بحث عن صفات الله تعالى

بحث عن صفات الله تعالى
بحث عن صفات الله تعالى

أسماء الله الحسنى

يجب أن يتقرّب المسلم من الله عز وجل ما استطاع، وأن يبذل العزم والقوة في ذلك، وأن يتحرى ما يُقدِم على فعله وقوله، وأن ينوي الإخلاص الكامل حتى يُقبَل ذلك العمل منه، وكلما كانت معرفته لدينه أعمق عاد ذلك عليه بالخير والعلم والنور.

إنّ من يعرف الله عز وجل لا بدّ له من معرفة أسمائه الحسنى وهي أسماء حمد ومدح وثناء وتمجيد لصفات الله ونعوت جلاله، ولا يوصف بها إلا الله عز وجل لأنّه القادر على تدبير الأمور وتصريفها كما يشاء، ولقد تمكّن المسلم من معرفتها من خلال سور القرآن الكريم فقد ذكرها الله في محكم آياته كما أنّها ما استأثر الله به في علم الغيب عنده أو ما وردت على لسان أحد من رسله أو في كتاب من كتبه، والإيمان بأسماء الله الحسنى جزءٌ من التوحيد في العقيدة الإسلامية؛ وذلك لأنّ المؤمن يعرف صفات الله فيفسرها ويدركها ويفهمها ويعرف ربه عن قرب ويعبده حبًّا وطاعةً.


صفات الله عزّ وجلّ

تُعدّ معرفة صفات الله تعالى أمرًا اجتهاديًّا سعى إليه علماء الدين والفقهاء والمفكرون، وذلك بعد تفسير آيات القرآن الكريم واستخراج تسعة وتسعين اسمًا تختلف عن غيرها من بعض العبارات والدلالات الرمزية التي تحمل في جوهرها صفات الله عز وجل، ولقد وجد بعض العلماء أنّ صفاته تعالى تُقسم إلى أربعة أقسام على هذا الشكل:

  • الصفات الواردة في القرآن الكريم؛ والتي تتضمن صفةً من صفات الكمال التي ترتبط بجلالة الله عزّ وجل، ومن الأمثلة على ذلك صفة التوحيد بالله عز وجل كما جاء في سورة الإخلاص في قوله تعالى: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} [سورة الإخلاص:الآية3]، والتي تدلّل على الركن الأول من أركان الإسلام؛ وهو شهادة أن لا إله إلا الله وأنّ محمدًا عبده ورسوله.
  • الصفات الفعلية؛ وهي التي لم تشتق من أسماء الله الحسنى ولكنّ العلماء استدلوا عليها من معاني آيات القرآن الكريم من خلال الدراسة والتفكر مثل قوله تعالى: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [سورة المائدة: الآية54]، والتي يستدلّ منها المسلم على صفة المحبة، ومثال آخر ما ورد في سورة البقرة: {فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ} [سورة البقرة:الآية279]، التي تعني المحاربة لأعداء الله والدين.
  • الصفات الواردة في القرآن الكريم من باب المقابلة كما اتفق جمهور العلماء ولا يجوز أن يُستقى اسم أو صفة لله منها، ويجب أن يؤخذ سبب التنزيل في عين الاعتبار كما في صفة المكر التي نستقيها من الآية: {وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [سورة آل عمران: الآية54]، وكذلك قوله تعالى: {يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} [سورة النساء:الآية142]، وهي صفة المخادعة.
  • الصفات المشتقة وتعني الصفات المتعلقة بذات الله عز وجل كما في قوله تعالى: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} [سورة الأنعام: الآية54]، والتي تدلّل على صفة النفس، أو الآية: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ} [سورة الحديد:الآية4]، وهي تدلّل على صورة المعية، ومثال آخر هو قوله تعالى: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [سورة المائدة:الآية64]، وهنا كانت صفة اليدين.

فيديو ذو صلة :