ارتفاع الغده والحمل

فرط نشاط الغدة الدرقية والحمل

تشتهر أمراض الغدة الدرقية بكونها ثاني أكثر أمراض الغدد الصماء انتشارًا بين النساء الشابات، كما أن لها انعكاساتٍ خطيرة على صحة النساء الحوامل على وجه الخصوص؛ إذ يُمكن لإهمال الإصابة بمرض الغدة الدرقية زيادة خطر الإجهاض، ومشاكل المشيمة، وضغط الدم، وفي الحقيقة تسود بين النساء الحوامل الشكوى من تضخم أو فرط نشاط الغدة الدرقية بنسبٍ تفوق شكوتهن من قصور الغدة الدرقية، وتشير التقارير إلى وجود المرض عند 2 من بين 1000 إمرأه حامل في بريطانيًا، ويؤكد الخبراء أن مرض غريفز هو أحد أبرز أسباب الإصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية عند الحوامل، وفي الحقيقة يُمكن للنساء الحوامل أن يُعانين من المرض ليس أثناء الحمل فحسب، إنما بعد نهاية الحمل أو الولادة أحيانًا[١].


أسباب فرط نشاط الغدة أثناء الحمل

يلقي الخبراء اللوم على مرض غريفز في التسبب بأغلب حالات فرط نشاط الغدة الدرقية عند الحوامل، وينجم مرض غريفز كما هو معروف عن مهاجمة جهاز المناعة للغدة الدرقية إلى درجة دفعها إلى التضخم وإفراز المزيد من الهرمونات الدرقية، وقد تُصاب النساء الحوامل أحيانًا بفرط نشاط الغدة الدرقية بسبب معاناتهن من الغثيان والتقيؤ الشديدان أثناء الحمل أو بسبب حملهن بتوأم أحيانًا، وهذا الأمر يحدث بسبب زيادة مستوى أحد هرمونات الحمل عند الحامل، لكن عادةً ما يبدأ هذا الهرمون بالرجوع إلى مستوياته الطبيعية عند الأسبوع الـ 14 أو الـ 18 من الحمل، وعلى أي حال يُمكن لبعض النساء الحوامل أن يُصبن بفرط نشاط الغدة الدرقية بعد الولادة مباشرة؛ إذ يشير الخبراء إلى وجود المرض عند 7% من النساء بعد مرور سنة من ولادتهن لأطفالهن، لكن الإصابة بهذا المرض عادةً ما تختفي وحدها بعد مرور بضعة أسابيع أو أشهر[٢].


أعراض فرط نشاط الغدة للحامل

تتباين أعراض الإصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية بين المصابين، لكن يُمكن إيجاز أبرز هذه الأعراض على النحو الآتي[٣]:

  • الشعور بالعصبية وحِدّة الطباع.
  • الشكوى من كثرة التعرق.
  • المعاناة من هزالة الجلد وتقصف الشعر.
  • الشعور بضعفٍ في العضلات خاصة أعلى الذراعين والفخذين.
  • الشعور بتسارع في ضربات القلب.
  • المعاناة من كثرة الحاجة للتبرز.
  • المعاناة من صعوبة النوم.
  • الشكوى من حساسية العين من الضوء.
  • الشعور بالإرتباك وعدم انتظام الدورة الشهرية.


علاج فرط نشاط الغدة أثناء الحمل

يصف الأطباء الأدوية المضادة للدرقية لعلاج فرط نشاط الغدة الدرقية الناجم عن مرض غريفز أثناء الحمل، وتتمكن هذه الأدوية عادةً من إيقاف الغدة الدرقية عن إنتاج الكثير من هرمونات الدرقية، لكن يجب الانتباه إلى ضرورة أخذ الجرعة المناسبة من هذه الأدوية أثناء الحمل؛ وذلك لأن مرض غريفز يُمكنه أن يختفي وحده مع مرور أشهر الحمل، وقد يعود مرة أخرى خلال الأشهر التي تلي الولادة، وتتضمن أبرز أنواع مضادات الدرقية التي يصفها الأطباء كل من دواء البروبيل ثيوراسيل والميثيمازول، لكن يجب الحذر عند إعطاء دواء الميثيمازول للحوامل أثناء الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل؛ وذلك بسبب خطر تسبب هذا الدواء بحدوث تشوهاتٍ خلقية في الجنين، لذا، يلجأ الأطباء عادةً إلى صرف دواء الميثيمازول للحوامل بعد انقضاء الثلث الأول من الحمل، أما بالنسبة إلى دواء البروبيل ثيوراسيل، فإن له مقدرة على التسبب بحدوث أمراضٍ في الكبد، وعلى أي حال، يبقى الخيار الجراحي قائمًا لإزالة أحد أجزاء الغدة الدرقية في الثلث الثاني من الحمل في حال لم تؤدي الأدوية إلى نتيجة إيجابية أو في حال كان من الضروري عدم إعطاء النساء الحوامل للأدوية المضادة للدرقية[٢].


مضاعفات فرط نشاط الغدة للحامل

يؤدي إهمال علاج فرط نشاط الغدة الدرقية أثناء الحمل إلى زيادة بخطر الإصابة بالكثير من المضاعفات، منها[٤]:

  • الإجهاض.
  • ولادة الطفل قبل الأوان.
  • موت الجنين قبل أو أثناء الولادة.
  • إصابة الحامل بارتفاع ضغط الدم، أو قلة عدد الصفيحات الدموية في الدم، أو الفشل القلبي.


المراجع

  1. Dr Laurence Knott (23-12-2015), "Hyperthyroidism in Pregnancy"، Patient, Retrieved 13-5-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "Pregnancy and Hyperthyroidism", Endocrine Society,7-2018، Retrieved 13-5-2019. Edited.
  3. "Hyperthyroidism in Pregnancy", Stanford Children's Health, Retrieved 13-5-2019. Edited.
  4. William C. Shiel, Jr., MD, FACP, FACR, "Hyperthyroidism and Pregnancy"، Medicine Net, Retrieved 13-5-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :