محتويات
دهون الكبد
يعرف الكبد بأنه ثاني أكبر عضو في الجسم، وهو مسؤول عن العديد من الوظائف المهمة؛ كمعالجة كل ما يُدخَل إلى الجسم من شراب وطعام، وأيضًا تصفية الدم من الفضلات، ومن الطّبيعي أن تكون في الكبد كميات مناسبة وقليلة من الدّهون في خلاياه، لكن عند زيادة الكمية وتراكمها في الكبد تحدث مشكلة صحية تُعرَف بمرض دهون الكبد، ويؤدي تراكم الدّهون بداخله إلى تلفه، مما يتسبب بتوقّفه عن آداء وظائفه، وتُشخَّص الإصابة بمرض دهون الكبد غالبًا عندما تصل نسبة خلايا الكبد التي تحتوي الدّهون أكثر من 5% من مجموع خلاياه، وفي الآونة الأخيرة أصبح مرض دهون الكبد من الأمراض الشائعة، إذ أظهرت بعض الدراسات أنه يؤثر في حوالي 25-30 % من الأشخاص في الولايات المتحدة وأوروبا، وتجدر الإشارة إلى أن هنالك حالات خفيفة من المرض يتحسّن فيها المريض بمجرد فقدان الوزن أو تغيير النّظام الغذائي لديه أو زيادة النّشاط البدني، وغيرها من الإجراءات الأخرى.[١][٢]
أنواع دهون الكبد
يوجد نوعان من دهون الكبد، وهي كما يلي:[٣][٤]
- الكبد الدهني اللاكحولي: يحدث هذا النوع نتيجة التهاب خلايا الكبد وتعرضها لتلفها، إذ يسبب التهاب خلايا الكبد تندب في الكبد أو تليفًا، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى التعرض للإصابة بتشمع الكبد أو الإصابة بمرض سرطان الكبد.
- الكبد الدهني الكحولي: يحدث هذا النوع بسبب الإكثار من شرب الكحول، إذ يُحطّم الكبد معظم الكحول التي يشربها الشخص، إلا أنه تجدر الإشارة إلى أن عملية تحطيمها تولّد مواد ضارة، وهذه المواد تساعد على تلف خلايا الكبد، وأيضًا تسبب الالتهاب.
أعراض دهون الكبد
في الحقيقة يعرف عن مرض الكبد الدهني بنوعيه اللاكحولي والكحولي مرضًا صامتًا أعراضه قليلة الحدوث، حيث إنه حال وجودها فإنّها تظهر على هيئة عدم الراحة أو الشعور بالامتلاء في الجانب الأيمن العلوي من البطن، وتتضمن الأعراض الأخرى ما يلي:[٤][٣]
- الشعور بألم البطن.
- فقدان الشهية.
- خسارة الوزن.
- الشعور بالتعب الشديد، والضعف العام.
- الغثيان.
- الإصابة بالارتباك الذهني.
- الإصابة باليرقان؛ حيث إنه يشمل اصفرار بياض العين، والجلد.
- ملاحظة انتفاخ الساقين والبطن.
أسباب دهون الكبد
توجد العديد من الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى زيادة خطر المعاناة من دهون الكبد، ومن أبرز هذه الأسباب نذكر ما يلي:[٢]
- السمنة: تتسبب السمنة بزيادة احتمالية تراكم الدهون في الكبد، حيث أظهرت بعض الدراسات إلى أن حوالي 30-90٪ من البالغين المصابين السمنة المفرطة يعانون من الكبد الدهني، بالإضافة إلى أنه يصيب الأطفال الذين يعانون أيضًا من السمنة المفرطة.
- مقاومة الإنسولين: توجد علاقة بين الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني ومقاومة الإنسولين والإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي، حيث إنها تزيد من تراكم الدهون في الكبد.
- المعاناة من الدهون الزائدة في البطن: من الممكن أن يتعرض الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي للإصابة بالكبد الدهني في حال كان لديهم الكثير من الدهون حول الخصر.
- الإكثار من تناول الكربوهيدرات المكررة: إن الإفراط في تناول الكربوهيدرات المكررة يؤدي إلى تعزيز تخزين الدهون في الكبد، وتحديدًا عند استهلاك كميات كبيرة من قبل الأشخاص الذين يعانون من مقاومة الإنسولين أو زيادة الوزن.
- تناول المشروبات السكرية: تتسبب المشروبات المحلاة بالسكر كمشروبات الطاقة الغنية بالفركتوز، والمشروبات الغازية إلى تراكم دهون الكبد عند البالغين والأطفال.
- المعاناة من ضعف الأمعاء: بينت العديد من الأبحاث الحديثة إلى أن حدوث خلل في بكتيريا الأمعاء، أو حدوث مشاكل في الأمعاء يتسبب في احتمالية الإصابة بالكبد الدهني.
طرق علاج الدهون الكبد
يعتمد علاج دهون الكبد بشكل رئيسي على تحديد المسبب الرئيسي له ومعالجته، وتشمل كلًّا من الآتي:[٥]
- العلاجات المنزلية وتغيير نمط الحياة: تعد من أهم طرق علاج الدهون الكبد، وتتم تحت أشراف الطبيب للسيطرة على مرض الكبد الدهني، إذ يمكن للشخص المصاب القيام بالخطوات الآتية:
- خسارة الوزن عن طريق اتباع نظام غذائي صحي قليل السعرات الحرارية.
- المحافظة على ممارسة التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة على الأقل معظم أيام الأسبوع.
- التقليل من مستوى الكولسترول في الدم، وذلك من خلال اتباع نظام غذائي صحي، واللجوء إلى تناول الأدوية للمحافظة على المستوى الطبيعي للدهون الثلاثية والكولسترول.
- الحرص على حماية الكبد، وذلك عن طريق الامتناع عن شرب المشروبات الكحولية، والحرص على اتَباعِ التعليمات الخاصة بالأدوية المتناولة.
- الطب البديل: في الحقيقة لم تثبت العلاجات البديلة فعاليتها لعلاج الكبد الدهني غير المرتبط بالكحول، وبالرغم من ذلك ما زال الباحثون يدرسون فعالية بعض المركبات الطبيعية في معالجة المرض، وهي كالآتي:
- القهوة: تسهم القهوة في تحسين حالات دهون الكبد، إذ إن نسبة الإصابة بتلف الكبد الناجم عن الكبد الدهني غير الكحولي تقل في حال شرب الشخص كوبين قهوة أو أكثر يوميًا عمن يشربها بكميات أقل أو من لا يشربها قطعيًا.
- فيتامين(هـ): يعد فيتامين(هـ) أحد الفيتامينات المضادة للتأكسد، والذي يفيد تناوله في حماية الكبد من خلال معادلة الضرر الناجم عن الالتهاب أو تقليله، إلا أنه توجد حاجة إلى المزيد من الدراسات لتأكيد ذلك.
- زراعة الكبد: يُلجأ لخيار زراعة الكبد عند إصابة الكبد بالتشمع كنتيجة لالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي.
الأطعمة التي تكافح دهون الكبد
تتوفر العديد من الأطعمة التي يمكن أن تفيد الأشخاص الذين يعانون من دهون الكبد، والتي تشمل ما يلي:[٦]
- الأطعمة الغنية بأحماض الأوميغا 3 الدهنية: تفيد الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من أحماض الأوميغا 3 الدهنية في تحسين مستويات الكولسترول عالي الكثافة أو الكوليسترول الجيّد، وأيضًا مستويات الدهون في الكبد لدى الأشخاص الذين يعانون من دهون الكبد، حيث تشمل هذه الأطعمة؛ الجوز، وسمك السلمون، والسردين، وبذور الكتان.
- البروكلي: أشارت الدراسات إلى أن تناول البروكلي مع مرور الوقت يساعد على منع تراكم الدهون في الكبد.
- القهوة: تتميز القهوة باحتوائها على خصائص مضادة للالتهابات تساعد على تقليل تلف الكبد، كما أنها قد تساعد على التقليل من تراكم الدهون في الكبد، إلا أن هذه الدراسات قد أجريت على الفئران وليس البشر.
- بروتين مصل اللبن وبروتين الصويا: يفيد تناول بروتين مصل اللبن وبروتين الصويا في تقليل تراكم الدهون في الكبد، كما يحتوي على مضادات أكسدة تساعد على تحسين مستويات الإنسولين، وبالتالي تقليل تراكم الدهون في الجسم.
نصائح وإرشادات لمرضى دهون الكبد
توجد العديد من النصائح والإرشادات للأشخاص الذين يعانون من دهون الكبد، إذ إنّ تغيير نمط الحياة يعد دفعه نحو الإيجابية لتحسين الحالة المرضية، ولعل من أبرز الأمور التي يمكن القيام بها لتقليل من الأعراض ومنع تطور المرض ما يلي:[٣][٧]
- المحافظة على ممارسة التمارين الرياضية، والتي تفيد في التقليل من مقاومة الإنسولين، إذ إنها تعد عاملًا رئيسيًا في مرض الكبد الدهني، بالإضافة إلى دورها المهم في خسارة الوزن الزائد، وتجدر الإشارة إلى أنه يمكن اللجوء إلى تمارين المقاومة، والتمارين الهوائية لتحقيق الأهداف المرجوّة.
- المحافظة على مستوى السكر في الدم بحيث تكون ضمن مستوياته الطبيعية، والابتعاد عن شرب العصائر، والمشروبات الغازية، والأطعمة الغنية بالسّكر.
- الامتناع عن الأدوية التي تؤثر سلبًا على الكبد، مثل: الستيرويدات، وأيضًا عدم استعمال أيّ أدوية دون استشارة الطبيب.
- الامتناع عن التدخين بهدف التقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب.
- الحرص على اتباع نظام غذائي صحي وسليم منخفض الملح والسكر، وغني بالخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة.
- الحرص على الحصول على مطعوم التهاب الكبد الوبائي من النوعين (أ) و(ب)، بالإضافة إلى مطعوم المكورات الرئوية ومطعوم الأنفلونزا العادية؛ وذلك للوقاية من اجتماع مرض الكبد الدهني مع التهاب الكبد الوبائي، والذي قد يتسبب بتفاقم الفشل الكبدي.
- الابتعاد عن استعمال المكملات الغذائية؛ مثل: الأدوية البديلة أو التكاملية أو الفيتامينات، أو العلاجات العشبية، أو اللجوء إلى إجراء بعض الممارسات الطبية دون استشارة الطبيب، وذلك لأنّ بعضها يمكن أن يتسبّب بالإصابة بتلف الكبد.
مَعْلومَة
يمكن أن يتسبب مرض الكبد الدهني بحدوث بعض المضاعفات التي تؤثر على صحة الكبد وصحة الجسم ككل، إذ يمكن أن تؤدي الدهون الزائدة إلى التعرض للإصابة بالتهاب الكبد، والذي يعرف بالتهاب الكبد الدهني، وقد يؤدي مع مرور الوقت إلى تندب وتشمع الكبد، وتجدر الإشارة إلى أن تشمع الكبد يعد من أكثر المضاعفات حدة، إذ يمكن أن يؤدي إلى فقدان الكبد وظيفته بشكل كامل، إذ إنه مع مر السنين يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بسرطان الكبد.[٧]
المراجع
- ↑ "Everything You Need to Know About Fatty Liver", healthline, Retrieved 2020/5/6. Edited.
- ^ أ ب "Fatty Liver: What It Is, and How to Get Rid of It", healthline, Retrieved 2020/5/6. Edited.
- ^ أ ب ت "Fatty Liver Disease", medlineplus, Retrieved 2020/5/6. Edited.
- ^ أ ب "Fatty Liver Disease", my.clevelandclinic, Retrieved 2020/5/6. Edited.
- ↑ "Nonalcoholic fatty liver disease", mayoclinic, Retrieved 2020/5/6. Edited.
- ↑ "What to eat for a fatty liver", medicalnewstoday, Retrieved 2020/5/18. Edited.
- ^ أ ب "Fatty liver", mydr, Retrieved 2020/5/6. Edited.