محتويات
تعريف قيام الليل
يُعرَّفُ القيام في معاجم اللغة العربية بأنَّه الوقوف والانتصاب، وأما شرعًا فهو قضاء الليل أو جزءٍ منه في عبادة الله جلَّ وعلا، ولا تقتصر العبادةُ على الصَّلاة فقط، فقد يكون قيام الليل بالصّلاة، أو الاستغفار، أو ذكرِ الله جلَّ وعلا حمدًا وتهليلاً وتكبيرًا، أو الصَّلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو قراءة القرآن الكريم.
حكمُ قيام الليل
أجمع جمهور العلماء والفقهاء على أنَّ حُكم قيام الليل هو سنةٌ مؤكدةٌ، فمن تركها لا يؤثم كتارك الصّلوات الخمس، ولكنها سنة محبّبة اقتداءً بالنّبي صلى الله عليه وسلم إذ قال: "من خاف ألا يقوم من آخر الليل فليوتر أوّله، ومن طمع أن يقوم آخر الليل فليوتر آخر الليل، فإنَّ صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل".
وقت قيام الليل
يبدأ وقت قيام الليل بعدَ الانتهاء من صلاة المغرب، وحتى طلوع الفجر، علمًا أنَّ وقتها الأفضل في الثّلث الأخير من الليل، إذ ينزل الله جل وعلا إلى السّماء الدّنيا فيكون الدّعاء مجابًا.
عدد ركعات صلاة قيام الليل
تُعدُّ صلاةُ قيام الليل نافلةً تطوعيّةً؛ فلم يرد في الشّرع المطهر عدد محدد من الرّكعات، وأقلها اثنتين وكلُّ زيادة لا بأس فيها، ويستحب أداؤها اثنتين اثنتين مع التّسليم بين كل اثنتين لقوله صلى الله عليه وسلم: "صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصّبح صلى ركعةً واحدةً توتر له ما قد صلى"، والأفضل اقتصار عدد الرّكعات على إحدى عشرة ركعة مع الوتر اقتداءً بفعل النّبي عليه السلام، أو ثلاث عشرة ركعة في بعض الأحيان، وهنا تجدر الاشارة إلى أنَّ ختمَ صلاة الليل بالوتر غير واجب، بل هو مستحب.
عوامل تُعين على قيام الليل
- قيلولة النهّار، وقد حثَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم إذ قال: "قيلوا فإنّ الشّياطين لا تقيل".
- التّخفيف من الطعّام آخر الليل، فالطّعام يسبب ثقل البدن وتثبيط العزيمة.
- الالتزام في مصاحبة الصّالحين والأخيار الذين يعينون المرء على أداء العبادة، والاستيقاظ معًا أثناء الليل.
- الابتعاد عن المعاصي والاكثار من الطّاعات خلالَ النهّار.
- المأكل والملبس الحلال.
- طلب العون من الله جلَّ وعلا، فقيام الليل هبة رحمانية، وعطية ربانيّة لا يهبها لكلِّ الناس.
- الإخلاص وصدق النّية، فالأعمال بالنيّات، ولكلّ امرئ ٍما نوى، فمن نوى قيامَ الليل ثم غلبه النّعاس كُتب له أجر القيام.
فضل قيام الليل
- إحياء سنة النّبي صلى الله عليه وسلم، والسّير على هدية ونهجه.
- زيادة صلة الوصل والقرب من الله جلَّ وعلا.
- طريقٌ لِدخول الجنّة والابتعاد عن النّار.
- نيل الثّواب العظيم الذي أعدَّه الله تعالى لمقيمي الليل في الدّنيا والآخرة، وما يترتب على ذلك من تكفير السّيئات وحطِّ الخطايا والآثام، بما يرفع درجة العبد عند الله جلَّ وعلا.
- أفضل من صلاة النّهار من غير الفريضة، لأنَّها تُؤدّى سرًا فتكون بعيدةً كلَّ البعد عن الرّياء والمباهاة بين الخلائق، كما فيها تمحيص بين المؤمن الصّادق والمنافق؛ إذ تتطلب ترك لذة النّوم والفراش لاسيما في ليالي الشتاء.
- سبب من أسباب رحمة الله بالعبد.
- علامة من علامات صلاح النّفس، ونقاء الرّوح، وصدق الإيمان.
- سبب من أسباب طرد المرض.
- مُدعاة لإجابة الدعاء.