جعلت الابتسامة طريقة تواصل رقيقة ما بين الناس، والضحك، هو شكل من أشكال التعبير عن السعادة، ويعتبر جزءًا من أجزاء حماية القلب وإبقائه في أحسن حالاته، ويعد الضحك إيجابية الحياة، وجمال العيش، ولكن هل هناك فروق بين الابتسامة والضحك؟
يمكن أن يستلزم الضحك قدرًا من التعبير اللامنطقي والمثير للسخرية والدهشة والاستغراب، حيث نفقد أحيانًا قدرتنا على الضحك على شيء ما، مع أننا قد ضحكنا عليه من قبل، فالتعابير المضحكة علميًا هي التواء في المنطق، على حد تعبير أساتذة الفلسفة، وهذا الالتواء تحايل على المنطق يؤدي إلى نتيجة غير متوقعة أو صادمة مما يسبب دهشة للسامع، وبالتالي يستثار للضحك، وكلما كان هذا التعبير منافيًا للواقع والمنطق، كان وقع الدهشة أشد، وبالتالي كانت مثيرة للضحك أكثر.
أما الابتسامة، فهي تعبير لطيف، رقيق يمثل الرسالة البسيطة بين الناس، وهي تعبير عن الرضا والاستحسان، وربما السعادة. وعلى عكس المتداول، فإن الابتسامة ليست فعلًا بدوافع اجتماعية تستوجب ممارسته من باب الواجب، بل هو شعور إيجابيٌ نابع من القلب ويرفع معنويات.
والضحك يستلزم حاجًة من المشاركة الفكرية في بيئة متقاربة وظروف اجتماعية مشتركة، تتطلب وجود المفاهيم المشتركة، والتراكيب المعروفة، والأساليب الواحدة والمتشابهة في طرح التعابير، وقد يحدث مثل ذلك في القطر الواحد بين بيئتين مختلفتين، ولا يمكن قول النكات والضحك عليها إذا كان قائلها غير مقرب من شخصياتنا، أو محبوبًا لنا.
أما الابتسامة فهي تظهر على وجوهنا إلى الناس بشكل عفويّ، بغض النظر عن مكانتهم، وعن طريقتهم في الكلام، فيمكن للموظف الابتسام في وجه المدير، دلالًة على الرضا، وفي الشارع لعامل النظافة، فهي أسمى من مجرد ثنية في عضلات الوجه، بل شعور معنوي نرسله لجميع الناس.
من فوائد الضحك والابتسامة:
- يمكن للضحك تعزيز مناعة جسم الإنسان، وزيادة الإشارات الإيجابية في الدماغ.
- قد يسبب الضحك باستمرار وبنفسية إيجابية تحسين مستوى الذاكرة القصيرة، والضعيفة.
- الضحك باستمرار يساهم في حرق السعرات الحرارية بنسبة كبيرة.
- ومن أهم إيجابيات الضحك والابتسام، تقوية الأغشية الداخلية للقلب، زيادة صحة الأوعية اللمفوية في القلب.
- يعيد الضحك تجديد نشاط الجسم، فهو يزيد من الإسترخاء، ويعمل على إراحة الجسد من الضغوطات الخارجية والذهنية.
- ينقي الضحك الرئتين، ويبقيهما بصحة جيدة وأكثر تحسنًا وراحة، فاستنشاق كميات كبيرة من الهواء عن طريق الشهيق المستمر بسبب الدهشة والاستغراب، يجدد الهواء في الرئتين ويجعل الإنسان يحصل على هواء كافٍ يملأ الرئتين.
