اضطرابات الرهاب وأنواعها

اضطرابات الرهاب وأنواعها
اضطرابات الرهاب وأنواعها

اضطرابات الرهاب Phobias

تأتي كلمة الرهاب من الكلمة اليونانية فوبوس والتي تعني الرعب أو الخوف، والرهاب هو نوعٌ من اضرابات القلق التي تجعل الفرد يعاني من خوفٍ شديدٍ وغير عقلاني من موقف أو مخلوق أو مكان أو أي شيء، وعندما يعاني الشخص من الرهاب فإنه سيخاف بشدة من شيء أو موقف معين، وغالبًا ما سيشكل حياته لتجنب ما يعتبره خطيرًا أو يتحمله بخوفٍ شديدٍ وقلق؛ لأن التهديد المتخيل أكبر من أي تهديد فعلي يشكله سبب الرهاب، بالإضافة إلى الضائقة الشديدة التي يعانيها الشخص عند مواجهة مصدر رهابه، إذ إن هذا قد يمنعه من العمل بصورة طبيعية ويؤدي في بعض الأحيان إلى نوبات هلع، واضطرابات الرّهاب شائعة جدًّا، إذ تشير التقديرات إلى أنه يؤثر على أكثر من 30% من البالغين الأمريكيين في وقتٍ ما من حياتهم.[١][٢]


أنواع اضطرابات الرهاب

توجد مجموعة متنوعة من الأشياء أو المواقف التي يمكن أن تسبب اضطراب الرهاب لشخصٍ ما، ولكن يُقسم الرهاب إلى فئتين رئيسيتين هما:[٣]

  • الرهاب المحدد أو البسيط: إذ يتركز هذا النوع من الرهاب حول موقف أو كائن أو حيوان أو نشاط معين، وغالبًا ما تتطور أثناء الطفولة أو المراهقة، ولكنها قد تصبح أقل حدّةً مع التقدم في العمر، ومن الأمثلة الشائعة على هذا النوع من الرهاب:
    • رهاب الحيوانات: مثل العناكب والكلاب والثعابين أو القوارض.
    • الرهاب البيئي: كالخوف من المرتفعات والجراثيم والمياه العميقة.
    • رهاب الظروف: كالخوف من زيارة طبيب الأسنان أو الخوف من الطيران.
    • رهاب الأشياء الحيويّة: مثل الخوف من القيء أو الدم أو الحقن.
    • الرهاب الجنسي: مثل القلق من ممارسة الجنس أو الخوف من الإصابة بعدوى منقولة جنسيًّا.
  • الرهاب المعقّد: يميل هذا النوع من الرهاب لأن يكون أكثر إعاقةً من الرهاب البسيط، وعادةً ما يتطور أثناء مرحلة البلوغ، وغالبًا ما يرتبط بخوفٍ أو قلقٍ عميق الجذور حول موقف أو ظرفٍ معين، وأكثر أنواع الرهاب المعقد شيوعًا:
    • رهاب الخلاء: فغالبًا ما ينظر إلى رهاب الخلاء على أنه الخوف من المساحات المفتوحة، ولكنه في الحقيقة أكثر تعقيدًا من هذا، فالشخص المصاب برهاب الخلاء سيشعر بالقلق من وجوده في مكان أو موقف قد يكون فيه الهروب صعبًا إذا أُصيب بنوبة هلع، وعادةً ما يؤدي هذا الرّهاب والقلق إلى تجنب الشخص المواقف التي يبقى فيها وحيدًا، أو تجنب التواجد في الأماكن المزدحمة أو التنقل في المواصلات العامة.
    • الرهاب الاجتماعي: يعرف هذا النوع باضطراب القلق الاجتماعي، إذ إنه يتمحور حول الشعور بالقلق في المواقف الاجتماعية، فقد يخاف الشخص من التحدث أمام الناس خوفًا من إحراج نفسه والإذلال في الأماكن العامة، كما أنه في الحالات الشديدة، من الممكن أن يصبح الأمر سيئًا جدًّا، إذ قد يمنع الشخص من القيام بالأنشطة اليومية كالأكل أو مقابلة الأصدقاء.


أسباب اضطرابات الرهاب

ما تزال هنالك الكثير من المعلومات غير المعروفة عن السبب المحدد لمشكلة الرهاب، لكن من غير المعتاد ظُهور الرهاب بعد سنّ 30 عامًا، إذ يبدأ معظمه خلال الطفولة المبكرة أو سنوات المراهقة أو مرحلة البلوغ المبكرة، ولكن قد تشمل الأسباب ما يلي:[٢][٤]

  • التجارب السلبية؛ إذ تتطور العديد من أنواع الرهاب نتيجة وجود تجربة سلبية أو نوبة ذعرٍ تتعلق بشخص أو بموقف معين.
  • علم الوراثة والبيئة؛ فقد يكون هنالك رابطٌ بين رهابك الخاص ورهاب أو قلق والديك.
  • وظيفة الدماغ؛ من الممكن أن تلعب التغيرات في وظائف الدماغ أيضًا دورًا في تطوير رهابٍ معين.
  • توجد حاجةٌ إلى المزيد من الأبحاث للتاكّد تحديدًا لماذا يصاب الشخص بالرهاب المعقّد مثل رهاب الخلاء أو القلق الاجتماعي، إذ يعتقد الباحثون حاليًّا أن هذا الرهاب ناتج عن مجموعة من تجارب الحياة وكيمياء الدماغ وعلم الوراثة.


علاج اضطرابات الرهاب

إنّ أفضل علاجٍ للرهاب المحدد هو عن طريق العلاج بالتعرُّض، والذي يعد من أشكال العلاج النفسي، بالإضافة إلى علاجاتٍ أو أدويةٍ أخرى، فالهدف من العلاج هو تحسين نوعية الحياة حتى لا تصبح مقيًّدا بفوبيا، وتعلُّم كيفية إدراة ردود أفعالك ومشاعرك وأفكارك بصورة أفضل والارتباط بها، وستجد بعدها بأن خوفك وقلقك قد أصبح أقل ولم يعد يسيطر على حياتك، وبالنسبة لأنواع العلاج فهي كالتالي:[٤]

  • العلاج النفسي: إذ يمكن أن يساعدك التحدّث مع أخصائي الصحة النفسية في إدارة رهابك المحدد، ويوجد نوعان من العلاج النفسي:
    • العلاج بالتعرض: يركز هذا العلاج على تغيير ردود أفعالك تجاه الشيء أو الموقف الذي تخشاه، فمن الممكن أن يساعدك التعرض التدريجي والمتكرر لمصدر الرهاب الخاص بك والأفكار والمشاعر والأحاسيس ذات الصلة على تعلُّم التحكم بقلقك، فعلى سبيل المثال إذا كنت تخشى من المصاعد، فقد يتطور علاجك بمجرد التفكير بالدخول إلى المصعد، أو بالنظر إلى صور المصاعد، وبعد ذلك بإمكانك أن تأخذ جولةً في طابقٍ واحد ثمَّ عدة طوابق ثمَّ الدخول إلى مصعدٍ مزدحم.
    • العلاج السلوكي المعرفي: إذ تُعالج جنبًا إلى جنب مع تقنيات أخرى عن طريق عرض الكائن المخيف أو الموقف والتعامل معه بصورة مختلف، إذ إنك ستتعلم أفكار بديلة حول مخاوفك وأحاسيسك الجسدية وتأثيرها على حياتك، ويعمل العلاج السلوكي المعرفي على كيفية تعليم تنمية الشعور بالإتقان والثقة بالأفكار والمشاعر بدلًا من الشعور بالإرهاق.
  • العلاج بالأدوية: عمومًا ينجح العلاج النفسي في علاج أنواع معينة من الرهاب، ومع ذلك يمكن أن تساعد الأدوية في بعض الأحيان في تقليل القلق، بالإضافة إلى أعراض الذعر التي تعانيها من التفكير في أو التعرّض للجسم أو الموقف الذي تخشاه، إذ يمكنك أن تستخدام الأدوية أثناء العلاج الأولي أو على المدى القصير في حالات محددة ونادرة الحدوث، وأهم هذه الأدوية:
    • المهدئات: البنزوديازيبينات؛ وهي الأدوية التي تساعدك على الاسترخاء عن طريق تقليل كمية القلق التي تشعر بها، لكن يجب استخدامها بحذر؛ لأنها قد تسبب الإدمان، ويجب عليك تجنبها إذا كان لديك تاريخ من إدمان الكحول أو المخدرات.
    • حاصرات بيتا: إذ تمنع هذه الأدوية التأثيرات المحفزة للأدرينالين؛ كزيادة معدل ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم وهز الصوت والأطراف التي يسببها القلق.


مَعْلومَة

إذا لم تُعالج اضطرابات الرهاب؛ فمن الممكن أن يتفاقم إلى الدرجة التي تتأثر فيها جودة حياة الشخص بصورة خطيرة، سواء من قبل الرهاب نفسه أو من خلال محاولات تجنبه أو إخفائه، وعلى الرغم من وجود أنواع قد تبدو سخيفة للآخرين، إلا أنها قد تكون مدمرة لحياة الأشخاص الذين يعانون منها، ومن مضاعفات الرهاب:[٥][٤]

  • العزل الاجتماعي؛ إذ يتجنب الأشخاص الأماكن والأشياء التي يخافون منها، مما يسبب لهم مشاكل أكاديمية ومهنية ومشاكل في العلاقات الاجتماعية.
  • اضطرابات المزاج؛ فمن الممكن أن يعاني العديد من الأشخاص الذين يعانون من رهاب محدد من الاكتئاب، بالإضافة إلى اضطرابات القلق الأخرى.
  • تعاطي المخدرات؛ فقد تؤدي ضغوطات العيش مع الرهاب الشديد إلى تعاطي المخدرات أو الكحول.
  • الانتحار؛ من الممكن أن يكون بعض الافراد الذين يعانون من رهاب محدد معرضين لخطر الانتحار.


المراجع

  1. "Common and Unique Fears Explained", healthline,27-2-2019، Retrieved 12-7-2020. Edited.
  2. ^ أ ب "Everything you need to know about phobias", medicalnewstoday,20-12-2017، Retrieved 12-7-2020. Edited.
  3. "Phobias"، nhs، 26-10-2018, Retrieved 12-7-2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Specific phobias", mayoclinic, Retrieved 12-7-2020. Edited.
  5. "Phobias", medicinenet, Retrieved 12-7-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :