محتويات
التوحد
يشير مرض التوحد إلى حالة مرضية دائمة تؤثر على كيفية تواصل وتفاعل الفرد مع الآخرين وتجعل الفرد ينظر إلى العالم بطريقة تختلف عن نظرة الآخرين نحو العالم، ويتميز المصابون بالتوحد باتخاذهم لروتين ثابت في حياتهم اليومية، كما يداوم الكثير منهم على القيام بسلوكيات وأنشطة غربية ومتكررة لا تحمل أي معنى بنظر الآخرين، وللأسف يبقى سبب الإصابة بالتوحد مجهولًا لدى العلماء والباحثين، لكن الكثير من الخبراء ينسبون الإصابة بهذا المرض إلى عوامل جينية وبيئية مختلفة لكنهم ينفون بنفس الوقت وجود علاقة للمطاعيم بهذا الأمر استنادًا إلى الكثير من الأبحاث العلمية التي أُجريت في العديد من دول العالم، وعلى أي حال يُعاني حوالي فرد واحد فقط من بين 100 فرد من مرض التوحد وفقًا لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا[١].
العلاقة بين المطاعيم والتوحد
يرجع الاعتقاد الخاطئ بوجود علاقة بين المطاعيم والتوحد إلى دراسة نشرت عام 1998، ورد فيها تلميح إلى وجود علاقة بين إعطاء مطعوم اللقاح الثلاثي للحصبة، والنكاف، والحميراء، وبين الإصابة بمرض التوحد، بل ذهبت الدراسة إلى أبعد من ذلك وافترضت وجود علاقة بين الإصابة بفيروس الحصبة وبين مرض التوحد أيضًا، وهذا الأمر أدى إلى إجراء المزيد من الدراسات العلمية فيما بعد للبحث في صلب الموضوع، ولقد أفضت جميع الدراسات إلى نفي وجود هذه العلاقة من أساسها، كما نفت أن يكون لأحد المركبات الكيمائية أو الحيوية التي تتكون منها المطاعيم أي علاقة بالتوحد أيضًا، بل أدى الأمر في النهاية إلى البحث عميقًا في الأساليب العلمية التي استندت إليها الدراسة التي أجريت عام 1998 وأكتشف الباحثون كونها مفبركة وغير مهنية، مما أفضى إلى فضيحة لحقت بالأطباء الذين وضعوا الدراسة، ليفقدوا بعد ذلك رخص مزاولة مهنة الطب الخاصة بهم، كما اعتذرت المجلة الطبية التي نشرت الدراسة وأظهرت الكثير من الندم بسبب هذا الأمر، لكن ومع ذلك انتشرت الخرافة الشعبية القائلة بوجود علاقة بين المطاعيم والتوحد بين الكثير من الأهالي وأولياء الأمور، مما دفع بالكثيرين منهم إلى الامتناع عن إعطاء المطاعيم لأطفالهم، وهذا بالطبع أمرًا خطيرًا للغاية على صحة الأطفال، خاصة في المناطق التي تنتشر بها الحصبة، وعلى أيِّ حال لا ينفي الخبراء أن بعض الأطفال يُصابون أحيانًا بأعراضٍ جانبية خفيفة عند إعطائهم للمطاعيم؛ كالحمى الخفيفة والطفح الجلدي، لكن هذه الأمور تبقى لا شيء مقارنة بالمشاكل والأعراض التي سيُعاني منها الأطفال عند إصابتهم بالحصى أو بأي من الأمراض التي يُمكن الوقاية منها بسهولة عبر المطاعيم[٢].
مكونات المطاعيم والتوحد
تحوم الكثير من الآراء والتكهنات حول العلاقة بين الإصابة بالتوحد وبين مركب يُدعى بالثيمْيروسال، الذي هو عبارة عن مادة زئبقية حافظة توجد في عبوات المطاعيم من أجل حفظها من التلوث، لكن الدراسات لم تتوصل إلى ما يؤكد وجود علاقة بين هذه المادة وبين التوحد أيضًا، ولقد أجرت مراكز مكافحة الأمراض واتقائها في الولايات المتحدة الأمريكيّة 9 دراسات ممولة بالكامل من طرفها من أجل البحث في هذا الأمر ولم تتوصل أي منها إلى وجود علاقة بين مركب الثيمْيروسال وبين التوحد، ومع ذلك وتقديرًا لأهمية المسألة بنظر الكثيرين، فإن السياسات والتشريعات طالبت بإزالة الثيمْيروسال أو تقليل كمياته في جميع المطاعيم الخاصة بالأطفال بين عامي 1999-2001 باستثناء مطعوم الأنفلونزا، لكن يُمكن كذلك إيجاد مطاعيم أنفلونزا خالية من الثيمْيروسال في حال الحاجة لها أيضًا، وتبقى مراكز مكافحة الأمراض واتقائها في الولايات المتحدة الأمريكية مناهضة لجميع الادعاءات التي تقول بوجود علاقة بين أي من مكونات المطاعيم وبين الإصابة بالتوحد[٣].
أعراض المطاعيم الجانبية
لا ينفي الخبراء وجود أعراضٍ جانبية للمطاعيم كما ذكر سلفًا، لكن هذه الاعراض تظهر فقط عند 1-10 أفراد من بين 100 فرد فقط، وقد تتضمن الآتي[٤]:
- الشعور بالحمى.
- المعاناة من احمرار أو تورم في منطقة إعطاء إبرة المطعوم.
- ظهور بقعة صغيرة في مكان إعطاء إبرة المطعوم قد تدوم لأسابيع أو أشهر.
- ملاحظة حاجة الأطفال إلى النوم أكثر من المعتاد بعد إعطائهم المطاعيم.
المراجع
- ↑ "Autism", National Health Service,4-2-2019، Retrieved 27-4-2019. Edited.
- ↑ Elana Pearl Ben-Joseph, MD (3-2019), "Is There a Connection Between Vaccines and Autism?"، Kids Health, Retrieved 27-4-2019. Edited.
- ↑ "Vaccines Do Not Cause Autism", Centers for Disease Control and Prevention,27-10-2015، Retrieved 27-4-2019. Edited.
- ↑ "Immunisation – side effects", Better Health,4-2018، Retrieved 27-4-2019. Edited.