عجائب الخلق دليل على وجود الله تعالى

عبادة التفكر

أمر الله سبحانه عباده بالتفكر في السماوات والأرض وما خلق من مخلوقات، والتأمل في خلق الله لماذا خلقت؟ وكيف خلقت؟ وغيرها من الأسئلة التي تدل على قدرة الله، وقد حث الله على التفكر؛ لأن التفكر في هذه العناصر الجمالية يؤسخ الإيمان في القلب، فالتفكر هو ضياء ونور الإيمان، وإذا طالت الفكرة رسخ العلم وإذا رسخ العلم نتج العمل الصالح بالإخلاص الذي أمر به الله، والتفكر في خلق الله من أبرز الأمور التي تجلب الثواب للإنسان وتدفع عنه الإثم والسوء. وللتفكر نوعان، نوع نافع يقود صاحبه إلى اليقن بمعرفة ووجود الخالق، أما ما يدفع الإنسان إلى التمرد على الله، والطعن بما هو ثابت شرعًا، مما يقود إلى غير الإيمان فهو النوع الذي لم يؤمر به الإنسان، بل أمر باجتنابه.[١]


معرفة الله

لقد خلق الله الخلق، وأعطاهم النعم والعطايا العظيمة التي تدل على أنه رب الأرض والسماوات، وأنه الخالق المدبر للكون بما يعود بالنفع والخير على البشر، وقد أمر الله البشر بمعرفته، وتعلم أسمائه وصفاته، كما أمرهم بتوحيده في الربوبية، أي أنه الرب الخالق المدبر لشؤون الخلق، وكذلك أمرهم بتوحيد العبادة، أي أنه الوحيد الذي يتقرب إليه بكل ما هو عبادة من الخوف والرجاء والذبح والنذر والصلاة والصيام والزكاة والحج وغيرها من العبادات، فالله تعالى يقول "قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ"[الأنعام: 162-163]، ومعرفة الله سبحانه وتعالى هي أساس الإيمان، وجوهر الاعتقاد الإسلامي، وهو الركن الأساس في التوحيد الذي هو حق الله تعالى على العبيد، مما يورث عند العبد السعادة والطمأنينة، ومعرفة الله تعالى تجلب في قلب العبد المحبة والنور والبركة مما يؤدي إلى الثبات على دين رب الأرض والسماء، وكذلك فإن معرفة الله تورث في النفس الانقياد والخضوع لله بتنفيذ أمره، بدافع الخوف من عقاب الله تبارك وتعالى، أو بحافز الرجاء لما عند الله من النعيم والجنة.[٢]


عجائب الخلق دليل على وجود الله تعالى

إن التفكر في مخلوقات الله تبارك وتعالى تقود الإنسان إلى الإيمان بالله الواحد الأحد الفرد الصمد، فبديع الصنع وجماله يدل على وجود خالق عظيم، فهناك أدلة حسية تدل على وجود الله ومنها:

  • جمال الكون وما يسير به الكون من نظام متقن، يدل قطعًا على وجود الخالق، فالنظر في الكون ووجوده الدقيق يعطي ثلاثة احتمالات، فالإحتمال الأول أن هذا النظام وجد صدفة، والاحتمال الثاني أن هذا النظام صنع نفسه بنفسه، والاحتمال الثالث أن هذا النظام لا يمكن أن يتكون بالدقة التي هو عليها إلا بوجود خالق له، والذي يتأمل أن الله تعالى أعطى كل شيء ما يضمن بقاءه واستمراره، وأيضًا إذا تأملت المخلوقات وجدت كل مخلوق قد تهيأ لما خلق له.[٣]
  • لقد وعد الله الخلق أن يريهم الآيات الباهرات التي تدل على صدق القرآن الكريم وما فيه من دعوة للإيمان بالخالق العظيم، والله بين للخلق من خلال المعجزات التي وردت في كتاب الله مما يدل قطعًا على وجود الله تعالى، والإعجاز الذي ورد في القرآن يأتي بصور وشواهد جمالية، فالله تعالى يقول: "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ" [فصلت: 53].[٤]
  • الجمال والإبداع الذي أودعه الله في خلقه، وهو مبثوث في الطبيعة كلها، فالمتأمل يجد الإبداع في الجمادات كما يجده في الأحياء، بل يجده في كل نظام متكامل خلقه الله: في خلية النحل إذا تابعت عملها وما تفعله، وفي بيت النمل حين يتبدى ما فيه من تنسيق وترتيب فائق يدل على الخالق.[٥]


بعض عجائب خلق الله تبارك وتعالى

  • الشمس: تسير الشمس وفق نظام دقيق ومحكم لا يتغير، فهي تبعد عن الأرض مسافة كبيرة، إذا تقدمت احترقت الأرض، وإذا بعدت تجمدت، فكونها تقدم الدفء والنور للبشر بما يضمن استمرار الحياة الإنسانية، فهذا يدل على إبداع الخالق في خلقه فضلًا عن وجوده.
  • القمر: وهو كالإنسان في تشكله وانتهائه، فالإنسان يولد صغيرًا ثم يكبر، وبعدها يضعف حتى ينتهي، كما أنه يسير بدقة ويكبر ويصغر مما يعطينا علم الوقت الذي ينظم الحياة.
  • الأرض: الأرض وما فيها من جمال، من البحار والأنهار والسهول والجبال ما يتخلل ذلك من حياة للحيوانات الجوية والبحرية والأرضية، دليل على وجود الخالق، والتفكر بما في الأرض من المخلوقات يدفع الإنسان إلى الإبداع في الصناعة وغيرها، فما صنعت الطائرات إلا بالتفكر في الطير.
  • النفس الإنسانية: وما بها من تركيب دقيق وأنظمة متكاملة تضمن استمرار حياته، ومن هذه الأنظمة نظام المناعة، ونظام التنفس، ونظام الدورة الدموية، وكل شيء في جسم الإنسان يبهر العقل بجماله مما يدل على الخالق.

والإنسان المُوفق هو الذي يُعمل فكره بما يحقق له السعادة في الدنيا والآخرة، فالقرب من الله الذي يحصل بالتفكر والاستدلال بجمال الخلق على وجود الخالق، مما يزيد الإيمان ويرفع قدر الإنسان عند خالقه، ويعود التفكر بالخير في الدنيا بحصول الطمأنينة والراحة، وإذا أراد المسلم أن يجعل التفكر منهجًا في حياته فلنظر إلى أي شيء بعين ترى الجمال، فإذا رأى طفلًا فتفكر في الجماله وإذا رأى أشجارًا فيسبح الله لبهائها وجمالها.[٦]


المراجع

  1. فهد الشويرخ (16- 12- 2018م)، "التفكر في عجائب خلق الله جل جلاله"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 5- 4- 2019م. بتصرّف.
  2. عبدالله القصيِّر (2- 10- 2013م)، "معرفة الله تعالى حقيقتها وثمراتها"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 5- 4- 2019.
  3. محمد المنجد (7- 4- 2002م)، "الأدلة على وجود الله ، والحكمة من خلقه للعباد"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 5- 4- 2019م. بتصرّف.
  4. محمد المنجد (4- 7- 2014م)، "تفسير قوله تعالى: سنريهم آياتنا في الآفاق "، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 5- 4- 2019م. بتصرّف.
  5. ناصر سنه (18- 6- 2010م)، "العلم الحديث.. ومظاهر الإعجاز الجَمالي، وتجليات الإبداع الإلهي."، quran-m، اطّلع عليه بتاريخ 5- 4- 2019م. بتصرّف.
  6. فهد الشويرخ (16- 12- 2018م)، "التفكر في عجائب خلق الله جل جلاله"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 5- 4- 2019م. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :