مقياس اضطراب الوسواس القهري

مقياس اضطراب الوسواس القهري
مقياس اضطراب الوسواس القهري

كيف تُقاس مستويات اضطراب الوسواس القهري؟

بدأ الناس بالاهتمام أكثر بطرق قياس أو تشخيص اضطراب الوسواس القهري OCD في الآونة الأخيرة، نتيجةً لزيادة مستويات انتشاره بين فئات عديدة من الناس، وأسست مؤخرًا مجموعة كبيرة من المقاييس الهادفة إلى تحري طبيعة ومستويات الوسواس القهري، التي يمكنك الاطلاع عليها فيما يلي:[١]

  • المقابلات التشخيصية: تهدف هذه المقابلات أساسًا إلى تحري التشخيص الصحيح للوسواس القهري لدى المصاب وتمييزه عن تشخيصات أخرى مشابهة له قد تدفع الطبيب للتشخيص الخاطئ فيما بينها، وترتكز عادةً هذه المقابلات على أسئلة محددة ومبنية على معايير مأخوذة مما يُعرف بالدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية DSM-V، ويحتمل أن تستغرق المقابلة ما بين 60-120 دقيقة ليتمكن الطبيب من معرفة التشخيص الصحيح وقياس مستوى الاضطراب لدى المصاب.
  • أدوات التقييم السريرية: تمنح هذه الأدوات الفرصة للأطباء المتمرسين لتقييم مستوى المشاكل المرتبطة بالوسواس القهري ومقارنة الحالات مع بعضها البعض، ويشتهر مقياس ييل-براون Y-BOCS؛ بأنه المقياس الأكثر استخدامًا لقياس مستويات الوسواس القهري بين أوساط الأطباء والباحثين، وهنالك نسخة منه خاصة بالأطفال أيضًا، لكن طريقة الاستفادة من هذا المقياس تحتاج في النهاية إلى إجراء مقابلة بين المصاب والطبيب لتقييم مستوى أعراض الوسواس القهري، وتتضمن الأسئلة التابعة لهذا المقياس نقاطًا حول الوقت الذي دامت خلاله الأعراض ومستوى التوتر الذي رافق هذه الأعراض لدى المصاب.
  • أدوات التقييم الذاتية: تأتي هذه الأدوات على شكل استبيانات ورقية على المصابين تعبئتها لغرض تقييم حالتهم والكشف عما إذا كانوا بحاجة إلى علاج أم لا، وغالبًا ما تمتاز هذه الاستبيانات أو الأدوات بميزات كثيرة تجعلها الخيار الأنسب من بين الأدوات التشخيصية الأخرى، مثل إمكانية تعبئتها سريعًا وبصورة شخصية، وإمكانية إعطائها لمجموعة كبيرة من المصابين دفعة واحدة، لكن تكمن المشكلة في الخيارات الموجودة في هذه الاستبيانات، التي قد تصيب المريض بالحيرة وتجعله غير قادرٍ على فهم طبيعة الخيار الصحيح الذي عليه اختياره، كما يصعب أحيانًا استخدام المقاييس السابقة عند بعض الفئات خاصةً الأطفال، وهذا يدفع الأطباء إلى جلب استبيانات وأدوات أخرى لغرض إعطائها للوالدين من أجل تقييم حالة الوسواس القهري لدى طفلهم.


ما المؤثرات التي تحفز الوسواس القهري وتزيد حدته؟

يظهر الوسواس القهري بالأساس على شكل أعراض وسواسية أو أعراض قهرية، وبوسعك معرفة هذه الأعراض والأمور التي تحفزها وتزيد من حدتها على النحو الآتي:[٢]

  • الأفكار الوسواسية Obsessions: يعرف الوساوس بأنه أفكار متكررة وغير مرغوب بها تظهر غالبًا عندما يُحاول المصاب التفكير أو ممارسة أعمال أخرى لا طائل منها، وعادةً فإن شدة الوساوس تزداد أكثر فأكثر وفقًا لنوع الوسواس أو الهوس لدى المصاب؛ فمثلًا قد يُعاني بعض المصابون من الوساوس حال مشاهدتهم للأوساخ، أو عند مشاهدتهم لأشياء غير مرتبة أو منتظمة، أو عند الشك بترك أبواب منازلهم مفتوحة، وهذ الوساوس بالطبع يجعل المصابين يرغبون بتكرار الأعمال القهرية نفسها مرات ومرات كثيرة لغرض إرضاء وساوسهم؛ كتنظيف أيديهم أو تفقد أبواب منازلهم لمرات كثيرة على الرغم من أن كل شيء على ما يرام.
  • الأفعال القهرية Compulsions: تأتي الأفعال القهرية كاستجابة للأفكار الوسواسية لدى المصابين، والهدف وراء ممارستها هو تقليل الشعور بالقلق الشديد الناجم عن الوساوس المذكور مسبقًا، مما يعني أن زيادة الشعور بالقلق والوسواس هو المسؤول عن زيادة حدة الأفعال القهرية، ومن الأمثلة على الأفعال القهرية كل من؛ تكرار غسل اليدين (بسبب وسواس الأوساخ)، أو كثرة تفقد الأشياء (بسبب وسواس فقدان أو سرقة الأشياء)، أو تكرار أداء الصلوات (بسبب الوساوس الدينية)، وغيرها الكثير من الأمور.


كيفية التعامل مع الوسواس القهري والحد من أثره

تتوفر الكثير من العلاجات المفيدة للتعامل مع حالات الوسواس القهري والحد من أثاره السيئة على حياة المصاب، لكن يحتاج الخضوع لهذه العلاجات إلى بعض الصبر والالتزام من جانب المصاب، كما قد يحتاج ظهور النتائج الإيجابية إلى بضعة أسابيع وربما أشهر أحيانًا، وعلى العموم فإن خيارات التعامل مع الوسواس القهري تتضمن:[٣]

  • الأدوية: بوسع الطبيب وصف أنواعٍ كثيرة من الأدوية النفسية الفعالة لتخفيف حدة أعراض الوسواس القهري، خاصة تلك التي تنتمي إلى نوع من الأدوية يدعى بمثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية وبعض أنواع الأدوية المضادة للاكتئاب، ويحرص الطبيب في البداية على إعطاء المصاب جرعات محدودة من هذه الأدوية، ثم زيادة الجرعة شيئًا فشيئًا في حال تطلب الأمر ذلك.
  • العلاجات النفسية: غالبًا ما يحتاج مرضى الوسواس القهري إلى الاستعانة بالأدوية والعلاجات النفسية معًا، وليس العلاج النفسي فقط، ويشتهر العلاج السلوكي المعرفي بكونه أكثر الأساليب النفسية قدرة على التعامل مع حالات الوسواس القهري، وفي حال كنت ترغب بمعرفة المزيد عن أساليب هذا العلاج، فإن بوسعك الاطلاع على مقال خاص بهذا الأمر تحت عنوان أساليب العلاج المعرفي السلوكي.
  • العلاجات المنزلية: قد يكون من الأنسب لمصابي الوسواس القهري الحرص على ممارسة الأنشطة البدنية بانتظام، وتعلم أساليب التنفس العميق، وحتى أساليب التأمل أيضًا، ولا عيب بالطبع في البحث عن أحد المجموعات أو المبادرات التي تهدف إلى دعم مصابي الوسواس القهري كذلك، وفي حال كنت تفكر في استخدام المكملات الغذائية أو العشبية، فإن ذلك ممكن لكن عليك أن تتواصل مع طبيبك للتأكد من أن هذه المكملات لا تتعارض مع الأدوية التي تداوم عليها لعلاج الوسواس القهري.


قد يُهِمَُكَ: هل يمكن علاج الوسواس القهري بشكل نهائي؟

للأسف فإن العلاج النهائي للوسواس القهري ما زال بعيد المنال عن أيدي الأطباء والباحثين إلى هذا اليوم، وفي المناسبة فإن هذا الأمر لا ينطبق فقط على الوسواس القهري، وإنما ينطبق أيضًا على معظم الأمراض النفسية أيضًا، لكن على أية حال، تبقى الأدوية مفيدة في التقليل من شدة أو أعراض الوسواس القهري، كما أن العلاجات النفسية قد تنفع الكثيرين وتخفف من مشاكلهم، لكن في حال التوقف عن أخذ هذه الأدوية فإن من المحتمل أن تعود الأعراض الوسواسية والقهرية، وكذلك الأمر ينطبق على العلاجات النفسية، وهذا في المحصلة يعني أن الوسواس القهري قد يكون مشابهًا إلى حدٍ بعيد للأمراض المزمنة؛ كالسكري والصرع، وغيرها من الأمراض التي تحتاج إلى عناية مستمرة طيلة فترة حياة المصاب.[٤]

  1. Eric A Storch, Ph.D, "Measuring Obsessive-Compulsive Symptoms: Common Tools and Techniques", International OCD Foundation, Retrieved 13/1/2021. Edited.
  2. Mayo Clinic Staff (11-3-2020), "Obsessive-compulsive disorder (OCD)", Mayo Clinic, Retrieved 13/1/2021. Edited.
  3. Timothy J. Legg, Ph.D., CRNP (20/12/2019), "Understanding the Impact of Severe Obsessive-Compulsive Disorder (OCD)", Healthline, Retrieved 13/1/2021. Edited.
  4. Steven Gans, MD (13/11/2020), "Is There a Known Cure for OCD?", Very Well Mind, Retrieved 13/1/2021. Edited.

فيديو ذو صلة :