محتويات
ارتفاع درجة حرارة الجسم
تتباين درجة حرارة الجسم اعتمادًا على عوامل كثيرة، منها: نوعية الغذاء، ونوعية الأنشطة البدنية، والنوم، وساعة النهار التي جرى عندها أخذ درجة الحرارة؛ فمن المعروف أن درجة حرارة الجسم الطبيعية تصل إلى أقصاها في الساعة السادسة مساءًا وتهبط إلى أدنى مستوياتها في الساعة الثالثة فجرًا، لكن ارتفاع درجة الحرارة إلى أكثر من 37 درجة مئوية هو علامة على الإصابة بالحمى أو ارتفاع درجة الحرارة، ومن المعروف أن الحمى هي إحدى الطرق التي يلجأ إليها الجهاز المناعي لطرد الميكروبات المسببة للأمراض، وهذا يعني باختصار أن الحمى هي وسيلة دفاعية وعلامة دالة على وجود مواجهة بين الجسم وبين أشكال العدوى المختلفة، لكن ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات كبيرة يُمكن أن يتسبب بحدوث مضاعفات خطيرة لدى المصاب[١].
آثار ارتفاع درجة حرارة الجسم
تتباين العلامات المصاحبة لارتفاع درجات الحرارة بتباين الأسباب التي أدت إلى ارتفاع درجة الحرارة في الأساس، لكن عادةً ما يشكو المصابون بالحمى من التعرق، والصداع، وتشنجات العضلات، وفقدان الشهية، والجفاف، والضعف العام، وقد يؤدي ارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال بعمر 6 أشهر إلى 5 سنوات إلى إصابتهم بنوبات صرعية أو اختلاجية تُدعى بالنوبات الحموية، التي تؤدي إلى فقدان الوعي وارتجاف الأطراف، لكن عادةً ما تختفي هذه النوبات لوحدها دون التسبب بحدوث الكثير من المشاكل أو الآثار السيئة لدى الطفل على الرغم من حجم القلق الذي يشعر به الوالدين عند رؤيتهما لطفلهما على هذه الحالة[٢]. وعلى أي حال، يوجد نوع من الحمى يُدعى بالحمى الروماتيزمية، التي تنجم عن الإصابة بأحد أنواع البكتيريا المسببة لالتهاب الحلق والحمى القرمزية، وتكثر حالات هذه الحمى بين الأطفال بعمر 6-15 سنة، وللأسف فإن لهذه الحمى آثارًا مأساوية على صحة الجسم؛ إذ يُمكن لها أن تجلب مضاعفات سيئة على صحة القلب، وهذه المضاعفات قد تتضمن حصول عدم انتظام في نبضات القلب، ومشاكل في صمامات القلب، والتهاب في أنسجة القلب، وربما فشل قلبي أيضًا، وتتسبب الحمى الروماتيزمية كذلك في حدوث ما يُعرف ب"الرقص السيدينهام"، الذي يشير إلى مجموعة من التغيرات العاطفية والحركات السريعة في اليدين، والقدمين، والوجه، وهذه الأعراض بالمجمل هي علامات على حصول ضرر في الأعصاب وهو عادةً ليس دائم.[٣]. أما بالنسبة إلى الحمى القرمزية، فإنها تنجم أيضًا عن الإصابة بأحد أنواع البكتيريا، وتتسبب بظهور طفح جلدي عند الأطفال والبالغين، بالإضافة إلى أعراض أخرى؛ كتورم اللوزتين، وآلام البطن، وشحوب الجلد حول الشفاه، وغالبًا ما تختفي أعراض الحمى القرمزية خلال 10 أيام أو أسبوعين بعد إعطاء المضادات الحيوية المناسبة، ومع ذلك يمكن أن تسبب الحمى القرمزية مضاعفات خطيرة؛ إذ يُمكن لها أن تتطور لتصبح حمى روماتيزمية، كما يُمكن لهذا أن تتسبب في حصول أمراض في الكلى، والتهاب الأذن، والتهاب الرئة، وغيرها[٤].
علاج ارتفاع درجة حرارة الجسم
ينصح الأطباء بأخذ بعض أنواع الأدوية المضادة للالتهابات اللاستيرويدية؛ كالأسبرين والايبوبروفين، من أجل تخفيف ارتفاع درجة حرارة الجسم الناجم عن الإصابة بالفيروسات، وبالإمكان الحصول على هذه الأدوية دون الحاجة لوصفة طبية، لكن قد يكون من الأفضل الذهاب إلى الطبيب من أجل وصف المضادات الحيوية التي بمقدورها القضاء على العدوى البكتيرية المسؤولة عن حصول الكثير من أنواع الحمى، لكن لن يكون بمقدور المضادات الحيوية علاج الالتهابات والحمى الناجمة عن الإصابة بالفيروسات. وعلى العموم، يجب الحرص دائمًا على شرب الكثير من السوائل لمنع الإصابة بالجفاف نتيجة لارتفاع درجة حرارة الجسم، كما لن تكون الأدوية المضادة للالتهابات اللاستيرويدية ذات فاعلية كبيرة في حال كان ارتفاع درجة الحرارة ناجمًا عن القيام بمجهود بدني كبير أو عن الأجواء الحارة، وفي الحقيقة لن يكون هنالك مفر من ضرورة تبريد جسم المريض في هذه الحالات والمسارعة إلى طلب الرعاية الطبية العاجلة في حال ظهر عليه الارتباك أو فقد الوعي[١].
المراجع
- ^ أ ب Debra Rose Wilson, PhD, MSN, RN, IBCLC, AHN-BC, CHT (7-12-2017), "Fever: What you need to know"، Medical News Today, Retrieved 5-9-2019. Edited.
- ↑ "Fever", Mayo Clinic,21-7-2017، Retrieved 5-9-2019. Edited.
- ↑ Kristina Duda, RN (9-8-2019), "Rheumatic Fever Diagnosis and Complications"، Very Well Health, Retrieved 5-9-2019. Edited.
- ↑ Shannon Johnson (17-5-2017), "Scarlet Fever"، Healthline, Retrieved 5-9-2019. Edited.