محتويات
مفهوم مرض الدرن
يشتهر مرض الدرن باسم آخر هو "داء السل"، الذي ينتمي إلى فئة الأمراض المعدية التي تستهدف الرئة ومناطق أخرى في الجسم؛ كالدماغ والعمود الفقري، وعادةً ما ينجم داء السل عن التعرض لنوع من البكتيريا يُدعى بـ "المتفطرة السلية"، لكن الإصابة بهذه البكتيريا لا يعني أن الفرد أصبح مصابًا فعلًا بمرض السل؛ وذلك لأن مرض السل قد يأخذ شكلًا كامنًا أو خفيًا أحيانًا عندما يدخل إلى جسم الفرد؛ إذ يُمكن للجهاز المناعي السيطرة عليه وجعله غير معدٍ بالرغم من بقائه في الجسم، لكن يُمكن لبكتيريا السل أن تُصبح فعالة ونشطة من جديد لتنتشر من الرئة إلى أعضاء الجسم الأخرى، وتتسبب بحدوث أعراضٍ كثيرة؛ كالسعال، وآلام الصدر، والحمى، وفقدان الشهية، وفي الحقيقة يشتهر داء السل كونه من بين أبرز الأمراض التي أدت إلى وفاة الكثير من البشر في القرن العشرين في الولايات المتحدة الأمريكية، لكن الأمر اختلف الآن بعد اختراع المضادات الحيوية، التي تشتهر بقدرتها على علاج مرض الدرن أو السل عند المصابين، بالرغم من حاجتها إلى فترة زمنية طويلة أحيانًا للقضاء نهائيًا على المرض.[١].
العلاج الأفضل لمرض الدرن
تُعرف المضادات الحيوية بكونها العلاج الأفضل للتعامل مع حالات الإصابة بمرض الدرن أو داء السل، لكن المشكلة تبقى أن العلاج بالأدوية يستغرق وقتًا طويلًا مقارنة بعلاج أنواعٍ أخرى من العدوى البكتيرية؛ إذ يُمكن أن يحتاج المصاب من 6 - 9 أشهر حتى يخلو جسمه تمامًا من بكتيريا السل، لكن يُمكن القول بأن فترة العلاج تتوقف أيضًا على أمور أخرى؛ كعمر المريض، ومستوى صحته العامة، وموقع عدوى السل داخل جسمه، وعادةً ما يلجأ الأطباء إلى إعطاء نوع أو نوعان من المضادات الحيوية لعلاج داء السل الكامن أو غير النشط، بينما قد يلزم إعطاء المريض أنواعٍ كثيرة من المضادات الحيوية في حال كان السل نشطًا أو فعالًا، ومن أبرز أنواع المضادات الحيوية الموصوفة لعلاج داء السل كل من الآيزونيازيد والريفامبيسين، والإيثامبوتول، وقد يلجأ الطبيب كذلك إلى وصف أنواعٍ أخرى من المضادات الحيوية في حال كانت بكتيريا السل مقاومة للمضادات الحيوية العادية، ومن بين أنواع المضادات الحيوية القوية كل من دواء الأميكاسين ودواء الكابريومايسين، لكن حتى هذه الأنواع معرضة لمقاومة البكتيريا لها أيضًا، وعلى أي حال يجب التنبه إلى الأعراض الجانبية المرتبطة بأدوية السل؛ فبعضها قد يكون خطيرًا على صحة كبد المريض، لذا يجب المسارعة بطلب الرعاية الطبية العاجلة في حال المعاناة من بعض الأعراض عند أخذ المضادات الحيوية لعلاج السل، مثل[٢]:
- الغثيان والتقيؤ.
- فقدان الشهية.
- اصفرار الجلد أو اليرقان.
- تغير لون البول إلى الغامق.
- الحمى التي تدوم لأكثر من ثلاثة أيام دون سببٍ واضح.
مضاعفات وعوامل خطر الإصابة بمرض الدرن
يؤدي إهمال الإصابة بمرض الدرن أو السل إلى ارتفاع خطر الإصابة بمضاعفاتٍ كثيرة؛ وذلك بسبب قدرة بكتيريا السل على الانتشار إلى أماكن أخرى من الجسم عبر الدم، لذا ليس من الغريب أن يؤدي مرض السل إلى الإصابة بالتهاب السحايا، ومشاكل المفاصل، وأمراض الكبد والكليتين، ومشاكل القلب أيضًا، وهذا بالطبع يُفسر حقيقة موت ثلثي المصابين بمرض السل، وعلى أي حال تشير التقارير إلى ارتفاع نسب خطر الإصابة بالسل لدى الأفراد الذين يُعانون أصلًا من ضعفٍ في المناعة نتيجة للإصابة بالإيدز؛ إذ يرتفع خطر الإصابة بالسل عند المصابين بالإيدز ما بين 20-30% تقريبًا، لكن هنالك عوامل أخرى يُمكنها أن تُساهم في زيادة خطر الإصابة بالسل؛ فتدخين سجائر التبغ مثلًا يزيد من خطر الإصابة بالسل بواقع 8% تقريبًا، كما يرتفع خطر الإصابة بالمرض كذلك عند:[٣]:
- الإفراد المصابون بمرض السكري.
- الأفراد المصابون بسوء التغذية.
- الأفراد المصابون بأمراض الكلية.
- الأفراد المصابون ببعض أنوع السرطانات أو الذين يخضعون لعلاجات السرطان.
- الأفراد الذين يُسافرون إلى بعض الدول؛ كبلدان غرب أفريقيا، وأفغانستان، والصين، وروسيا، وبلدان شرق وجنوب أسيا؛ كالهند، والفلبين، واندونيسيا.
المراجع
- ↑ Sabrina Felson, MD (23-3-2017), "Tuberculosis (TB)"، Webmd, Retrieved 12-5-2019. Edited.
- ↑ "Tuberculosis", Mayo Clinic,30-1-2019، Retrieved 12-5-2019. Edited.
- ↑ University of Illinois-Chicago, School of Medicine (16-11-2018), "All you need to know about tuberculosis"، Medical News Today, Retrieved 12-5-2019. Edited.