التخلص من رهاب الايدز

الإيدز

يشتهر مرض الإيدز بكونه أحد أخطر الأمراض المعدية التي واجهتها البشرية على الإطلاق، ويُشير الإيدز على أرض الواقع إلى المراحل المتقدمة من الإصابة بفيروس عوز المناعة البشري، الذي يُهاجم الخلايا المناعية المسؤولة أصلًا عند محاربة الأمراض والعدوى، مما يجعل الجسم عرضة أكثر للإصابة بالأمراض والسرطانات، ومن المعروف أن الإيدز ينتقل بين الأفراد عبر السوائل الجسمية؛ كالدم، والإفرازات المهبلية، والسائل المنوي، والإفرازات الشرجية، وحليب الأم، لكن فيروس الإيدز لا ينتقل عبر مصافحة الأيدي، أو التقبيل، أو الدموع، أو البراز، أو البول، أو حتى العطاس، وعلى العموم أفضت الاكتشافات الطبية إلى وصول المصابين بالإيدز إلى مرحلة أصبحوا فيها قادرين على العيش طبيعيًا ولفترة زمنية قريبة من الأفراد العاديين غير المصابين بالإيدز في حال التزامهم بالطبع بالعلاجات الدوائية الخاصة بالتعامل مع فيروس الإيدز، لذا، لا يوجد داعٍ للخوف كثيرًا من الإيدز كما في السابق، كما أن العلم قد نفى الكثير من الأساطير والمعتقدات الخاطئة المتعلقة بالإيدز[١].


علاج رهاب الإيدز

يصل البعض إلى درجات غير منطقية من الخوف من الإيدز إلى حد الإصابة بالرهاب المرضي، وقد يشعر هؤلاء الأفراد بالخوف من الإيدز حتى بعد إجراء الفحوصات والتأكد من عدم إصابتهم أصلًا بهذا المرض، والمشكلة في هذا النوع من الرهاب تكمن في تأثيره المباشر على العلاقة مع الآخرين، كما يُمكن لبعض المصابين برهاب الإيدز أن يكرروا إجراء الفحوصات التشخيصية لعدة مرات متتالية من أجل إبعاد شبح الإصابة بالإيدز عنهم، وقد يقضي بعضهم ساعاتٍ طويلة للغاية في تصفح الانترنت لإيجاد أدلة تشير إلى صدق توقعاتهم بأنهم مصابون فعلًا بالمرض، بل قد يذهب البعض بعيدًا إلى درجة المعاناة من القلق والرعب عند ملاحظتهم لوجود بقعة أوساخ على ملابسهم ظنًا بأنها بقعة دم تحتوي على الإيدز، وهذا يدفع بالكثير منهم إلى الإقبال على شراء أدواتٍ طبية وممارسة أساليب غريبة وغير عقلانية لوقاية أنفسهم من الإيدز، لكن ولحسن الحظ يبقى بإمكان أطباء النفس تقديم بعض العلاجات الطبية التي يُمكنها المساعدة على تخفيف مستوى الرعب والرهاب عند هؤلاء الأفراد، وعادةً ما تتضمن هذه العلاجات خليطًا من الأدوية والعلاجات النفسية، وقد يبدأ الطبيب أولًا في توعية المريض وشرح المعلومات الصحيحة له فيما يتعلق بماهية مرض الإيدز، وأعراضه، وأسبابه، وطرق انتشاره، ثم يُحاول الطبيب بعد ذلك تحري سبب الخوف الشديد من الإيدز، وقد يكون سبب الخوف من الإيدز ليس له علاقة بالإيدز أحيانًا، مما يعني الحاجة إلى استشارة طبيب أو اخصائي متمرس في المشاكل النفسية للتعامل مع هذه الأسباب، وعلى العموم يبقى بإمكان طبيب النفس وصف أنواعٍ معينة من الأدوية للمساعدة على علاج القلق والفزع الشديدين؛ كدواء السيرترالين مثلًا، كما يُمكن للطبيب استخدام أساليب علاجية أخرى؛ كالعلاج بالمجموعات والعلاج العائلي، اعتمادًا بالطبع على طبيعة الحالة المرضية التي يُعاني منها المريض[٢].


قضايا مرتبطة بالإيدز

يبدأ الكثيرون بالخشية والخوف من الإصابة بالإيدز بعد اشتباههم بانتقال الفيروس إليهم عبر أمور أو طرق لا ينتقل عبرها فيروس الإيدز أصلًا، كما أن البعض يخشى الخضوع لفحوصات الكشف عن الإيدز؛ وذلك بسبب الخوف من نتيجة الفحص أو متطلبات الفحص على الرغم من أن فحص الإيدز لا يُصاحبه أي ألم، كما أنه سريع، وآمن، ويبقى سريًا أيضًا، لكن في حال كانت النتيجة إيجابية وكان الفرد مصابًا فعلًا بالإيدز، فإن عليه إدراك هذا الأمر بسرعة من أجل تلقي العلاج والدعم اللازمين لإبقاء المرض تحت السيطرة، أما بالنسبة إلى مسألة نظرة الناس إلى المصاب بالإيدز، فإن هذه المسألة هي الأهم بالنسبة للكثير من المصابين بالإيدز؛ فمن المعروف أن للإيدز والمصابون بالإيدز سمعة سيئة للغاية في الكثير من المجتمعات، بل إن بعض المصابين بالإيدز يخشون الذهاب إلى العيادات الخاصة بعلاج الإيدز بسبب خوفهم من أن يلمحهم أحد أقاربهم أو معارفهم، وهذا بالطبع أمرٌ خطير للغاية على صحة المصاب وعلى علاقاته الاجتماعية[٣].


المراجع

  1. Daniel Murrell, MD (29-11-2018), "Explaining HIV and AIDS"، Medical News Today, Retrieved 26-5-2019. Edited.
  2. Mark Cichocki, RN (23-2-2018), "Do I Have AIDS Phobia?"، Very Well Health, Retrieved 26-5-2019. Edited.
  3. "I'm Worried About HIV And Aids", Avert,21-3-2019، Retrieved 26-5-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :