النّكاف
يُعدّ مرض النكاف من بين أشكال العدوى الفيروسية المعدية التي ساد انتشارها كثيرًا بين الأطفال قبل اكتشاف المطعوم الخاص بها، ومن المعروف أن فيروس النكاف ينتقل بنفس الطريقة التي ينتقل خلالها الفيروس المسبّب للزكام أو البرد، أي عبر استنشاق الرذاذ المتطاير الملوث بالفيروس، وهذا ما يدفع الخبراء إلى التوعية كثيرًا بأهمية تنظيف اليدين، واستعمال المحارم المعقمة عند العطاس، وتجنّب مطالبة الأطفال أو الأفراد بالذهاب إلى المدرسة أو العمل لمدة 5 أيام على الأقل بعد ظهور أعراض النكاف، ولحسن الحظ فإنّ مطعوم النكاف أصبح منتشرًا في الكثير من المناطق ولقد بات المطعوم جاهزًا لإعطائه للأطفال على جرعتين اثنتين، إذ تؤخذ الجرعة الأولى عند وصول الطفل إلى عمر 12-13 شهرًا، بينما تؤخذ الجرعة الثانية عند وصوله لعمر3 سنوات وأربعة أشهر، ويُعدّ المطعوم بنظر الخبراء كافيًا للوقاية من فيروس النكاف بنسبة 95% تقريبًا[١].
أعراض الإصابة بالنكاف
يشير الخبراء إلى شيوع الإصابة بالنكاف عند الأطفال بنسبة أكبر بكثير من الأفراد البالغين، لكن في حال أصاب هذا المرض البالغين فإن أعراضه ستكون شبيهة بتلك الخاصة بالإصابة بالنكاف عند الأطفال لكن بمستوى أكبر من الشدة والمضاعفات، وعادةً ما تظهر أعراض الإصابة بالنكاف بعد مرور 2-3 أسابيع من إصابة المريض بفيروس النكاف، لكن الباحثين يؤكدون بنفس الوقت على احتمالية ألّا يُعاني 20% من المصابين بالفيروس من أي أعراضٍ تُذكر، أما في حال ظهرت الأعراض، فإنّها تشتمل في البداية على ظهور أعراضٍ شبيهة بتلك الناجمة عن الإصابة بالزكام، مثل الإعياء، والصداع، وفقدان الشهية، والغثيان، والتعب العام، والحمى الخفيفة، ثم تبدأ بعد ذلك أعراض النكاف الحقيقة بالظهور بعد مرور بضعة أيام، وهي تتضمن ما يأتي[٢]:
- تورم الغدد اللعابية أو النكفية الموجودة على جانبي الوجه.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى ما فوق 39 درجة مئوية.
- صعوبة البلع أو الشعور بالألم عند البلع.
- الشعور بالألم في مفاصل الجسم.
- المعاناة من جفاف الفم.
وعلى أي حال يُمكن للطبيب رؤية التورم الحاصل في الغدد اللعابية بوضوح عند معاينته للجزء السفلي من الأذن على جانبي الرأس، وقد يُصبح التورم كبيرًا بما يكفي لإخفاء زاوية عظم الفك الواقعة تحت الأذن مباشرة، ويعاني مرضى النُكاف من زيادة حدة الأعراض لديهم عند تناولهم للأطعمة أو المشروبات الحمضية، وعامةً فإنّ أعراض الحمى وتورّم الغدد اللعابية تختفي بعد حوالي أسبوعٍ واحد من المرض في حال لم يُعاني الفرد من أي مضاعفات أخرى مرتبطة بالمرض[٣].
مضاعفات مرض النكاف
يؤكد خبراء الصحة على ندرة تَسبّب مرض النكاف بمضاعفاتٍ خطيرة للغاية؛ فهو يستهدف الغدد النكافية بالدرجة الأولى، لكن هذا لا يعني أن فيروس النكاف غير قادرٍ على الوصول إلى أجزاءٍ أخرى من الجسم، كالدماغ أو الأعضاء التناسلية، والتسّبب بحدوث أمراضٍ التهابية فيها، مثل[٤]:
- التهاب الخصية: يتسبّب فيروس النكاف أحيانًا بحدوث التهابٍ في الخصية لدى الرجال في حال إهماله، وعادةً ما ينصح الأطباء هؤلاء الرجال باستعمال الكمادات الباردة لتخفيف حدة الألم، كما أنّ بعضهم قد يضطرون إلى أخذ مسكنات قوية للآلام.
- فقدان السمع: يُمكن لفيروس النكاف أن يصل إلى أحد التراكيب العميقة في الأذن الداخلية ويتسبب بحدوث فقدان في السمع، لكن يبقى هذا الأمر نادر الحدوث ولا يُصيب أكثر من 5 حالات من بين 10 آلاف حالة تقريبًا.
- التهاب الدماغ والسحايا: يشير مفهوم السحايا إلى التهاب الأغشية المحيطة بالحبل الشوكي والدماغ، وهو من بين الأمراض الفتاكة التي يجب ألّا يتجاهلها الفرد على الإطلاق.
- التهاب البنكرياس: يُعدّ التهاب البنكرياس الناجم عن فيروس النكاف التهابًا مؤقتًا، لكن من المحتمل أن يؤدي إلى معاناة الفرد من ألم البطن، والغثيان، والتقيؤ.
المراجع
- ↑ "Mumps", National Health Service,13-7-2018، Retrieved 24-2-2019. Edited.
- ↑ University of Illinois-Chicago, School of Medicine (14-12-2017), "What to know about mumps"، Medical News Today, Retrieved 24-2-2019. Edited.
- ↑ "Mumps : Symptoms, Causes , Diagnosis & Management", American International Medical University,20-5-2018، Retrieved 24-2-2019. Edited.
- ↑ Debra Rose Wilson, PhD, MSN, RN, IBCLC, AHN-BC, CHT (31-7-2017), "Mumps: Prevention, Symptoms, and Treatment"، Healthline, Retrieved 24-2-2019. Edited.
