أفضل علاج للزهري

الزهري

يعد مرض الزهري من الأمراض المعدية التي تنتقل عبر الاتصال الجنسي بين الناس، وينتج عن الإصابة بنوع من الجراثيم يعرف باسم اللولبية الشاحبة Treponema pallidum، وتبدأ أولى العلامات بالظهور من خلال تشكل قرحات صغيرة غير مؤلمة في عدة أماكن في الجسم بما في ذلك الأعضاء الجنسية أو داخل الفم أو المستقيم، وقد يكون من الصعب تشخيص الإصابة بهذا المرض نظرًا لعدم ظهور الأعراض منذ البداية أو عدم القدرة على ملاحظتها، فقد يصاب الشخص بالمرض لسنوات عديدة دون ظهور الأعراض لديه، ولكن يعد التشخيص المبكر من الأمور المهمة لعلاج مرض الزهري، إذ يؤدي عدم علاج مرض الزهري لفترة طويلة إلى حدوث أضرار كبيرة للأعضاء المهمة في الجسم، مثل القلب والدماغ، ومن المهم الإشارة إلى طريقة انتقال المرض وهي التلامس المباشر مع القروح، ولا تتسبب مشاركة استخدام الحمام مع المريض أو ارتداء ملابسه أو استخدام أدواته في انتقال العدوى. [١]


أفضل علاج للزهري

يعتمد علاج مرض الزهري عادة على استخدام المضادات الحيوية، ولا بد للمريض من تناولها لأن الزهري لا يشفى تلقائيًا أبدًا، ويؤدي ترك الحالة دون علاج إلى مضاعفات خطيرة، ويشفى الزهري عادة بتناول دورة قصيرة من المضادات الحيوية التي تعطى للمريض وفق وصفة طبية، ولا يمكن الحصول عليها إلا بعد خضوع المريض لتحاليل تشخيص المرض، ويعتمد اختيار نوع العلاج على مدة إصابة الشخص بالزهري، فإذا كان الشخص مصابًا بهذا المرض لفترة تقل عن عامين يوصي الطبيب حينها باستخدام حقن البنسلين في الأرداف، أو تناول أقراص المضادات الحيوية لدورة زمنية قصيرة تتراوح بين 10 و14 يومًا، أما إذا أصيب الشخص بالزهري لأكثر من عامين فيكون العلاج عندئذ عبارة عن ثلاث حقن من البنسلين في الأرداف على فترات أسبوعية، أو يستعاض عنها بتناول أقراص المضادات الحيوية لدورة زمنية تبلغ مدتها 28 يومًا. [٢]

ومن جهة أخرى، في الحالات المتقدمة من المرض والخطيرة على صحة الدماغ، يلجأ الطبيب إلى حقن المريض بحقن البنسلين في الأرداف أو الوريد يوميًا على مدار أسبوعين، أو يستعاض عنها بتناول أقراص المضادات الحيوية على مدار فترة زمنية تبلغ 28 يومًا، وبعد ذلك يوصي الطبيب بإجراء تحاليل دم للتأكد من نجاح العلاج، ولكن من المهم الإشارة إلى أن استخدام المضادات الحيوية يؤدي إلى بعض التأثيرات الجانبية، فقد يعاني اثنان من كل خمسة مرضى من أعراض شبيهة بأعراض الإنفلونزا مثل ارتفاع درجة حرارة الجسم، والصداع وآلام العضلات والمفاصل، وتستمر هذه الأعراض عادة 24 ساعة فقط، ويمكن للمريض علاجها باستخدام دواء باراسيتامول، ومن المحتمل أن يعاني المرضى من تأثيرات جانبية أخرى مثل الإصابة برد فعل تحسسي بعد فترة قصيرة من استخدام حقن البنسلين، ولا بد للمريض خلال فترة العلاج من تجنب ممارسة أي نشاط جنسي مع شريكه، والاستمرار على حالة الامتناع هذه لمدة أسبوعين بعد انتهاء العلاج بالحد الأدنى، والأمر ذاته يسري على ملامسة الجلد بين المريض وشريكه، فأي ممارسة للجماع خلال فترة العلاج ستجعل المريض في خطر نقل الإصابة أو العدوى إلى شريكه. [٢]


