شروط الاضحية في الاسلام

شروط الاضحية في الاسلام
شروط الاضحية في الاسلام

الأضحية في الإسلام

لا بد من أنك قد سمعت بالأضحية، بل وربما تكون قد أديت هذه الشعيرة في أعوام سابقة، أو تريد أن تؤديها في الأعوام اللاحقة، فالأضحية من شعائر الله العظيمة، ومن أعظم الطاعات والقربات لله تعالى، وهي دليل على صدق إخلاص العبادة لله وحده، والامتثال لأوامره واجتناب نواهيه، ولذلك جاءت مشروعية الأضحية في الإسلام، والأضحية هي ما يذبح تقربًا إلى الله تعالى من بهيمة الأنعام؛ الإبل والبقر والغنم من بعد صلاة عيد النَّحر إلى آخر أيام التشريق، وقد ثبتت مشروعيتها في القرآن الكريم بقوله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}،[١] وفي السنة فقد قال صلى الله عليه وسلم: [إنَّ أوَّلَ ما نَبْدَأُ به في يَومِنا هذا أنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ، مَن فَعَلَهُ فقَدْ أصابَ سُنَّتَنا، ومَن ذَبَحَ قَبْلُ، فإنَّما هو لَحْمٌ قَدَّمَهُ لأهْلِهِ، ليسَ مِنَ النُّسُكِ في شيءٍ فَقامَ أبو بُرْدَةَ بنُ نِيارٍ، وقدْ ذَبَحَ، فقالَ: إنَّ عِندِي جَذَعَةً، فقالَ: اذْبَحْها ولَنْ تَجْزِيَ عن أحَدٍ بَعْدَكَ قالَ مُطَرِّفٌ: عن عامِرٍ، عَنِ البَراءِ: قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلاةِ تَمَّ نُسُكُهُ، وأَصابَ سُنَّةَ المُسْلِمِينَ]،[٢] وقد [ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ، ووَضَعَ رِجْلَهُ علَى صِفَاحِهِمَا]،[٣] كما أجمع علماء المسلمين على مشروعية الأضحية، بوصفها شعيرة من شعائر الدين، التي أمر الله تعالى بتعظيمها.[٤]


شروط الأضحية في الإسلام

شروط الأُضحية

إذا أردت أن تضحي فعليك أن تعلم أن للأضحية ستة شروط، وهي:[٥]

  • أن تكون الأُضحية من بهيمة الأنعام، والمعروف عند العرب: بأن بهيمة الأنعام هي الإبل والبقر والغنم سواء كانت ضأنًا أو معزًا، لقول الله تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ}.[٦]
  • أن تبلغ الأُضحية السن المُحدّدة شرعًا، كأن تكون جذعة من الضأن، أو ثنيّة من: الإبل والبقر والمعز، لقول النبيّ: صلى الله عليه وسلّم: [لا تَذْبَحُوا إلَّا مُسِنَّةً، إلَّا أنْ يَعْسُرَ علَيْكُم، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ]،[٧] وهذه تفاصيل عمر الأُضحية:
    • المُسِنَّةً: وهي الثنيّة فما فوقها، فلا تصح الأُضحية بما دون الثني من الإبل والبقر والمعز، فالثني من الإبل: هو ما أتمّ خمس سنين من عمره، والثني من البقر: ما أتمّ سنتين من عمره، أما الثني من الغنم أو المعز تحديدًا: فهو ما أتم سنة واحدة من عمره.
    • الجَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ: والجَذعة دون الثنيّة، وهي ما أتمت نصف سنة من العمر، فلا تصح الأُضحية بما دون الجذع من الضأن.
  • أن تخلو الأُضحية من العيوب المانعة من الإجزاء، وهذه العيوب أربعة هي:
    • العوَر البَيّن: وهو العوَر الواضح الذي تنخسف به العين، أو تكون فيه العين بارزة حتى تبدو كالزر، أو تبيّض العين ابيضاضًا واضحًا دالًا دلالة بَيّنة على عورها.
    • المرَض البَيّن: وهو المرض الذي تظهر أعراضه بوضوح على البهيمة، مثل الحُمّى التي تمنع شهيّة البهيمة وتُقعِدها عن المَرعى، أو الجَرَب الظاهر الذي من شأنه أن يُفسِد لحمها أو يؤثر في سلامته، وكذلك، الجرح العميق المؤثر على البهيمة في صحتها ونحوه.
    • العَرَج البَيّن: وهو العَرَج الذي يمنع البهيمة من مجاراة البهيمة السليمة في ممشاها.
    • الهُزال المُزيل للمُخ: لقول النبي عليه الصلاة والسلام حين سُئل ماذا يتقي من الأضاحي؟ فأشار بيده وقال كما جاء في حديث عبيد بن فيروز الديلمي: [سألتُ البراءَ بنَ عازبٍ ما لا يجوزُ في الأضاحيِّ فقالَ قامَ فينا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وأصابعي أقصرُ من أصابعِه وأناملي أقصرُ من أناملِه فقالَ أربعٌ لا تجوزُ في الأضاحيِّ فقالَ العوراءُ بيِّنٌ عورُها والمريضةُ بيِّنٌ مرضُها والعرجاءُ بيِّنٌ ظلعُها والكسيرُ الَّتي لا تَنقى قالَ قلتُ فإنِّي أكرَه أن يَكونَ في السِّنِّ نقصٌ قالَ ما كرِهتَ فدعهُ ولا تحرِّمهُ علَى أحدٍ].[٨]
    • البهيمة العمياء التي لا تبصر بعينيها.
    • المتولدة في حال تعسّرت ولادتها إلّا إذا زال الخطر عنها.
    • المبشومة وهي البهيمة التي أكلت فوق طاقتها حتى امتلأت، فإنها لا تُجزِئ حتى تثلط ويزول الخطر عنها.
    • المُصابة بما يُميتها كخنق أو سقوط من علو وما إلى ذلك، حتى أن يزول الخطر عنها.
    • الزمنى وهي البهيمة العاجزة عن المشي لوجود عاهة ما.
    • البهيمة المقطوع إحدى يديها أو رجليها.
    • أن تكون الأضحية مُلكًا للمُضحّي، أو أن يكون المُضحّي مأذونًا له فيها من قبل الشرع أو من قبل مالكها، فلا تصح الأُضحية بما لا يملكه المُضحّي مثل المسروق والمغصوب والمأخوذ بدعوى باطلة ونحو ذلك؛ فالأصل أنه لا يصح التقرب إلى الله تعالى بمعصيته! أما وليّ اليتيم فتصح له التضحية لليتيم من ماله -أي مال اليتيم-، إذا جرت به العادة وكان ينكسر قلبه بعدم الأضحية، كما تصحّ تضحية الوكيل من مال موكله بإذنه -أي بإذن الموكل.
  • أن لا يتعلق بالأُضحية حقوق للغير، فلا تصح التضحية بالمرهون مثلًا.
  • أن تُذبح الأضحية في الوقت المُحدّد في الشرع، وهو من بعد صلاة العيد في يوم النحر إلى غروب شمس آخر يوم من أيام التشريق ويكون آخر يوم من أيام التشريق هو اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة، فتكون: بذلك أيام الذبح المُحددة أربعة وهي: يوم العيد من بعد صلاة العيد، وثلاثة أيام بعده، فمن ذبح قبل انتهاء صلاة العيد، أو بعد غروب شمس اليوم الثالث عشر من ذي الحجة لم تصح أضحيته؛ فقد روى البخاري في صحيحه عن البراء بن عازب رضي الله عنه، لكن إذا حدث عذر بالتأخير عن الذبح يوم النحر أو في أيام التشريق كأن تهرب الأضحية بغير تفريط من المُضحّي ولا يجدها إلا بعد فوات الوقت المُحدد للذبح، أو في حال أوكل من يذبحها له فنسى الوكيل وتذكر بعد خروج وقت الذبح، ففي هذه الحال لا بأس أن تذبح الأُضحية بعد خروج الوقت للعذر، وذلك قياسًا على من نسي الصلاة أو نام عنها فإنه يصليها إذا ذكرها أو إذا استيقظ، ويجوز ذبح الأضحية في الوقت المُحدد: ليلاً ونهاراً، وإن كان الذبح في النهار أولَى، وأفضله الذبح يوم العيد بعد الخطبتين، ويكون كل يوم أفضل مما يليه؛ لما في ذلك من المبادرة إلى فعل الخير.

شروط المُضحيّ

إذا أردت أن تُضحي، ينبغي عليك مراعاة بعض الأمور:[٩]

  • يجب على المُضحي استحضار نية التقرب إلى الله تعالى بذبح الأُضحية، فيخرجها بنفس طيبة.
  • أن لا يأخذ المُضحّي من شعره ولا من بشرته أو أظفاره شيئًا بقص أو حلق أو تقصير ونحوه، إذا دخلت عشر ذي الحجة، لأن هذا من سنّة النبيّ صلى الله عليه وسلم كما ورد في الصحيحين: [إذا رَأَيْتُمْ هِلالَ ذِي الحِجَّةِ، وأَرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّيَ، فَلْيُمْسِكْ عن شَعْرِهِ وأَظْفارِهِ].[١٠]
  • الأولى للمضحي ذبح أضحيته بنفسه إذا كان يُحسن الذبح، لأن الذبح نفسه عبادة وقربة لله تعالى، كما يُستحب وضع الرِجل على صفحة عنق الأُضحية، وقول: "بسم الله، الله أكبر"، وأن يسأل الله تعالى القبول، ويجوز للمضحّي أن ينيب عنه غيره في الذبح، فقد نحر النبيّ صلى الله عليه وسلم بيده ثلاثًا وستين بَدَنة، كما استناب علي بن أبي طالب في نحر ما تبقى.
  • الأضحية الواحدة تُجزئ عن الرَجل وأهل بيته حتى إن كثروا، لحديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: [كانَ الرَّجلُ في عَهدِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يُضحِّي بالشَّاةِ عنهُ وعن أَهلِ بيتِهِ فيأْكلونَ ويَطعَمونَ ثمَّ تباهى النَّاسُ فصارَ كما ترى].[١١]
  • ينبغي أن يُراعي المُضحّي آداب الذبح، كالإحسان إلى الذبيحة بإراحتها، واستقبال القبلة عند ذبحها، وإذا كانت الأضحية إبِلًا فإنها تُنحر قائمة معقولة يدها اليسرى، وهذا معنى ما ورد في قوله تعالى: {فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ}،[١٢] وإذا كانت الأضحية من غير الإبل فإنها تذبح على جنبها الأيسر مُضجعة.
  • ينبغي على المُضحّي أن يتتبع في هديته أقرب الناس إليه، وفي صدقته أحوجهم إلى الصدقة.
  • يحرم بيع أي شيء من الأضحية، سواء كان لحمًا أو صوفًا أو جلدًا أو غيره، لأن الأُضحية مال يُخرجه العبد لله تعالى وحده، فلا يجوز الرجوع فيه مثل الصدقة.
  • لا يجوز إعطاء الجزار شيئًا من الأضحية مقابل أجرته على الذبح، فقد ورد في حديث علي بن أبي طالب: [أَمَرَنِي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَنْ أَقُومَ علَى بُدْنِهِ، وَأَنْ أَتَصَدَّقَ بلَحْمِهَا وَجُلُودِهَا وَأَجِلَّتِهَا، وَأَنْ لا أُعْطِيَ الجَزَّارَ منها، قالَ: نَحْنُ نُعْطِيهِ مِن عِندِنَا. [وفي رواية]: عَنِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ. وَليسَ في حَديثِهِما أَجْرُ الجَازِرِ]،[١٣] لأنه يدخل في ذلك معنى البيع، أما إذا أعطى المُضحّي الجزّار شيئًا على سبيل الهدية أو الصدقة بعد أن يعطيه أجرته كاملة فلا حرج في ذلك.
  • يُستحب للمُضحي أن يأكل من لحم أضحيته، وأن يهدي، ويتصدق، والأمر في هذا واسع من حيث المقدار، لكن المفضّل عند أهل العلم أن يأكل المُضحيّ ثلثًا، ويتصدق بثلث ويهدي ثلث.


حُكم الأُضحية في الإسلام

إن ما اجتمع عليه جمهور أهل العلم بأن الأضحية سُنَّة مؤكدة للقادرين عليها، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث أم سلمة: [إذا دَخَلَتِ العَشْرُ، وأَرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّيَ، فلا يَمَسَّ مِن شَعَرِهِ وبَشَرِهِ شيئًا]،[١٤] فقد تبيّن من هذا الحديث أن النبيّ- صلى الله عليه وسلم - قد فوّض الأضحية إلى إرادة المُكلَّف، فلو كانت الأضحية واجبة لما أوكلها النبي إلى الإرادة، كما قد ثبت أنه عليه الصلاة والسلام ضحّى عمن لم يضح من أمته، فأسقط النبي بذلك الوجوب عنهم، كما ورد في سنن الترمذي وغيره، لكن ذهب بعض أهل العلم إلى وجوب الأضحية مستدلين ببعض الأحاديث التي ثبت حسنها، ولذلك فإن الأحوَط للمسلم أن لا يترك الأضحية إذا كان قادرًا عليها، لأنها من شعائر الله العظيمة، ولأنه بذلك يُبرئ ذمته من الخلاف في وجوبها.[٩]


حِكمة مشروعيَّة الأضْحِية

شرع الله عزّ وجل الأضحية لعدة أسباب، نعرض لك بيانها:[١٥]

  • إحياء لسُنَّةِ النبيّ إبراهيمَ الخليلِ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ، حينما أمَرَه الله تعالى بذَبحِ الفِداءِ عن ولَدِه إسماعيل -عليها السلام- في يومِ النَّحرِ، فيفهم المسلم من هذه القصة أن صَبرَ سيدنا إبراهيمَ وإسماعيلَ- عليهما السَّلامُ- وإخلاصهما الطاعةَ اللهِ وإيثارها، وتقديم محبة الله تعالى على محبَّةِ النَّفْسِ والولدِ، كل ذلك كان سبَب الفِداءِ ورَفْع البلاءِ عنهما، فيستذكر المؤمِنُ هذه المعاني ويقتدي بهما في الصَّبرِ على طاعةِ الله، وتقديمِ محبَّة الله تعالى على هوى النَّفْسِ وشَهْوَتِها.
  • تُعدّ الأضحية سبيلًا للتَّوسِعةِ على النَّفْسِ والأهل، وللصدقة على الفقيرِ، ولإكرامِ الضَّيفِ والجارِ، وفي هذا كله مظاهِر للفَرَحِ والابتهاج بما أنعَمَ اللهُ تعالى به على الإنسانِ، وهي من باب التحدث بنعمةِ الله تعالى، كما قال تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}.[١٦]
  • في الأضحية معانٍ من شُكْرُ اللهِ تعالى على نِعمةِ الحياةِ.
  • إنَّ في إراقةِ دم الأضاحي تصديقًا لما أخبَرَ اللهُ عزَّ وجلَّ به؛ مِن أنَّه خَلَقَ الأنعامَ لينَتفْعِ الإنسانِ بها، وأَذِنَ له في ذَبْحِها ونَحْرِها ليجعلها طعامًا له.


صور من رحمة الإسلام عند ذبح الأضحية

لا شك أنك تدرك رحمة هذا الدين حتى بالحيوانات، و تتجلى صور الرحمة بما حث عليه من أمور دعا إلى مراعاتها عند ذبح الأضحية منها:[١٧]

  • وجوب الإحسان في الذبح: لقول النبي: صلى الله عليه وسلم كما ورد في الحديث: [ثِنْتَانِ حَفِظْتُهُما عن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإحْسَانَ علَى كُلِّ شيءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فأحْسِنُوا القِتْلَةَ، وإذَا ذَبَحْتُمْ فأحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ].[١٨]
  • لا ينبغي أن تشْحَذ السكين أمام الأُضحية، ولا حتى تجعلها تراه إلا عند الذبح: فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رجلاً أضْجَع شاة وهو يُحِدُّ شَفرته، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم: [أتريدُ أن تُمِيتَها موتاتٍ ؟ ! هلَّا أحدَدتَ شَفرتَك قبلَ أن تُضْجِعَها ؟ !].[١٩]
  • لا ينبغي أن تذبحها والأخرى تَنظر، لأنها ترتاع إذا رأت أختها تُذبح.
  • يُفضل أن تسحب الذبيحة برِفقٍ، لأن هذا من صور الإحسان الذي دعا إليه الإسلام.


مَعْلومَة

اختلفت آراء المذاهب الفقهيّة في توضيح كيفيّة توزيع لحم الأُضحية، فما هي الآراء الواردة في هذا الشأن:[٢٠]

  • استحبّ الحنابلة والحنفيّة تقسيم الأُضحية إلى ثلاثة أقسام؛ بحيث يكون ثُلث للمُضحّي وبيته، وثُلث للفقراء، وثُلث للإهداء للصديق، وقال الحنفيّة بأنّه من الأفضل للمُضحّي إذا كان مُوسِرًا أن يتصدّق بالثُلثَين، ويأكل الثُّلث.
  • ذهب الشافعيّة إلى أفضيّلة توزيع لحم الأُضحية على الفقراء والمحتاجين، وأن يأكل المُضحّي منها القليل.
  • وذهب المالكيّة إلى عدم وجود قِسمةٍ مُحددة في توزيع لحم الأُضحية؛ حيث إن للمُضحّي الحُرّية الكاملة في توزيعها، وتقسيمها كما يشاء، فيأكل منها ما شاء، ويُهدي ما يشاء، ويتصدّق منها بما يشاء، واستدلّوا على ذلك بما ورد في الحديث عن ثوبان مولى الرسول صلّى الله عليه وسلّم: [ذَبَحَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ضَحِيَّتَهُ، ثُمَّ قالَ: يا ثَوْبَانُ، أَصْلِحْ لَحْمَ هذِه، فَلَمْ أَزَلْ أُطْعِمُهُ منها حتَّى قَدِمَ المَدِينَةَ].[٢١]

ويعود سبب الاختلاف في القدر الواجب التصدّق به من لحم الأضحية هو اختلاف الروايات، فقد وردت روايات عن النبي دون تحديد نسبة معينة مثل حديث بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [كنتُ نَهَيتُكم عن لُحومِ الأضاحيِّ فَوقَ ثلاثٍ، ليتَّسعَ ذو الطَّولِ علَى مَن لا طَولَ لَهُ، فَكلوا ما بدا لَكم وأطعِموا وادَّخِروا].[٢٢][٢٣]


المراجع

  1. سورة الكوثر، آية: 2.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم: 5545، حديث صحيح.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:: 5565، حديث صحيح.
  4. "أحكام الأضحية"، islamway، 2012-10-18، اطّلع عليه بتاريخ 2020-6-30. بتصرّف.
  5. "شروط الأضحية"، islamqa، 2003-2-10، اطّلع عليه بتاريخ 2020-7-6. بتصرّف.
  6. سورة الحج، آية: 34.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن: جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 1963، حديث صحيح.
  8. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبيد بن فيروز الديلمي، الصفحة أو الرقم: 2802، حديث صحيح.
  9. ^ أ ب "أحكام الأضحية"، islamweb، 1438هـ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-7-6. بتصرّف.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1977، حديث صحيح.
  11. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أبي أيوب الأنصاري، الصفحة أو الرقم: 2563، حديث صحيح.
  12. سورة الحج، آية: 36.
  13. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 1317، حديث صحيح.
  14. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن: أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1977، حديث صحيح.
  15. "ذبح الأضحية"، dorar، اطّلع عليه بتاريخ 2020-6-28. بتصرّف.
  16. سورة الضحى، آية: 11.
  17. "ثمانون مسألة في أحكام الأضحية"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 2020-7-7. بتصرّف.
  18. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن شداد بن أوس، الصفحة أو الرقم: 1955، حديث صحيح.
  19. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2265، حديث صحيح.
  20. خالد البليهد، "كيفية توزيع الأضحية"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 2020-7-7. بتصرّف.
  21. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصفحة أو الرقم: 1975، حديث صحيح.
  22. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 1510، حديث صحيح.
  23. "كيفية تقسيم الأضحية في الأكل والصدقة"، islamqa، 2000-3-13، اطّلع عليه بتاريخ 2020-7-7. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :