حكم حضور خطبة العيد

حكم حضور خطبة العيد
حكم حضور خطبة العيد

ما حكم حضور خطبة العيد؟

إن إلقاء خطبة صلاة العيد سنة باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة، فعن عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال: [شَهِدْتُ صَلَاةَ الفِطْرِ مع نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، فَكُلُّهُمْ يُصَلِّيهَا قَبْلَ الخُطْبَةِ، ثُمَّ يَخْطُبُ، قالَ: فَنَزَلَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كَأَنِّي أَنْظُرُ إلَيْهِ حِينَ يُجَلِّسُ الرِّجَالَ بيَدِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ يَشُقُّهُمْ، حتَّى جَاءَ النِّسَاءَ، وَمعهُ بلَالٌ، فَقالَ: يا أَيُّهَا النبيُّ {إِذَا جَاءَكَ المُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ علَى أَنْ لا يُشْرِكْنَ باللَّهِ شيئًا}[الممتحنة:12]، فَتَلَا هذِه الآيَةَ حتَّى فَرَغَ منها، ثُمَّ قالَ: حِينَ فَرَغَ منها أَنْتُنَّ علَى ذَلِكِ؟ فَقالتِ امْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ، لَمْ يُجِبْهُ غَيْرُهَا منهنَّ: نَعَمْ، يا نَبِيَّ اللهِ لا يُدْرَى حِينَئِذٍ مَن هي، قالَ: فَتَصَدَّقْنَ، فَبَسَطَ بلَالٌ ثَوْبَهُ، ثُمَّ قالَ: هَلُمَّ فِدًى لَكُنَّ أَبِي وَأُمِّي، فَجَعَلْنَ يُلْقِينَ الفَتَخَ، وَالْخَوَاتِمَ في ثَوْبِ بلَالٍ][١] ووجه الدلالة من الحديث عدم وجوب حضور خطبة صلاة العيد، ولذلك فقد جُعلت في وقت متأخر وبعد الصلاة، إذ يمكن للمسلم أن يتركها أو يحضرها، على عكس صلاة الجمعة التي تكون فيها الخطبة قبل الصلاة دلالة على وجوبها.[٢]


ما حكم الكلام والتهنئة أثناء خطبة العيد؟

يجب على من يريد أن يحضر خطبة العيد أن يلتزم الصمت، مع أن بعض أهل العلم قالوا أنه لا يجب الإنصات التام، ولا يحرم الكلام لعدم وجود وجوب، وفيما يأتي بعض الآراء في ذلك:[٣]

  • المجموع للنووي: "ويستحب للناس استماع الخطبة، وليست الخطبة ولا استماعها شرطا لصحة صلاة العيد، لكن قال الشافعي: لو ترك استماع خطبة العيد أو الكسوف أو الاستسقاء أو خطب الحج أو تكلم فيها أو انصرف وتركها كرهته، ولا إعادة عليه".
  • طرح التثريب للعراقي: "تقييد الخطبة بكونها يوم الجمعة يخرج خطبة غير الجمعة كالعيد والكسوف والاستسقاء فلا يجب الإنصات لها، ولا يحرم الكلام والإمام فيها، واستماعها مستحب فقط لأنها غير واجبة وقد صرح بذلك أصحابنا وغيرهم . وحكاه ابن عبد البر عن عطاء قال: يحرم الكلام ما كان الإمام على المنبر وإن كان قد ذهب في غير ذكر الله. قال ويوم عرفة والعيدين كذلك في الخطبة".
  • البيان والتحصيل لابن رشد المالكي: فقال مالك: "ينصت الناس في خطبة الاستسقاء والعيدين كما ينصتون في الجمعة". قال محمد بن رشد: وهذا صحيح كما قال؛ لأنها خطب مشروعة للصلاة عنده، فوجب أن يكون حكمها حكم خطبة الجمعة في الإنصات لها.
  • الطحاوي: ذهب إلى أن في خطبة العيدين للتعليم لا للصلاة كخطب الحج فلا يجب الاستماع إليها والإنصات لها، ودليله في ذلك ما روي عن عبد الله بن السائب قال: [شَهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ العيدَ، فلمَّا صَلَّى قال: إنَّا نَخطُبُ، فمَن أحَبَّ أنْ يَجلِسَ للخُطبةِ؛ فليَجلِسْ، ومَن أحَبَّ أنْ يَرجِعَ؛ فليَرجِعْ][٤]، ونستنتج من هذه الأقوال أنه لا إثم في الكلام والسلام والتهنئة أثناء خطبة العيد عند الكثير من أهل العلم، والأولى ترك الكلام والتزام الصمت تجنبًا للخلاف.


قد يُهِمُّكَ: صفة خطبة العيد

يُخطب لصلاة العيد خطبتان شبيهتان بخطبتي صلاة الجمعة، من ناحية الكم والمضمون، ولكن الفرق بينهما هو موعد الخطبة، موعد خطبة صلاة العيد بعد الصلاة ، ولكن الأحاديث الواردة في صفة خطبه عليه السلام في الأعياد، لا تدل على أنهما خطبتان، ولا أنه صلى الله عليه وسلم كان يجلس بينهما، قال صاحب سبل السلام: "ولعله لم يثبت ذلك من فعله صلى الله عليه وسلم، وإنما صنعه الناس قياساً على الجمعة".[٥]، وأكد على ذلك أمير المؤمنين وبأنه كان يخطب خطبتين بعد الصلاة ويحثّ على إخراج زكاة الفطر في خطبة عيد الفطر وأن يكون موضوع الخطبة عن زكاة الفطر وعلى مَن تجب، وعلى الأضحية في عيد الأضحى ويكون موضوع الخطبة هو الأضحية وأحكامها وما يجزئ وما لا يجزئ منها.[٦]


المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عباس ، الصفحة أو الرقم:884، صحيح.
  2. "المَطلَبُ الأوَّل: حُكمُ خُطبةِ صَلاةِ العِيدِ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-02T21:00:00.000Z. بتصرّف.
  3. "حكم الكلام والسلام والتهنئة أثناء خطبة العيد"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-02T21:00:00.000Z. بتصرّف.
  4. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج مشكل الآثار، عن عبدالله بن السائب، الصفحة أو الرقم:3740 ، إسناده صحيح.
  5. "صفة خطبة العيدين"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-02T21:00:00.000Z. بتصرّف.
  6. "مسألة: [صفة خطبة العيد"]، نداء الإيمان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-03T22:00:00.000Z. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :