محتويات
سرطان البروستاتا
تعد غدّة البروستاتا جزءًا مهمًا من الجهاز التناسلي الذكري، إذ تقع أسفل المثانة، وهي المسؤولة عن إنتاج السائل المنوي الذي يغذي وينقل الحيوانات المنوية المهمة للخصوبة والإنجاب عند الرجل، كما أنها تلعب دورًا مهمًا في السيطرة على عملية التبول، وقد تحدث تغيرات غير طبيعية في هذه الغدّة مسببةً ما يعرف بسرطان غدّة البروستاتا، وهو أكثر أنواع السرطان انتشارًا بين الرجال، ويبدأ عادةً بالنمو ببطء تدريجيًا دون ظهور أعراض شديدة، مما يساعد على علاجه بسهولة إذا كُشف عنه مبكرًا من خلال الفحوصات الروتينية للبروستاتا.[١]
أسباب سرطان البروستاتا
كمعظم أنواع السرطان، فإن سرطان البروستاتا ينشأ من تغيرات وطفرات في الحمض النووي لخلايا الغدّة، وفي معظم الأحيان تكون الخلايا قادرة على اكتشاف وإصلاح تلف الحمض النووي، وفي حال تعرض الخلية لضرر شديد ولم يعد باستطاعتها إصلاح ذاتها، فإنها لا تخضع لما يسمى بموت الخلية المبرمج، حينها تنمو الخلايا التالفة وتنقسم وتنتشر بصورة غير طبيعية بدلًا من التدمير الذاتي كما ينبغي، مما يسبب انتشار السرطان وتوسعه.[٢]
أعراض سرطان البروستاتا
قد لا يسبب سرطان البروستاتا أيّ أعراض في مراحله المبكرة، وعادةً ما تظهر الأعراض على المصابين في المراحل الأكثر تقدمًا، وتشمل ما يلي:[١]
- الشعور بالحاجة المتكررة للتبول.
- صعوبة وحرقة أثناء التبول.
- انخفاض القوة في مجرى البول.
- تواجد الدم في البول والسائل المنوي.
- الشعور بعدم الراحة والألم في منطقة الحوض.
- آلام العظام.
- الضعف الجنسي لدى الرجال.
هل يؤثر سرطان البروستاتا على الخصوبة؟
تعد علاجات السرطان بما فيها الأدوية والعلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي والعلاج بالهرمونات مهمة لصحتك في المستقبل، ولكنها قد تلحق الضرر بالأعضاء التناسلية والغدد التي تتحكم بالخصوبة، وقد تكون التغييرات في خصوبتك مؤقتة كانخفاض الخصوبة أو دائمة كالعقم، ويعتمد ذلك على طبيعة العلاج المتّبع ومدة الخضوع له ودرجة الخصوبة لدى الرجل قبل البدء بالعلاج وعوامل أخرى تخص نمط الحياة اليومي للمصاب بسرطان البروستاتا، ويتمثل تأثير العلاج تبعًا لنوعه إلى ما يلي:[٣][٤]
- العلاج الجراحي: يُلجأ عادةً لهذا الخيار في بداية اكتشاف المرض، إذ تُستأصل غدة البروستاتا والحويصلات المنوية جراحيًا، عندها لا يمكن أن ينتقل السائل المنوي من الخصيتين إلى الإحليل، مما يؤدي إلى افتقار عملية القذف من خروج السائل المنوي المهم لحدوث عملية التخصيب، كما أن الأعصاب والأوعية الدموية القريبة من البروستاتا قد تتلف أثناء الجراحة، مما يؤثر على عملية الانتصاب.
- العلاج الكيميائي: تُستخدم هذه الأدوية لقتل أو إبطاء نمو الخلايا السرطانية، كما أنها من الممكن أن تؤثر أيضًا على الخلايا الأخرى التي تنمو بسرعة مثل الخلايا التناسلية، مما يسبب تقليل أو إيقاف إنتاج الحيوانات المنوية، وقد تؤثر الأدوية أيضًا في قدرة الحيوانات المنوية على الحركة وتغيير التكوين الجيني لها، كما يمكن أن يتسبب بالعقم الدائم في حال تضرر خلايا الخصيتين كثيرًا جرّاء العلاج.
- العلاج الإشعاعي: تُستخدم الأشعة السينية لقتل الخلايا السرطانية أو إتلافها حتى لا تنمو وتتكاثر، وقد يؤثر العلاج الإشعاعي الخارجي على إنتاج الحيوانات المنوية، وقد يؤدي إلى تلف الغدة النخامية، مما يؤثر على إنتاج الحيوانات المنوية ويقلل من الدافع والرغبة الجنسية، كما يجب تجنب حدوث الحمل في فترة العلاج تجنبًا للتشوهات الخلقية التي قد تنشأ في الجنين نتيجة تأثير العلاج على الحيوانات المنوية وتركيبها الجيني.
- العلاج بالهرمونات: الهدف من العلاج بالهرمونات هو تقليل كمية الهرمونات التي يستقبلها الورم للمساعدة في إبطاء نمو السرطان، ويعد هرمون التستوستيرون عاملًا مساعدًا لنمو سرطان البروستاتا، كما يقلل العلاج من إنتاج الجسم لهرمون التستوستيرون لتقليص الورم السرطاني، مما قد يؤدي إلى العقم أو قلة إنتاج الحيوانات المنوية لدى الرجل.
