الغذاء والأعصاب
يتفق الباحثون على عدم وجود طعام أو غذاء محدد قادر لوحده على محاربة مشاكل الإدراك والحفاظ على الدماغ كما هو أثناء تقدم الإنسان بالعمر، لكن أخصائي التغذية يرون أن من الأفضل دائمًا اتباع أنماط غذائية صحية عند الرغبة بالوصول إلى هدف تقوية الدماغ والأعصاب، وهذا يعني ببساطة التركيز على تناول الفواكه، والخضراوات، والحبوب الكاملة، ومصادر البروتينات الصحية؛ كالأسماك والبقوليات، وعلى العموم، فإن الكثير من الأطعمة تبقى بالفعل مفيدة لصحة الدماغ والأعصاب بسبب احتوائها على كميات كبيرة من أحماض الأوميغا 3 الدهنية، وفيتامينات ب، ومضادات الأكسدة، وقد يُساهم تناول هذه الأطعمة فعلًا في تعزيز قدرات الأعصاب والدماغ، ومن بين هذه الأطعمة كل من الخضروات ذات الأوراق الخضراء، والأسماك الدهنية، والتوت، والشاي، والقهوة، والجوز[١].
أفضل أنواع الأغذية للأعصاب
تصل الأعصاب إلى جميع أنحاء الجسم وتُساهم في إيصال الإشارات الدماغية إلى الدماغ لتمكنه من التحكم بجميع الوظائف الحيوية، بما في ذلك نبضات القلب، ومعدلات تنفس الرئة، والحركة، والشعور، والتفكير، وغيرها من الوظائف العصبية، ولقد بات الكثير من الباحثين يشيرون إلى وجود الكثير من أنواع الأطعمة المفيدة للأعصاب والدماغ، منها الآتي[٢]:
- الأسماك الدهنية: تشتمل أبرز أنواع الأسماك الدهنية على سمك السردين، والسلمون، والسمك المرقط، وغيرها الكثير من أنواع الأسماك الدهنية التي تشتهر باحتوائها على الكثير من أحماض الأوميغا 3، التي يحتاجها الدماغ لبناء الخلايا العصبية، ومن المثير للاهتمام أن 60% من حجم الدماغ يتكون أصلًا من الدهون، وتصل نسبة دهون الأوميغا 3 إلى حوالي 50% من مجموع الدهون في الدماغ.
- القهوة: تحتوي القهوة على الكافيين وبعض مضادات الأكسدة، التي لها جميعًا آثار إيجابية على الدماغ؛ فمن المعروف أن الكافيين يزيد من اليقظة، ويُحسن المزاج، ويزيد من قدرات التركيز، كما أن بعض الباحثين قد ربطوا بين تناول القهوة وبين انخفاض نسب الإصابة ببعض الأمراض العصبية؛ كمرض باركنسون ومرض الزهايمر.
- التوت البري: يمتاز التوت البري باحتوائه على مركبات نباتية لها خصائص مضادة للأكسدة والالتهابات، وهذا يجعله مفيدًا للوقاية من المشاكل الصحية التي تتسبب بحدوث تدهور في حالة الأعصاب والدماغ، كما تُساهم المركبات النباتية ومضادات الأكسدة الموجودة في التوت البري في تحسين التواصل بين الخلايا العصبية داخل الدماغ.
- الكركم: يدخل الكركم في صناعة بودرة الكاري الشهيرة، ويتميز الكركم باحتوائه على مركبات نشطة لها المقدرة على الولوج داخل الحاجز الدماغي مباشرة لتزويد خلايا الدماغ العصبية بفوائد ومزايا عديدة؛ كتحسين الذاكرة، وتقليل مستوى الاكتئاب، ومساعدة خلايا الدماغ على النمو.
- البروكلي: يُعد البروكلي من بين أبرز الخضراوات الغنية بفيتامين ك، الذي يدخل في تصنيع أحد أنواع الدهون الموجودة في خلايا الدماغ العصبية، ولقد ربطت بعض الدراسات بين تناول الكثير من فيتامين ك وبين تحسين وظائف الذاكرة عند كبار السن.
- الشوكولاتة السوداء: تشتهر الشوكولاتة السوداء وبودرة الكاكاو بكونهما غنيان بالكثير من المركبات المفيدة للدماغ، بما في ذلك الكافيين، ومضادات الأكسدة، ومركبات الفلافونويد، التي تتغلل في مراكز الذاكرة في الدماغ لتُساهم في رفع قدرات الذاكرة ومنع حصول تدهور في الإدراك نتيجة للتقدم العمر.
- البيض: ينتمي البيض إلى فئة المصادر الغذائية الغنية بمركب الكولين، الذي يحتاجه الجسم لتصنيع أحد أهم النواقل العصبية التي تدخل في إتمام وظائف الذاكرة والمزاج عند الإنسان، كما يحتوي البيض كذلك على مركبات أخرى مفيدة للدماغ والاعصاب؛ كفيتامين ب6 وفيتامين ب12، وحمض الفوليك، وفي الحقيقة فإن بعض الدراسات قد توصلت لوجود علاقة بين انخفاض مستوى فيتامين ب12 وحمض الفوليك وبين الإصابة بالاكتئاب.
المكملات الغذائية لتعزيز الأعصاب
يلجأ الكثيرين إلى تناول المكملات الغذائية بهدف تحسين الوظائف العصبية في الدماغ، ولقد اتفق الخبراء على أن تناول مكملات فيتامين ب، وفيتامين ج، وفيتامين هـ، والمغنيسيوم، قد يُساهم فعلًا في تحسين وظائف الدماغ والأعصاب في حال كان الشخص يُعاني أصلًا من نقص في هذه العناصر الغذائية، وإلا لن تكون لهذه المكملات أي آثر أو فاعلية كبيرة على الوظائف العصبية[٣].
المراجع
- ↑ "Foods linked to better brainpower", Harvard Health Publishing, Retrieved 11-8-2019. Edited.
- ↑ Kerri-Ann Jennings, MS, RD (9-5-2017), "11 Best Foods to Boost Your Brain and Memory"، Healthline, Retrieved 11-8-2019. Edited.
- ↑ Katherine Marengo LDN, RD (19-12-2018), "12 foods to boost brain function"، Medical News Today, Retrieved 11-8-2019. Edited.