محتويات
أسلوب المشي
وصف الطبيب الإغريقي الشهير أبقراط المشي بأنه "أفضل علاجٍ طبي"، ولقد جاءت الأبحاث العلمية بعد ذلك لتؤكد على وجود فوائد وميزات كثيرة للمشي، خاصة فيما يتعلق بأمراض القلب وضغط الدم والسكري وصحة العظام، وغيرها من الأمور، لكن للمشي على الأقل أسلوبين أو طريقتين وليس أسلوبًا واحدًا؛ فهنالك المشي العادي الذي تمارسه طيلة حياتك وفي كل يوم تقريبًا، وهو يتضمن وضع خطوة أمام الأخرى ودفع الجسم إلى الأمام بسلاسة وبساطة، لكن وبجانب هذا الأسلوب، هنالك أسلوب آخر يُدعى بالمشي السريع الذي ينتمي إلى فئة الرياضات الأولمبية والترفيهية، وهنالك قواعد وأنظمة يجب على الرياضيين الالتزام بها عند ممارسته، وعلى أية حال، يبقى المشي أحد التمارين الرياضية الممتازة والمفيدة أيضًا، كما يُمكن للمشي أن يحرق الكثير من السعرات الحرارية في حال كنت تطمح إلى خسارة المزيد من الوزن[١].
طرق المشي الصحيحة
قد تتفاجأ عند معرفتك بأن للمشي طُرقًا وآليات معينة، وليس مجرد وضع قدم أمام أخرى فقط، وفي المناسبة فإن هذه الطرق والنصائح مفيدة جدًا في حال كنت ترغب بإنقاص وزنك وزيادة مستوى لياقتك البدنية أيضًا، ومن بين أهم هذه الطرق والنصائح[٢]:
- قف باستقامة: يتعود البعض منا للأسف على الانحناء أثناء المشي نتيجة لكثرة الجلوس بوتيرة منحنية أمام شاشات الحاسوب، وهذه الوضعية ليست مناسبة بالطبع بسبب الانعكاسات السيئة لها على وظائف التنفس وعضلات الظهر أيضًا.
- انظر باستقامة أو إلى أعلى: سيؤدي نظرك المستمر إلى الأسفل إلى وضع مزيدٍ من الضغط على رقبتك وأعلى ظهرك، لذا فإن من الأفضل تسليط عينيك على الأشياء التي أمامك بمسافة 3-6 أمتار؛ فذلك يجعلك قادرًا على رؤية العقبات التي أمامك ويحميك من المشاكل البدنية في الجزء العلوي من جسمك.
- إراحة كتفيك: ليس هنالك داعٍ لشد كتفيك وإنما يكفي أن يكونا في وضعيتهما الطبيعية في الخلف ودون الحاجة لدفعهما للأعلى باتجاه أذنيك أثناء المشي؛ لأن ذلك يؤدي إلى وضع مزيدٍ من الضغط على الجزء العلوي من جسمك أيضًا، ويحد من حرية الحركة لذراعيك.
- إراحة ذراعيك: امنح ذراعيك حرية التأرجح دون قيود من الكتفين وليس من مفصلي المرفق فقط، وبمقدورك أرجحة يديك أيضًا إلى الخلف والأمام وبوتيرة شبيهة ببندول الساعة أيضًا، وحاول ألا تجلبهما أمام جسمك أو صدرك أثناء المشي.
- حافظ على وضعية طبيعية لحوضك: لا بأس في شد عضلات بطنك قليلًا أثناء المشي، لكن ليس هنالك داعٍ لشد أو زم عظام المؤخرة أو جعل بطنك ينتفض إلى الأمام أو جعل ظهرك ينحني أو يتقوس أيضًا.
- اخطُ خطوتك بهدوء وروية: يجب عليك وضع كعب القدم على الأرض ثم السماح لأصابع القدم بملامسة الأرض، وليس وضع أخمص القدم مباشرة على الأرض بوتيرة مسطحة.
فوائد المشي بطريقة صحيحة
يُساهم التزامك بطريقة المشي الصحيحة والصحية في إكسابك شعورًا بالراحة والقوة والسرعة أيضًا، كما يجعلك تتنفس بوتيرة أكثر صحية، ويجلب الراحة لكتفيك ورقبتك، ويمنع إصابتك بآلام الظهر والورك، وفي المناسبة فإن طريقة المشي الصحيحة لا تصلح للمشي العادي فحسب، وإنما يُمكن لك اتباعها حتى أثناء استخدامك جهاز المشي الكهربائي أيضًا[٣]، وفي المحصلة فإن عليك توقع حصولك على مزيدٍ من الفوائد الصحية عند التزامك بالطريقة الصحيحة للمشي، مثل[٤]:
- إمدادك بمزيدٍ من الطاقة، بعكس المشي السيئ الذي يستهلك طاقتك.
- الحفاظ على صحة رئتيك وتسهيل العملية التنفسية برمتها.
- تعزيز قدرات دورتك الدموية على إمداد جسمك بالمزيد من التروية الدموية.
- منح الأعضاء التابعة لجهازك الهضمي مزيدًا من الراحة لأداء وظائفها الطبيعية على أكمل وجه.
- تقوية عضلات صميم أو لب الجسم التي تتضمن عضلات البطن.
- خفض فرص إصابتك بالصداع التوتري، الذي ينجم عن تعرض الرقبة للشد.
- الحفاظ على تراص أو اصطفاف عظامك ومفاصل جسمك بالوتيرة الطبيعية والمناسبة لها.
- خفض مستويات التآكل والانهيار التي تعرضت لها مفاصل وعضلات جسدك من قبل.
- حمايتك من آلام الظهر، والرقبة، والساق.
- التخفيف من شعورك بالإجهاد أو الإعياء وآلام العضلات أيضًا.
- التقليل من فرص إصابتك بالإصابات المباشرة.
- تحسين مستوى ثبات واتزان جسمك.
عادات خاطئة أثناء المشي
تزداد فرص إصابتك بالإصابات البدنية ومشاكل العضلات والعظام عند اتباعك لبعض السلوكيات الخاطئة أثناء المشي، منها[٤][٥]:
- النظر إلى الأسفل أو إلى هاتفك النقال؛ فذلك يضع حملًا إضافيًا على رقبتك.
- أخذ خطوات عريضة أو طويلة؛ فذلك يضع أيضًا حملًا إضافيًا على مفاصل قدمك السفلية.
- تقويس العمود الفقري أثناء المشي وتحريك الكتفين إلى الأمام.
- عدم المشي على الأرصفة وعدم المبالاة بحركة المرور.
- المشي في الظلام أو في الشوارع التي لا تمتلك إنارة مناسبة.
- ارتداء الأحذية السيئة أو غير المناسبة التي لا تمتلك تقوسًا مناسبًا لأخمص قدميك أو التي لا تمتلك حشوات إضافية لامتصاص القوة التي تتعرض لها قدميك أثناء المشي.
مَعْلومَة
يوجد أسلوب من المشي يُدعى بالمشي الشمالي Nordic Walking، الذي سيلزمك باستخدام قضبان أو عصا خاصة أثناء المشي، وللتّوضيح هو -شبيه بالتّزلّج على الجليد باستخدام العصا- من أجل تحريك الجزء العلوي من جسمك، ويشير مناصرو هذا النوع من المشي إلى كونه مفيدًا لتحسين قدراتك الطبيعية على المشي، ويجعلك تُمارس نوعًا مميزًا من التمارين الرياضية الممتعة وغير المجهدة، كما يدعي البعض أن بوسع هذا النوع من المشي حرق المزيد من السعرات الحرارية وبنسبة 46% مقارنة بالمشي العادي، فضلًا عن تحسين وضعية الجسم وتقليل حجم الضغط الواقع على المفاصل، ويرى البعض كذلك أن بوسع الجميع ممارسة هذا النوع من المشي، بما في ذلك الأفراد الذين يُعانون من مشاكل أو صعوبات حركية، ويرجع سبب ذلك إلى سهولة المشي نتيجة لاستخدام العصا أو القضبان التي تدعم الجسم، خاصة عند المشي فوق التلال أو الطلعات الصعبة، وهنالك من يتحدثون عن كون هذا النوع من المشي مفيدًا لتقوية وإظهار عضلات البطن أيضًا، وفي المناسبة، فإن هنالك جماعات كثيرة تهتم بهذا النوع من المشي، وهذا يُضفي نوعًا من التلاحم الاجتماعي بين ممارسي هذا النوع من المشي[٦].
المراجع
- ↑ William C. Shiel Jr., MD, FACP, FACR, "Walking"، Medicine Net, Retrieved 2-7-2020. Edited.
- ↑ "Perfecting your walking technique", Harvard Health Publishing, Retrieved 2-7-2020. Edited.
- ↑ Michele Stanten (17-6-2020), "4 Steps to a Great Walking Technique"، Very Well Fit, Retrieved 2-7-2020. Edited.
- ^ أ ب Daniel Bubnis, M.S., NASM-CPT, NASE Level II-CSS (16-1-2020), "How to Walk Properly with Good Posture"، Healthline, Retrieved 2-7-2020. Edited.
- ↑ "Exercise: Starting a Walking Program", University Health Services-University of California, Retrieved 2-7-2020. Edited.
- ↑ "What is Nordic Walking?", British Nordic Walking, Retrieved 2-7-2020. Edited.