محتويات
ما هي عشبة الشيبة؟
تُعرف عشبة الشيبة Wormwood بأسماء كثيرة ومتنوعة بين الناس، منها عشبة شيح ابن سينا، والأفسنتين، والعلقم، وتنتمي هذه العشبة إلى عائلة من النبات العشبي المعمر الذي ينمو في موطنه الأصلي في بعض أجزاء أوروبا وآسيا، وتتميز عشبة الشيبة بأوراقها ورائحتها المشابهة لنبتة الميرمية، وسيقانها المخملية ذات اللون الأبيض المخضر، وأوراقها الخضراء، وتتكاثر بشكل أساسي بواسطة بذور صغيرة متناثرة تحملها الرياح والمياه والحيوانات، وينتج كل ساق من النبات ما يقارب الخمسين ألف بذرة قابلة للبقاء والتكاثر لمدة ثلاث إلى أربع أعوام، ويبدأ نمو الجذر الرئيسي الخشبي على مستوى الأرض في بداية فصل الربيع، بينما تظهر الشتلات من أواخر الربيع إلى أوائل الخريف، وتتشكل الأزهار بنهاية الموسم، ويستخدم جميع أجزاء العشبة في العلاجات الطبية التقليدية منذ مئات السنين نظرًا للفوائد الكبيرة التي تشتهر بها هذه العشبة، لكن يحذر من استخدامها بجرعات كبيرة؛ إذ يعتقد أن لها خصائص سُمّية وقد ينطوي على استهلاكها بعض الآثار الجانبية.[١]
تعرف على أهم فوائد عشبة الشيبة لصحتك
استخدمت عشبة الشيبة منذ زمن طويل في الطب الصيني التقليدي لفوائدها الكبيرة وخصائصها الفريدة؛ إذ ينطوي على استخدامها العديد من الفوائد الصحية والعلاجية وأبرزها ما يلي:[٢]
- تخفيف الألم: تتميز عشبة الشيبة بخصائصها المسكنة للألم والمضادة للالتهابات، وتساعد على تخفيف آلام التهاب المفاصل، وقد أثبتت دراسة استمرت لأربعة أسابيع على 90 شخصًا بالغًا يعانون من هشاشة العظام في الركبة أن استخدام مرهم جلدي بنسبة 3٪ من خشب عشبة الشيبة ثلاث مرات يوميًا قد ساعد في تقليل مستويات الألم لدى المرضى.
- غنية بمضادات الأكسدة: تحتوي عشبة الشيبة على مركب الكامآزولين الذي يعمل كمضاد للأكسدة ويتركز وجوده في الزيوت الأساسية في مرحلة ما قبل الإزهار للنبات، وتعمل مضادات الأكسدة مثل الكامآزولين على محاربة الإجهاد التأكسدي في الجسم المرتبط بنشوء مرض السرطان، وأمراض القلب، والزهايمر وبعض الأمراض الأخرى.
- محاربة الالتهابات: يساعد مركب الأرتيميسينين الموجود في عشبة الشيبة في مكافحة الالتهاب المرتبط بالأمراض المزمنة في الجسم، ويُعتقد أن مادة الأرتيميسينين تثبط السيتوكينات وهي بروتينات يفرزها جهاز المناعة في حالة الالتهاب، وتشير الدراسات إلى أن عشبة الشيبة تساعد في تخفيف أعراض مرض كرون الذي يسبب التهاب بطانة الجهاز الهضمي ويؤدي إلى الإسهال والتعب وتشنجات المعدة وغيرها من الأعراض السيئة، وفي إحدى الدراسات التي أجريت على 40 شخصًا بالغًا يعانون من مرض كرون وجد أن أولئك الذين يتناولون مكملًا من عشبة الشيبة يحتوي على 500 مليجرام ل3 مرات يوميًا قد تحسنت لديهم الأعراض وأصبحوا أقل عرضة لأخذ أدوية الستيرويدات بعد 8 أسابيع من استخدام مكمل عشبة الشيبة مقارنة مع غيرهم.
- محاربة الطفيليات: يمكن للطفيليات مثل الدودة الدبوسية والدودة المستديرة والديدان الشريطية أن تصيب الأمعاء وتضر بصحة الجهاز الهضمي، وقد تم استخدام عشبة الشيبة منذ آلاف السنين للقضاء على الديدان المعوية والطفيليات في الجسم، وأظهرت دراسة أجريت على الحيوانات نشرت في مجلة علم الديدان الطفيلية أن عشبة الشيبة تسبب موت الطفيليات غير المرغوب فيها بنفس فعالية الأدوية المضادة للطفيليات، كما أُثبتت فعالية عشبة الشيبة في القضاء على الملاريا، بل إن بعض الآراء تقول بأن شرب الشاي المصنوع من أوراق الشيبة المجففة هو أحد أكثر العلاجات فعالية لمكافحة الملاريا.[٣]
- تحسين عمليات الهضم: تساهم الخصائص الطبية لعشبة الشيبة من تحسين الشهية وتشجع إنتاج اللعاب وأنزيمات الجهاز الهضمي الأخرى التي تحسن من حركة عضلات الأمعاء، مما يساعد الطعام على التحرك ودعم عمليات الهضم، ونظرًا لأن 70٪ من جهاز المناعة يتواجد في الجهاز الهضمي، فإن عشبة الشيبة تساعد بصورة غير مباشرة في دعم الصحة العامة والحفاظ عليها.[٣]
كيف تستخدم عشبة الشيبة؟
تعتمد الجرعة المناسبة للاستخدام من عشبة الشيبة على عدة عوامل؛ مثل عمر المستخدم وصحته العامة، ونظرًا لعدم وجود دراسات علمية كافية لتحديد الجرعات المناسبة من عشبة الشيبة، يجب القول أن استهلاك المنتجات الطبيعية لا يعني بالضرورة أن يكون آمنًا تمامًا، لذا يجب التأكد من اتباع الإرشادات على ملصقات المنتج أو مكمل عشبة الشيبة أو المراهم بمستخلص عشبة الشيبة واستشارة الطبيب أو أخصائي الرعاية الصحية قبل الاستخدام،[٤] وعلى العموم يمكن إعداد وصفة شاي عشبة الشيبة المفيد عبر اتباع الخطوات التالية:[٣]
- اضف نصف ملعقة أو ملعقة واحدة صغيرة من أوراق عشبة الشيبة المجففة إلى كوب واحد من الماء المغلي.
- انقع المزيج لمدة 5-10 دقائق، لكن تذكر أنه فكلما طالت مدة النقع زادت مرارة النكهة.
- أضف النعناع، أو العسل، أو عصير الليمون حسب الرغبة إلى المزيج لإضفاء نكهات متنوعة ولذيذة إلى الشاي.
قد يُهِمُّكَ: ما أضرار عشبة الشيبة الصحية؟
تعد عشبة الشيبة آمنة نسبيًا للاستخدام قصير المدى بما يتراوح من أسبوعين إلى أربعة أسابيع، بينما قد يسبب استخدامها على المدى الطويل أو لأربعة أسابيع أو أكثر، في ظهور بعض الأثار الجانبية الخطيرة نظرًا لاحتوائه على مركبات ذات تأثيرات سامة، ونفس الشيء قد يحدث عند تناول كميات أعلى مما هو موصى به، لذا من المهم استشارة الطبيب قبل الاستخدام لضمان عدم تعارضها مع بعض الأدوية، وتشتمل أبرز الأثار الجانبية لها على الأرق، والتقيؤ، والغثيان، والدوار، والنوبات الصرعية،[٣]ومن المهم تجنب استخدام عشبة الشيبة للأشخاص الذين يعانون من الحالات التالية:
- الحمل أو الرضاعة: قد تسبب عشبة الشيبة الإجهاض وبعض المشاكل الصحية للزوجة الحامل أو المرضع.
- الصرع: تحتوي عشبة الشيبة على مركب ثوجون، وهي مادة كيميائية معروفة بأنها قد تسبب النوبات، كما قد تقلل عشبة الشيبة من فعالية بعض الأدوية المضادة للتشنجات.
- أمراض القلب: قد تتسبب عشبة الشيبة بنزيف الأمعاء لدى مرضى القلب الذين يتناولون الأدوية المميعة للدم مثل الوارفارين.
- أمراض الكلى: تعد عشبة الشيبة ذات تأثير سُمّي على الكلى وقد تؤدي إلىالفشل الكلوي.
- أمراض الحساسية: يفضل تجنب استخدام عشبة الشيبة لدى الأشخاص الذين يعانون من الحساسية اتجاه النباتات التي تنتمي إلى العائلة النجمية؛ كالرجيد وغيرها.
- الأطفال: على الرغم من أن عشبة الشيبة آمنة الاستخدام لمعظم البالغين لفترة قصيرة إلا أنها غير آمنًة للاستخدام لدى الأطفال.
المراجع
- ↑ "Absinth wormwood identification and control", king county, 3/7/2019, Retrieved 9/4/2021. Edited.
- ↑ Lisa Wartenberg (16/1/2020), "What Is Wormwood, and How Is It Used?", healthline, Retrieved 10/4/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث Lindsay Curtis (13/10/2020), "The Health Benefits of Wormwood", verywellhealth, Retrieved 10/4/2021. Edited.
- ↑ "Wormwood", webmd, Retrieved 10/4/2021. Edited.