أمراض تؤدي إلى تساقط الشعر

تساقط الشعر

ترتبط صحة الشعر بالكثير من التغيرات الداخلية والخارجية، إذ يحتاج النمو الصحي توفر العناصر الغذائية الضرورية لتعزيز نموه والحفاظ على كثافته ولمعانه وحمايته من العوامل الخارجية، كما يجب الحفاظ على صحة فروة الرأس لتأثر انقسام بصيلات الشعر بسلامتها، وتعد مشكلة تساقط الشعر Hair loss من أكثر مشاكل الشعر شيوعًا بين الرجال والنساء، وبالرغم من فقدان الشعر اليومي بمعدل 50-100 شعرة إلا أن زيادة تساقطه عن هذا المعدل تعتبر مشكلة تحتاج للعلاج، وتصنف هذه المشكلة إلى نوعين رئيسيين هما تساقط الشعر المرضي الناتج عن وجود أسباب صحية تستدعي التشخيص والعلاج، وتساقط الشعر الطبيعي الذي يستمر لفترةٍ مؤقتة مثل اتباع الطرق غير السليمة لغسل الشعر والعناية به، التغيرات الهرمونية خلال فترة الحمل، الشعور المستمر بالتوتر والقلق، العوامل الجينية، فقدان الوزن.[١]


أمراض تؤدي إلى تساقط الشعر

يبدأ تساقط الشعر بشكلٍ مفاجئ وتدريجي ويمكن أن يستمر فترةً طويلة خاصةً عند الاستحمام أو استعمال فرشاة الشعر، ويؤثر ذلك على المظهر الخارجي والحالة النفسية للمصاب مما يعني ضرورة مراجعة الطبيب المختص بالأمراض الجلدية لمعرفة السبب، ومن أهم الأسباب الصحية للإصابة:[٢]

  • الثعلبة: يعد داء الثعلبة أحد أنواع أمراض المناعة الذاتية التي تهاجم فيه الخلايا الدفاعية بصيلات الشعر وتسبب التساقط والصلع في بعض الحالات،و يُطلق الاطباء مصطلح الثعلبة للدلالة على تساقط الشعر المرضي، ويوجد نوعان رئيسيان من الثعلبة، هما: الثعلبة البقعية والثعلبة الذكورية، وقد تتسبب الثعلبة في تساقط شعر فروة الرأس أو تساقط شعر الجسم كله أحيانًا، كما يُمكن أن تكون مشكلة دائمة أو مشكلة مؤقتة لدى البعض، وعادةً ما تبدأ الثعلبة البقعية بالظهور على شكل دائرة واحدة منتظمة من الصلع فوق فروة الرأس، ثم تبدأ دوائر أخرى بالظهور شيئًا فسيئًا، لكن غالبًا ما ينمو الشعر مرة أخرى خلال 6 أشهر دون الحاجة إلى أخذ علاجٍ محدد، وقد ينمو كذلك شعر أبيض في مكان الدوائر الجلدية لكن بصورة مؤقتة، وعلى أي حال يُمكن للثعلبة البقعية أن تتطور إلى ما يُعرف بالثعلبة الشاملة التي تؤدي إلى صلع كامل الرأس، كما يُمكن للثعلبة البقعية أن تظهر في أماكن أخرى من الجسم؛ كحواجب العينين واللحية، وقد يلجأ الأطباء إلى حقن فروة الرأس بعقار الستيرويد لتحفيز الشعر على النمو مرة أخرى أو قد يلجأ الطبيب إلى وصف أدوية ستيرويد عبر الفم،[٣][٤]أما الثعلبة الذكورية فيرجع سبب الإصابة بهذا النوع إلى عوامل جينية أو وراثية بالدرجة الأولى، ويُمكن للنساء والرجال أن يُصابوا به على حدٍ سواء، لكن عادةً ما يُعاني الرجال من تساقط أسرع وأبكر للشعر عند إصابتهم بهذا النوع تحديدًا، وقد يعجز بعض المصابين بهذا النوع عن ملاحظة تساقط الشعر لديهم أحيانًا، لكنهم يكتشفون الأمر في النهاية عندما يختفي الشعر كاملًا، وعلى أي حال ينفي الخبراء توفر الكثير من العلاجات الطبية والأدوية القادرة على علاج فقدان الشعر الوراثي، لكن قد يلجأ بعض الأطباء إلى وصف دواء المينوكسيديل أو دواء الفيناسترايد، الذي يوصف فقط لحالات الثعلبة الذكورية.[٤]
  • الالتهابات الجلدية: تسبب اصابة فروة الرأس بالالتهابات الجلدية الناتجة عن العدوى الجرثومية بالتأثير على النمو السليم لبصيلات الشعر ومنع الشعر من النمو من جديد بعد تساقطه.
  • سعفة الرأس: ينتشر هذا المرض الفطري أكثر بين طلاب المدارس، خاصة الذين ينحدرون من أصول أفريقية، وينتقل المرض من شخص إلى آخر عبر مشاركة القبعات وأمشاط الشعر، لكن من النادر أن يُصيب البالغين، وعادةً ما يكون بمقدور الأطباء علاج المرض بسهولة عبر وصف الأدوية المضادة للفطريات عبر الفم.[٤]
  • ثعلبة الشد: يتسبب هذا النوع بحصول فقدان محدود للشعر نتيجة تكرار شد أو سحب الشعر من جذوره، وهذا يظهر بكثرة عند الذين يداومون على استعمال ضفائر الشعر أو تسريحات ذيل الحصان، لذا قد يكون بالإمكان التغلب بسهولة على هذا النوع من تساقط الشعر عبر الحرص على اختيار تسريحات الشعر المناسبة التي لا تسبب كثيرًا من الضغط على الشعر.[٤]
  • هوس النتف: يشير هذا النوع إلى سحب أو نتف الشعر المتعمد نتيجة أسبابٍ نفسية، مما يعني أن العلاجات ستكون بمعظمها علاجات سلوكية ونفسية، لكن قد يلجأ بعض أطباء النفس إلى وصف أدوية مضادة للاكتئاب أو القلق لدفع المريض إلى التوقف عن عادة نتف الشعر.[٤]
  • الإصابة بالعدوى: تمتلك بعض أنواع أو أشكال العدوى مقدرة على التسبب بحدوث تساقط للشعر عند البعض، وتُعد العدوى الفطرية والعدوى البكتيرية؛ كالزهري مثلًا من بين أبرز أنواع العدوى التي تؤدي إلى تساقط الشعر.[٣]
  • تساقط الشعر الكربي: ينجم هذا النوع عن التعرض لبعض العوامل التي تؤدي إلى حصول مشاكل في دورة نمو الشعر الطبيعية؛ كالإصابة بالحمى الشديدة، والحمل، والخضوع لعملية جراحية، وفقدان الوزن المفاجئ، والإصابة بأمراض خطيرة، والتعرض للكثير من التوتر والضغوط العاطفية، ويؤدي المرض إلى خسارة الكثير من الشعر خلال ثلاثة أشهر من التعرض لأحد هذه العوامل، لكن عادةً ما يرجع الشعر إلى وضعه الطبيعي بعد مرور بعض الوقت، وقد لا يكون هناك داعٍ لأخذ أي علاج.[٤]
  • أمراض الغدة الدرقية: تساعد هرمونات الغدة الدرقية في تنظيم عملية التمثيل الغذائي للحصول على العناصر والمركبات اللازمة لتقوية الشعر وحمايته من التساقط، وتُصاب الغدة الدرقية بنوعين رئيسيين من الأمراض؛ الأول يُدعى بقصور الغدة الدرقية، بينما يُدعى الثاني بفرط نشاط الغدة الدرقية، وعلى العموم يبقى لكِلا النوعين مقدرة على التسبب بحدوث اختلالاتٍ في مستوى الهرمونات المسؤولة عن نمو الشعر، مما قد يؤدي إلى تساقط للشعر في النهاية.[٣]
  • الأدوية العلاجية: يؤثر استعمال بعض أنواع الأدوية العلاجية على نمو الشعر مثل مضادات الاكتئاب، أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم، وغيرها.
  • العلاج الإشعاعي: يعد تساقط الشعر من الأعراض الجانبية لاستعمال العلاج الإشعاعي الخاص بمرضى الأورام السرطانية.
  • فقر الدم: يؤدي فقر الدم الناتج عن سوء التغذية إلى نقصٍ في العناصر الغذائية اللازمة للحفاظ على قوة الشعر مثل البروتينات، الحديد، الزنك، النحاس، فيتامين أ وغيرها.
  • التعرض لإصابات المباشرة: يجهل الكثيرون حجم الضرر الذي يقع على الشعر عند التعرض لإصابات مباشرة ناجمة عن الحوادث، أو العمليات الجراحية، أو الحروق، التي تتسبب جميعها بتوجيه ما يشبه الصدمة إلى جريبات الشعر، وقد تتضرر 75% من جريبات الشعر مرة واحدة أحيانًا بسبب هذه الإصابات، كما يُمكن لأعراض الصدمات أن تظهر على الشعر بعد مرور أشهر عديدة من التعرض لها.[٣]
  • نقص العناصر الغذائية: يحتاج الشعر إلى كميات معينة من العناصر الغذائية المهمة؛ كالفيتامينات، والمعادن، والبروتينات، للحفاظ على نسق محدد من النمو والتطور، وهذا الأمر بالطبع لا يقتصر على الشعر فحسب، وإنما على معظم أنسجة أو خلايا الجسم المختلفة، لذا ليس من الغريب أن يبدأ الشعر بالتساقط عند حصول نقص في مستوى بعض العناصر الغذائية بسبب إهمال تناول الأطعمة المفيدة أو بسبب اعتماد حميات غذائية سيئة لإنقاص الوزن.[٣]
  • الإصابة بأمراض المناعة الذاتية: يربط الكثير من المختصين بين الإصابة ببعض أنواع الثعلبة وبين الإصابة ببعض أمراض المناعة الذاتية؛ كمرض السكري ومرض الذئبة، لكن للأسف فإن الكثير من أنواع تساقط الشعر الناجمة عن هذه الأمراض قد يكون من الصعب علاجها أو التخلص منها نهائيًا.[٣]
  • أسباب أخرى: يمكن لأمراض الجلد مثل الصدفية والتهاب الجلد الدهني أن تسبب تساقط الشعر أيضًا، ومن الأسباب الأخرى لتساقط الشعر ما يلي:[٥]
  • خسارة الكثير من الوزن في فترة قصيرة.
  • التوتر النفسي.
  • تناول الكثير من فيتامين أ.

يمكن تشخيص الأسباب المؤدية لتساقط الشعر غير الطبيعي من خلال إجراء مجموعة من الفحوصات اللازمة مثل فحوصات الدم، الاستفسار عن الأدوية العلاجية والمكملات الغذائية التي يستعملها المريض، فحص فروة الرأس للتأكد من عدم وجود أمراضٍ جلدية. ويعتمد العلاج المستخدم على نوع التساقط وإمكانية السيطرة عليه مثل استعمال الأدوية العلاجية، تغيير النظام الغذائي، العلاج بالليزر، زراعة الشعر للحالات الوراثية المؤدية للصلع.


علاجات طبيعية لتساقط الشعر

يمكن علاج تساقط الشعر المؤقت من خلال تحفيزه على النمو من جديد وزيادة كثافته باستعمال علاجاتٍ طبيعية، ومن الأمثلة على ذلك:[٦]

  • جل الصبار: يحتوي جل الصبار على مجموعة من الفيتامينات والمعادن التي تساهم في علاج قشرة الرأس، تحفيز بصيلات الشعر على النمو، التخلص من تراكم الزيوت في فروة الشعر.
  • زيت السمك: يساعد استعمال المكملات الغذائية التي تحتوي زيت السمك في تزويد الشعر الذي يعاني من التساقط بالأحماض الدهنية التي تحفزه على النمو وتحميه من التساقط.
  • زيت جوز الهند: يعد زيت جوز الهند من أفضل العلاجات الطبيعية لمشكلة تساقط الشعر نظرًا لما يحتويه من عناصر مغذية مثل الأحماض الدهنية وفيتامين ه التي تساهم في تقليل فقدان الشعر للبروتين.
  • عصير البصل: يساعد غسل الشعر بعصير البصل في علاج التهابات فروة الرأس المسببة للتساقط، تنشيط الدورة الدموية في فروة الشعر، تحفيز بصيلات الشعر على النمو.
  • التركيز على تناول الأطعمة الغنية بالبروتينات.[٧]
  • أخذ مكملات فيتامين أ، وفيتامين ب، وفيتامين د، وفيتامين البيوتين.[٧]
  • أخذ مكملات الحديد، والسيلينيوم، والزنك.[٧]
  • تجربة استخدام عشبة الجينسنغ أو عشبة المِنْشارَةُ النَّخْلِيَّة.[٧]
  • الحرص على تنظيف الشعر بانتظام.[٧]
  • تجربة زيت جوز الهند أو زيت الزيتون.[٧]
  • تجربة الخضوع لعلاجات الليزر أو علاج البلازما الغنية بالصفائح الدموية.[٧]


أعراض تساقط الشعر

يمكن أن يظهر تساقط الشعر بطرق مختلفة حسب المسبب، إذ يمكن أن يبدأ تساقط الشعر فجأة أو تدريجيًا، ولذلك يجب دائمًا متابعة الشعر بعناية، ومن أعراض تساقط الشعر ما يلي:[٨]

  • قلة سماكة الشعر عامة: وتعد خسارة كثافة وسماكة الشعر من الرأس من أكثر الأعراض شيوعًا لتساقط الشعر، ويظهر هذا العرض في الرجال والنساء على حد سواء.
  • بقع الصلع: تظهر بعض البقع الصلعاء التي تصيب عادة فروة الرأس عند بدء تساقط الشعر، وتكون هذه البقع بحجم العملة النقدية، ويشعر المصاب بحكة وألم مباشرة قبل سقوط الشعر.
  • تساقط حفنة من الشعر: يعاني البعض من تساقط الشعر كثيرًا خاصةً عند الاستحمام أو تسريح الشعر، وذلك يدل على التعرض لضغط نفسي كبير أو ضربة جسدية مباشرة، ويؤدي هذا الأمر في النهاية إلى خسارة الشعر كثافته وسماكته.
  • خسارة الشعر بالكامل: تلاحظ خسارة الشعر بالكامل وفي كامل الجسم في بعض الحالات الطبية التي تستوجب التعرض لبعض أنواع العلاجات مثل العلاج الكيميائي.

الوقاية من تساقط الشعر

لا يمكن الوقاية من خسارة الشعر الناتجة من العامل الوراثي، سواء عند النساء أو الرجال، ولكن يمكن اتباع ما يلي من خطوات للوقاية من المسببات الأخرى وغير الوراثية:[٢][٩]:

  • تجنب فرك أو سحب خصلات الشعر.
  • التوقف عن استخدام تسريحات الشعر السيئة التي تشد الشعر.
  • الحرص على تناول أصناف الأطعمة التي تحتوي على الكثير من البروتينات والحديد.
  • تجنب استعمال مجفف الشعر، والأجهزة التي تستخدم الحرارة لتصفيف الشعر، بالإضافة إلى صبغات الشعر والعلاج بالزيت الحار.
  • التوقف عن استعمال منتجات العناية بالشعر التي يُمكنها أن تزيد من حدة تساقط الشعر، واستعمال شامبوهات الأطفال الخفيفة بدلًا عنها.
  • معاملة الشعر بلطف عند غسله أو تسريحه، ويفضل استخدام مشط له أسنان متباعدة.
  • تجنب الأدوية والمكملات الغذائية التي تحفز تساقط الشعر.
  • حماية الشعر من أشعة الشمس أو أي مصدر للأشعة الفوق بنفسجية.
  • الإقلاع عن التدخين، إذ أظهرت بعض الدراسات وجود علاقة سلبية بين التدخين وتساقط الشعر.
  • استشارة الطبيب لاتباع بعض الطرق لتجنب تساقط الشعر الناتج عن العلاجات الكيميائية.


المراجع

  1. AAD, "Hair loss"، AMERICAN ACADEMY OF DERMATOLOGY, Retrieved 2019-7-18. Edited.
  2. ^ أ ب Mayo Clinic Staff, "Hair loss"، Mayo Clinic, Retrieved 2019-7-18. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح "10 Causes of Hair Loss and Baldness", Everyday Health, Retrieved 2-7-2019. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح William C. Shiel Jr., MD, FACP, FACR (7-11-2018), "Hair Loss in Men and Women (Alopecia)"، Medicine Net, Retrieved 6-7-2019. Edited.
  5. Brunilda Nazario (June 11, 2012), "Women and Hair Loss: Possible Causes"، WebMD, Retrieved 25/6/2019. Edited.
  6. Emily Cronkleton (2017-5-18), "10 Tips to Naturally Regrow Your Hair"، healthline, Retrieved 2019-7-18.
  7. ^ أ ب ت ث ج ح خ Cynthia Cobb, DNP, APRN (28-1-2019), "Hair Loss Prevention: 22 Tips to Help Save Your Hair"، Healthline, Retrieved 6-7-2019. Edited.
  8. Ashley Marcin (December 19, 2018), "Hair Loss in Women"، healthline, Retrieved 25/6/2019. Edited.
  9. Elaine K. Luo, MD (25-6-2019), "Everything You Need to Know About Hair Loss"، Healthline, Retrieved 2-7-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :