عملية دوالي الخصية

عملية دوالي الخصية
عملية دوالي الخصية

دوالي الخصية

تتكوّن دوالي الخصية عندما تتضخّم وتتوسّع العروق الصغيرة بسبب الدم الراجع فيها داخل كيس الصفن التي تمدّ الأعضاء فيه بالدم، وتشبه هذه الأوردة دوالي السّاق، إذ تتشكّل دوالي الخصية خلال سنّ البلوغ، ويمكن أن تنمو وتتوسّع وتنتشر بمرور الوقت، وتكون دوالي الخصية أكثر شيوعًا في الجانب الأيسر من كيس الصفن؛ لأنّ التّشريح الذكريّ ليس هو نفسه على كلا الجانبين، إذ يمكن أن توجد دوالي الخصية على كلا الجانبين في نفس الوقت، ولكن هذا الأمر نادر الحدوث، وحوالي 10-15 صبيًا من أصل 100 يعانون من دوالي الخصية، وفي معظم الأحيان، لا تتسبب دوالي الخصية بأيّ مشاكل وهي غير ضارّة، لكن في بعض الأحيان يمكن أن تسبب ألمًا، أو مشاكل في العقم، أو في بطء نمو الخصية أو تقلّصها.[١]


عملية دوالي الخصية

يُقصَد بعملية دوالي الخصية أو استئصال الدوالي هو جراحة لإصلاح دوالي الخصية، إذ تُقطَع الأوردة المتورّمة وتُغلَق النهايات، وتُجرَى الجراحة بطرقٍ عدة هي كالتالي:[٢]

  • الجراحة باستخدام المنظار: يقوم الطبيب بعمل شقّ صغير في البطن، ويمرر من خلاله أداة دقيقة، ليتمكّن من رؤية الدوالي وإصلاحها، إذ تتمّ هذه العمليّة تحت التّخدير العام.
  • جراحة الإصمام عبر الجلد: يُدخِل الطبيب أنبوبًا في أحد أوردة المنطقة الإربية، أو عبر الرقبة، يمرر من خلاله محلولًا يقوم بعمل انسداد لمجرى الدم في الأوردة المتوسّعة، ويستعرض العمل على شاشة إلكترونيّة ولا يُستخدم هذا الإجراء بكثرة، كما أنّه يمكن العودة للعمل بعد يومين، وممارسة الأنشطة الاعتيادية بعد 7-10 أيام.
  • الجراحة المفتوحة: تُجرى هذه الأنواع من الجراحات في العيادات الخارجية، على اختلاف أنواع التخدير إمّا موضعيًا أو عامًا، إذ يصل الجرّاح إلى الوريد عبر المنطقة الأربية، ولكن قد يصل إليها أيضًا بعمل شقّ في البطن أو أسفل منطقة الأربيّة، ويُستخدم في هذه العملية المجهر الجراحي، ليمكّن الجرّاح من رؤية المنطقة المُراد علاجها، كما أنه قد تُستخدَم موجات دوبلر فوق الصوتيّة التي تساعد في التّحكم بالعملية، ويعد إجرائها يكون المريض قادرًا على ممارسة نشاطات حياته الاعتياديّة غير المجهدة بعد يومين، وفي حال لم يشعر بألم أثناء ذلك يمكن له ممارسة الأنشطة الأكثر جهدًا بعد أسبوعين. قد يكون الألم النّاتج عنها خفيفًا، ويستمرّ لعدّة أيامٍ أو أسابيع، يَصِف خلالها الطبيب مسكّنات الألم لفتراتٍ محدودة بعد الجراحة، كالأسيتامينوفين، أو الأيبوبروفين، إضافة إلى أنه قد يُنصَح بعدم الجماع فترة من الزمن، حتّى يُلاحَظ بعد إجراء تحليلٍ للسائل المنويّ تحسّن في جودة الحيوانات المنويّة، إذ يستغرق ذلك حوالي ثلاثة أشهر، وهي من الجراحات الأعلى نجاحًا مقارنة بالطّرق الجراحية الأخرى.


أعراض دوالي الخصية

معظم الأشخاص المصابين بدوالي الخصية لا يعانون من أي أعرض، لكنّها تصبح مصدرًا للقلق في حال كانت سببًا في العقم وعدم القدرة على إنجاب الأطفال، إذ إنّ حوالي 8 من أصل 10 أشخاص يكون سبب العقم لديهم هو دوالي الخصية، أو لوحظ نموّ بطيء في الخصية اليسرى خلال فترة البلوغ، والألم الذي يتنوّع بين الحاد والخفيف أو الذي يزداد مع الوقوف أو أي مجهودٍ بدنيّ، وبمرور الوقت قد تتضخّم الدوالي لتصبح ملفتة للانتباه، وتشبه كيس الديدان، مما يؤدي إلى تورّم في الخصية[١].


أسباب دوالي الخصية

يقوم الحبل المنويّ بنقل الدم من الخصيتين وإليهما، وتحتوي الخصيتين على الأوردة والشرايين والأعصاب، ففي الحالة الطبيعيّة يتحرّك الدم عبر هذه الأوردة في اتجاه واحد من الخصيتين إلى كيس الصّفن خلال الصمامات، ثمّ تعيده إلى القلب، لكن في بعض الأحيان يعجز الدم عن التحرك باتجاه واحد في هذه الأوردة، ويبدأ بالتّجمّع فيها، ممّا يؤدّي إلى تضخّمها، ونشوء دوالي الخصية، وما زال إلى الآن السّبب الرئيسيّ لذلك مجهولًا.[٣]


مضاعفات دوالي الخصية

قد تسبب دوالي الخصية، وعدم معالجتها مضاعفات كالتالي:[٢]

  • ضمور الخصية: تتكوّن الخصية من أنابيب منتجة للحيوانات المنوية، وفي حالة الإصابة بدوالي الخصية، تنكمش الخصية، وذلك لسببٍ غير واضح، وتتسبب الصمامات المعطلة في الأوردة بتجمّع الدم فيها، بالتالي زيادة الضغط وتلف الأوردة.
  • العقم: قد ترفع دوالي الخصية من درجة حرارة الخصية نفسها، بالتالي يؤثّر ذلك على تكوين الحيوانات المنويّة وحركتها ووظيفتها.


تشخيص دوالي الخصية

يقوم الطبيب عادةً بتشخيص الحالة بعد إجراء الفحص البدنيّ، إذ لا يمكن الشعور بالدوالي أو رؤيته دائمًا عند الاستلقاء، إذ سيقوم الطبيب بفحص الخصيتين عند الوقو، وقد يحتاج أحيانًا إلى إجراء تصوير بالموجات فوق الصوتية، ليساعد على قياس الأوردة المنوية ويسمح بالحصول على صورة دقيقة ومفصّلة للحالة، وحالما تُشخّص دوالي الخصية، سيقوم الطبيب بتصنيفها مع واحدة من ثلاث درجات سريرية، تُسمى الصفوف من 1-3 وفقًا لحجم التورّم في الخصية -الصف الأول هو الأصغر والصف الثالث هو الأكبر- كما أنّ الحجم لا يؤثّر بالضّرورة على العلاج، إذ تعتمد خيارات العلاج على درجة الألم أو وجود مشاكل في الخصوبة[٣].


المراجع

  1. ^ أ ب "What are Varicoceles?", http://www.urologyhealth.org, Retrieved 01-01-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "Varicocele", www.mayoclinic.org, Retrieved 01-01-2019. Edited.
  3. ^ أ ب "Varicocele", www.healthline.com, Retrieved 01-01-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :