علاج إدمان الطعام

علاج إدمان الطعام
علاج إدمان الطعام

إدمان الطعام

يُعد إدمان الطعام مرضًا معقدًا جدًا كجميع أنواع الإدمان الأخرى، وعادًة ما يستغرق وقتًا للتغيير، وبمجرد الإدمان فإنّ تناول أطعمة معينة تساهم في تغيير المخ بطرق تجعل الامتناع عن تناول هذه الأطعمة صعبًا للغاية، حتى بالنسبة لأولئك الذين يرغبون بشدة التخلص من ذلك؛ وذلك لأنّ الجسم يصبح اعتماده كيميائياً على مادة واحدة أو أكثر، وسيصبح بحاجة إلى هذه المواد لكي يعمل بصورة طبيعية، لذلك عندما يعتمد الجسم على سلوك معين مثل تناول الكثير من الطعام أو التناول المتكرر للطعام، فيؤدي ذلك إلى حدوث تغييرات في الدماغ تخدع العقل وتحد من قدرة التحكم للشخص المدمن وتتداخل مع قدرته على مقاومة استهلاك هذه الأطعمة، وتعد هذه التغييرات في المخ ثابتة، وهذا هو السبب بأنّ علاج إدمان الطعام يمكن أن يكون معقدًا، وغالبًا ما تكون الأطعمة الأكثر إدمانًا هي الأطعمة الغنية بالسكر والدقيق والدهون والحبوب والملح أو مزيج من هذه الأطعمة.[١]


كيفية علاج إدمان الطعام

يحتاج علاج إدمان الطعام إلى تلبية الاحتياجات العاطفية والجسدية والنفسية للفرد، لذلك يركز العلاج على كسر العادة المدمرة المتمثلة في الإفراط بتناول الطعام المزمن، ويصبح الهدف هو استبدال عادات الأكل غير الصحية بعادات صحية ومعالجة المشاكل التي تؤدي إليها؛ مثل الاكتئاب أو القلق، وتشمل العلاجات التي أثبتت فعاليتها ما يلي:[٢]

  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT): إذ يهدف إلى تحديد وتغيير أنماط التفكير وإنشاء آليات جديدة للتكيف مع محفزات إدمان الطعام، ويمكن إجراء العلاج المعرفي السلوكي فرديًا أو في مجموعة مع الآخرين.
  • الدواء: يمكن استخدام الدواء لتخفيف أعراض الاكتئاب أو القلق.
  • العلاج الذي يركز على الحلول: إذ يركز على إيجاد حلول لقضايا محددة في حياة الشخص، وعادًة هي التي تسبب الإجهاد والإفراط في تناول الطعام.
  • علاج الصدمات: إذ يهدف إلى التعامل مع الصدمة التي تؤدي إلى إدمان الطعام.
  • المشورة الغذائية والتخطيط الغذائي: إذ يمكن أن تساعد الشخص على تطوير نهج صحي لخيارات الطعام وتخطيط الوجبات.

وتوجد أيضًا العديد من التغييرات في نمط الحياة يمكن أنّ تساعد الشخص على إدارة إدمان الطعام، بما في ذلك:[٢]

  • استبدال الأغذية المصنعة والمحليات ببدائل مغذية.
  • تجنب الكافيين.
  • إتاحة الوقت للتخلص من الرغبة الملحة للطعام، والذي يمكن أن يكون من 2-5 أيام أو أكثر.
  • تناول ثلاث وجبات متوازنة في اليوم.
  • شرب الكثير من الماء.
  • الجلوس على الطاولة أثناء تناول الطعام، مع التركيز أثناء تناول الطعام، والمضغ ببطء.
  • إعداد قائمة من الأطعمة الصحية والتمسك بها عند التسوق.
  • طهي الوجبات في المنزل.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم.
  • الحدّ من توتر العمل والضغط الاجتماعي.


أعراض إدمان الطعام

على الرغم من أنّ إدمان الطعام غير مدرج في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، ولكن توجد تصنيفات لإدمان الطعام تتضمن اضطراب نهم الطعام، والرغبة الشديدة بتناوله، والافتقار إلى التحكم بكميات الطعام المتناولة، وفيما يأتي أهم علامات وأعراض إدمان الطعام الشائعة: [٣]

  • الرغبة الشديدة بتناول الطعام على الرغم من الشعور بالشبع: على سبيل المثال، قد يتوق بعض الناس بعد تناول عشاء يحتوي على شرائح اللحم والبطاطا والخضار إلى تناول البوظة للتحلية، ويجدر بالذكر أن الرغبة الشديدة بتناول الطعام والجوع ليست نفس الشيء، إذ تحدث الرغبة الشديدة للطعام على الرغم من الشعور بالشبع، وهو أمر طبيعي قد يحدث مع أي شخص، ولكن في حال استمر هذا الأمر لفترة طويلة أو أصبح من الصعب تجاهله فهنا تكمن مشكلة إدمان الطعام، كما ولا تتعلق هذه الرغبة الشديدة بالحاجة إلى الطاقة أو المواد الغذائية، إذ يطلق الدماغ عند تناولها مادة تدعي بالدوبامين، وهي مادة كيميائية في الدماغ تلعب دورًا في الشعور بالسعادة.
  • تناول كميات كبيرة من الطعام: أي عدم الاعتدال في تناول الطعام، فلا يستطيع تناول قطعة صغيرة من الشوكولاتة أو قطعة واحدة من الكعكة، بل يجب تناول أكثر من قطعة بكمية كبيرة، وهذا نهج شائع في الأدمان، وهو إما أن يتناول كل شيء أو لا يتناول أي شيء.
  • الأكل بنهم: إذ قد لا يتوقف الشخص المصاب بإدمان الطعام عن الأكل حتى بعد إرضاء رغبته في تناول الطعام، وقد يُدرك بعد ذلك أنه تناول الكثير من الطعام، ووصل فوق حدّ الإشباع.
  • الشعور بالذنب بعد تناول الطعام: إذ إنّ محاولة السيطرة على استهلاك الأطعمة غير الصحية ثم الاستسلام لتناولها يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالذنب، وقد يشعر أنه يفعل شيئًا خاطئًا أو حتى قد يشعر بخداع النفس، وعلى الرغم من هذا الشعور إلا أنه يكرر هذا الفعل.
  • إيجاد الأعذار: إذ يمكن أن يُنتج الدماغ شيئًا غريبًا فيما يتعلق بالإدمان، ويقرر الابتعاد عن تناول الأطعمة المحفزة ووضع الشخص قواعد لنفسه ولكن قد يكون من الصعب اتباع هذه القواعد؛ لأنها قد تكون قاسية عند مواجهة الرغبة في تناول الطعام، وقد يجد الشخص المصاب بإدمان الطعام طرقًا للتفكير حول هذه القواعد ويستسلم لهذه الرغبة بالنهاية ويقدم الأعذار لنفسه من أجل ذلك.
  • الفشل المتكرر في وضع القواعد: إذ إنه عندما يكافح الناس من أجل ضبط النفس، يحاولون وضع قواعد لأنفسهم، ومن الأمثلة على ذلك عدم شرب القهوة بعد وقت معين في فترة ما بعد الظهر، أو تناول وجبة مفتوحة واحدة أو أخذ يوم مفتوح لتناول الوجبات السريعة فقط في الحفلات أو أعياد الميلاد أو العطلات، وتفشل هذه القواعد تقريبًا دائمًا بالنسبة لمعظم الناس.
  • تناول الطعام سرًّا: إذ قد يفضل بعض الأشخاص تناول الطعام بمفردهم، أو عندما لا يكون أي شخص آخر في المنزل، أو في السيارة، أو في وقت متأخر من الليل بعد ذهاب الجميع للنوم، ويعد إخفاء تناول الطعام أمرًا شائعًا إلى حدّ ما بين الأشخاص الذين لا يستطيعون التحكم في استهلاكهم.
  • عدم القدرة على التخلي عن تناول الطعام بالرغم من المشاكل الجسدية: إذ إنّ الأطعمة التي تُختار يمكن أن تؤثر كثيرًا على الصحة، إذ يمكن أنّ يؤدي تناول الوجبات السريعة على المدى القصير إلى زيادة الوزن وحب الشباب ورائحة الفم الكريهة والإرهاق وحدوث مشاكل في الأسنان ومشاكل أخرى شائعة، كما ويمكن أنّ يؤدي استهلاك الأغذية السريعة على المدى الطويل إلى الاصابة بمرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب ومرض الزهايمر والخرف وحتى بعض أنواع السرطان، فالشخص الذي يعاني من هذه المشاكل المتعلقة بتناول الأطعمة غير الصحية ولكنه غير قادر على تغيير عاداته فيجب عليه طلب المساعدة، إذ يوصى عادةً بخطة علاج توضع من قبل أشخاص مؤهلين للتغلب على اضطرابات الأكل.


الآثار الجانبية لإدمان الطعام

توجد العديد من الآثار المترتبة على إدمان الطعام في مختلف جوانب الحياة، وإذا تجاهل إدمان الطعام أو لم يعالج، فيمكن أنّ يؤدي إلى ظهور أعراض مزمنة ومدمرة، وإنّ فهم كيفية تأثير إدمان الطعام على الجوانب المختلفة من الحياة قد يشجع الحصول على المساعدة وحل المشكلة، وفيما يأتي بعض تأثيرات الإدمان على الطعام: [٤]

  • الآثار الجسدية: إذ إنّ لإدمان الطعام العديد من الآثار الجسدية السلبية على الجسم نتيجة الاستهلاك الفائض للطعام، وفيما يأتي بعض هذه الآثار:
  • التأثيرات النفسية: إذ يمكن أنّ يكون الإدمان مهددًا للصحة العقلية، خاصةً في حال وجود نقص في دعم الأشخاص المقربين أو عدم تقديم المساعدة الكافية، وفيما يأتي بعض هذه الآثار:
    • عدم تقدير الذات.
    • الاكتئاب.
    • نوبات الهلع.
    • زيادة الشعور بالقلق.
    • الشعور بالحزن، أو اليأس.
    • زيادة التهيج، خاصةً في حال عدم القدرة على الوصول إلى الطعام المرغوب بتناوله.
    • الانفصال العاطفي.
    • التفكير بالانتحار.
  • الآثار الاجتماعية: إذ يمكن أنّ يكون لإدمان الطعام تأثير على الحياة والعلاقات الاجتماعية، وتشمل:
    • انخفاض الآداء في العمل أو المدرسة.
    • العزلة.
    • الانفصال عن العائلة.
    • عدم التمتع بالهوايات أو الأنشطة التي كان يُستمتع بها مسبقًا.
    • تجنب الأحداث الاجتماعية أو الوظائف.
    • مشاكل مالية أو مهنية.


المراجع

  1. "What Is Food Addiction?"، foodaddictioninstitute، Retrieved 29-12-2019. Edited.
  2. ^ أ ب Tom Seymour (11-10-2017)، "Food addiction: What to know"، medicalnewstoday، Retrieved 29-12-2019. Edited.
  3. Kris Gunnars، BSc (11-11-2019)، "8 Common Symptoms of Food Addiction"، healthline، Retrieved 29-12-2019. Edited.
  4. "Food Addiction: Causes، Symptoms، Signs & Treatment Help"، eatingdisorderhope، Retrieved 30-12-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :