أول قاضية في الإسلام

القضاء في الإسلام

القضاء في الإسلام هو حسم التداعي وقطع النزاع عن طريق الفصل بين الناس في الخصومات، ويكون هذا الفصل وفقًا للأحكام الشرعية الواردة في الكتاب والسنة؛ فمن أعظم مقاصد الدين إقامة العدل بين الناس عن طريق القضاء، وهذه المهمة منوطة بالحاكم نفسه أو غيره.[١] وقد كرّم الإسلام المرأة وجعل لها مكانة رفيعة بين الناس، ورفع شأنها في بلاد العرب وجعلها في أحسن الأحوال، وشملها الخطاب مع الرجل على حدٍّ سواء بطريقة شبه متساوية، فجعل غاية الإسلام هو حماية المرأة، فبين لها حقوقها وواجباتها، وقد حضت الشريعة الإسلامية على معاملة المرأة بلين وعدل ورفق، وقد رفعت الشريعة الإسلامية من شأنها ومكانتها، وسمحت لها بشغل بعض المنصب التي تلائمها.[٢]


أول قاضٍ من النساء في الإسلام

الشفاء بنت عبدالله هي أول قاضٍ من النساء في الإسلام، وهي من القلائل الّذين عرفوا القراءة والكتابة في الجاهليّة؛ لذلك أمرها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بتعليم نساء المسلمين القراءة والكتابة، فمن المعلوم انّها تعد من أوائل من اعتنقوا الدين الإسلامي في وقتٍ مبكر، وذلك يعني انّها صبرت معهم على أذى قريش وتعنتهم وظلمهم، قيل أنّ اسمها ليلى وتُكنّى باُم سليمان أمّا الشفاء فقد كان لقبًا يطلقُ عليها بسبب شفاء البعض على يديها، وقد كانت تعرف الرقية في الجاهليّة ولما اعتنقت الإسلام لم تستمر بعملها هذا حتّى استأذنت رسول الله محمد صلى الله عليه وسلّم، فأذن لها بعد أن عرضت عليه رقياها، وبذلك تكون قد حرصت على معرفة حكم الشرع، وقد روت الكثير من الأحاديث عن النبي محمد صلى الله عليه وسلّم، إضافةً إلى أنّها كانت تهتم بالسياسة والدعوة، أمّا عن كونها عملت في القضاء فقد ولّاها سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه اوّل قاضٍ من النساء في الإسلام، فقد كان رضوان الله عليه يجلُّها ويقدّرها ويستشيرها في عدّة أمور، وأولاها أيضًا على نظام الحسبة في السوق وفصل المنازعات التجاريّة والسياسيّة.[٣]


صفات القاضي

للقاضي المسلم صفات عدّة يجب أن يتحلّى بها، وهي نوعان منها ما هو واجب ومنها ما هو مستحب وفيما يأتي توضيحها:

  • الصفات الواجبة؛ توجد عشر صفات واجبة على القاضي أن يتحلّى بها وهي؛ أن يكون مسلمًا عاقلَا بالغًا حرًا، ويكون سميعًا بصيرًا متكلِّمًا، وأن يكون عدلًا وعلى معرفة تامّة بما يقضي به.
  • الصفات المستحبّة؛ أمّا الصفات المستحبة فهي خمس عشرة صفة؛ أن يكون صاحب ورعٍ في دينه، وعالمًا في الكتاب والسنة إلى درجة الاجتهاد، وأن يكون غنيًا، أمّا إن كان فقيرًا فقد وجب على الإمام إغناؤه وآداء دينه عنه، وأن يكون صبورًا وقورًا وعبوسًا من غير غضب، وأن يكون حليمًا وحسن السيرة والسلوك، ورحيمًا حتى يشفق على اليتامى والأرامل والضعفاء، ومن الصفات المستحبة أيضًا أن لا يبالي بمنصب الناس ولومهم ولا بأهل الجاه منهم فيكون كل الناس سواسية في مجلس القضاء، وأن يكون منهم أي من أهل البلد نفسه الذي يقضي فيه؛ لأن ذلك سيساعدهم على الاطلاع على أحوالهم وخفاياهم، وأن يكون متيقظًا لا غافلًا، وأن يكون ذو نسبٍ معروف فلا يكون ولد زنا أو أن يكون قد حٌكم عليه بأحد الحدود من قبل.[٤]


المراجع

  1. "القضاء في الإسلام"، طريق الإسلام، 2013-04-13، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-20.
  2. هاني أبو العلا (2013-12-1)، "مكانة المرأة في الإسلام"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-22. بتصرّف.
  3. "مسلمات رائدات: أول قاضية في الإسلام (الشفاء بنت عبدالله)"، مجلة الوعي، 2016/09/11، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-22. بتصرّف.
  4. "صفات القاضي.. و القضاء"، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-22.

فيديو ذو صلة :