محتويات
الكمون
تشتهر عشبة الكمون بكونها من الأعشاب الحولية التي تنتمي إلى عائلة البقدونس، وتمتاز بأزهارها البيضاء أو الوردية الصغيرة وبثمارها الشبيهة بالبذور، وعادةً ما يستخدم الناس اسم الكمون للدلالة على نوع من البهارات المستخرج من عشبة الكمون، والبعض قد يُسميها بالكراوية الرومانية، وهنالك كذلك أنواع كثيرة من الأعشاب التي يُطلق عليها كمون، لكنها حقيقةً تنتمي إلى فصائل عشبية أخرى، وخير مثال على ذلك الكمون الأسود والكمون الفارسي، وعلى أية حال، يبقى بهار الكمون أحد أشهر أنواع البهارات لدى كثيرٍ من الثقافات، بما في ذلك الثقافة الشرق أوسطية، والهندية، والمكسيكية، وهو يدخل في تحضير خلطة الكاري الشهيرة أيضًا، ومن الجدير بالذكر أن زيت الكمون الأساسي أو العطري يدخل في صناعة بعض أنواع العطور والنكهات، كما أن هنالك استعمالات علاجية كثيرة للكمون وقيمة غذائية لا بأس بها أيضًا؛ فهو يحتوي على نسب جيدة من فيتامين ب1، وفيتامين ب2، وفيتامين ب3، وفيتامين ج، وفيتامين هـ، فضلًا عن الكثير من المعادن؛ كالحديد، والمغنيسيوم، والكالسيوم[١]، وقد يكون للكمون فوائد إضافية أخرى فيما يتعلق بصحة القولون أيضًا، وهذا سيرد بمزيد من التفصيل في الأسطر التالية.
هل الكمون مفيد للقولون؟
حاولت إحدى الدراسات عام 2013م تحري تأثير زيت الكمون على 57 مصابًا بالقولون العصبي، ولقد وجدت الدراسة انخفاضًا ملحوظًا في الشكوى من آلام البطن، والانتفاخات، وقلة التبرز، ونزول المخاط مع البراز، أثناء وبعد فترة علاج هؤلاء المرضى باستخدام الكمون، وهذا دفع الباحثون إلى النصح بالتفكير جديًا حول استخدام الكمون لغرض علاج أعراض القولون العصبي، خاصة عند الأخذ بعين الاعتبار التكلفة الزهيدة للكمون وتوفره بكثرة في الأسواق، ولقد جاءت هذه الدراسة على ذكر الكثير من الحقائق والأدلة العلمية التي وصل إليها علماء وباحثون آخرون حول فوائد الكمون للقولون، وقالت –مثلًا- أنه وعلى الرغم من إمكانية أن يؤدي الكمون إلى الإصابة بالإسهال أو الإمساك لدى البعض، إلا أن الكمون يبقى يتمتع بقدرة على إعادة الاتزان لحركة الأمعاء عند تناوله بجرعات مناسبة، وهنالك أدلة علمية تشير إلى إمكانية استخدام الكمون لعلاج حرقة المعدة وكثرة الغازات، ومن الجدير بالذكر أن للكمون مكانة مميزة في الطب الإيراني لغرض علاج الغازات أيضًا[٢].
طريقة استخدام الكمون للقولون
بالإمكان الحصول على الكمون المطحون بسهولة من المحلات التجارية، بينما قد يكون من الصعب إيجاد بذور الكمون الحقيقية أو الكاملة في هذه المحلات، لكن قد تتوفر في محلات العطارة وبعض نقاط البيع الخاصة بهذه الأشياء، وقد يكون من الأنسب تخزين بهارات الكمون أو بذور الكمون في مكان مظلم وبارد وجاف أو داخل الخزانة البعيدة عن موقد النار أو الفرن، وبوسع الكمون المطحون أن يبقى طازجًا لحوالي 6 أشهر، بينما تبقى بذور الكمون طازجة وصالحة لاستعمال لحوالي سنة كاملة، ومن المعروف أن للكمون مكانة مهمة في تحضير الكثير من الأطباق الشرق أوسطية والهندية والمكسيكية؛ كطبق الحمص المحمص بالليمون والكمون وطبق الدجاج المتبل المغربي مع يخنة جذور الخضراوات[٣]، ويُمكن استخدام الكمون أيضًا في تحضير الكثير من الوجبات والأطباق الشهية والمفيدة لصحة القلب والكوليسترول أيضًا، ومن السهولة كذلك إضافة الكمون لأطباق المقبلات والبقوليات أو الحبوب؛ وذلك بسبب النكهة الفريدة التي يمتاز بها هذا النوع من البهارات، وبالإمكان ذكر أمثلة أخرى على أطباق شهية وصحية تحتوي على الكمون على النحو الآتي[٤]:
- طبق السلمون المقشر بالكمون: يمتاز تحضير هذا الطبق بالسهولة والبساطة، ويُمكن إضافة المزيد من الكمون، والفلفل الأحمر، والكزبرة، والليمون الطازج من أجل إثراء السلمون المخبوز بنكهة مميزة.
- طبق الأرز بالليمون والكمون مع البصل المفروم: لا يُعد هذا الطبق صعبًا أيضًا، وبالإمكان البدء في تحضيره عبر تحضير الأرز أولًا، ثم إضافة بذور الكمون وزيت الكانولا فوق الأرز حالما يُصبح جاهزًا.
أضرار الكمون
يتناول معظم الناس الأطباق التي تحتوي على الكمون دون أن يشكو من أي أعراضٍ سيئة، لكن في حال كان الشخص يُعاني أصلًا من حساسية اتجاه الكمون، فإن من المحتمل ان تظهر عليه أعراض سيئة عند تناوله الكمون، كما أن إحدى الدراسات عام 2013 قد تحدثت عن إمكانية أن يؤدي الكمون إلى معاناة البعض من الغثيان، والدوخة، وآلام البطن، لذا فإن من الأفضل استشارة الطبيب قبل البدء بأخذ مكملات الكمون لعلاج أي شيء، خاصة عند مرضى السكري؛ لأن للكمون مقدرة على التأثير على مستويات السكر في الدم[٥]، ومن الجدير بالذكر كذلك أن بعض الباحثين قد نشروا دراسة عام 2018 تتحدث عن إمكانية أن يؤدي الاستهلاك المزمن أو المستمر للكمون إلى ظهور أعراضٍ سيئة؛ كالتهاب الجلد، والمشاكل التنفسية، وزيادة خطر النزيف أيضًا، ولقد حذرت الدراسة من إعطاء الكمون للحوامل، والمصابين بالمشاكل التنفسية، وقرحة المعدة، من الجدير بالذكر أن هنالك من يتحدثون عن إمكانية تعارض الكمون مع بعض أنواع الأدوية؛ كالمضادات الحيوية، ومضادات الالتهابات، وأدوية السكري، وأدوية الصرع أيضًا[٣].
قَد يُهِمُّكَ
قد تتساءل عزيزي القارئ الآن عن ماهية الأنواع الأخرى من الأعشاب المفيدة للقولون العصبي، وللإجابة على تساؤلك يجب التأكيد اولًا على حقيقة وجود أنواع مختلفة من القولون العصبي؛ فالبعض –مثلًا- يُعانون من قولون عصبي مع الإمساك، بينما يُعاني أخرون من قولون عصبي مع إسهال، وغيرهم قد يُعاني من نوبات متبادلة من الإسهال والإمساك معًا، لذا قد يكون من الأنسب البحث عن الأعشاب التي بوسعها التعامل مع النوع المحدد الذي يشكو منه المريض، لكن على أية حال، توجد أنواع كثيرة من الأعشاب التي تصلح لتحسين الصحة الهضمية عمومًا بغض النظر عن نوع القولون العصبي لدى المريض؛ كزيت النعناع، والدردار الأحمر (Slippery Elm)، ومستخلصات ورق الخرشوف، والألوة فيرا، أما بالنسبة للأعشاب المفيدة للامساك، فإنها تتضمن الأملج، والتريفالا، والسنامكي (Senna)، والراوند، بينما يُمكن أخذ البابونج والمشروبات التي تحتوي على أوراق التوت والعليق من أجل التعامل مع حالات الإسهال[٦].
المراجع
- ↑ "Cumin", New World Encyclopedia, Retrieved 1-6-2020. Edited.
- ↑ Shahram Agah, Amir Mehdi Taleb, Reyhane Moeini, et al (10-2013), "Cumin Extract for Symptom Control in Patients with Irritable Bowel Syndrome: A Case Series", Middle East J Dig Dis, Issue 4, Folder 5, Page 217–222. Edited.
- ^ أ ب Richard Fogoros, MD (31-5-2019), "The Health Benefits of Cumin"، Very Well Fit, Retrieved 1-6-2020. Edited.
- ↑ Natalie Olsen, RD, LD, ACSM EP-C (8-8-2017), "Cumin Benefits"، Healthline, Retrieved 1-6-2020. Edited.
- ↑ Jillian Kubala, MS, RD (13-12-2019), "6 health benefits of cumin"، Medical News Today, Retrieved 1-6-2020. Edited.
- ↑ Priyanka Chugh, MD (25-11-2019), "Natural Remedies for IBS"، Very Well Health, Retrieved 1-6-2020. Edited.