أعراض الزهري

تكون أعراض مرض الزهري الأولية ظهور مجموعة من القروح المستديرة وغير المؤلمة التي تظهر على المريض بعد قرابة ما بين 10 أيام الى 3 أسابيع من التعرض إلى العدوى الجرثومية، وغالبًا ما تختفي تلك القروح خلال فترة تتراوح بين أسبوعين وستة أسابيع، ولكن عدم علاجها قد يؤدي إلى تطور المرض إلى مراحل متقدمة، ويحتمل أن تختفي الأعراض بعد أسابيع من ظهورها، ولكنها قد تعاود الظهور من جديد خلال فترات زمنية متباعدة، وتتضمن قائمة أعراض مرض الزهري الثانوية كلًا من: [٣]

  • الإصابة بطفح جلدي يبدأ في الجذع وينتشر على أنحاء الجسم كافة مثل راحة اليدين وباطن القدمين، وقد يكون لون بثور الطفح مائلًا للون الأحمر أو البني.
  • ظهور قروح شبيهة بالثآليل في الفم والشرج.
  • الحمى.
  • آلام العضلات.
  • التهاب الحلق.
  • تورم الغدد اللمفاوية.
  • الصداع.
  • خسارة الوزن.


أسباب الإصابة بمرض الزهري

يعد السبب الرئيسي وراء الإصابة بهذا المرض هو بكتيريا تسمى "Treponema pallidum"، وأكثر طرق انتقال العدوى شيوعًا هي الاتصال المباشر مع القروح لدى الشخص المصاب أثناء ممارسة النشاط الجنسي، فتدخل البكتيريا إلى الجسم من خلال الجروح البسيطة أو ثنايا الجلد أو الأغشية المخاطية، وتشمل فترة العدوى المرحلتين الابتدائية والثانوية وأحيانًا في وقت مبكر، وفي الحالات الأقل شيوعًا ينتشر مرض الزهري من خلال الاتصال المباشر عبر الجلد أو عن طريق الأمهات المصابات فينتقل إلى الأطفال أثناء الحمل أو الولادة وهي حالة تعرف باسم "الزهري الخُلقي".[٤]


مضاعفات مرض الزهري

قد يؤدي مرض الزهري إلى تلف الجسم بأكمله، وذلك لتأثيره على زيادة خطر الإصابة بعدوى فيروس العوز المناعي البشري، كما يمكن أن يسبب مشاكل أثناء الحمل للنساء، ويمكن للعلاجات أن تمنع الأضرار المستقبلية ولكنها لا تستطيع إصلاح أو عكس الأضرار التي حدثت بالفعل، وتشمل أكثر المضاعفات شيوعًا:[٤]

  • النتوءات الصغيرة أو الأورام: وهي أشبه بالنتوءات التي تظهر على الجلد أو العظام أو الكبد أو أي عضو آخر في المرحلة الأخيرة من مرض الزهري، وتختفي هذه النتوءات عادةً بعد العلاج بالمضادات الحيوية.
  • المشاكل العصبية: يتسبب مرض الزهري بعدد من المشاكل في الجهاز العصبي، بما في ذلك صداع الرأس، السكتة الدماغية، التهاب السحايا، فقدان السمع، المشاكل البصرية بما في ذلك العمى، والأمراض العقلية، فقدان الإحساس بالألم ودرجات الحرارة، العجز الجنسي لدى الرجال، سلس البول، ومشاكل القلب والأوعية الدموية بما في ذلك تمدد الأوعية الدموية والتهاب الشريان الأورطي والأوعية الدموية الأخرى أو تلف الصمامات القلبية.
  • الإصابة بعدوى فيروس نقص المناعة البشرية: يزداد خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية لدى البالغين المصابين بمرض الزهري المنقول جنسيًا بمرتين أو خمس مرات عن الأشخاص الآخرين، وذلك لسهولة نزف تلك القروح مما يوفر طريقًا سهلًا لفيروس نقص المناعة البشري لدخول مجرى الدم خلال النشاط الجنسي.
  • المضاعفات خلال الحمل والولادة: قد تنتقل العدوى إلى الطفل أثناء الحمل مما يزيد من خطر الإجهاض أو وفاة المولود الجديد في غضون بضعة أيام من الولادة.


المراجع

  1. "Syphilis", healthline, Retrieved 23 - 12 - 2019. Edited.
  2. ^ أ ب "Treatment- Syphilis", nhs, Retrieved 23 - 12 - 2019. Edited.
  3. "Syphilis: What you need to know", medicalnewstoday, Retrieved 23 - 12 - 2019. Edited.
  4. ^ أ ب "Syphilis", mayoclinic,19 - 9 - 2019، Retrieved 23 -12 - 2019. Edited.

فيديو ذو صلة :