي:[٦][٧][٢]
- تُحسن من حالة الأمراض العصبيّة التنكسية، إذ تتميز القرفة باحتوائها على مركبين مهمّين يفيدان في تثبيط تراكم بروتين تاو في الدماغ، والذي يعد من علامات مرض الزهايمر، وتجدر الإشارة إلى أن مرض باركنسون ومرض الزهايمر يعدان من أكثر الأمراض العصبية التنكسية الشائعة، وللقرفة دور كبير في حماية الخلايا العصبية والمحافظة على نسب النواقل العصبية ضمن الطبيعي وتحسين الوظيفة الحركية، إلّا أنّ هذه الآثار دُرست على الحيوانات، وتحتاج إلى المزيد من الدراسة البشرية لإثباتها.
- إنّ الاعتماد على القرفة كمكون أساسي في الطعام، يُساعد في الوقاية من الإصابة بالأورام السرطانية، وذلك وفقًا للدراسات الحديثة التي أجريت على الحيوانات التي أظهرت دور القرفة في منع انتشار الخلايا السرطانية والسيطرة عليها، لاحتوائها على مضادات الأكسدة، كما أنها تحمي أيضًا من سرطان القولون.
- لا تحتوي القرفة على الكولسترول؛ إذ تُقلل من مستويات الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار والدهون الثلاثية دون أن تؤثر على الكولسترول الجيد، كما أنّها تُقلل من الآثار السلبية للوجبات عالية الدهون على الجسم، ويمكن للمصابين بارتفاع معدل الدهون في الدم تناول كمية قليلة من القرفة يوميًا بعد استشارة الطبيب.
- تعد القرفة مضادًا طبيعيًا للالتهابات؛ إذ يستخدمها الناس للتخفيف من أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي، فإنّها تساعد في تخفيف الشعور بالألم والمضاعفات الأخرى للالتهاب، بالإضافة إلى أنّها تفيد في إصلاح تلف الأنسجة.
- تساعد القرفة في علاج الأمراض التي تسببها عدوى الفطريات والبكتيريا مثل؛ السلمونيلا، والليستيريا في الجهاز التنفسي، ومع ذلك فإن الأدلة محدودة لإثبات ذلك، وحتى الآن لم يثبت أن القرفة تقلل من الإصابات في أماكن أخرى من الجسم.
- تساعد الخصائص المضادة للميكروبات في القرفة على منع تسوس الأسنان والتقليل من رائحة الفم الكريهة.
- تُحسن من حساسية الخلايا للإنسولين، إذ تفيد القرفة في زيادة حساسية الخلايا لهرمون الإنسولين، والذي يؤدي بدوره إلى التقليل من مستوى السكر في الدم، ويعرف الإنسولين بأنه عبارة عن هرمون يفيد في تنظيم عمليات الأيض، واستعمال الطاقة في الجسم.
- تساعد القرفة في خفض معدلات السكر في الدم أثناء الصيام بنسبة 10-29% حسب العديد من الدراسات التي أجريت على البشر، وذلك عند تناول 1-6 غرام أو 0.5-2 ملعقة صغيرة في اليوم من القرفة.
- من الفوائد المحتملة للقرفة أنّها قد تُخفف من أعراض التهابات المسالك البولية.[٢]
- تساعد القرفة في علاج التهابات الجهاز التنفسي الناتجة عن الفطريات[٦]
- استخدمت القرفة دواءً في الطب الهندي التقليدي؛ إذ استخدمت منذ فترة طويلة علاجًا لحرقة أو حموضة المعدة، وعسر الهضم، والغثيان.[٨]
- تخفف من آلام الدورة الشهرية.[٩]
- تعزيز عمل جهاز المناعة بمقاومتها للعدوى، بسبب خواصها المضادة للالتهابات.[٦]
الآثار الجانبية للقرفة
توجد العديد من الآثار الجانبية التي يمكن أن تسببها القرفة نتيجة استهلاكها بكميات كبيرة؛ إذ إنّه بالرغم من فوائدها المتنوعة والمتعددة؛ إلّا أنّ لها العديد من الآثار الجانبية، التي نذكر منها ما يأتي:[١٠]
- زيادة احتمالية الإصابة بتلف الكبد: تحتوي القرفة الصينيّة أو الكاسيا على مادة تعرف بالكومارين؛ إذ تزود الملعقة الصغيرة من القرفة الصينية 7-8 غرامات من هذه المادة أيّ أكبر من الكمية الموصى بها من مادة الكومارين يوميًا، وأظهرت بعض الدراسات التي أجريت أن الإكثار من تناول هذه المادة، قد يزيد من احتمالية الإصابة بتلف أو تسمم الكبد.
- تسبب بتقرحات في الفم: تحتوي القرفة على مركب يعرف باسم سينامالديهيد؛ إذ يُؤدي إلى ظهور أعراض حساسية عند تناوله بكميات كبيرة مثل؛ الشعور بالحرقة أو الحكّة، وانتفاخ في اللسان أو اللثة، ظهور بقع بيضاء في الفم، وتجدر الإشارة إلى أن هذا المركب يمكن أن يسبّب تقرّحات الفم فقط عند الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاهه، وتُصيب هذه التقرحات غالبًا الأشخاص الذين يستهلكون الكثير من زيت القرفة أو علكة القرفة؛ لأن هذه المنتجات يمكن أن تحتوي على السينامالديهايد أكثر من غيرها.
