ما هو العمى الشقّي؟

• ذات صلة
• الذئبة الحمراء والكلى
• فوائد نبات المورينجا

العمى الشقّي

يتسبب العمى الشقي Homonymous Hemianopsia في فقدانك القدرة على رؤية كِلا جانبي الأجسام أو الصور المرئية، وسيكون بمقدورك فقط رؤية الجانب الأيمن أو الأيسر لهذه الصور، وقد تعتقد بأن هذه المشكلة تحدث في عين واحدة فقط، لكن على أرض الواقع تصيب كِلا العينين معًا، ويرجع سبب الإصابة بهذا المرض إلى تعرض الجزء الأيسر أو الأيمن من دماغك إلى إصابة أو ضررٍ ما، وفي المناسبة فإن الجزء الأيمن من دماغك هو المسؤول عن معالجة المعلومات القادمة من كِلا العينين لتحديد معالم الجزء الأيسر من العالم المرئي، بينما يُعد الجزء الأيسر من دماغك هو المسؤول عن معالجة المعلومات القادمة من كِلا العينين لتحديد معالم الجزء الأيمن من العالم المرئي، وهذا يعني أن تضرر الجزء الأيسر من الدماغ سيؤدي إلى فقدان القدرة على رؤية الجزء الأيمن من العالم المرئي لكِلا العينين، بينما سيؤدي تضرر الجزء الأيمن من الدماغ إلى فقدان القدرة على رؤية الجزء الأيسر من العالم المرئي لكِلا العينين، وهذا في المحصلة يعني أن مرض العمى الشقي لا ينشأ عن مشكلة في بنية العينين، وإنما في بنية الدماغ نفسه^[١].

أعراض العمى الشقّي

تتشابه أعراض الإصابة بالعمى الشقي مع أعراض أمراض بصرية أخرى، وهذا يجعل من الصعب على الأطباء والمرضى التأكد من إصابتهم بهذا المرض، لكن على العموم فإن علامات أو أعراض هذا المرض لديك قد تتضمن^[٢]:

• شعورك بأن شيئًا ما غير مألوف قد حدث لقدرتك البصرية.
• الارتطام بالأجسام والأشياء أثناء المشي؛ كالأبواب وربما الناس الآخرين.
• إحساسك بصعوبة بالغة عند قيادة السيارة، خاصة عند الرغبة بتغيير المسارب أو تجنب الأجسام الموجودة على الجهة الأخرى من الشارع.
• مواجهتك لمشكلة أثناء القراءة أو الشعور بصعوبة في إيجاد بداية السطر أو الفقرة التي تودّ قراءتها.
• إحساسك بصعوبة في إيجاد أو الوصول للأجسام الموجودة فوق مكتبك أو في الخزائن.
• رؤيتك لهلوسات بصرية على شكل أضواء أو أشكال هندسية غريبة^[١].

أسباب العمى الشقّي

يرجع سبب الإصابة بالعمى الشقي عند الكثير من الحالات إلى إصابتهم أصلًا بالجلطة الدماغية، وفي الحقيقة فإن بعض الإحصائيات تتحدث عن تسبب الانسدادات الدموية الناجمة عن الجلطة الدماغية في حدوث 70% من حالات الإصابات المؤدية إلى العمى الشقي، بينما تشير بيانات أخرى إلى مسؤولية الأورام الدماغية عن 15% من هذه الحالات، ويُمكن أن تنشأ 5% من حالات العمى الشقي عن النزيف الدماغي، وفي المناسبة فإن الرجال بعمر 50-70 سنة هو الفئة الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض^[١]، وعلى أية حال تتضمن بعض الأسباب الأخرى المؤدية إلى الإصابة بهذا المرض، ما يلي^[٢]:

• التعرض للمواد السامة.
• الإصابة ببعض النوبات العابرة من الصرع أو الصداع النصفي.
• الإصابة بالالتهابات أو مشاكل الأعصاب.
• الإصابة ببعض أنواع ارتفاع سكر الدم^[٣].
• الإصابة بالتصلب اللويحي^[٤].

أنواع العمى الشقّي

صنّف العلماء مرض العمى الشقي اعتمادًا على الجزء من العين الذي فقدت قدرتك على النظر من خلاله، وتتضمن أنواع العمى الشقي الآتي^[٢]:

• العمى الشقي بين الصدغين Bitemporal: يحدث هذا النوع في النصف الخارجي لمجال الرؤية في العينين.
• العمى الشقي المتماثل Homonymous: يحدث هذا النوع في نفس نصفي مجال الرؤية في العينين.
• العمى الشقي المتماثل الأيمن Right Homonymous: يستهدف هذا النوع النصف الأيمن لمجال الرؤية للعينين.
• العمى الشقي المتماثل الأيمن Left Homonymous: يستهدف هذا النوع النصف الأيسر لمجال الرؤية للعينين.
• العمى الشقي العلوي Superior: يستهدف هذا النوع النصف العلوي لمجال الرؤية للعينين.
• العمى الشقي السفلي Inferior: يستهدف هذا النوع النصف السفلي لمجال الرؤية للعينين.

علاج العمى الشقّي

غالبًا سيحاول طبيبك تزويدك بالعلاجات الضرورية للتعامل مع الأمراض والمشاكل التي أدت إلى إصابتك بالعمى الشقي، وقد يمتنع الطبيب عن إعطائك أيّ علاجات أحيانًا في حال كان هنالك أمل في شفائك لوحدك مع قادم الأيام، بينما في حال نشأ العمى الشقي لديك عن إصابتك بالجلطة الدماغية، فإن احتمالية أن يلازمك هذا العمى لسائر فترة حياتك هي كبيرة، لكن يبقى بوسع الأطباء تزويدك ببعض العلاجات لمساعدتك على استرجاع جزء من قدراتك البصرية الأصلية، ومن بين هذه العلاجات ما يلي^[٢]:

• العلاج الهادف إلى استعادة البصر: يهدف هذا العلاج إلى استعادة البصر عبر تحفيز المناطق الدماغية التي فقدت وظائفها المتعلقة بالبصر، وهو قد يُساعد على نشوء خلايا عصبية جديدة مرة أخرى داخل هذه المناطق.
• النظارات الموسعة لمجال الرؤية: بوسع الطبيب وصف نظارات خاصة لديها قطع زجاجية مُعيّنة في عدساتها لها القُدرة على مساعدة مرضى العمى الشقي على استعادة جزء من قدراتهم البصرية.
• العلاج المسحي: يُطلق البعض على هذا العلاج أيضًا اسم تدريب حركة رمش العين، إذ يسعى إلى تعويدك على تحريك عينيك للنظر إلى مجال الرؤية الذي فقدت قدرتك على رؤيته بسبب المرض.
• العلاج الوظيفي: يُساعدك أخصائي العلاج الوظيفي على استعادة المهارات البصرية قدر الإمكان، كما بوسع بعضهم تمرينك على القيام بالأعمال الحياتية البسيطة؛ كلبس الملابس، والاستحمام، وتناول الطعام، وغيرها من الأعمال^[٥].
• علاجات إضافية: بوسعك اتباع بعض الاستراتيجيات المفيدة لمساعدتك على القراءة؛ كالاستعانة بالمسطرة الطويلة مثلًا، كما قد يكون من الأفضل لك اتباع بعض التغيرات أو الأنماط الحياتية المفيدة؛ مثل:
  • مطالبة الشخص الذي تمشي بمحاذاته بالذهاب إلى الجهة التي لا تستطيع رؤيتها؛ فذلك سيمكنك من تجنب الاصطدام بالأشياء التي تقع خارج مجال رؤيتك.
  • مراجعة خبراء الصحة لإيجاد طريقة لتدريبك على قيادة السيارة مرة أخرى في حال كان ذلك ممكنًا.
  • الجلوس أمام الشاشات الكبيرة أو داخل السينمات بزاوية تسمح لعينيك برؤية أكبر جزء ممكن من الشاشة.

قد يُهِمُّكَ

قد يبدو العمى الشقي مرضًا سيئًا وقد تشعر بفقدان الأمل بسببه، لكن تذكر عزيزي أن 50% من المصابين بهذا المرض تتحسن حالتهم لوحدها خلال شهر واحد بعد تعرضهم للإصابة التي أدت إلى نشوء هذا المرض لديهم في الأساس، كما أن نسبة كبيرة من المرضى تظهر عليهم علامات التحسن من المرض خلال الثلاثة أشهر الأولى بعد تعرض للإصابة بالمرض وفقًا لإحدى الدراسات العلمية التي نشرت عام 2006، وهذا في المحصلة يعني أن عليك التمسك بالأمل وعدم الوقوع سريعًا في شباك اليأس بسبب هذا المرض^[٦].

المراجع

1. ^ ^{أ ب ت} "Homonymous Hemianopsia", Cleveland Clinic,17-4-2015، Retrieved 5-7-2020. Edited.
2. ^ ^{أ ب ت ث} Ann Marie Griff, O.D. (25-6-2020), "What Is Hemianopsia?"، Healthline, Retrieved 5-7-2020. Edited.
3. ↑ Rimas Lukas, MD (24-6-2011), "Hemianopsia"، Lahey Health System, Retrieved 5-7-2020. Edited.
4. ↑ Shelby A. Kruse (2019), "Detection, Diagnosis, and Resolution of an Acute Homonymous Hemianopsia in Multiple Sclerosis"، American Academy of Optometry, Retrieved 5-7-2020. Edited.
5. ↑ Johnstone M. Kim, MD (23-5-2020), "An Overview of Hemianopsia"، Very Well Health, Retrieved 5-7-2020. Edited.
6. ↑ X Zhang ,S Kedar, M J Lynn, et al (28-3-2006), "Natural History of Homonymous Hemianopia", Neurology. , Issue 6, Folder 66, Page 901-905. Edited.