عملية تنظيف الجيوب الأنفية: بين الفوائد والمخاطر

عملية تنظيف الجيوب الأنفية: بين الفوائد والمخاطر
عملية تنظيف الجيوب الأنفية: بين الفوائد والمخاطر

ما هي عملية تنظيف الجيوب الأنفية؟

توجد تجاويف الجيوب الأنفية داخل الجمجمة وبالتحديد حول العينين والأنف؛ أي أنها تمثل الجزء الأمامي الداخلي من الوجه، وتُعرَف هذه التجاويف بأنّها مُفرّغة من الداخل، وبالتالي لا محالة أن لها دورًا في تقليل وزن الجمجمة الكلي، ولا يختلف اثنان حول دور التجاويف الأنفية في إنتاج المخاط الذي يضيف الرطوبة المطلوبة للممرات الهوائي داخل الأنف، وتلتقط هذه الطبقة الواقية الرطبة الجزيئات غير المرغوب وتمنعها من الدخول للجسم.

وتوجد داخل الجيوب الأنفية أهداب شبيهة بالشعر تساعد على تصريف المخاط إلى داخل الجيوب الأنفية، أما عملية تنظيف أو فتح ممرات الجيوب الأنفية؛ فهي تهدف إلى إزالة الانسداد الموجودة في هذه الجيوب، ويلجأ الأطباء لهذه العملية لعلاج حالات الأشخاص الذين يعانون من التهابات الجيوب الأنفية المستمرة والمتكررة، وهنالك فئة أخرى قد تستفيد من هذه العملية وهي فئة الأشخاص الذين يعانون من بنية غير طبيعية للجيوب الأنفية.[١]


تعرف على فوائد عملية تنظيف الجيوب الأنفية

يلجأ الطبيب إلى خيار جراحة الجيوب الأنفية في حالات تورم الجيوب الأنفية ومعاناة المصاب من الاحتقان وعدم الراحة التي لا تستجيب للعلاجات الدوائية، والتي تنتج عن عدة أسباب منها؛ العدوى البكتيرية أو الفطرية أو الفيروسية، أو بسبب وجود أورام صغيرة تسمى الأورام الحميدة في بطانة الجيوب الأنفية، أو الحساسية، أو انحراف الحاجز أو الزوائد اللحمية أو وجود مشاكل هيكلية أخرى، وتتمثل الأهداف الرئيسية للجراحة فيما يلي:[٢]

  • تخفيف الأعراض وتقليل عدد الالتهابات التي يعاني منها المصاب.
  • تحسين عملية التنفس من خلال الأنف وتقليل تأثير الاحتقان على حاسة الشم أو التذوق.

وفي كثير من الحلات لا تُعالج الحالة نهائيًا بعد العملية، وإنما تعود المشاكل ذاتها في وقت لاحق، وفي هذه الحالات قد يستدعي الامر إجراء عملية جراحية أخرى، كما يمكن يستمر العلاج الطبي حتى بعد العملية خاصة في الحالات الناتجة عن الحساسية أو الزوائد اللحمية لمنع تكرار المرض والأعراض، لذا يمكن لغالبية المرضى الشعور بتحسن كبير عند الجمع بين الجراحة والإدارة الطبية المستمرة.[٣]


ما مخاطر عملية تنظيف الجيوب الأنفية؟

يمكن أن تتسبب عملية تنظيف الجيوب الأنفية بمجموعة من المخاطر والمضاعفات، لكن يبقى من الضروري التنويه إلى أن هذه المخاطر نادرة الحدوث، ويمكنك بالطبع الاطلاع على هذه المخاطر كما يلي:[١]

  • النزيف: قد تظهرعادةً مشكلة النزيف خلال اليوم الأول من إجراء العملية، لكن ذلك لا يعني بأن النزيف قد لا يحدث لاحقًا أيضًا، فقد يحدث النزيف بعد أيام أو حتى أسابيع من إجراء العملية، وهذا الأمر قد يفرض على الشخص المصاب العودة للطبيب لإزالة أي نوع من الجلطات داخل الحاجز العظمي بين الممرات الأنفية.
  • المضاعفات التي قد تحدث داخل الجمجمة: قد تتضرر الطبقة الرقيقة من العظام الموجودة في سقف الأنف أثناء جراحة الجيوب الأنفية، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات نادرة مثل تسرب السائل الدماغي إلى الأنف، والإصابة بالتهاب السحايا، لكن لا تقلق إذ يمكن علاج هذه الأمور في حال التعرف عليها مبكرًا.
  • تلف العين أو الأنسجة المحيطة: قد تؤدي الجراحة إلى حدوث نزيف في العين نتيجة تضرر الطبقة الرقيقة من العظام التي تفصل بينهما، ويبقى هذا الأمر من المخاطر النادرة جدًا والتي يمكن علاجها فور التعرف عليها أثناء إجراء العملية، لكن هنالك حالات نادرة انتهت بفقدان البصر أو العمى، أو تلف العضلات التي تحرك العين مما قد يؤدي إلى رؤية مزدوجة مؤقتة أو دائمة.
  • التغييرات في صوت الشخص: اعلم بأن للجيوب الأنفية دورًا في تحديد صوتك، لذلك توقع تغير في صوتك بعد الخضوع لجراحة الجيوب الأنفية.
  • فقدان حاسة الشم أو التذوق: تؤثر في بعض الحالات عملية الجيوب الأنفية على حاستيّ الشم والتذوق، لكن عادةً ما يكون هذا التأثير طفيفًا، وقد يتحسن بمفرده بعد استعادة تدفق الطبيعي للهواء، بينما قد تتفاقم المشكلة عند المصابين الأخرين وذلك بلاعتماد على مدى التورم أو العدوى الناتجة عن الجراحة.
  • مشاكل الأنف: تتكون الندوب بعد جراحة الجيوب الأنفية، وهذا يفاقم المشاكل والأعراض الجانبية التي منها المصاب من الأساس بسبب العملية، وقد يتطلب التخلص من مشاكل الندوب إجراء جراحي آخر.


أنواع عمليات الجيوب الأنفية

يمكن الاختيار من بين عدة أنواع لعملية جراحة الجيوب الأنفية وذلك وفقًا لاستشارة الطبيب المختص، وتشمل الأنواع ما يلي:[٢]

جراحة الجيوب الأنفية بالتنظير

وهو الإجراء الأكثر شيوعًا، والذي يدخل الطبيب من خلاله أدوات رفيعة جدًا ومرنة تسمى المناظير في أنف المصاب، وتحتوي إحدى الأدوات على عدسة كاميرا صغيرة ترسل الصور إلى شاشة ما، وبهذه الطريقة يمكن للطبيب معرفة مكان وجود الانسدادات في الجيوب الأنفية وتوجيه الأدوات الأخرى التي يمكنها إزالة العوائق وأنسجة الندوب وغيرها بلطف، وتتميز هذه الطريقة بأنها ذات فترة التعافي أقصر وأسهل، وذلك لأنها لا تنطوي على جراحة الجلد، كما أنها عادة ما تُجرى باستخدام تخدير موضعي دون أن يفقد المصاب الوعي بالكامل، ويمكنه العودة إلى المنزل في اليوم نفسه فور الانتهاء.

رأب الجيوب الأنفية بالبالون

يختار الطبيب هذا الإجراء في حال كان المصاب لا يحتاج إلى إزالة أي شيء من الجيوب الأنفية، وتنطوي العملية على استخدام أنبوب رفيع ووضعه في الأنف، ويُعلق في أحد طرفيه بالون صغير، ومن ثم يوجّه البالون إلى المنطقة المسدودة داخل الأنف ويُنفخ هناك، مما يساعد في تنظيف الممر الانفي والتمكن من التصريف بصورة أفضل دون وجود احتقان.


قد يُهِمُّكَ: أهم المحاذير قبل إجراء عملية تنظيف الجيوب الأنفية

من المهم قبل إجراء جراحة الجيوب الانفية التواصل مع الطبيب والتحدث عن أي عوامل خطر يمكن أن يلاحظها الطبيب من خلال التعرف على تاريخك المرضي، والتي بسببه قد يلغي الطبيب خيار جراحة الجيوب الأنفية، كما عليك أن تخبره بكامل الأدوية التي تداوم عليها، وسوف يطلب منك الطبيب لا محالة التوقف عن أخذ الأيبوبروفين والأسبرين، لكن هنالك حالات صحية تستوجب عدم التوقف عن تناول بعض الأدوية، لذلك استشر الطبيب مرة أخرى حول التوقف عن أي دواء كان وحول أي مشكلة صحية تعاني منها قبل إجراء عملية تنظيف الجيوب الأنفية.[٤]


المراجع

  1. ^ أ ب Adam Rowden (16/4/2017), "Everything you need to know about sinus surgery", Medical News Today, Retrieved 30/5/2021. Edited.
  2. ^ أ ب Sabrina Felson (21/7/2020), "Do I Need Surgery for Sinusitis?", WebMD, Retrieved 30/5/2021. Edited.
  3. "Sinus Surgery", clevelandclinic, 30/5/2021, Retrieved 30/5/2021. Edited.
  4. Kathryn Watson (14/4/2017), "Sinus Surgery", Healthline, Retrieved 31/5/2021. Edited.

فيديو ذو صلة :