الاضحية في عيد الاضحى

الاضحية في عيد الاضحى
الاضحية في عيد الاضحى

الأضحية في عيد الأضحى

لا شكّ أنّ الأضحية هي ما يُميز عيد الأضحى عن غيره من المناسبات الإسلامية، وبها تتقرب لله سبحانه بذبحكَ الأضحية وتقديمها لأهلكَ، وأقربائكَ، والفقراء، والمستكين، فإن كنت ترغب في أن تُضحي، إليكَ في هذا المقال شروط الأضحية، ووقتها، وكيفية إخراجكَ لها.

الأضحية لغةً هي اسم لما يُضحّى به، أي يُذبح أيام عيد الأضحى وجمعها الأضاحي، أمّا اصطلاحًا فتعرف بأنّها ما يُذبح من بهيمة الأنعام في يوم الأضحى إلى آخر أيام التشريق؛ تقرُبًا لله تعالى، ومن حِكَم مشروعية الأضحية، شكر الله تعالى على نعمة الحياة.

وتعدّ الأضحية إحياءً لسنة سيدنا إبراهيم عليه السلام، حين أمره الله تعالى بذبح الفداء عن ولده إسماعيل عليه السلام في يوم النحر؛ إذ يتذكر المؤمن صبر إبراهيمَ وإسماعيلَ عليهما السلام، وطاعتهما لله كان سبب الفداء ورفع البلاء، فإذا تذكر المؤمن ذلك اقتدى بهما وصبر في سبيل طاعة الله، ومن حِكَمها أيضًا أنَّ فيها وسيلة للتوسعة على النفس، والأهل، وإكرام الضيف، والجار، وإكرام الفقير، ونيل أجر الصدقة.[١]


شروط أضحية عيد الأضحى

يُشترط للأضحية ستة شروط، إليكَ توضيحها:[٢]

  • الشرط الأول: أن تكون من بهيمة الأنعام، وهي البقر، والإبل، والغنم ضأنها ومعزها، قال تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ}.[٣]
  • الشرط الثاني: أن تَبلُغ الأضحية السن المُحدد شرعًا، بأن تكون جذعة من الضأن، أو ثنية من غيره، قال صلى الله عليه وسلّم : [لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن تعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن].[٤]
  • الشرط الثالث: أن تكون خالية من العيوب المانعة وهي أربعة:
    • العور البيّن: وهو الذي تنخسف به العين أو تبرز أو تبيّض بشكل يدل دلالة بيّنة على عورها.
    • المرض البيّن: وهو الذي تظهر أعراضه على البهيمة، كالحمّى والجرب والجرح في حال كان يؤثر على صحتها تأثير واضح.
    • العرج البيّن: وهو الذي يمنعها من مسايرة البهيمة السليمة.
    • الهزال المزيل للمخ: كما ورد في السُّنة [أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ سُئلَ ماذا يُتَّقى منَ الضَّحايا فأشارَ بيدِه فقالَ أربعًا العرجاءُ البيِّنُ ظَلَعُها والعوراءُ البيِّنُ عَوَرُها والمريضةُ البيِّنُ مرَضُها والعجفاءُ الَّتي لا تُنقي].[٥]
  • الشرط الرابع: أن تكون ملكًا للمضحي، أو مأذون له شرعًا فيها؛ إذ لا تصح الأضحية بما لا يملكه؛ كالمغصوب والمسروق أو المأخوذ ظلمًا من أحد، إذ لا يجوز التقرب إلى الله بمعصيته.
  • الشرط الخامس: ألّا يتعلق بها حق للغير، كأن تكون مرهونة.
  • الشرط السادس: أن يُضحي بها في الوقت المحدد شرعًا، الذي سنذكره لكَ لاحقًا.


وقت الأضحية

إنَّ الوقت المحدد للأضحية يبدأ من بعد صلاة العيد (يوم النحر) إلى غروب الشمس في آخر يوم من أيام التشريق، وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، فتكون أيام الذبح أربعة، يوم العيد بعد الصلاة، وثلاثة أيام بعده، فإذا ذبحتها قبل صلاة العيد أو بعد غروب يوم الثالث عشر لم تَصُح أضحيتكَ،[٢] كما ورد في السُنّة: [إنَّ أوَّلَ ما نَبْدَأُ به في يَومِنا هذا أنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ، مَن فَعَلَهُ فقَدْ أصابَ سُنَّتَنا، ومَن ذَبَحَ قَبْلُ، فإنَّما هو لَحْمٌ قَدَّمَهُ لأهْلِهِ، ليسَ مِنَ النُّسُكِ في شيءٍ فَقامَ أبو بُرْدَةَ بنُ نِيارٍ، وقدْ ذَبَحَ، فقالَ: إنَّ عِندِي جَذَعَةً، فقالَ: اذْبَحْها ولَنْ تَجْزِيَ عن أحَدٍ بَعْدَكَ قالَ مُطَرِّفٌ: عن عامِرٍ، عَنِ البَراءِ: قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلاةِ تَمَّ نُسُكُهُ، وأَصابَ سُنَّةَ المُسْلِمِينَ].[٦]


الانتفاع بالأضحية

بالرغم من أنّ هدفكَ من الأضحية التقرب من الله عز وجل، إلّا أنّه أمرنا برحمته أن ننتفع بها؛ إذ يجوز لكَ أن تأكل من أضحيتكَ، وتتصدق منها على الفقراء وتهدي منها إلى الأغنياء؛ إذ من الواجب أن تتصدق ولو بجزء يسير منها، ويُفضل أن تأكل منها للبركة، ولقد رأى بعض العلماء أنّه من الأفضل أن تُقسّم الأضحية أثلاثًا، بحيث يأكل منها ثلثًا أو يدخره لأهل بيته، وأن يتصدق بثلثها للفقراء، ويهدي ثلثها للأصدقاء والجيران وإن كانوا أغنياء، ويجوز لكَ أن تنتفع بما بقي لكَ من الأضحية من غير اللحم أيضًا، كالجلد، والصوف، والوبر، والشعر، والجلد، ويجوز لكَ التصدق به، ولا يجوز لكَ بيعه أو إتلافه أو إعطائه أجرةً للجزار.[٧]


مَعلُومَة

إنّ بعَضًا من الأمور لا بدّ لكَ ألّا تفعلها إذا عقدت النية للأضحية، فمن أراد أن يُضحي فعليه أن يُمسك عن شعره وأظافره وبشرته من بداية دخول العشر، لحديث أم سلمة: [ إذا رَأَيْتُمْ هِلالَ ذِي الحِجَّةِ، وأَرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّيَ، فَلْيُمْسِكْ عن شَعْرِهِ وأَظْفارِهِ]،[٨].

إنَّ أهل البيت لا يلزمهم الإمساك، فهو يلزم فقط صاحب الأضحية وهو المشتري لها، الذي سيضحي بها؛ إذ إنَّ كل ما لم يُذكر في حديث أم سلمة لا يُمتنع منه صاحب الأضحية، وهذا يعني أنه يجوز لكَ التمشيط والتطيّب والجماع والحناء وغيرها، فإذا نسيت وأخذت من شعركَ وأظافركَ، فلا شيء عليكَ، وتُضحي ولا حرج عليكَ، لعموم رفع الحرج عن الناسي.[٩]


المراجع

  1. "المبحث الثَّاني: ذَبحُ الأضْحِيَّةِ"، dorar، اطّلع عليه بتاريخ 24-6-2020. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "شروط الأضحية"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 24-6-2020. بتصرّف.
  3. سورة الحج، آية: 34.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 1963 ، صحيح.
  5. رواه ابن حجر العسقلاني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم: 2/130، حسن كما قال في المقدمة.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم: 5545، صحيح.
  7. "مختصر أحكام الأضحية في الفقه"، aliftaa، اطّلع عليه بتاريخ 25-6-2020. بتصرّف.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1977 ، صحيح.
  9. "ثمانون مسألة في أحكام الأضحية"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 25-6-2020. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :