آثار السهر

السهر

تتفاوت الحاجة إلى السهر بين الأفراد اعتمادًا على أوضاعهم ومشاكلهم الحياتية؛ فالبعض مثلًا يقضي الكثير من ساعات الليل في مشاهدة التلفاز، بينما يقضي آخرون ساعات الليل في إتمام أعمالهم وواجباتهم، وقد يضطر بعض أولياء الأمور إلى السهر في الليل بهدف تقديم الرعاية لأطفالهم المصابون بالأمراض أو الذين يُعانون من إعاقات جسدية، كما قد يضطر البعض إلى السهر في الليل بسبب إصابتهم أصلًا ببعض الأمراض والمشاكل الصحية؛ كالالتهابات التنفسية، وآلام البطن، بالإضافة إلى الحمل، ومن المعروف كذلك أن لبعض الأدوية الموصوفة والأدوية التي تصرف بدون وصفة طبية آثارٌ سيئة على دورة النوم الطبيعية، وتنتشر حالات قلة النوم كذلك بين المصابين بالاكتئاب، والقلق، وجنون الارتياب أيضًا[١].


آثار ومضاعفات السهر

يُؤدي السهر لساعاتٍ طويلة في الليل إلى شعور الفرد بالتعب الشديد، وقد يبدأ الفرد بالتثاؤب والشعور بالحاجة الماسة للنوم أثناء ساعات النهار، كما قد تعجز المشروبات المنشطة؛ كالقهوة، عن التغلب على حاجة الجسم للنوم والراحة، بل قد تؤدي القهوة ومشروبات الكافيين إلى دفع الفرد إلى السهر وإدخاله في حالة من الأرق خلال الأيام المقبلة، لكن آثار السهر لا تتوقف على هذه الأمور فحسب، وإنما تتضمن مشاكل واضطرابات أخرى في شتى أجهزة الجسم، وبالإمكان شرح هذه الآثار على النحو الآتي[٢]:

  • الجهاز العصبي: يؤدي السهر إلى إنهاك الدماغ ويجعله غير قادرٍ على تحليل، وتحزين، وإرسال المعلومات، كما يُصبح الفرد غير قادرٍ على التركيز وتعلم الأشياء بنفس السرعة التي تعود عليها من قبل، وقد يُصاب كذلك بتقلباتٍ مزاجية ويُصبح عرضة أكثر لرؤية الهلوسات، بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب، وجنون الارتياب، والأفكار الانتحارية.
  • الجهاز المناعي: يقوم الجهاز المناعي أثناء النوم بإنتاج بعض المركبات والمواد التي تُساهم في محاربة ومقاومة البكتيريا والفيروسات، وهذا يعني أن السهر وقلة النوم ستؤدي إلى انخفاض قدرة الجهاز المناعي على إنتاج هذه المواد ليُصبح الجسم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، كما قد يؤدي السهر المزمن إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب ومرض السكري أيضًا.
  • الجهاز الهضمي: يُعد السهر وقلة النوم من بين العوامل التي تؤدي إلى زيادة في الوزن والسمنة، بالإضافة إلى الإفراط في تناول الطعام، ويرجع سبب ذلك إلى تأثير السهر على إفراز الدماغ للهرمونات التي تتحكم بالشعور بالجوع والامتلاء، وهذا هو ما يُفسر رغبة البعض بتناول الوجبات الخفيفة أثناء الليل بالذات.
  • الجهاز الدوراني: يؤثر السهر على العديد من العمليات الحيوية التي تحافظ على صحة القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك مستويات السكر في الدم، وضغط الدم، وحجم الالتهابات الحاصلة في الجسم، كما يلعب النوم دورًا أساسيًا في تمكين الجسم من إصلاح الأضرار الحاصلة في الأوعية الدموية والقلب.
  • جهاز الغدد الصماء: يحتاج الجسم إلى ثلاث ساعات متواصلة من النوم من أجل صناعة هرمون التستوستيرون مثلًا، لذا فإن الاستيقاظ في الليل يؤدي إلى عرقلة إنتاج الكثير من الهرمونات داخل الجسم دون أن يكون الفرد على دراية بهذا الأمر، ومن بين الهرمونات المتضررة بالسهر كذلك هرمون النمو، الذي يُعد مهمًا للغاية لتعزيز نمو أجسام الأطفال والمراهقين.


آثار خطيرة للسهر

يشير بعض الخبراء إلى تسبب السهر وقلة النوم في حدوث الكثير من الحوادث المرورية وبعض الحوادث الخطيرة أيضًا، بل إن البعض منهم باتوا يعزون كارثة تشرنوبل النووية وبعض المآسي النووية الأخرى إلى قلة النوم والسهر بين العاملين في تلك المنشآت، وتشير تقديرات الجهات الرسمية في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن التعب والارهاق تسبب بحدوث 100 ألف حادث مروري و1550 حالة وفاة سنويًا، كما يتحدث البعض كذلك عن تسبب السهر وقلة النوم في حصول حوادث وإصابات في العمل أيضًا، ومما لا شك فيه كذلك أن للسهر آثارًا سيئة للغاية على الصحة الجنسية للأفراد أيضًا، وقد بات الكثير من الخبراء يشيرون إلى تسبب السهر وقلة النوم بحصول انخفاض في الرغبة الجنسية عند النساء والرجال على حدٍ سواء[٣].


المراجع

  1. Brandon Peters, MD (14-7-2019), "An Overview of Sleep Deprivation"، Very Well Health, Retrieved 5-8-2019. Edited.
  2. Alana Biggers, MD, MPH (19-4-2019), "The Effects of Sleep Deprivation on Your Body"، Healthline, Retrieved 5-8-2019. Edited.
  3. James Beckerman, MD, FACC (13-2-2014), "10 Things to Hate About Sleep Loss"، Webmd, Retrieved 5-8-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :