الظلم
الظّلمُ من الآفات السّلوكيّة التي يَقعُ فيها الإنسان كثيرًا، وهو منافي للعدل تمامًا، والظّلم هو وضع الشّيء في غير موضعه، وهو مجاوزة الحق وتعديه والتّعدي على الحقوق، وللظّلم مجالات وجوانب، كما وتترتبُ عليه آثار سلبيّة كثيرة، وثمّة موقف للإسلام من الظّلم بكلِّ صوره.
آثار الظلم
يترتّبُ على الظّلم جملةٌ من الآثار السّلبيّة، تنعكس على الفرد وعلى المجتمع على حدّ سواء، فمن ذلك:
- نيلُ الفرد لبغض النّاس وكرههم له، ودعائهم عليه.
- بغض الله للظالم، واستحقاقه غضبه وعقابه يوم القيامة، وبالتالي تعسير أموره وعدم استجابته لدعائه، وشعوره بالضّنك المستمر.
- الحرمان من الهداية والتّوفيق في أمور الدّنيا والآخرة.
- تفسُّخ المجتمع وانتشار البغضاء بين أفراده.
- تعرّض الأمم للهلاك من الله سبحانه عقوبةً لها على ظلمها.
- تتعدد وتتفشى بسببه الكثير من المصائب في الدنيا، كفقدان بركة الرزق، وانتشار الأمراض والأوبئة والأسقام.
- الحرمان من شفاعة الرّسول صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، واستحقاق اللعن والعذاب الشّديد يوم القيامة.
- مضاعفة السّيئات وخسران الحسنات.
- نيل دعوة المظلوم عليه ولو بعد حين، فقد قال ـ صلى الله عليه وسلّم لمعاذ عندما بعَثه إلى اليمَنِ: (اتقِ دعوةَ المظلومِ، فإنها ليس بينَها وبينَ اللهِ حجابٌ ) الراوي: عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | خلاصة حكم المحدث: صحيح
أنواع الظلم
- ظلم الإنسان لنفسه، والإنسان يظلم نفسه بابتعادها عن شرع الله سبحانه، وبحرمانها من الطّيبات التي أحلّها الله مع قدرته على حيازتها وامتلاكها.
- ظلم الإنسان لغيره، سواءً كان لأبنائه أو قرابته، أو من يعملون معه في مصلحة من المصالح، وظلم اليتيم، والمماطلة في الدّين مع القدرة على ذلك، وكذلك ظلم الرّجل لزوجته أو العكس.
- ظلم المرأة بحرمانها من حقوقها الماليّة، كالميراث.
- الظلم في العلاقات الزوجيّة بين الزوجين، كظلم الزوج لزوجته أو العكس.
- ظلم الدول القوية للدول الضعيفة، مما يدفعها للطمع في خيراتها واحتلال أرضها، واستغلال فقرها وضعفها وحاجتها.
الإسلام والظلم
لقد حرّمَ الإسلام الظّلم بكلّ صوره وأشكاله، وذلك في عموم النّصوص القرآنيّة التي تتحدّث عن ذلك، فمن ذلك:
- ما جاء في الحديث القدسي: عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، فيما روى عن اللهِ تبارك وتعالى أنَّهُ قال ( ياعبادي: إني حرَّمتُ الظلمَ على نفسي وجعلتُه بينكم محرَّمًا، فلا تظَّالموا) الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث : صحيح.
- عدّ القرآن الكريم الشّرك من أعظم أنواع الظلم، ومن ذلك ما جاء في وصايا لقمان لابنه فقال تعالى: (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) لقمان،
- عدَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنّ دعوة المظلوم مستجابة وذلك في قوله: (اتَّقوا الظُّلمَ فإنَّ الظُّلمَ ظلماتٌ يومَ القيامةِ) الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم | خلاصة حكم المحدث :صحيح