آثار زيادة الاملاح في الجسم

الصوديوم

يعد عنصر الصوديوم من أهم العناصر الكيميائية الموجودة في جسم الإنسان، وتتوفر أملاح الصوديوم أو كما يعرف بالملح في معظم الأغذية، وعلى الرغم من اعتبار ملح الطعام من الأسباب الرئيسية للإصابة بارتفاع ضغط الدم الذي يسبب ارتفاعه المزمن تلف الأوعية الدموية والشرايين مما يسبب أمراض القلب والأوعية الدموية والفشل الكلوي والسكتات الدماغية. وللصوديوم وظائف هامة فهو يساعد في حفظ توازن السوائل في الجسم والسيطرة، كما يلعب دورًا رئيسيًا في وظائف الأعصاب والعضلات الطبيعية، وبحسب الآراء الطبية فإن استهلاك الصوديوم يجب أن يخضع للتوجيه للحدّ من الإفراط في استهلاكه، وتضبط الكليتين مستواه في الدم بالتخلص من الأملاح الزائدة وطرحها خارج الجسم عبر البول، وغالبًا ما ترتبط المشاكل المتعلقة بالصوديوم بارتفاعه وليس بانخفاضه، ومنذ اكتشاف ولأول مرة في القرن الماضي علاقة استهلاك الملح بارتفاع ضغط الدم زادت الدراسات والأبحاث حول هذا الأمر لتحديد الكمية الكافية من الصوديوم ،إذ يقدر أن الجسم يحتاج فقط إلى 186 ملغ من الصوديوم يوميًا حتى يؤدي وظائفه جيدًا، ولكن من المستحيل تقريبًا استهلاك هذه الكمية القليلة من الصوديوم، لذا بين معهد الطب أن البالغين الأصحاء يستطيعون استهلاك 1.5 غرام من الصوديوم يوميًا.[١]


آثار ارتفاع مستوى أملاح الجسم

يعد ارتفاع مستوى أملاح الصوديوم في الدم أو كما يسمى بفرط صوديوم الدم من الحالات الصحية الشائعة والمرتبطة بالعديد من الأسباب أهمها الإسهال أو التقيؤ أو التعرق لفترة زمنية طويلة، مما يسبب الإصابة بالجفاف وفقدان كمية كبيرة من السوائل، وتناول بعض أنواع الأدوية العلاجية كبعض أدوية خفض ضغط الدم أو الأعشاب الطبيعية مثل عرق السوس، والإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالأملاح، وبعض اضطرابات الغدد الصماء مثل مرض السكري عندما يترافق مع التبول المتكرر، وعدم شرب كمية كافية من الماء، وقد يرافق ذلك ظهور بعض الأعراض الصحية مثل الشعور بالدوخة عند الوقوف أو تغيير وضعية الجسم.[٢] ومن أهم الآثار الصحية الناتجة عن ارتفاع مستوى أملاح الجسم:[٣]

  • الكليتين: يحدث اختلال توازن التخلص من الماء الزائد بعد تراكم الصوديوم في الدم وعجز الكليتين عن آداء وظيفتها في طرح الماء الزائد عبر البول مما يسبب ارتفاع ضغط الدم، كما أن استمرار هذه الحالة الصحية لفترةٍ طويلة قد يدمر وظائف الكلى وقدرتها على ترشيح الدم وطرد السموم من الجسم لتنتهي هذه الحالة دون علاج بالإصابة بالفشل الكلوي.
  • الشرايين: يؤدي ارتفاع مستوى ضغط الدم عن الطبيعي الناتج عن تناول الكثير من الصوديوم إلى زيادة الضغط على الشرايين والأجزاء الداخلية منها، مما يزيد من سمكها وتناقص مساحتها اللازمة لنقل الدم، مما يسبب لاحقًا حدوث تضييق أو انسدادٍ في الشرايين.
  • القلب: مع ارتفاع مستوى ضغط الدم الناتج عن زيادة مستوى الأملاح تصاب الشرايين الرئيسية المسؤولة عن نقل الدم المحمل بالأكسجين لعضلة القلب بالتلف، مما يسبب انخفاض كمية الدم المتدفقة والإصابة بالذبحة الصدرية وآلام الصدر، كما أن تأثر وظائف عضلة القلب مع استمرار ارتفاع الضغط وانسداد الشرايين قد ينتهي بالإصابة بالنوبات القلبية.
  • الدماغ: تتأثر الشرايين المسؤولة عن نقل الدم للدماغ كما تتأثر عضلة القلب، وتصاب بالتلف والتضيق بسبب ارتفاع ضغط الدم مما يؤدي إلى نقص التروية الدماغية والإصابة بما يعرف بالخرف الوعائي الناتج عن تلف خلايا الدماغ، كما أن استمرار هذه الحالة قد ينتهي بالإصابة بالسكتات الدماغية بعد انسداد الشرايين.


ارتفاع مستوى الأملاح وسرطان المعدة

يعد سرطان المعدة خامس أكثر أنواع الأورام السرطانية انتشارًا وثالث نوع تسببًا بالوفاة من أنواع السرطان على مستوى العالم، ومن المهم دراسة كافة العوامل المرتبطة بزيادة احتمالية الإصابة للسيطرة عليها، وتشير الدراسات التي أجريت على مجموعة كبيرة من الأشخاص أن اتباع نظام غذائي غني بالأملاح يزيد من إمكانية الإصابة بسرطان المعدة بنسبة 68%، وقد فسر ذلك بالاعتماد على عدة نظريات؛ منها أن زيادة مستوى أملاح الصوديوم يؤدي إلى نمو جرثومة المعدة؛ البكتيريا المَلويّة البوابية أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بالقرحة والتهاب المعدة وسرطان المعدة، كما أن زيادة استهلاك الأملاح يؤدي إلى تلف بطانة المعدة وزيادة تعرضها للمواد السرطانية، ولكن الدراسات لم تؤكد ذلك بل أشارت لوجود علاقة وثيقة بين الاستهلاك المفرط للملح وزيادة إمكانية الإصابة بسرطان المعدة.[٤]


المراجع

  1. Gavin Van De Walle (2018-12-5), "How Much Sodium Should You Have per Day?"، healthline, Retrieved 2019-8-28. Edited.
  2. by Chemocare.com, "Hypernatremia (High Sodium)"، Chemocare, Retrieved 2019-8-28. Edited.
  3. Blood Pressure Association, "Salt's effects on your body"، Blood Pressure UK, Retrieved 2019-8-28. Edited.
  4. Hrefna Palsdottir (2017-6-18), "Salt: Good or Bad?"، healthline, Retrieved 2019-8-28. Edited.

فيديو ذو صلة :