علاج الفوبيا

علاج الفوبيا
علاج الفوبيا

الفوبيا

تُعرف الفوبيا على أنها الخوف غير المنطقي والشديد من أمرٍ أو موقفٍ ما، وقد يُصاحب ذلك شعورٌ بالخطر وخوف شديد من التعرض للأذى أيضًا، كما قد يُعاني المصابون بالفوبيا من الدوخة، وصعوبات التنفس، والخوف من الموت، وهذا الأمر قد يدفع بالكثير منهم إلى الانطوائية وعزل أنفسهم عن باقي الناس، ويوجد بالطبع أنواع كثيرة من أنواع الفوبيا؛ فالبعض مثلًا لديهم فوبيا من التواجد في المواقف الاجتماعية أو الحديث إلى العامة، بينما يُعاني آخرون من الخوف من المناطق المغلقة، أو الدم، أو الإبر الطبية، أو الأفاعي، أو العناكب، أو الكلاب، أو المرتفعات، أو الأعاصير، أو العواصف الرعدية والبرق، بل إن البعض قد يُعانون من الخوف من قيادة السيارات، أو المشي فوق الجسور، أو حتى مغادرة المنزل، وتصل نسبة المصابين بالفوبيا بين السكان إلى حوالي 9% تقريبًا، وتُعد فئة النساء أكثر عرضة للإصابة بالفوبيا مقارنة بالرجال[١].


علاج الفوبيا

تنتمي الفوبيا إلى قائمة الأمراض النفسية التي من الممكن علاجها لدى الكثير من المرضى، وغالبًا ما يكون المرضى مدركين لحقيقة إصابتهم بالفوبيا وقد لا يضطر الكثير منهم إلى الذهاب إلى الطبيب أصلًا في حال كانت حالتهم بسيطة وبالإمكان التعامل معها ببساطة عبر تلافي مواجهة مصدر الخوف، لكن في حال كانت الفوبيا شديدة للغاية وذات آثار سلبية على حياة المصاب، فإن من الأنسب حينئذ مقابلة طبيب نفسي لإيجاد حلول للمشكلة، وتتضمن أبرز الأساليب العلاجية الخاصة بعلاج الفوبيا ما يلي[٢]:

  • الأدوية: تشتمل أهم أنواع الأدوية المستعملة لعلاج الفوبيا على الآتي:
    • حاصرات بيتا، التي بمقدورها التخفيف كثيرًا من الأعراض والعلامات البدنية الناجمة عن القلق والخوف.
    • مضادات الاكتئاب، التي يهدف بعضها إلى التأثثير على مستوى هرمون السيروتونين في الدماغ بهدف تحسين المزاج.
    • الأدوية المهدئة، التي تُساهم أيضًا في تخفيف حدة القلق، لكنها لن تكون صالحة للأفراد المدمنين على الكحوليات.
  • العلاجات السلوكية: بوسع الأطباء النفسيين الاستعانة بأساليب نفسية كثيرة للتعامل مع حالات الفوبيا، مثل:
    • العلاج بالتعريض: يهدف هذا الأسلوب إلى مساعدة المصابين بالفوبيا على تغيير استجاباتهم نحو مصادر الخوف عبر تعريضهم تدريجيًا لهذه المصادر؛ فمثلًا لو كان الفرد يُعاني من فوبيا الطيران بالطائرة، فإن الطبيب سيبدأ أولًا بتحفيز المريض على التفكير بالطيران، ثم عرض صور بعض الطائرات على المريض، ثم اصطحاب المريض إلى المطار لرؤية الطائرات، ثم وضعه في مقصورة طائرة اختبار حتى يتقبل المريض فكرة الصعود على متن الطائرة في النهاية.
    • العلاج المعرفي السلوكي: يُساهم العلاج المعرفي السلوكي في إكساب المريض معرفة أوسع عن الفوبيا من أجل السيطرة على مشاعره وأفكاره، وقد يكون بوسع المريض الخضوع لجلسات العلاج المعرفي السلوكي على يد أحد الأطباء المختصين بهذا النوع من العلاجات، وعادةً ما سيهدف العلاج المعرفي السلوكي إلى تعليم المريض أساليب أفضل للاستجابة لمصدر الخوف لتسهيل تأقلمه مع المشكلة.


مضاعفات الفوبيا

يرى الخبراء أهمية كبيرة في علاج الفوبيا، خاصة عند الأفراد الذين لديهم أطفال صغار في المنزل؛ وذلك لأن رؤية الأطفال لاستجابات الآخرين المصابين بالفوبيا يُمكن أن يؤدي إلى إصابتهم هم أيضًا بالفوبيا، كما يجب عدم الاستهانة بالفوبيا أو أخذها من قبيل السذاجة؛ لأن الفوبيا هي أمرٌ سيء بالنسبة للأفراد الذين يُعانون منها وقد تؤدي إلى مضاعفات سيئة وخطيرة تمس جميع مناحي حياتهم، مثل[٣]:

  • الانعزالية عن المجتمع: يؤدي تجنب الأماكن أو الأمور التي تشكل مصادر للفوبيا والخوف الشديد إلى حصول مشاكل على المستوى الأكاديمي، والمهني، والشخصي، كما قد يواجه الأطفال بالذات مشاكل في تعلم المهارات الاجتماعية بسبب الفوبيا.
  • اضطرابات المزاج: يُعاني الكثير من المصابين بالفوبيا من الاكتئاب واضطرابات القلق.
  • الإدمان على العقاقير: يميل بعض المصابين بالفوبيا إلى إدمان الكحول وبعض العقاقير غير القانونية لتخفيف التوتر الذي يشعرون به بسبب الفوبيا.
  • الانتحار: تزداد فرص إيذاء النفس والانتحار عند بعض المصابين بالفوبيا.


المراجع

  1. Kendra Cherry (8-7-2019), "Phobia Symptoms, Types, and Treatment"، Very Well Mind, Retrieved 26-8-2019. Edited.
  2. Timothy J. Legg, PhD, CRNP (20-12-2017), "Everything you need to know about phobias"، Medical News Today, Retrieved 26-8-2019. Edited.
  3. "Specific phobias", Mayo Clinic,19-10-2016، Retrieved 26-8-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :