هرمون الحليب
يُعرفُ هرمونُ الحليب أو البرولاكتين بكونه الهرمون المسؤول عن إنتاج حليب الثّدي عند الثّدييات والبشر، كما أنّهُ مسؤولٌ أيضًا عن وظائف أخرى، منها ما يتعلّقُ بالجهاز المناعي، والجهاز التّناسلي، والعمليات الأيضيّة، وهو موجودٌ عند الذّكور والإناث على حدٍّ سواء. ويعتقدُ العلماءُ أنّ مصدرَ إفراز هذا الهرمون يرجع إلى الجزء الأمامي من الغدة النّخاميّة، لكنّ بعضًا من كمياته تتواجد في الرّحم، والثدي، والبروستاتا، والجلد، والخلايا المناعية، وعادةً ما يُنظّمُ الجسمُ البشريُّ مستوى هذا الهرمون بالاستعانة بهرموني الدّوبامين والأستروجين، اللذان يُرسلان إشارات إلى الغدّة النّخاميّة لحثّها أو إيقافها عن إفراز هذا الهرمون، ومن النّادر ما يتسبّبُ هرمون الحليب بحدوث مشاكل في الجسم البشري، لكنّ وجودَ الكثير من كمياته في الجسم يجعل الفردَ معرضًا للإصابة بزيادة مستوى هرمون الحليب في الدّم، الذي يُسمى أيضًا بـ " فرط برولاكتين الدم"[١].
أسباب زيادة هرمون الحليب
يزدادُ مستوى هرمون الحليب في الجسم أثناء الحمل وفترة الرّضاعة الطّبيعيّة، وهذا أمرٌ طبيعيٌّ بالتّأكيد، لكن في حال زاد مستواه بصورة كبيرة في الأوضاع العادية غير المرتبطة بالحمل أو بالولادة، فإنّ أسبابَ حصول ذلك قد تتضمّنُ التالي[٢]:
- الإصابة بأورام الغدة النّخاميّة: تُشيرُ أحد الدّراسات إلى مسؤولية أورام الغدة النّخاميّة عن حوالي 50% من حالات زيادة مستوى هرمون الحليب[٢]. ويُعرف " الورم البرولاكتيني" بكونه الورمَ غيرَ السّرطانيَّ الذي يُصيب الغدة النّخاميّة ويؤدي إلى زيادة إفراز هرمون الحليب وإنخفاض إفراز الهرمونات الجنسيّة، بما في ذلك هرمون الإستروجين عند النّساء وهرمون التستوستيرون عند الرّجال، كما يؤدي هذا الورم إلى حصول عدم انتظام في الدّورة الشّهريّة، ونزول خراج حليبي من الثّديين، والمعاناة من ألمٍ عند المعاشرة الجنسيّة عند الإناث، أما عند الذكور، فإنّ هذا الورم يؤدي على حدوث مشاكل في الانتصاب ويؤثّرُ سلبًا على توزيع الشّعر في الجسم، وقد يزيد من حجم الثّديين عند بعض الرّجال[٣].
- تناول بعض أنواع الأدوية: تمتلكُ بعضُ أنواع الأدوية مقدرةً على زيادة مستوى إفراز الجسم من هرمون الحليب، ومن بين أهمِّ هذه الأدوية ما يلي[٢]:
- مضادات مستقبلات الهستامين 2، مثل دواء الرانيتيدين ودواء السيميتيدين.
- الأدوية المضادة للاكتئاب؛ مثل الديسيبرامين والكلوميبرامين.
- الأدوية المضادة للغثيان؛ مثل الميتوكلوبراميد.
- أدوية ارتفاع ضغط الدّم؛ مثل الفيراباميل.
- هرمون الإستروجين.
- الإصابة ببعض الأمراض: تؤدي الإصابة بأنواع محدّدة من الالتهابات، أو الأورام، أو الإصابات المباشرة لأحد أجزاء الغدّة النّخامية، إلى زيادة مستوى هرمون الحليب في الجسم، كما يُمكنُ لهذه الزّيادة أن تنجمَ عن الإصابة بتشمُّع الكبد أو عن الإصابة بما يُعرف بـ "متلازمة كوشينغ"، التي يُمكن أن تحدثَ نتيجةً لارتفاع مستوى هرمون الكورتيزول[٢]، وقد تنجمُ زيادة مستوى هرمون الحليب أحيانًا عن قصور الغدّة الدّرقيّة أو عن الإصابة بفشل الكلى المزمن[٤].
- أسباب أخرى: يرى بعضُ الخبراء وجود أسبابٍ أخرى مُحتملة تقفُ وراءَ ارتفاع هرمون الحليب عند بعض الحالات، مثل[٥]:
- التّعرّضُ لتهيج أو لإصابات مباشرة تمسُّ منطقة الصدر.
- الإصابة بما يُعرف بـ "متلازمة المبيض المتعدد الكيسات".
- تناول عقاقير غير قانونيّة؛ كالمريخوانا[٦].
- الإصابة بما يُعرف بـ "الهربس النطاقي".
- ارتداء حمالة صدر ضيقة.
علاج زيادة هرمون الحليب
يوجدُ العديدُ من الخيارات العلاجيّة الهادفة إلى إرجاع مستوى هرمون الحليب إلى معدله الطّبيعيّ، منها[٤]:
- الأدوية: يصفُ الأطباءُ دواءَ البرلادول ودواء الدوستينكس لتخفيف مستوى هرمون الحليب ومحاولة إضعاف أورام الغدّة النّخاميّة.
- الجراحة: يلجأُ الأطباءُ إلى الخيار الجراحي لإزالة أورام الغدة النّخاميّة في حال عجز الأدوية عن القيام بذلك.
- العلاج الإشعاعي: يُعدُّ العلاجُ الإشعاعيُّ خيارًا مطروحًا في حال لم تُثمر الأدوية ولا الجراحة عن أيِّ نتائج إيجابيّة في التّعامل مع أورام الغدة النّخاميّة.
- هرمونات الغدة الدّرقية: يصفُ الأطباءُ هرمونات الغدّة الدّرقيّة المُصنّعة في حال كان قصور الدّرقيّة هو المُتسبّبُ بحدوث زيادة مستوى الحليب في الجسم، وقد يفكّرُ الأطباء في استبدال أنواع من الأدوية الموصوفة من قبل في حال شكّهم بأنّها هي المسؤولة عن ارتفاع مستوى هرمون الحليب.
المراجع
- ↑ "What does Prolactin Do?", Endocrine Society, Retrieved 16-1-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث Valinda Riggins Nwadike, MD, MPH (20-11-2018), "What Is Hyperprolactinemia?"، Healthline, Retrieved 16-1-2019. Edited.
- ↑ "Prolactinoma", Mayo Clinic,12-5-2018، Retrieved 16-1-2019. Edited.
- ^ أ ب Nicole Galan, RN (28-11-2018), "Hyperprolactinemia Overview"، Very Well Health, Retrieved 16-1-2019. Edited.
- ↑ Laura J. Martin, MD (22-1-2017), "What is a Prolactin Test?"، Webmd, Retrieved 16-1-2019. Edited.
- ↑ Valinda Riggins Nwadike (27-6-2018), "Why is a prolactin level test done?"، Medical News Today, Retrieved 16-1-2019. Edited.