محتويات
الأضحية
تعد الأضحية من أعظم القربات التي يتقرب بها العباد إلى الله تعالى، فهي من شعائر الإسلام العظيمة، وشعار على إخلاص العبادة لله تعالى، والتزام أوامره، وتجنب نواهيه، ومن هنا جاءت مشروعية الأضحية، التي تُعدّ سنةً من سنن الأمم السابقة، ومن سنن المرسلين، ويُذكر أنّ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ضحّى بكبشين أقرنين، وأملحين، [١]ويقول الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز في سورة الحج: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ}[٢]، كما يمكن تعريف الأضحية كما عرّفها أبو يحيى زكريا الأنصاري الشافعي على أنّها ما يُذبح من النعم من أجل التقرب إلى الله تعالى، ويكون موعد الذبح من يوم النحر وهو أول أيام عيد الأضحى، ويستمر إلى آخر أيام التشريق، وسبب تسميتها بالأضحية يرجع إلى أول زمان فعلها، وهو وقت الضحى.[٣]
كيفية تقسيم الأضحية
يُستحب تقسيم الأضحية إلى ثلاثة أقسام، إذ يأخذ أهل البيت ثلثًا واحدًا، ويُهدى للأحبة والأقارب بثلثٍ آخر، أمّا الثلث المتبقي فيتصدق به على الفقراء والمساكين والمحتاجين[٣]، وهذا بناءً على قولهم: [قالوا: يا رسولَ اللهِ! إنَّ الناسَ يتَّخذون الأسقيةَ من ضحاياهم ويُجمِّلون منها الوَدَكَ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: وما ذاك؟ قالوا: نهيتَ أن تُؤكلَ لحومُ الضحايا بعدَ ثلاثٍ، فقال: إنّما نهيتُكم من أجلِ الدَّافَّةِ التي دَفَّتْ، فكلوا وادِّخِروا وتصدَّقوا][٤]، ويقول ابن قدامة فيما روي عن ابن عباس فيما يخص أضحية النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: [يُطعِمُ أهلَ بيتِه الثُّلثَ، ويُطعِمُ فقراءَ جيرانِه الثُّلُثَ، ويَتصدَّقُ على السؤَّالِ بالثُّلثِ][٥]، ويقول بعض الفقهاء يجوز تقسيم الأضحية إلى نصفين؛ فيترك نصف للأكل، ويتصدق بالنصف الآخر.[٦]
حكمة مشروعية الأضحية
لم يشرّع ديننا الحنيف شيئًا إلّا لحكمةٍ بالغةٍ فيه، فمعظم العبادات كان الهدف منها إمّا التقرّب إلى الله أو تحقيق ما هو لصالح الفرد أو لخدمة المجتمع، ولكن شُرعت الأضحية لثلاثة أسباب وهي:[٧]
- شكر الله على نعمه المتعدّدة، ونعم الله على الإنسان التي لا تعدُّ ولا تحصى؛ ومن أبرزها نعمة السمع والبصر ونعمة العقل ونعمة الرزق ونعمة البقاء ونعمة الإيمان من عامٍ إلى عام، لذا فهو يذبح الأنعام في يوم عيد الأضحى تقرّبًا إلى الله وامتثالًا لأمره في قوله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاك الْكَوْثَر (1) فَصَلِّ لِرَبِّك وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَك هُوَ الْأَبْتَر (3)}[٨].
- الأضحية شُرعت إحياءً لسنّة سيدنا إبراهيم عليه السلام ليتذكّر المُسلم امتثاله وصبر ابنه وإيثارهما طاعة الله ومحبته على محبة النفس والولد، فيقتدي بهما ويقدّم محبّة الله وطاعته على هوى النفس وشهوتها.
- كما أن الأضحية شُرعت أيضًا لتحقيق معنى التكافل في المجتمع بتوزيع اللحوم على الفقراء وإكرام الأصدقاء والأقارب والتوسعة على أهل البيت وإسعادهم.
شروط الأضحية
يشترط للأضحية ستة شروط، ولا يفترض أن ينقص أي منها، وفيما يلي هذه الشروط:[٩]
- أول شرطٍ من شروط صحّة الأضحية هو أن تكون من بهيمة الأنعام المعروفة عند العرب، مثل الغنم والضأن والبقر والإبل.
- أن تكون ملكًا للمضحي، فلا يجوز التضحية بمسروقٍ أو مغصوب أو الأضحية المأخوذة بدعوى باطلة؛ لأنّه لا يجوز التقرّب إلى الله بمعصيته.
- أن لا يتعلق بالأضحية حقٌّ للغير، كأن تكون مرهونة مثلًا.
- أن تبلغ السنّ المحدد شرعًا، فعن النبي صلى الله عليه وسلّم أنّه قال: [لا تَذْبَحُوا إلَّا مُسِنَّةً، إلَّا أنْ يَعْسُرَ علَيْكُم، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ] [١٠] والمسنة هي الثنية فما فوقها والجذعة ما دون ذلك، والثني من الإبل ما أتمَّ خمس سنوات، ومن البقر ما أتمَّ السنتين ومن الغنم ما أتمّ السنة، والجذع ما أتمّ نصف سنة.
- أن تكون خالية من العيوب الظاهرة، كالعور أو الهزال أو العرج المُزيل للمخ، أو المرض الذي يظهر أعراضه على البهيمة؛ كالحمّى والجرح العميق والجرب.
- أن يُضحى بها في الوقت المحدّد شرعًا، وهو من بعد صلاة العيد في يوم النحر إلى غروب شمس آخر أيام التشريق؛ وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، وما ذُبحَ دون ذلكَ لا يُعد أضحية.
شروط المُضحي
يوجد عدة شروط يجب أن تتوفر في الشخص المسلم البالغ العاقل الذي يذبحها، وفي طريقة الذبح، وفيما يلي بعض هذه الشروط والأحكام وبعض السنن المتعلقة بها:[١١]
- الالتزام بعدم قصّ شعره أو أظافره من بداية شهر ذي الحجّة إلى أن يضحي.
- أن تكون أداة الذبح حادة كي تذبح بسرعة ولا تعذّب الأضحية.
- النية والتسمية على الأضحية قبل الذبح.
- توجيه رأس الأضحية نحو القبلة ومن السنّة أن لا ترى السكين قبل ذبحها.
- عدم إعطاء الجزار من هذه الأُضحية
- لا يجوز بيع جلْد الأُضحية
- الأكل من الأُضحية وفقًا لما ورد عن صلى الله عليه وسلّم.
عيد الأضحى وأحكامه وآدابه
يُصادف عيد الأضحى المبارك اليوم العاشر من شهر ذي الحجة، ويستقبل المسلمون ذلك اليوم بالفرح، والسرور، ولقاء الأهل، والأحباب، كما أنه يوم للبعد عن الأحقاد والمشاكل، ويتجلى عيد الأضحى بوقوف النفس المسلمة في طاعة الله تعالى، والعيد في الإسلام من الشعائر الإسلامية الساميّة التي تهدف إلى تحقيق حاجات الروح والجسد، ويأتي عيد الأضحى المبارك مع شعائر الحج العظيمة، [١٢]وينبغي على كلّ مسلم الالتزام بآداب عيد الأضحى المبارك، وهي كالآتي:[١٣]
- التكبير : إذ شرع الإسلام التكبير من فجر يوم عرفة، وحتّى عصر آخر يوم من أيام التشريق، وهو اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة، ويكون التكبير بترديد ما يلي: (الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد)، ويجهر الرجال بالتكبير في المساجد والبيوت والأسواق وبعد الصلوات.
- ذبح الأضحية : يبدأ وقت ذبح الأضاحي بعد انتهاء صلاة العيد، ويستمر الوقت لمدة أربعة أيام، وهي يوم النحر وثلاثة أيام التشريق.
- الاغتسال والتطيب : يُستحب للرجال الاغتسال والتطيب يوم العيد قبل الخروج لأداء الصلاة، أمّا بالنسبة للمرأة فإنه يُشرع لها الخروج إلى مصلّى العيد؛ ولكنْ من غير تبرج وتطيب.
- الأكل من الأضحية : يُشار إلى أنَّ النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم لم يأكل قبل صلاة عيد الأضحى، ولكنه يأكل من أضحيته.
- الصلاة : يجب أداء الصلاة مع جمع من المسلمين، وحضور خطبة العيد.
- التهنئة بالعيد : فقد ثبت عن صحابة رسول الله رضوان الله عليهم أجمعين تهنئة بعضهم في العيد.
- مخالفة الطريق : يُفضل الاقتداء بالنبي محمد صلّى الله عليه وسلّم، وذلك من خلال الذهاب من طريق، والعودة من طريق آخر، والذهاب إلى صلاة العيد مشيًا على الأقدام.
المراجع
- ↑ أحمد الشايب (22-9-2015)، "الأضحية وأحكامها"، islamstory، اطّلع عليه بتاريخ 6-12-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الحج، آية: 34.
- ^ أ ب د. عبدالحكيم درقاوي (11-11-2009)، "أحكام الأضحية"، alukah. بتصرّف.
- ↑ رواه عبدالله بن وقدان ابن السعدي، في صحيح مسلم، عن مسلم، الصفحة أو الرقم: 1971، صحيح.
- ↑ رواه عبد الله بن عباس، في كشاف القناع، عن أبو موسى المديني، الصفحة أو الرقم: 3/22، حسن.
- ↑ "السنة في تقسيم الأضحية"، islamweb، 15-1-2007، اطّلع عليه بتاريخ 6-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "ما هي الحكمة من مشروعية الأُضْحِيَّة؟"، masrawy، 30-8-2017، اطّلع عليه بتاريخ 6-12-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الكوثر، آية: 1-3.
- ↑ "شروط الأضحية"، islamqa، 10-2-2003، اطّلع عليه بتاريخ 6-12-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 1963، خلاصة حكم المحدث : [صحيح]،
- ↑ كريم بروقي (26-10-20125)، "أحكام المضحي"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 6-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "عيد الأضحى المبارك"، islamstory، 19-11-2007، اطّلع عليه بتاريخ 7-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "أحكام وآداب عيد الأضحى المبارك"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 7-12-2019. بتصرّف.