الفطر
ينتمي الفطر أو المشروم إلى مملكة منفصلة عن مملكة الحيوانات والنباتات تُدعى بمملكة الفطريات، لذا فإن الفطر الذي يُباع على أنه خضراوات هو في الحقيقة ليس خضراوات بالفعل، وإنما هو نوع خاص من الفطريات الصالحة للأكل، وهنالك بالطبع أنواع كثيرة من الفطر؛ منها ما يُعرف بالفطر الأبيض أو عش الغراب، وفطر الشيتاكي، وفطر الإينوكي، وفطر الأذن السحابية، فضلًا عن فطر البورتابيلا، والذي يشتهر بأنه أكبر أنواع الفطر المزروع حجمًا، ويمكن الحصول على الفطر طازجًا أثناء فصول السنة كافة.[١]
ومن الجدير بالذكر أن هنالك حوالي 140 ألف نوع من الفطر حول العالم، لكن العلماء لم يتمكنوا من التعرف سوى على 10% فقط منها، وتركزت معظم الأبحاث حول 100 نوع فقط من الفطر لدراسة فوائدها الصحية وخواصها العلاجية،[٢]لكن يبقى من المعروف أن أجداد البشرية الأوائل كانوا قد اعتادوا على استهلاك الفطر منذ آلاف السنين، ومن المحتمل أن يكونوا قد اكتشفوا أن بعض أنواع الفطر لديها خواص مُهلوسة منذ 10 آلاف عام تقريبًا، وقد يكونوا قد استخدموا الفطر لأغراضٍ علاجية قبل 5 آلاف عام أيضًا، وتجدر الإشارة إلى وجود الكثير من الفوائد التي يجنيها الناس من تناولهم للفطر الصالح للأكل،[٣]وهذا ما سنتناوله في هذا المقال.
فوائد الفطر
يمتاز الفطر بأنه غني بمضادات الأكسدة، والمعادن، والفيتامينات؛ كالسيلينيوم، وفيتامين ج، والكولين، وغيرها من العناصر المفيدة للجسم، وقد أثبتت الكثير من الدراسات فوائد الفطر الصالح للأكل، ويمكن ذكر بعض أبرز هذه الفوائد على النحو الآتي:[٤]
- تزويد الجسم بالكثير من العناصر الغذائية: إذ يحتوي كل 70 غرام من فطر المشروم النيء الصالح للأكل على 15 سعرة حرارية، و2.3 غرام من الكربوهيدرات، و2.2 غرام من البروتينات، و4 ملليغرام من الصوديوم، و1.2 غرام من السكر، و0.7 غرام من الألياف الغذائية، و0.2 غرام من الدهون، أما فيما يتعلق بالفيتامينات والمعادن الموجودة في الفطر، فإنها تشتمل على كل من؛ النحاس، وفيتامين ب3، وفيتامين ب5، والبوتاسيوم، والفسفور، والحديد.[١]
- مقاومة السرطان: يرى الباحثون أن احتواء الفطر على الكثير من مضادات الأكسدة يجعله قادرًا على مقاومة الكثير من أنواع السرطانات، بما في ذلك؛ سرطان الرئة، وسرطان البروستاتا، وسرطان الثدي، وقد أرجع البعض هذا الأمر إلى حقيقة احتواء الفطر على؛ السيلينيوم، والكولين، وكميات من فيتامين د، لكن نتائج الدراسات حول هذا الموضوع مازالت غير حاسمة.
- الوقاية من السكري: يحصل الجسم على كمية لا بأس بها من الألياف الغذائية نتيجة تناول الفطر، وقد جاء في أحد المراجعات العلمية في عام 2018 أن تناول الألياف الغذائية يُساهم في وقاية الناس من الإصابة بمرض السكري من النمط الثاني.
- تعزيز صحة القلب: تُساهم كميات البوتاسيوم، والألياف الغذائية، وفيتامين ج الموجودة في الفطر في جعله مفيدًا لتعزيز صحة القلب والشرايين؛ فاللبوتاسيوم قدرة على تنظيم مستويات ضغط الدم، كما أن لبعض أنواع الألياف الغذائية الموجودة في الفطر القدرة على خفض مستويات الكوليسترول الذي يؤدي إلى أمراض القلب، أما فيما يتعلق بفيتامين ج، فإن أحد الدراسات التي أُجريت في عام 2016 أثبتت بأن نقص مستوى هذا الفيتامين في الجسم يزيد من ارتفاع فرص الإصابة بأمراض القلب.
- علاج بعض الأمراض: ركز بعض الخبراء اهتمامهم على نوع محدد من الفطر يُدعى بالغاريقون البرازيلي، والذي يُزرع في البرازيل، واليابان، والصين، وقد استخدمه المحليون لعلاج الكثير من الأمراض؛ كالحساسية، والالتهابات، والسرطانات، وقد حاول الكثيرون استخدامه لعلاج الربو، والتهاب الجلد، والتهاب الكبد، وداء الأمعاء الالتهابي؛ كمرض كرون، والتهاب القولون التقرحي، وفي الحقيقة يوجد العديد من الدراسات العلمية التي أكدت على صلاحية استخدام هذا الفطر لعلاج التهاب الكبد وداء الأمعاء الالتهابي على وجه التحديد.[٥]
- إثراء الحمية النباتية: يُعد الفطر المصدر غير الحيواني الوحيد الذي يحتوي على كميات من فيتامين د، وهو ما يجعله مفيدًا للغاية للأفراد الذين يرغبون باتباع الحميات النباتية، ومن المثير للاهتمام أن الفطر يحتوي على كميات مناسبة من عناصر أخرى لا توجد بكميات كبيرة في المصادر النباتية العادية أيضًا؛ كالحديد، والفسفور، والنحاس.
- فوائد أخرى للفطر: يشير الباحثون إلى أنَّ الفطر مفيد للنساء الحوامل اللواتي يرغبن بالحصول على كميات أكبر من حمض الفوليك، كما وضح باحثون آخرون بأن الفطر مفيد لتعزيز صحة العظام، والجهاز المناعي، وزيادة امتصاص الجسم لعنصر الحديد، فضلًا عن أن الفطر مناسب لإنقاص الوزن.[٢]
أضرار الفطر
على عكس ما يعتقده الكثيرون، فإن معظم أنواع الفطر هي غير صالحة للاستهلاك البشري؛ لكونها سامة للغاية على الرغم من تشابهها مع الأنواع الصالحة للأكل من ناحية الشكل الخارجي، ومن المثير للاهتمام أن إدخال قطعة صغيرة من الفطر السام إلى طبق الطعام يُمكن أن يؤدي إلى إصابة عدد كبير من الأشخاص بأعراض التسمم؛ كالغثيان، والتقيؤ، والتشنجات، وربما الجنون والإغماء أيضًا، بل ويُمكن لبعض أنواع الفطر أن تؤدي إلى الموت فورًا عند دخولها إلى الجسم، لذلك لا بد من تجنب استهلاك الفطر المشكوك بأمره، خاصة الفطر الملون أو المخطط بألوان بقعية،[٢]ويمكن إعطاء نبذة عن أنواع الفطر السامة والمهلوسة على النحو الآتي:
- الفطر السّام: إذ يوجد حوالي 70-80 نوعًا من الفطر السام، لكن معظمها تؤدي إلى ظهور أعراض التسمم، وأنواع قليلة منها تؤدي إلى الوفاة فعلًا، ومن بين أشهر أنواع الفطر السام أو المميت؛ الأمانيت الفالوسياني أو ما يُعرف بقبعات الموت، وفطر الأبقار القاتلة، وطاقيات الجماجم الخريفية، وفطر الأمانيت السام أو ما يُعرف أيضًا بأسماء أخرى؛ كالملائكة المدمرة أو الملاك الأوروبي المدمر للدلالة على شدة سميته.[٦]
- الفطر المهلوس: تبقى احتمالية الخلط بين الفطر السحري المهلوس وبين أنواع أخرى من الفطر السام واردة كثيرًا، ويُعد فطر البسيلوسيبين من بين أشهر أنواع الفطر السحري المخدر، وغالبًا ما يتسبب هذا الفطر في إدخال الشخص في حالة من الهلوسة والشعور برؤية أو سماع الأشياء غير الحقيقية، كما يُمكن للبعض أن يُصابوا بالخوف والذعر بسبب استعمال هذا النوع من الفطر أيضًا، لذلك فإن حيازة هذا النوع من الفطر هو أمرٌ غير قانوني، ويجعل الفرد عرضة للمساءلة القانونية.[٧]
طرق تناول واختيار الفطر
توجد العديد من الأطباق الصحية واللذيذة التي يُمكن تحضيرها باستخدام الفطر الصالح للأكل؛ إذ يُمكن تقطيع الفطر إلى شرائح صغيرة لإضافة هذه الشرائح إلى السطات، أو الشوربات، أو الساندويشات، كما يُمكن شواؤها، أو تحميصها، أو قليها، بل ويُمكن استخدام فطر البورتابيلا الكبير لوضعه داخل شطائر البرغر بسبب طبيعته الشبيهة بطبيعة اللحوم، ويوجد الكثير من الاطباق الإيطالية التي تتطلب وجود الفطر لتحضيرها،[٨]أما بما يتعلق بطرق اختيار الفطر الصالح للأكل، فإنه من الأنسب اختيار الفطر الطازج غير الملون أو الذي لديه بقع ملونة، وقد يكون من الأفضل عدم البحث أو اقتلاع الفطر من الغابات أو من تحت الأشجار إلا بعد التدرب وتعلم كيفية تمييز أنواع الفطر الصالح للأكل عن أنواع الفطر السام، ومن الضروري الإشارة هنا إلى حقيقة أن للفطر المقدرة على امتصاص المواد التي ينمو داخلها أو بجوارها، حتى ولو كانت هذه المواد مؤذية، لذا فإنه ليس من الغريب أن تحتوي بعض أنواع الفطر على مستويات كبيرة من المعادن الثقيلة والمواد الملوثة الأخرى.[٢]
المراجع
- ^ أ ب Richard N. Fogoros, MD (12-1-2020), "Mushroom Nutrition Facts"، Very Well Fit, Retrieved 23-1-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث Vanessa Voltolina MS, RD (20-12-2019), "11 Interesting Mushroom Benefits"، Organic Facts, Retrieved 23-1-2020. Edited.
- ↑ Dr Roger Henderson (28-11-2019), "Medicinal mushrooms: uses and benefits"، Net Doctor, Retrieved 23-1-2020. Edited.
- ↑ Katherine Marengo LDN, R.D (6-11-2019), "What is the nutritional value of mushrooms?"، Medical News Today, Retrieved 23-1-2020. Edited.
- ↑ Richard N. Fogoros, MD (12-11-2019), "The Health Benefits of Agaricus Blazei Mushroom"، Very Well Health, Retrieved 23-1-2020. Edited.
- ↑ Kathleen M. Zelman, MPH, RD, LD (31-1-2018), "All About Mushrooms"، Webmd, Retrieved 23-1-2020. Edited.
- ↑ "Psilocybin and psilocin ("Magic mushrooms")", Government of Canada,15-7-2019، Retrieved 23-1-2020. Edited.
- ↑ Natalie Butler, RD, LD (3-5-2016), "Are Mushrooms Good for You?"، Healthline, Retrieved 23-1-2020. Edited.