افضل اعمال الخير خلال السنة

افضل اعمال الخير خلال السنة
افضل اعمال الخير خلال السنة

أعمال الخير

إنّ تأديتك لأعمال الخير في حياتكَ له دور كبير في النموّ بإنسانيتك، وبذلك تسير على خُطى الأنبياء والرُّسل عليهم السلام، كما أنّا الإسلام حثّنا على فعل الخيرات دائمًا، فهي من الأعمال التي تتقرّب بها إلى الله سبحانه وتعالى، قال عزّ وجل: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}،[١].

وربط الله تعالى ترك فعل الخير بالصلاة حين قال في كتابه: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ*قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ*وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ}،[٢] كما يجدر بالذّكر أنّ فعل الخيرات مربوطٌ بفطرتك الخيّرة وعقيدتك السليمة، إذ قال صلّ الله عليه وسلّم: [عندَ اللهِ خزائنُ الخيرِ والشرِّ، مفاتيحُها الرجالُ، فطوبَى لمنْ جعلهُ اللهُ مِفْتَاحًا للخيرِ، مِغْلَاقًا للشرِّ، وويلٌ لمنْ جعلَهُ اللهُ مِفتاحًا للشرِّ مغلاقًا للخيرِ]،[٣] وفي هذا المقال، سنذكر لك عزيزي الرّجل بعض أعمال الخير التي تعود عليك وعلى مجتمعكَ بالفائدة والمعروف.[٤]


أفضل أعمال الخير خلال السنة

حثّنا الله تعالى في هذه الآية على فعل الخيرات كلّها، كما أنّ فعل الخير لا يتحدّد في شهرٍ معيّن أو سنة مُعيّنة، لذلك، في أي وقت تود فعل الخير افعله، إذ يوجد العديد من الأعمال التي قد تراها عاديّة جدًا وسهلة عليكَ، وتعتقد أنّها ليست بفعلٍ خيِّر عند الله تعالى، لكنّها العكس، بل إنّ كل فعل تُحْسِن فيه للآخرين يعدّ خيرًا وتكسب عليه الأجر والثواب العظيمين، وتوجد عدّة صور لأفعال الخير التي يمكنكَ تأديتها، إليك بعضًا منها:[٥]

  • توزيع الماء على النّاس: لا تستغرب من أنّ هذا الفعل من أعمال الخير التي تكسب الأجر بسببها، فمثلًا، إذا قمت بتوزيع الماء عن روحكَ، وروح ميّتك في المساجد والشوارع، تُحسب لك صدقة وعمل خير يعود بالفائدة عليكَ وعلى الجميع.
  • تزرع الشجر: من المُمكن أنّ أحدًا ما قد يستفيد من ورق أو ثمار أو ظل الشجرة التي تسقيها لتنمو وتكبر، أليس هذا من فِعل الخيرات؟ عن جابر رضي الله عنه، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ما مِن مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا إلَّا كانَ ما أُكِلَ منه له صَدَقَةً، وما سُرِقَ منه له صَدَقَةٌ، وما أكَلَ السَّبُعُ منه فَهو له صَدَقَةٌ، وما أكَلَتِ الطَّيْرُ فَهو له صَدَقَةٌ، ولا يَرْزَؤُهُ أحَدٌ إلَّا كانَ له صَدَقَةٌ].[٦]
  • تسبيح الله سبحانه وتعالى وتكبيره وتهليله في كل وقت: إذ قال صلّ الله عليه وسلّم: [يُصْبِحُ علَى كُلِّ سُلَامَى مِن أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِن ذلكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُما مِنَ الضُّحَى]،[٧] عدا عن أنّّ الاستغفار فيه خير لك في الدنيا والآخرة، إذ قال تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا}.[٨]


فوائد فعل الخير على الفرد والمجتمع

يُعد فعل الخير من الأعمال التي تعود على الفرد والمجتمع بالفوائد العديدة في الدنيا والآخرة، لكن ما هي هذه الفوائد؟ أدرجنا إليك مجموعة منها في الأسفل:[٩]

  • تقوية عُرى المُجتمع: أخبرنا النبي صلّ الله عليه وسلّم أن المسلمين كالجسد الواحد حين قال: [تَرَى المُؤْمِنِينَ في تَراحُمِهِمْ وتَوادِّهِمْ وتَعاطُفِهِمْ، كَمَثَلِ الجَسَدِ، إذا اشْتَكَى عُضْوًا تَداعَى له سائِرُ جَسَدِهِ بالسَّهَرِ والحُمَّى]،[١٠] لذا إذا شعرت بإخوانك المسلمين وقمت بتأدية الأعمال الخيّرة اتجاههم، فإنّك ستُعزّز التماسك المجتمعي والتعاون والتكافل في السرّاء والضرّاء.
  • رضا الله سبحانه وتعالى: إنّ فعل الخيرات من الأعمال التي تُقرّبك من الله سبحانه وتعالى وترفعك درجات، وتزيد من حسناتك في الآخرة.
  • سبب من أسباب استجابة الدُعاء: قال تعالى: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}.[١١]
  • سبب من أسباب توفيقك وفلاحك: يُعد فعلك لأعمال الخير من الأمور التي تساعد في توفيقك ونجاحك في الدنيا، كما لها دور في أن تصبح جميع أعمالك وخطواتك مُيسّرة.
  • سبب في بقاء واستمرار الحضارات والأمم: حينما تنظر إلى مجتمع مليء بالخير فإنّك تعلم أنه قائم بشعبه وأفعالهم الخيّرة، ومن دون أفعال الخير هذه، فإنّ المجتمع يسقط وينتشر الشر والأحقاد بين الجميع.


شروط قبول عمل الخير والمعروف

دائمًا تسمع أنّ الأعمال تحتاج لإخلاص النية لله سبحانه وتعالى، ويجب أن يتوفّر شرطان في قبول الله سبحانه وتعالى لأعمال الخير والعبادات كافّة، إليك هما:[١٢]

  • الإخلاص في فعل الخير: إذ يجب أن يكون مرادكَ من فعل الخير، إرضاء الله تعالى والتقرّب منه، قال عزّ وجل: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء}،[١٣] لذا حاول أن تُخلص النيّة لله وحده دون شريك، قال تعالى: {وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى . إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى}،[١٤] أمّا في السُّنة النبوية، فقد ورد عن عمر بن الخطّاب رضي الله عنه أنّه قال: سمعت رسول الله صلّ الله عليه وسلّم يقول: [إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّما لِكلِّ امرئٍ ما نوى فمن كانت هجرتُهُ إلى اللَّهِ ورسولِهِ فَهجرتُهُ إلى اللَّهِ ورسولِهِ ومن كانت هجرتُهُ إلى دنيا يصيبُها أو امرأةٍ ينْكحُها فَهجرتُهُ إلى ما هاجرَ إليْهِ].[١٥]
  • أن يوافق العمل شرع الله سبحانه وتعالى: أي يجب أن يكون العمل مقبولًا عند الله سبحانه وتعالى ورسوله، قال عليه السلام: [من عمل عملًا ليس عليه غيرُ أمرِنا فهو رَدٌّ]،[١٦] قال ابن رجب رحمه الله: "هذا الحديث أصل عظيم من أصول الإسلام، وهو كالميزان للأعمال في ظاهرها" وذُكر أيضًا حديث لنبي الله حين قال: [إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّما لِكلِّ امرئٍ ما نوى]،[١٧] كما حثّنا النبي عليه السلام على اتباع سُنّته حين قال: [فإنه من يعش منكم فسيري اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة].[١٨]


أفضل الأعمال والطاعات بعد الفرائض

اختلف العلماء على أفضل الأعمال التي عليك تأديتها كمسلم بعد الفرائض، لكن كل عمل خير تؤدّيه له دور كبير في رفع منزلتك عند الله تعالى وإكسابك الثواب العظيم، وتوصّل البعض إلى أنّ العلم والجهاد والصلاة من أفضل الأعمال؛ إذ قال شيخ الإسلام عليه رحمة الله في منهاج السُّنة: "وَهَذِهِ الثَّلَاثُ ـ الصلاة، والعلم، والجهاد ـ هِيَ أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ بِإِجْمَاعِ الْأُمَّةِ، قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَفْضَلُ مَا تَطَوَّعَ بِهِ الْإِنْسَانُ الْجِهَادُ، وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: أَفْضَلُ مَا تَطَوَّعَ بِهِ الصَّلَاةَ، وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ وَمَالِكٌ: الْعِلْمُ، وَالتَّحْقِيقُ أَنَّ كُلًّا مِنَ الثَّلَاثَةِ لَا بُدَّ لَهُ مِنَ الْآخَرين، وَقَدْ يَكُونُ هَذَا أَفْضَلَ فِي حَالٍ، وَهَذَا أَفْضَلَ فِي حَالٍ، كَمَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخُلَفَاؤُهُ يَفْعَلُونَ هَذَا وَهَذَا وَهَذَا، كُلٌّ فِي مَوْضِعِهِ بحسب الحاجة والمصلحة".

إذًا تختلف هذه الأعمال باختلاف الأشخاص؛ إذ قال شيخ الإسلام أيضًا في مجموع الفتاوى: "وأما ما سألت عنه من أفضل الأعمال بعد الفرائض: فإنه يختلف باختلاف الناس فيما يقدرون عليه وما يناسب أوقاتهم، فلا يمكن فيه جواب جامع مفصل لكل أحد، لكن مما هو كالإجماع بين العلماء بالله وأمره: أن ملازمة ذكر الله دائما هو أفضل ما شغل العبد به نفسه في الجملة".[١٩]


قد يُهِمُّكَ

توجد المزيد من أعمال الخير التي يمكنك تأديتها في عصرنا هذا، إليك هي:[٥]

  • إذا كنت تسير في سيارتك وكان الجو مشمس وحار، ثمّ رأيت رجلًا كبيرًا في السن يريد الذهاب لمكان مُعيّن، خذه معك.
  • إذا زرت مريضًا واطمأننت على صحته، فإنّك ستسعده؛ إذ قال عليه السلام: [إذا عاد الرجلُ أَخاهُ المسلِمَ مَشَى في خِرافَةِ الجنةِ حتى يَجلِسَ، فإذا جلَس غمرَتْه الرحمةُ، فإن كان غُدوَةً صلَى عليه سبعونَ ألفَ مَلَكٍ حتى يُمسِيَ، وإن كان مَساءً صلَّى عليه سبعونَ ألفَ مَلَكٍ حتى يُصبِحَ].[٢٠]
  • يمكنك أن تسد بعض الديون المتراكمة على الأسر العفيفة، فكم ستجبر خواطر بمثل هذا الفعل.
  • يمكنك أن تتفقّد بعض احتياجات المساجد من حولك، كأن تشتري السمّاعات، أو الفرش، أو المصاحف، وغيرها الكثير.
  • ابتسامتك في وجه الغير خير لك ولهم، فأنت بذلك تنشر المحبة والخير بين الجميع.


المراجع

  1. سورة الحج، آية: 77.
  2. سورة المدثر، آية: 42-44.
  3. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أنس بن مالك وسهل بن سعد، الصفحة أو الرقم: 5608 ، صحيح.
  4. أحمد الجعفري، "عمل الخير من أسمى غايات الإنسان"، alwafd، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2020. بتصرّف.
  5. ^ أ ب أ. د. صالح بن علي أبو عراد (13-6-2019)، "وافعلوا الخير لعلكم تفلحون (خطبة)"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2020. بتصرّف.
  6. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 1552 ، صحيح.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 720 ، صحيح.
  8. سورة النساء، آية: 110.
  9. Shimaa Elznaty ، "فوائد فعل الخير فى الإسلام "، thaqfya، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2020.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 6011 ، صحيح.
  11. سورة الانبياء، آية: 90.
  12. "النية باب الأعمال الصالحة والخيرات الوافرة "، ar.islamway، 23-10-2015، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2020.
  13. سورة البيّنة، آية: 5.
  14. سورة الليل، آية: 19-20.
  15. رواه ابن تيمية، في مجموع الفتاوى، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 20/223، صحيح.
  16. رواه ابن تيمية ، في نظرية العقد، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 14 ، صحيح.
  17. رواه ابن تيمية، في مجموع الفتاوى، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 20/223 ، صحيح.
  18. رواه محمد ابن عبد الوهاب، في الرسائل الشخصية، عن العرباض بن سارية ، الصفحة أو الرقم: 179 ، صحيح.
  19. "أفضل الأعمال والطاعات بعد الفرائض"، islamweb، 20-5-2015، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2020.
  20. رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 1367 ، صحيح على شرط الشيخين.

فيديو ذو صلة :