محتويات
تطعيم الأطفال
نجحت المطاعيم في وقاية الأطفال من الإصابة بالكثير من الأمراض المعدية والخطيرة التي تسببت في وفاة الكثير من البشر في السابق، ويشتهر مطعوم الجدري بكونه أول أنواع المطاعيم التي توصل إليها العلماء، وهذا المطعوم لوحده أفضى إلى وقاية ملايين الناس من الموت بسبب هذا المرض الخطير؛ إذ تمكن الجدري من حصد أرواح ما بين 300-500 مليون إنسان حول العالم في القرن العشرين لوحده، وفي الحقيقة أدى اكتشاف مطعوم الجدري إلى القضاء على مرض الجدري نهائيًا بعد ذلك، ولقد اقترب العلماء والباحثون أيضًا من القضاء على أنواع أخرى من العدوى بفضل المطاعيم؛ كمرض شلل الأطفال والنكاف، لذا فإن هذا الأمر دفع بالخبراء والمنظمات الدولية إلى وضع برامج توعية وحملات مجتمعية لإعطاء المطاعيم للأطفال، والمراهقين، والبالغين أيضًا، لكن التركيز بالطبع ينصب أكثر على الأطفال بالذات؛ وذلك بسبب ضعف أجسامهم تجاه أشكال العدوى المختلفة، لذا فإنه ليس من المستغرب أن يصل عدد المطاعيم التي يجب على الأطفال أخذها إلى حوالي 14 مطعومًا قبل وصولهم لسن ست سنوات[١].
التطعيم قبل الموعد
يبدأ الأطفال بأخذ مطاعيهم عادةً حال بلوغهم لسن 8 أسابيع تقريبًا، ويرى الباحثون أن هذا الموعد هو موعدٌ مناسبٌ لإعطاء المطاعيم للأطفال؛ وذلك لإن المناعة التي اكتسبها الطفل من امه تبدأ بالزوال تدريجيًا خلال هذه الفترة، لكن قد يؤدي إعطاء الأطفال للمطاعيم قبل هذا الموعد إلى إضعاف المناعة الطبيعية لديهم وربما إضعاف مفعول المطاعيم أيضًا، وهذا يعني ضرورة إعطاء المطاعيم للأطفال عند مواعيدها الصحيحة، أما بالنسبة إلى الأطفال الذين ولدوا قبل الأوان، أي قبل وصول الأم إلى الأسبوع 26 من الحمل، فإن إعطاء المطاعيم لهم يجب أن يجري بعد وصولهم إلى عمر 8 أسابيع مهما كان موعد ولادتهم مبكرًا على الرغم من صغر حجم هؤلاء الأطفال، ويرجع سبب ذلك إلى وجود الكثير من الدراسات التي لم تجد مانعًا من إعطاء هؤلاء الأطفال المطاعيم عند هذا العمر، وعادةً ما يحصل الأطفال الذين ولدوا قبل الأوان على مطاعيمهم داخل المشفى؛ بسبب وجودهم أصلًا داخل الخداج حتى وصولهم لعمر 8 أسابيع تقريبًا، ومن جهة أخرى يجب التنبه إلى الفترات الزمنية التي يجب انتظارها بين جرعات المطاعيم أحيانًا؛ ومن المعروف أن بعض المطاعيم تؤخذ على أكثر من جرعة وقد تحتاج إلى وجود فسحة زمنية بين الجرعة والأخرى[٢].
أعراض مطاعيم الأطفال الجانبية
يؤدي إعطاء المطاعيم لبعض الأطفال إلى حصول بعض الأعراض الجانبية البسيطة وغير المقلقة؛ كالحمى الخفيفة والتقرحات الجلدية في مكان حقن المطعوم، وقد يشكو بعض الأطفال كذلك من الصداع، والتعب، وفقدان الشهية أيضًا، لكن يبقى من النادر أن تحدث ردة فعل تحسسية خطيرة أو أعراض عصبية ظاهرة بسبب المطاعيم، لذا يرى الخبراء أن فائدة إعطاء المطاعيم تفوق كثيرًا خطر التعرض للأعراض الجانبية المرتبطة بها، أما بالنسبة إلى موضوع العلاقة بين التطعيم والإصابة بالتوحد، فإن الخبراء والباحثون يؤكدون بشدة على عدم وجود هذه العلاقة نهائيًا، كما يؤكدون على عدم مصداقية الدراسة التي أشارت إلى هذا الأمر في الأصل، لهذا السبب فإن تجاهل إعطاء المطاعيم للأطفال هو أمرٌ غير مناسبٍ على الإطلاق، وقد يتسبب بجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الخطيرة التي يُمكن الوقاية منها بسهولة عبر المطاعيم[٣].
موانع إعطاء المطاعيم للأطفال
يشير الخبراء إلى ضرورة الحذر عند إعطاء الأطفال للمطاعيم في حال[٤]:
- معاناة الطفل من ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى أكثر من 38.5 درجة مئوية.
- معاناة الطفل من ردة فعل تحسسية خطيرة بعد إعطائه المطعوم.
- معاناة الطفل من حساسية اتجاه أحد الأدوية أو المواد الكيميائية من قبل.
- إخذ الطفل لمطعوم آخر خلال الشهر الماضي.
- أخذ الطفل لحقن الغلوبين المناعي أو أي من منتجات الدم الأخرى خلال السنة الماضية.
- كان وزن الطفل أقل من 2 كيلو غرام أو كان من بين الأطفال الذين ولدوا قبل الأوان.
- معاناة الطفل من انسداد في أحد أقسام الأمعاء.
- معاناة الطفل من امراضٍ مزمنة أو أمراض لها علاقة بالنزيف أو بالطحال.
المراجع
- ↑ "The Importance of Vaccinations", American Academy of Family Physicians,6-7-2017، Retrieved 15-5-2019. Edited.
- ↑ "When to vaccinate your child", National Health Service,6-3-2019، Retrieved 15-5-2019. Edited.
- ↑ "Childhood vaccines: Tough questions, straight answers", Mayo Clinic,22-3-2019، Retrieved 15-5-2019. Edited.
- ↑ "Childhood immunisation", Better Health,10-2018، Retrieved 15-5-2019. Edited.