- صعوبة في التنفس: يمكن أن يؤدي استنشاق القرفة المطحونة الى السعال، وصعوبة في التنفس، وتجدر الإشارة إلى أن السينامالديهايد يمكن أن يسبّب تهيجاً في الحلق ممّا يُؤدي إلى صعوبة التنفس، لذا يُنصح المصابون بمرض الربو أو غيرها من الحالات المرضية الأخرى التي تؤثّر على التنفّس أخذ الحيطة والحذر من استنشاق القرفة مطحونة.
- قد تساهم بتشكّل الخلايا السرطانيّة: فعلى الرّغم من الأبحاث الطّبيّة لتأثير استهلاك الكميات العالية من القرفة لم تشتمل سوى على التّجارب الحيوانيّة، إلا أنّ الأطباءَ والمختصين لا ينصحون بإغفال احتماليّة تأثيرها على البشر.
- قد تتسبّب بالإنخفاض الحاد في سكر الدّم: ففي حين أنّ استهلاكَ القرفة يساعد على خفض نسبة السّكر في الدم صحيًّا، فإنّ تناولَ الكثير منه قد يُؤدي إلى انخفاض سكر الدّم بمعدل أكبر من الطّبيعي، وخصوصًا أثناء تناول أدوية السكري.
- تتداخل مع بعض أنواع من الأدوية: في الحقيقة يمكن أن يؤدي تناول القرفة إلى تعزيز تأثير أو شدة الآثار الجانبيّة لبعض أنواع الأدوية، مثل؛ أدوية القلب، والسكري، والكبد، وذلك في حال تناول القرفة بكميات كبيرة.
- التداخل مع الأدوية المميعة للدم: إذ قد تزيد قرفة الكاسيا من تميع الدم لاحتوائها على الكومارين، مما قد يزيد من احتمالية حدوث نزيف عند الأشخاص الذين يتناولون هذه الأدوية.[١١]
القيمة الغذائية للقرفة
تمتلك 100 غرامٍ من القرفة المحتوى الغذائي التالي:[١٢]
- 4 غم من البروتين.
- 247 وحدةً دوليةً من السّعرات الحراريّة.
- 80.6 غم من الكاربوهيدرات.
- 53.1 غم من الألياف الغذائية.
- 2.2 غم من السكريات.
- 1.2 غم من مجموع الدهون.
- 11 ملغرامًا من الحمض الدهني أوميغا 3.
- 44 ملغرامًا من الحمض الدّهني أوميغا 6.
- 10.6 غم من الماء.
- 3.6 غم من الرماد.
- 295 وحدةً دوليةّ من فيتامين أ.
- 3.8 ملغم من فيتامين ج.
- 2.3 ملغم من فيتامين هـ.
- 31.2 ميكرغم من فيتامين ك.
- 0.2 ملغم من فيتامين ب6
- 1.3 ملغم من النايسين.
- 6 ميكرغم من حمض الفوليك.
- 0.4 ملغم من حمض البانتوثنيك.
- 11 ملغم من الكولين.
- 3.9 ملغم من البيتين.
- 1002 ملغم من الكالسيوم.
- 8.3 ملغم من الحديد.
- 60 ملغرامًا من المغنيسيوم.
- 64 ملغرامًا من الفسفور.
- 431 ملغرامًا من البوتاسيوم.
- 10 ملغم من الصوديوم.
- 1.8 ملغم من الزنك.
- 0.3 ملغم من النحاس.
- 17.5 ملغم من المنغنيز.
- 3.1 ميكرغم من السيلينيوم.
المراجع
- ↑ "Cinnamon", drugs, Retrieved 2019-10-5. Edited.
- ^ أ ب ت "What Is Cinnamon? A Comprehensive Guide to Using and Reaping the Health Benefits of This Popular Ancient Spice", everydayhealth, Retrieved 2019-10-5. Edited.
- ↑ "Cinnamon", britannica, Retrieved 14-10-2019. Edited.
- ↑ "Spices, cinnamon, ground", fdc, Retrieved 2019-10-5. Edited.
- ↑ "Cinnamon and Your Blood Pressure", verywellhealth, Retrieved 2019-10-5. Edited.
- ^ أ ب ت ث "10 Evidence-Based Health Benefits of Cinnamon", healthline, Retrieved 2019-10-5. Edited.
- ↑ "What are the health benefits of cinnamon?", medicalnewstoday, Retrieved 2019-10-5. Edited.
- ↑ "13 Health Benefits of Cinnamon - Functional Food Pantry Staple?", organicauthority, Retrieved 2019-10-12. Edited.
- ↑ "12 Impressive Health Benefits of Cinnamon Tea", healthline, Retrieved 16-10-2019. Edited.
- ↑ "6 Side Effects of Too Much Cinnamon", healthline, Retrieved 2019-10-5. Edited.
- ↑ "Cinnamon Blood Thinner Properties", naturalbloodthinners, Retrieved 16-10-2019. Edited.
- ↑ nutrition data, "Spices, cinnamon, ground [Cassia Nutrition Facts & Calories"]، nutrition data, Retrieved 2019-1-28.