عقوبة السرقة في الإسلام
لقد جاءت الشّرائع السّماوية مُنظمة لشؤون حياة المسلمين الاجتماعيّة والاقتصاديّة والدينيّة، ونزلت الأحكام للحد من الآفات الاجتماعيّة ومنع تعدي أي طرف على الطرف الآخر، وإذا حصل وتعدى أي طرف على الآخر فقد وضع الإسلام عُقوبات رادعة لمحاسبة المُتعدّي سواء كان الاعتداء على الأعراض أو الأموال أو الأرواح لردع المُتعدّي وحفظ حقوق ومصالح الآخرين، ففي الحديث الشّريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال" "كُلُ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ حَرامٌ، دَمُهُ، ومالُهُ، وعِرْضُهُ" [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
والسّرقة هي من الأفعال المُحرّمة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشّريفة وهي من كبائر الذنوب، لِما يترتب عليها من تعدٍ على مصالح الآخرين وأموالهم، وقد وضع الله سبحانه وتعالى حدًا يتناسب مع حرمة وشناعة هذا الفعل ألا وهو قطع يد السّارق إذا ثبتت عليه السّرقة قال تعالى: ""والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاءً بما كسبا نكالاً من الله والله عزيز حكيم" [المائدة: 38] وهُناك عدد من الشروط التي لا بُد من توفرها حتى تُطبّق العقوبة، وهي أن تثبت السّرقة على السارق بوجود شاهدين بالغين عاقلين أو أن يعترف السّارق بنفسه أنه سرق، وأن تكون السرقة بالخفية وليست بالعلن، وأن يكون المسروق مالاً حلالاً، وأن يُطالب الشخص المسروق منه بما سُرق له، وإذا انتفى أي شرط من الشروط لم يجب تطبيق العقوبة[١].
الحكمة من قطع يد السارق
والحكمة من قطع يد السّارق، لأن السرقة اعتداءٌ على أموال الناس وحقوقهم وهو أمرٌ مُحرم في الشّريعة الإسلاميّة، وليكون السّارق عبرة لمن تسول له نفسه هذا الجرم، ومن أجل التخفيف من ظاهرة السّرقة والحد منها، ورسالة للسّارق وغيره بالابتعاد عن أكل المال الحرام، وللحدّ من المشاكل التي قد تحدث بسبب السّرقة ليعيش الناس بأمنٍ وطمأنينة، وإيقاع العقوبة بالسّارق هي تخفيفٌ من ذنوبه وآثامه. [٢]
حق المسلم على المسلم
وللمسلم على المسلم عدّة من الحقوق والواجبات منها: [٣][٤][٥]
- أن يحفظ المسلم أخيه المسلم بظهر الغيب ولا يغتابه أو يتكلم عنه بسوء وبكلام لا يُحبه سواء بوجوده أو في غيابه.
- ألا يَتعدى المسلم على نفس أخيه المسلم بالقتل أو الإيذاء، ولا يتعدى على عِرضه، ولا على ماله بالسّرقة أو النهب أوالاختلاس.
- أن يُحب المسلم لأخيه المسلم ما يُحب لنفسه من الخير، ليكون المجتمع مُتماسكًا مُترابطًا بعيدًا عن الحسد والغيرة والضغينة.
- ألا يظلم المسلم أخاه المسلم بقولٍ أو فعلٍ ولا يجرح مشاعره، وأن يُفرج عنه من كربته إذا كان مُحتاجًا فمن يُفَرج عن أخيه يُفرج الله عنه يوم القيامة.
- أن يزوره إذا مرض، ويستجيب دعوته إذا دعا، ورد السلام بأحسن منه، واتباع الجنازة، والتّعاون على البر والتقوى.
- أن يقدم له النصيحة فمن واجب المسلم على المسلم أن يُقدم له النصيحة بالرّفق واللين وأن يكون مخلصًا في نصيحتة وينصحه من قلبٍ مُحبٍ صادقٍ.
- أن يدعو المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب، وقد جعلها الله من الدعوات المُستجابة.
المراجع
- ↑ "حد السرقة"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 17-4-2019.
- ↑ "حد السرقة"، al-eman، اطّلع عليه بتاريخ 17-4-2019.
- ↑ "حقوق المسلم وواجباته"، irtikaa، اطّلع عليه بتاريخ 17-4-2019.
- ↑ خالد بن سعود البليهد، "الحقوق الستة"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 17-4-2019.
- ↑ "واجب المسلم تجاه مجتمعه"، alhawali، اطّلع عليه بتاريخ 17-4-2019.