محتويات
الغدد اللمفاوية
ينظر الأطباء والخبراء إلى الغدد أو العقد اللمفاوية Lymph nodes بصفتها خط الدفاع الأول للجهاز المناعي، الذي يختص بحماية الجسم من البكتيريا والفيروسات وأنواع الميكروبات الأخرى المسببة للأمراض، وغالبًا ما يحتوي جسم الإنسان على مئات العقد اللمفاوية التي تمتاز بحجمها الصغير وبشكلها الشبيه بشكل حبات الفاصولياء، ويُمكن إيجاد هذه العقد متبعثرة في أنحاء الجسم أو كمجموعات أو عناقيد في بعض المناطق في الجسم؛ كالعنق، وتحت الذراع، وفي الصدر، والبطن، والخصر، كما قد يكون بإمكانك تحسس بعض عناقيد العقد اللمفاوية باليد في بعض المناطق أيضًا، وعادةً ما تلتحق العقد اللمفاوية بالجهاز اللمفاوي، الذي يشتمل أيضًا على اللوزتين، والطحال، والغدانيات، وغيرها من الأعضاء الحيوية التي يبرز دورها عند الإصابة بالأمراض والعدوى، وتجدر الإشارة هنا إلى ارتباط العقد اللمفاوية ببعضها البعض عبر شبكة من الأوعية اللمفاوية التي تنتشر في أنحاء الجسم بصورة مشابهة لانتشار الأوردة الدموية، وتُعد هذه الأوعية مسؤولة عن حمل السائل اللمفاوي، الذي هو عبارة عن سائل شفاف يتمركز بكثرة داخل العقد اللمفاوية ويحتوي على الخلايا الليمفاوية التي تحارب العدوى، وستحاول الأسطر التالية شرح المزيد عن مواقع العقد اللمفاوية وأهميتها وبعض الأمراض المرتبطة بها[١].
أين تقع الغدد اللمفاوية؟
يُمكنك أن تتحسس الغدد أو العقد اللمفاوية إذا كنت هزيلًا أو بوزن قليل، وتتوزع الغدد اللمفاوية في أنحاء جسمك كافة تقريبًا، ووهذه الأماكن هي[٢]:
- في العنق (Cervical Lymph Nodes): يتمكن الكثيرون من تحسس الغدد اللمفاوية العنقية عند إصابتهم بأحد التهابات المسالك التنفسية، وتتمحور وظيفة هذه الغدد حول تصريف السائل اللمفاوي القادم من الرأس، والعنق، وفروة الرأس، وبالإمكان تصنيف الغدد اللمفاوية العنقية لثلاث مجموعات اعتمادًا على أمكنتها في العنق، هي: العقد اللمفاوية العنقية الأمامية، والعقد اللمفاوية العنقية الخلفية، والعقد اللمفاوية القذالية، التي توجد في مؤخرة العنق وتحت الجمجمة.
- تحت الإبط (Axillary Lymph Nodes): يحتوي الإبط على ما بين 10-40 عقدة لمفاوية، وغالبًا ما يضطر الأطباء إلى إزالة معظمها عند إجراء العمليات الجراحية الهادفة إلى علاج سرطان الثدي، وذلك بسبب الترابط الكبير بن هذه العقد وبين الإصابة بسرطان الثدي.
- فوق عظم الترقوة (Supraclavicular Lymph Nodes): يشير تضخم العقد اللمفاوية الموجودة فوق عظم الترقوة إلى الإصابة بمشاكل خطيرة وجدية أحيانًا، من بينها سرطان الرئة أو سرطان العقد اللمفاوية.
- وسط الصدر (Mediastinal Lymph Nodes): تتمركز العقد اللمفاوية في وسط الصدر وبين الرئتين، أو في المنطقة التي تُدعى تشريحيًا بالمنصف Mediastinum، وهذا بالطبع يجعل من المستحيل تحسس هذه العقد، لكنها قد تظهر في الصور المأخوذة بتقنية التصوير المقطعي المحوسب.
- في منطقة الأربية (Inguinal Lymph Nodes): تستقبل هذه الغدد السائل اللمفاوي القادم من القدمين، وهذا يجعلها عرضة للالتهابات بكثرة، خاصة بعد الإصابة بالتهابات أو بضربات مباشرة في الساقين أو بعد الإصابة بأحد الأمراض المنقولة جنسيًا، أو حتى بسبب السرطان.
- خلف الصفاق (Retroperitoneal Lymph Nodes): تتموضع هذه العقد عميقًا في البطن، وهذا يجعل من الصعب رؤيتها إلا عبر استخدام الصور الطبية، وتشتهر هذه الغدد بكونها من أوائل الغدد التي ينتقل إليها سرطان الخصية عند الرجال.
- في الحوض (Pelvic Lymph Nodes): تتواجد هذه العقد عميقًا داخل الحوض، وهذا يعني أن بالإمكان رؤيتها فقط باستخدام الصور الطبية، لكن يبقى لها ارتباط وثيق ببعض أنواع السرطانات، بما في ذلك سرطان البروستاتا والمثانة.
- أماكن إضافية: تتحدث المراجع العلمية عن وجود للغدد اللمفاوية بالقرب من مرفق اليد، ووراء الركبة، وعلى طول المسالك التنفسية (Tracheobronchial)، وحول الشريان الأبهر (Paraaortic)، وفي المساريق (Mesenteric)، وغيرها من الأماكن.
أهمية الغدد اللمفاوية
يصل عدد الغدد أو العقد اللمفاوية إلى حوالي 600 عقدة منتشرة في أنحاء الجسم وعلى طول القنوات اللمفاوية التي تتوزع كالشبكة الشبيهة بالأوعية الدموية، والغرض من هذه الشبكة هو تصريف ونقل الخلايا اللمفاوية، والسموم، والميكروبات، والفضلات، والمواد الكيميائية الضارة، ويتمحور دور العقد اللمفاوية حول فلترة أو تنقية المواد الضارة التي تجلبها القنوات اللمفاوية، وتتمركز العقد اللمفاوية في أماكن بحد ذاتها من أجل استقبال السائل اللمفاوي القادم من أمكنة أخرى مجاورة؛ فمثلًا تسير القنوات اللمفاوية الموجودة في الأصابع، واليدين، والذراعين حتى تصل إلى العقد اللمفاوية الموجودة في المرفقين وتحت الإبط لتصريف السوائل الخاصة بها، بينما تسير القنوات اللمفاوية الموجودة في الساقين، وأصبع القدمين، والفخذين حتى تصل إلى العقد اللمفاوية الموجودة وراء الركبتين أو الأربية لتصريف سوائلها أيضًا، ومن الجدير بالذكر أن العقدة اللمفاوية الواحدة تتألف من جزئين رئيسيين، هما القشرة (Cortex) واللب (Medulla)، وتمتاز القشرة باحتوائها على الخلايا اللمفاوية البائية والتائية، التي لها دورٌ مهم في محاربة الميكروبات المسببة للأمراض[٣].
أمراض الغدد اللمفاوية
تُصاب العقد اللمفاوية أو تتسبب في نشوء الكثير من الأمراض والمشاكل الصحية، منها[٢]:
- العدوى: تتضخم العقد اللمفاوية عند إصابتها بالعدوى أو الالتهابات، وهذا التضخم يعني أن الجسم في حالة مقاومة أو حرب مع المرض.
- السرطان: تتورط العقد اللمفاوية في نشوء او انتشار السرطانات؛ ففي حالة الإصابة بسرطان الثدي –مثلًا- تنتقل الخلايا السرطانية أولًا إلى العقد اللمفاوية قبل أن تنتقل إلى أمكنة الجسم الأخرى، لكن يُمكن للسرطان أن يبدأ أصلًا في العقد اللمفاوية، وعندها يُصبح اسمه سرطان العقد اللمفاوية (Lymphoma).
- الإصابات أو الضربات المباشرة: تذهب خلايا الدم البيضاء إلى العقد اللمفاوية بعد الانتهاء من تنظيف وإصلاح المكان الذي تعرض للإصابة المباشرة في الجسم، وهذا يتسبب في حدوث تضخم في العقد اللمفاوية.
- أمراض مختلفة: تتضخم العقد اللمفاوية أحيانًا بسبب الإصابة بأحد أمراض المناعة الذاتية؛ كمرض التهاب المفاصل الروماتويدي مثلًا.
مَعْلومَة
شهد القرن السابع عشر موجة مذهلة من الاكتشافات المتتالية حول طبيعة الجهاز اللمفاوي على يد الكثير من الأطباء والباحثين، لكن يرجع الفضل الحقيقي في وصف الدورة الطبيعية للجهاز اللمفاوي للعالم السويدي أولوس رودبيك، الذي عاش بين عامي 1630-1708 ميلادي، ولقد اشتهر هذا العالم بقدرٍ عالٍ من الذكاء والمعرفة في حقول الكيمياء، والتشريح، والرياضيات، كما برع أيضًا في علم الفلك، والموسيقى، والهندسة المعمارية، وعلم النبات[٤].
المراجع
- ↑ Sabrina Felson, MD (11-2-2019), "What Are Lymph Nodes?"، Webmd, Retrieved 11-6-2020. Edited.
- ^ أ ب Doru Paul, MD (13-1-2020), "An Overview of Lymph Nodes"، Very Well Health, Retrieved 11-6-2020. Edited.
- ↑ Ananya Mandal, MD (5-6-2019), "Structure and function of lymph nodes"، News-Medical, Retrieved 11-6-2020. Edited.
- ↑ B Chikly (12-1997), "Who Discovered the Lymphatic System", Lymphology , Issue 4, Folder 30, Page 186-93. Edited.