إنجاب الأطفال بعد التعافي من سرطان البروستاتا
التعافي من سرطان البروستاتا قد يعد سهلًا، لكن إنجاب الأطفال بعد ذلك بصورة طبيعية يكاد من المستحيل، كما أنه يحتاج لتخطيط كبير قبل البدء بالعلاج لإيجاد أفضل طريقة للإنجاب فيما بعد، كما أن بإمكان الطبيب مساعدتك لاختيار الوسيلة الأنسب تبعًا لعمرك، ومرحلة تقدم المرض، والعلاج الذي ستتلقاه، وأهمها ما يلي:[٥][٦]
- تجميد السائل المنوي والحيوانات المنوية: يُجمّد السائل المنوي المحتوي على الحيوانات المنوية بالنيتروجين السائل لمدة طويلة جدًا، وبعد الذوبان يتجدد ما يصل إلى 50% من الحيوانات المنوية، ويمكن استخدامها آنذاك للتلقيح الاصطناعي عند الرغبة بالإنجاب.
- استخراج الحيوانات المنوية مباشرة من الخصيتين: يمكن استخدام الحيوانات المنوية المستخرجة من الخصيتين لتخصيب زوجتك مباشرة أو باستخدام تقنية أطفال الأنابيب، إذ يُحقن حيوان منوي مجهري ببويضة مجهرية واحدة، عندها يتشكل الجنين ويُزرع في جدار الرحم ويسمح له بالنمو، وتصل نسبة نجاح هذا الإجراء إلى أقل من 50%، كما يمكن تجميدها لوقت لاحق.
- تحصين الخصيتين والغدد التناسلية: وهو إجراء يوضع فيه غطاء وقائي على الجزء الخارجي من الجسم لحماية الخصيتين من الإشعاع المنتشر إلى الحوض عند معالجة أجزاء أخرى من الجسم بالإشعاع.
- تجميد أنسجة الخصية: ما زالت هذه الوسيلة إجراءً تجريبيًا في معظم المستشفيات للذكور دون سنّ البلوغ المعرضين لخطر الإصابة بالعقم، وقد يكون هذا الإجراء خيارًا مناسبًا أيضًا.
قد يُهِمُّكَ
عزيزي الرجل إذا شعرت بالقلق حيال خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، فقد تكون مهتمًا بطرق الوقاية منه، فعلى الرغم من عدم وجود استراتيجية مثبتة للوقاية من سرطان البروستاتا، إلا أنه بإمكانك تقليل خطر الإصابة به عن طريق اتباع تدابير صحية تتضمن ما يلي:[٧]
- الحفاظ على نظام غذائي صحي ومتوازن: يساعد تناول الأطعمة الحمراء من الفاكهة والخضار كالطماطم بتقليل خطر الإصابة بسرطان البروستاتا؛ ويعود السبب لاحتوائها على مركب الليكوبين الذي يعمل كمضاد قوي للأكسدة، كما تحتوي الخضروات الخضراء على مركبات تساعد جسدك على تكسير المواد المسببة للسرطان، ويساعد النظام الغذائي الغني بالمغذيات أيضًا في إبطاء انتشار السرطان، ومن خلال تناول الفاكهة والخضروات على مدار اليوم فإنك تقلل من احتمالية تناول الأطعمة والوجبات السريعة الغنية بالدهون الحيوانية، كما ينصح باستبدال الدهون الحيوانية بدهون نباتية لثبوت وجود رابط بينها وبين زيادة خطر الإصابة.
- تخصيص وقت لممارسة الرياضة: ترتبط زيادة الوزن أو السمنة بزيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، ويساعدك التمرين المنتظم في الحفاظ على وزن صحي وزيادة الكتلة العضلية لديك، مما يقلل من خطر الإصابة.
- التوقف عن التدخين: أُثبتت زيادة احتمالية الإصابة والوفاة بسرطان البروستاتا عند الرجال المدخنين عن غيرهم، وإيقاف التدخين من شأنه أن يقلل من خطر الإصابة.
- تحدث مع طبيبك: يمكنك استشارة الطبيب بأهم الإجراءات الدورية التي عليك اتباعها بين الحين والآخر؛ كإجراء الفحوصات المخبرية للبروستاتا، واختيار الأنظمة الغذائية المناسبة، وإخباره في حال وجود تاريخ مرضي في العائلة أو شعور بأي أعراض للإصابة، مما قد يساعد على الكشف المبكر والتعافي بفترة وجيزة.
المراجع
- ^ أ ب Mayo Clinic Staff, "Prostate cancer"، mayoclinic, Retrieved 17-7-2020. Edited.
- ↑ Charles Patrick Davis (8-7-2016), "Prostate Cancer Symptoms, PSA Test, Treatments"، medicinenet, Retrieved 17-7-2020. Edited.
- ↑ "Men's fertility and cancer treatments", Cancer Council Victoria, Retrieved 18-7-2020. Edited.
- ↑ "Prostate Cancer Treatment Options", webmd, Retrieved 18-7-2020. Edited.
- ↑ "Fertility After Prostate Cancer Treatment", hopkinsmedicine, Retrieved 18-7-2020. Edited.
- ↑ "Fertility Issues in Boys and Men with Cancer", National Cancer Institute, Retrieved 18-7-2020. Edited.
- ↑ Steven Kim, Elizabeth Connor (21-9-2018), "9 Tips to Prevent Prostate Cancer"، healthline, Retrieved 20-7-2020. Edited.