العيد قديما وحديثا

العيد قديما وحديثا
العيد قديما وحديثا

تعرف على طقوس العيد قديمًا!

تغيرت الكثير من العادات والتقاليد الخاصة بالعيد، سواء عيد الفطر أو عيد الأضحى بين الماضي والحاضر، فكان العيد قديمًا أكثر دفئًا وحميمية، وكان يقوم بالمقام الأول على فكرة التجمعات العائلية، والزيارات بين الأصدقاء، وتبادل التهاني، على عكس ما يحدث اليوم، حيث أصبح معظم الناس أكثر انغلاقًا على أنفسهم، وأصبحت معظم التهاني تتم عبر الرسائل القصيرة.

ومنذ سنوات عديدة -ربما قبل انتشار الإنترنت- كانت طقوس العيد تختلف عما نشهده حاليًا، ربما كان فيها شيء من الدفء الأسري والروح العائلية، فكانت أبرز طقوس العيد في السابق كالآتي:

تحري كبار السن هلال العيد

قديمًا قبل تحري رؤية هلال العيد من خلال المنظار، كان تحري الهلال يتم عن طريق الأشخاص الذين يتمتعون بنظر حاد، لا سيما من يعيشون في الصحراء أو القرى النائية، نظرًا لعدم وجود أضواء، فتكون السماء واضحة للعين أكثر.

وكان كبار السن قديمًا ينتظرون الخبر، ويتحرون رؤية الهلال بأنفسهم ويبلغون به أهل البلد، لا سيما عن طريق النداء في المساجد، فكان الجميع صغارًا وكبارًا ينتظرون الخبر بفارغ الصبر وبكل شوق وحماسة.

صنع الأمهات والجدات لكعك العيد

من أبرز عادات عيد الفطر قديمًا وأكثرها جمالًا، كان صنع الأمهات والجداد لكعك العيد قبل قدومه بأيام، أي أواخر شهر رمضان الكريم، وكانت العائلة تجتمع في بيت الجدة الكبير، ويجلسون جميعًا في نفس المكان على الأرض، ويقومون بصنع الكعك.

فتجلس الجدة أمام الفرن لتسوية الكعك، وتعجن الأمهات العجين وتقسمّه لكرات، كما كانت تنفرد الفتيات الصغيرات بتشكيل الكعك، ورصه في الصواني، وإعطائه للجدة لخبزه.

تقديم حلوى للأطفال بعد صلاة العيد

كان الكبار قديمًا يحملون في جيوبهم الحلوى خلال ذهابهم لصلاة العيد، فإذا ما فرغوا من الصلاة استقبلهم الأطفال في طريق عودتهم للمنزل بالسلام والتهنئة، فيقومون بتوزيع الحلوى عليهم لإسعادهم، لهذا يعاني الكبار حاليًا من افتقاد الشغف بالعيد لافتقادهم مثل هذه العادات.

ذبح الأضحية في منزل الأب أو الجد

من طقوس عيد الأضحى ذبح الأضحية وتوزيعها على الفقراء، وقد كانت الطقوس قديمًا تقتضي ذبح الأضحية في المنزل الكبير أي منزل الجد أو الأب، إذا كان الجد متوفيًا، حيث تجتمع العائلة ويحضرون معًا ذبح الأضحية أو الأضاحي، ومن ثم يقومون بتقسيمها في أكياس، وتوزيعها على الفقراء والأهل والجيران.

ربما ما زال هذا الطقس قائمًا، لكن ليس بنفس ملامح الماضي.

المعايدة بالسلام عند الالتقاء بالأحباب

لم يكن كل شخص منطويًا على نفسه هكذا في الماضي كما هو الوضع الآن، كان الناس أكثر حميمية وكانوا يلتقون بعضهم بعضًا في الشوارع للمعايدة، وتبادل التهاني بقدوم العيد، فكان كل شخص يلتقي بجيرانه وأصدقائه وزملائه، ويقف معهم ويتبادل عبارات التهنئة بابتسامة وود وحب.

شراء الألعاب البسيطة لتسلية الأطفال

كان أطفال الماضي ينتظرون العيد لشراء الألعاب واللعب بها، فكان الكبار يقومون بشراء ألعاب بسيطة للأطفال وإهدائها لهم في الأعياد كالعربات والمسدسات وغيرها، وكانت هذه الألعاب وسيلة إسعاد كبيرة للأطفال الذين كانوا يتمتعون بالبساطة قبل تطور الزمن وظهور الإنترنت والألعاب الإلكترونية.

اجتماع أفراد الأسرة لتناول وجبة الغداء معًا

ربما يتمثل حنين الآباء لمظاهر العيد في الماضي في اجتماع أفراد الأسرة معًا، لتناول وجبة الغداء أكثر من أي مظهر آخر اندثر، حيث كان العيد قديمًا لا يمكن أن يكون عيدًا إلا إذا اجتمعت الأسرة في اليوم الأول معًا وتناولوا الطعام، واجتمعوا وتحدثوا وضحكوا من قلوبهم وأعطوا للعيد معنى حقيقي بتجمعهم.

هل اختلفت عادات العيد حديثًا عن السابق؟

إذا ألقينا نظرة على مظاهر عيد الأضحى أو عيد الفطر بين الماضي والحاضر، سنجد أن هناك العديد من العادات التي اختلفت، فهناك عادات اندثرت وعادات أخرى جدت، من أبرزها:

تصريح وزارة الأوقاف ليوم العيد

أصبحت وزارة الأوقاف بعد اطلاعها على رؤية هلال العيد، باستخدام الوسائل الفلكية الحديثة كالمناظير، تصدر تصريحًا رسميًا يفيد بموعد أول أيام العيد، وعلى الرغم من أن هذا التطور سهل عملية تحري الهلال، فإنه أفقد الكبار شغف تحري هلال العيد بأنفسهم.

شراء الملابس وكعك العيد عبر الإنترنت

لم تعد معظم النساء لديها الوقت أو القدرة البدنية على صنع كعك العيد في المنزل، أو النزول لشراء ملابس العيد من المحلات، لذا انتشر مفهوم الشراء عبر الإنترنت، فأصبحت معظم النساء تشتري ملابس العيد من خلال مواقع الشراء على الإنترنت، وتختار اللون والمقاس وتصلها طلباتها حتى باب المنزل.

كما لم يعد مفهوم التجمع الأسري وصنع كعك وحلوى العيد شائعًا بعد الآن، فانتشر بدلًا منه شراء الكعك الجاهز من المحلات أو طلبه عن طريق الإنترنت من أماكن معروفة ومتخصصة في صناعة حلوى العيد، وعلى الرغم من أنّ هذا مريح بدنيًا أكثر، إلا أنه أفقدنا متعة استقبال العيد.

المعايدة برسالة نصية أو مكالمة فيديو

مع ظهور الإنترنت أصبح الناس أكثر تباعدًا من الناحية الاجتماعية على أرض الواقع، واقتربوا من بعض من وراء الشاشات فقط، لذا أصبحت المعايدة في العيد تتم في الغالب عبر رسالة نصية للجيران والزملاء، وعبر مكالمة فيديو للعائلة أو الأصدقاء لا تتعدى دقائق معدودة في الغالب.

وعلى الرغم من أنّ الإنترنت ومكالمات الفيديو تحديدًا قد ساعدت في تقصير المسافات لا سيما بين المغترب وأهله، إلا أنّها وفي نفس الوقت قد باعدت بين الناس الذين يعيشون في مدينة واحدة أو شارع واحد أو حتى منزل واحد.

تناول الطعام خارج المنزل

لم يعد مفهوم التجمع في المنزل لتناول وجبة الغداء أول أيام العيد أمرًا شائعًا أو مهمًا، حيث شاع مفهوم تناول الطعام خارج المنزل في أول أيام العيد أكثر، وأصبح الأطفال يريدون الخروج وتناول الأطعمة الجاهزة والسريعة في أيام العيد، ولا يريدون المكوث في المنزل أو تناول الطعام المعد منزليًا.

اصطحاب الأطفال بالمدن الترفيهية

في الماضي كان الأطفال أكثر بساطة من الآن، فكانوا ينتظرون العيد للتجمع أمام المنازل واللعب في الشارع، والخروج مع الأسرة لزيارة الأهل والعائلة وتبادل التهاني.

أما الآن فقد أصبح الأطفال أكثر تطلعًا، لا يريدون الذهاب لمنازل، ولا يريدون اللعب في الشارع، بل يريدون الذهاب للمدن الترفيهية والملاهي ولعب الألعاب والتقاط الصور وتنزيلها على وسائل التواصل الاجتماعي.

فيديو ذو صلة :