محتويات
تلف الرئة
يؤدي تلف الرئة إلى معاناتك من أعراض سيئة وربما مرعبة أيضًا؛ فالشعور بضيق التنفس هو بلا شك أحد الأمور المخيفة، كما أن كثرة السعال ليست أمرًا محببًا، مما يضعك في مواقف محرجة يصعب عليك تجنبها بسهولة أو السيطرة عليها إلا في حال ارتضيت الابتعاد عن الناس تمامًا، وقد تضطر إلى وضع خطط مسبقة واتخاذ تدابير مضاعفة أكثر من الناس الآخرين عند رغبتك بالخروج خارج منزلك، ومما لا شك فيه أيضًا أن ضيق النفس وتلف الرئة سيجعلك غير قادر على أداء الأنشطة الحياتية التي تعودت على أدائها من قبل؛ كالجري، أو صعود الأدراج، أو حتى الخروج في الطقس العاصف أو المغبر، وعلى أية حال، هنالك الكثير من أنواع الأمراض التي تُسبب تلفًا ومشاكل في الرئة، أهمها ما يُعرف بمرض التليف الرئوي ومرض الانسداد الرئوي المزمن، وغيرها الكثير من الأمراض سيئة السمعة، كما أن هنالك بالطبع عوامل كثيرة تؤدي إلى إصابتك بهذه الأمراض، على رأسها التدخين بلا شك، لكن تلف الرئة لا ينشأ فقط عن التدخين، وإنما عن أمور أخرى أيضًا[١].
أشياء غير متوقعة تسبب تلف الرئة
قد تتعرض أحيانًا إلى مواد، أو أشياء، أو حتى مواقف حياتية تجعلك أكثر عرضة للإصابة بتلف أو مشاكل الرئة، منها[٢]:
- غاز الرادون: للأسف لا يُمكنك شم أو ملاحظة أو توقع وجود هذا الغاز حولك، لكنه يتواجد بكثرة في الشقوق الجدارية والأرضية، وهو ينشأ –باختصار- عن تحلل عنصر اليورانيوم الموجود في الأتربة والحجارة والماء أيضًا، وفي المناسبة يُعد هذا الغاز ثاني أكثر أسباب سرطان الرئة شيوعًا بعد التدخين.
- السجاد المنزلي: يجهل الكثير من الناس حقيقة احتواء سجاد منازلهم على نسب عالية من العفن، وفضلات الصراصير، وعث الغبار، وبعض أنواع الغازات السامة، وغيرها من الأمور التي تزيد من فرص تعرضك رئتيك للأذى عند مرورك فوق السجادة أو عند استخدام المكنسة الكهربائية لتنظيف السجاد.
- العفن: ينشر فطر العفن أبواغًا صغيرة في الهواء، ويُمكن لهذه الأبواغ أن تعشش في الرئة وتؤدي إلى إصابتها بالالتهابات والتلف، ومن المحتمل أن تزداد الأمور سوءًا في حال كنت تُعاني أصلًا من حساسية اتجاه العفن، وعادةً ما يُمكنك مشاهدة العفن بوضوح بالقرب من الأنابيب المائية والمروج الخضراء أحيانًا.
- الألعاب النارية: ينتج عن انفجار الألعاب النارية تصاعد لغازات وأبخرة ضارة بالرئتين، خاصة عند المصابين أصلًا بالربو أو أمراض الرئة الأخرى، وهذا يرجع سببه إلى اعتماد انفجار الألعاب النارية أصلًا على اشتعال بودرة من المعادن في الهواء.
- أكياس الهواء في السيارة: تحتوي أكياس أو وسائد الهواء في السيارة على مركب كيميائي بمقدوره توسعة هذه الأكياس أو البالونات بسرعة كبيرة عند تعرضك للحوادث المفاجئة، وذلك بالطبع لحمايتك من آثار الصدمة، لكن المشكلة أن المركب الموجود في هذه الأكياس ليس جيدًا للتنفس أو للرئة، وقد يتسبب في ظهور نوبات من الربو لدى البعض، بل وقد يؤدي إلى تراكم السوائل في الرئة أيضًا.
- الطحين: قد تلاحظ أحيانًا انتشار الشكوى من السعال والعطاس لدى الخبازين والعاملين في المخابز، وهذا الأمر يرجع إلى استنشاق الطحين والغبار الذي يتراكم فوق العينين والشعر داخل المخابز، ومن الجدير بالذكر أن هنالك بالفعل مرضًا يُدعى ب"ربو الخباز" للدلالة على الربو الناجم عن الطحين المستخدم في الخبز.
- الطيور: على الرغم من لطافة الطيور وبساطة معيشتها وجمال ألحانها في الصباح والمساء، إلا أن عليك الحذر منها في حال كنت مصابًا بالمشاكل الرئوية؛ لأن بمقدور ريش الطيور وفضلاتها أن تدخل إلى رئتيك عبر الاستنشاق وتؤدي إلى حدوث التهاب في الرئة، وهنالك أيضًا مرض يُدعى ب"رئة مربي الطيور" للدلالة على تلف الرئة الناجم عن تربية الطيور أو البقاء بقربها دائمًا.
- أشياء إضافية: يلقي البعض باللوم على المبيدات الحشرية في التسبب بحدوث تلف في الرئة لدى البعض، كما يتحدث الكثيرون عن إمكانية أن يكون لأجهزة الغاز المنزلية، ومرطبات الهواء، والشموع دور في ظهور مشاكل في الرئة أيضًا.
كيف تحافظ على صحة الرئة؟
تؤكد جمعية الرئة الأمريكية على تمتع كل إنسان بقدرات مناعية وطبيعية كافية لحماية الرئة من المشاكل والأضرار وإبعاد الملوثات والجراثيم الضارة، لكن وفي نفس الوقت، تؤكد الجمعية أيضًا على وجود الكثير من الأمور التي يُمكن لك أن تؤديها لتحافظ على صحة رئتيك وتمنع إصابتك بالأمراض والمشاكل، ومن بين أهم هذه الأمور[٣]:
- توقف عن التدخين؛ إذ لا يخفى عنك بأن التدخين هو السبب الرئيسي وراء الإصابة بسرطان الرئة وأنواع أخرى من الأمراض الرئوية الخطيرة.
- تجنب التعرض للملوثات داخل المنزل؛ بما في ذلك المواد الكيميائية وغاز الرادون، وفي المناسبة يُمكنك البحث عن سبل لفحص مستوى غاز الرادون في منزلك.
- تجنب التعرض للملوثات خارج المنزل؛ بما في ذلك التلوث الناجم عن التغير المناخي أو الجوي.
- ابتعد عن مصادر العدوى؛ وذلك عبر الالتزام بغسل اليدين، وتجنب الأمكنة المكتظة بالناس، وأخذ اللقاحات أو المطاعيم المتوفرة للحماية من الأنفلونزا والتهابات الرئة.
- مارس الأنشطة البدنية؛ فلهذه الأنشطة آثار إيجابية كثيرة، حتى عند الكبار بالسن والمصابين بالأمراض المزمنة.
- ضع برنامجًا منظمًا لمراجعة الطبيب بين الفترة والأخرى لتحري أمراض ومشاكل الرئة لديك.
قد يُهِمُّكَ
قد تتساءل عزيزي الرجل الآن عن صحة الحديث عن وجود قدرة لفيروس الكورونا على التسبب في حدوث تلف في الرئة؛ فلقد أصبح هنالك الكثير من الجدال حول إمكانية أن يتسبب هذه الفيروس بتلف دائم في الرئة بعد الشفاء من المرض، ولقد نشرت جامعة جونز هوبكنز مقالًا حول هذا الأمر لأحد الباحثين المختصين بأمراض الرئة في المركز التابع للجامعة، وجاء فيه أن لفيروس الكورونا المستجد قدرة فعلية على التسبب بحدوث مضاعفات سيئة؛ كالتهاب الرئة، وتسمم الدم، وربما تلف دائم في الرئة وأعضاء أخرى من الجسم أيضًا، وعلى الرغم من أن معظم المصابين بالتهاب الرئة عادةً ما يتمكنون من الشفاء دون حدوث تلف دائم في رئتيهم، إلا أن المصابين بالتهاب الرئة الناجم عن الكورونا تحديدًا يُمكن أن يُصابوا بتلف خطير في الرئة حتى بعد شفائهم من المرض، وقد تحتاج رئتيهم إلى أشهر طويلة حتى تعود إلى وضعها الطبيعي أيضًا[٤].
المراجع
- ↑ "9 things people with lung disease want you to know", British Lung Foundation, Retrieved 10-7-2020. Edited.
- ↑ Laura J. Martin, MD (21-10-2018), "Surprising Causes of Lung Damage"، Webmd, Retrieved 10-7-2020. Edited.
- ↑ "Protecting Your Lungs", American Lung Association,11-3-2020، Retrieved 10-7-2020. Edited.
- ↑ Panagis Galiatsatos, M.D., M.H.S. (13-4-2020), "What Coronavirus Does to the Lungs"، Johns Hopkins Medicine, Retrieved 10-7-2020. Edited.